قدم السفير الأوكراني المقيم بالقاهرة  ميكولا ناهورني نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية السوداني  المكلف سفيرا لبلاده مقيما بالقاهرة.

الخرطوم ــ التغيير

و أعلن ميكولا  أن اوكرانيا ستفتح سفارة مؤقتة لها فى بورتسودان خلال الاشهر القليلة القادمة.

وكان قد أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية بأن القوات الخاصة الأوكرانية تشارك في العمليات القتالية إلى جانب الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، في إطار استراتيجية تهدف إلى تقويض العمليات العسكرية والاقتصادية الروسية في الخارج.

ووصل الى مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية للسودان، الثلاثاء السفير الأوكراني المقيم بالقاهرة  ميكولا ناهورني  يرافقه المستشار السياسى بالسفارة  فولوديمير مارتينيوك  والقنصل الفخرى لاوكرانيا بالسودان  المهندس موسى محمد سعيد.

وسلم السفير وزير خارجية السودان المكلف ايضا رسالة من نظيره الأوكراني تتضمن دعوة للسودان لحضور قمة مبادرة اوكرانيا للسلام العالمي والتي ستعقد فى يونيو القادم.

وقدم ميكولا الدعوة لحكومة الإنقلاب في السوداني للمشاركة فى المبادرة الاوكرانية للغذاء والتي تواصلت اسهامات اوكرانيا فيها بتقديم شحنة جديدة متمثلة في 22 ألف طن من الدقيق الاوكراني للسودان وصلت اوائل الشهر لبورتسودان كمساعدات انسانية للسودان لظروف الحرب.

الى ذلك التقى السفير الاوكراني لدى السودان بالفريق ابراهيم جابر عضو مجلس السيادة الانقلابي وناقش معه اوجه التعاون المشترك بين اوكرانيا والسودان فى مختلف المجالات وخاصة مجالات إعادة الأعمار لا سيما وان البلدين يعانون من ويلات الحرب الان ويستشرفون بناء المستقبل.

والتقى ميكولا ناهورني سفير اوكرانيا لدى السودان ضمن سلسلة لقاءاته نائب المدير الاقليمى لبرنامج الغذاء العالمى فى بورتسودان خالد عثمان حيث ناقش معه توزيع المنحة الاوكرنية على الشعب السوداني.

واعقب اللقاء تسجيل زيارة لمخازن برنامج الغذاء العالمى فى بورتسودان بالاضافة الى تفقد لاحد مراكز إيواء النازحين بالمدينة للوقوف على انسياب توزيع الدقيق الاوكراني.

وكان رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان قد التقى في سبتمبر من العام الماضي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مطار شانون في أيرلندا عقب مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك وناقش معه التحديات الأمنية المشتركة وبالتحديد أنشطة الجماعات المسلحة غير المشروعة التي تمولها روسيا، وإمكانية تعزيز التعاون بين أوكرانيا والدول الأفريقية ويحتفظ السودان بتمثيل دبلوماسي منتظم مع اوكرانيا منذ العام 2012م عبر سفارته بالعاصمة “كييف”.

مشاركة في الحرب

 

ووفق لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، تأمل أوكرانيا من خلال قتالها إلى جانب الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، في جعل الحرب أكثر تكلفة بالنسبة لموسكو.

وأوردت “وول ستريت جورنال” في تقريرها: “عندما وجد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، نفسه محاصراً من قبل قوات الدعم السريع في عاصمة البلاد الصيف الماضي، اتصل بحليف غير متوقع للمساعدة: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.”

وناشد البرهان زيلينسكي طالبا المساعدة بعد أن قادم السودان بتزويد أوكرانيا سرا بالأسلحة في عام 2022، على أوردت الصحيفة الأميركية.

وبعد أسابيع قليلة من المكالمة، هبطت القوات الخاصة في السودان، وبدأت عمليات مطاردة قوات الدعم السريع من العاصمة السودانية، بحسب عدد من الجنود الأوكرانيين الذين شاركوا في العملية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأوكراني بدأ في تدريب الجنود السودانيين على بعض التكتيكات نفسها التي ساعتدهم على التصدي للجيش الروسي، بما في ذلك الطائرات المسيرة.

وأضافت أن الأوكرانيين ساعدوا في تسليم طائرات مسيرة تركية من طراز “بيرقدار” قادرة شن غارات جوية عالية الدقة في السودان في شهر فبراير الماضي.

الوسومأوكرانيا سفير فتح سفارة مشركة في الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوكرانيا سفير فتح سفارة

إقرأ أيضاً:

في حضرة المائدة المستديرة: السودان بين الحرب والسلام

الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة

في عالمٍ باتت فيه المآسي البشرية مجرد أرقامٍ في نشرات الأخبار، يقف السودان اليوم على مفترق طرق. "مقترح" مائدة مستديرة تجمع قوات الدعم السريع، قوى الحرية والتغيير، والحكومة السودانية " الجيش"، هي فكرة "موزوزه" قد تبدو كحلمٍ بعيد المنال، في نظر ما حاق بالجيش من هدر كرامة من جهة وما حاق بالشعوب من طرد من الديار وإبادة واغتصاب وعودة الي جواري الجاهلية وسوق النخاسة. ورغم هذا وذاك تترنح المعتقدات بين همز "النخبة" في التقسيم كمهر لوقف الحرب ولمز النصر العسكري الكاسح الذي يخفي معالمه قائد الجيش في ضبابية يعلم وحيها من يعلمه.

مآسي الحرب وندوبها العميقة
لا يمكن الحديث عن حلٍّ دون مواجهة إرث الحرب الذي أوجع السودانيين. مليشيا الدعم السريع التي حولت الخرطوم ومدناً أخرى إلى ساحات حرب، ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين. تقارير الأمم المتحدة ومجلس الأمن حافلة بوصف الفظائع، من اغتصاباتٍ جماعية إلى عمليات قتل جماعي، وصولاً إلى تهجير الآلاف من منازلهم. هذا النزف المستمر جعل من السودان مرادفاً للمعاناة الإنسانية في هذا القرن.
وفي المقابل، تقف الحرية والتغيير بمواقفها المتناقضة. تقاربها مع الدعم السريع، رغم خطابها المدني، يثير تساؤلات حول نواياها الحقيقية. فهي لم تكتفِ بمحاولات تحجيم الجيش، بل دعمت تدخلاتٍ دولية فتحت المجال لتأثيرات خارجية مشبوهة، أبرزها علاقة بعض قياداتها بالإمارات، التي يُتهم دورها بتعميق الانقسامات الداخلية

الجالسين على الطاولة: سيناريوهات الحوار
إذا جلس الجميع على الطاولة "خط المجتمع الدولي"، فإن أول ما يُثار هو موازين القوى. الدعم السريع سيحاول التمسك بمكاسبه على الأرض، بينما ستسعى الحرية والتغيير إلى فرض أجندة مدنية تُهمّش الجيش. أما الحكومة، فستقف في موقع المساومة بين الأطراف.
لكن المعضلة الأكبر هي غياب صوت الشعب. الأغلبية الصامتة التي تحملت وطأة الحرب ليست على الطاولة. وفي ذلك، تكمن نقطة الضعف الأكبر في أي اتفاق محتمل. فالمجتمع الدولي الذي طالما كان لاعباً رئيسياً عبر قرارات مجلس الأمن، والفيتو الروسي الذي عرقل تحركات لصالح الدعم السريع، لن يكون بديلاً عن إرادة شعبية حقيقية.

الاحتمالات: بين السلام الزائف والتغيير الحقيقي
• الجلوس إلى الطاولة “كمفروضة"
قد يُثمر عن اتفاق هش يقوم على تقاسم السلطة والمصالح بين الأطراف، دون معالجة امر تأسيس الدولة. سيظل الجيش مُحجّماً، والدعم السريع محتفظاً بنفوذه، والحرية والتغيير مكبلة بتوازنات داخلية وخارجية وتوجس الرفض الشعبي وتحفظات المفكرين.
• عدم الجلوس "كعنديه"
إذا استمرت الحرب هكذا دون حسم او منهج لاستسلام الدعم السريع، فإن السودان سيواجه خطر التفكك الكامل وهذا ما تطلبه "النخبة" لذلك كلما اغلق منفذ لمد الدعم السريع بالسلاح فتحت " النخبة" اخر، مما يؤدي الي توسع رقعة النزاع وارتفاع كلفة الأرواح والموارد. في هذه الحالة، ستتفاقم الأوضاع الإنسانية، وسيتحول السودان إلى ساحة صراع إقليمي ودولي مفتوح على قدر ما تتحمل "مفاصل" الباب من سعة مرونة.
الحل: إشراك الشعب في معادلة التغيير
إن الحل يكمن في العودة إلى الشارع السوداني. فالأغلبية الصامتة ليست فقط ضحية، بل هي مفتاح السلام. لا يمكن لأي مائدة مستديرة "مفروضة" أن تنجح دون تمثيل حقيقي للمجتمع المدني، ولجان المقاومة، وكل من دفع ثمن هذه الحرب.
يجب أن يكون الشارع السوداني المحرك الرئيسي لأي حل. كما يجب أن يتم استدعاء التجارب السابقة، من مفاوضات السلام في جنوب السودان والتجربة الرواندية إلى تقارير الأمم المتحدة، التي أكدت مراراً أن الحلول المفروضة من الخارج مصيرها الفشل.
النهاية: الوطن أولاً وأخيراً
السودان ليس بحاجة إلى مزيد من الاتفاقيات الهشة أو التدخلات الخارجية المشبوهة. بل يحتاج إلى قيادة وطنية حقيقية تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار. الجلوس إلى المائدة يجب أن يكون وسيلة لإنهاء الحرب بإرادة صوت الشعب وكتلته الحرجة، لا للحوار حول الكراسي والموارد الاقتصادية والإفلات من العقاب بدرق الوظيفة الدستورية وطول البندقية..
وفي كل هذا، يبقى السؤال الأكبر: هل سنشهد يوماً يُرفع فيه صوت الشعب فوق أصوات البنادق و "الكارتيلات"؟

quincysjones@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني …تاريخ مجيد
  • أين توارى مفتاح شفرة حرب السودان؟
  • الجيش السوداني… متى انتصر على تمرد لينتصر على الدعم السريع؟
  • صالون الإبداع السوداني يطلق نداء السلام ونبذ الكراهية في ذكرى رحيل الصادق المهدي
  • الخارجية السودانية تبحث مع الاتحاد الأوروبي سبل إنهاء الحرب
  • البرهان : الحرب في السودان ستظل مستمرة بسبب الدعم الخارجي
  • السفير "محمد طريق" يسلم أوراق اعتماده مفوضا لدى أذربيجان
  • وزير التموين يبحث سبل التعاون في مجال السلع الغذائية مع السفير الأوكراني
  • وزير الزراعة السوداني: السودان رغم الحرب زرع مساحات شاسعه تعادل 39 مليون فدانا لانتاج الحبوب الغذائيه
  • في حضرة المائدة المستديرة: السودان بين الحرب والسلام