بوابة الفجر:
2024-06-30@14:01:14 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: وجوه أخرى للمرأة !!!

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT



إستكمالًا لمقال الأمس عن الغيرة والشك ومحاكم التفتيش أكتب اليوم عن المرأة، فهى ليست ذلك الوجه الجميل " الممكيج" المتناسق، البديع "بدر البدور" أو التى تجلس بجانبك فى "الكوشة" فى ليلة العمر..
المرأة ليست هى القطة التى تحنو وتتمسح بين يديك، وتسعى لحنانيك !!.

ليس هذا هو وجه المرأة الوحيد.. يا ولدى !!! المرأة لها وجوه عدة، فالمرأة هى الأم والأخت، والزوجة، والأبنة، والعمة، والخالة،والجدة.

. وهناك أيضًا المرأة الصديقة، والزميلة، والخادمة !!

وكما للمرأة وجوه متعددة، فلها أيضًا أدوار متعددة فى الحياة، وتختلف المرأة حسب دورها، وحسب تأثيرها على هذا الدور، وتلعب هذه الأدوار فى الحياة،وتؤثر على مجريات حياة الرجل والأسرة والأمة كلها !!!
وهناك من وضع دساتير، وفلسفات، بأن المرأة هى المدرسة الأولى، وهى المحررة الأولى لمشاعر الرجل وهى... وهى...

ولعل الله العلى القدير فى القرأن الكريم، كرمها فى أياته، ووضع الجنة "تحت أقدام الأمهات " بقول المولى عزل وجل فى كتابه الكريم "ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا "صدق الله العظيم" وهنا جمعت الأية الكريمة بين المرأة  الأم والأب، ولكن فى الأحاديث النبوية، كانت المرأة الأم هى الأولى بالرعاية "أمك ثم أمك ثم أمك،ثم أبوك " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا كانت وستكون المرأة إلى يوم القيامة، فلا أمل لدى الرجل إلا أن يعايشها ويكيف نفسه حسب "قدره " وحسبما تيسر له من حظ فى المرأة التى ستلعب دورًا معه من أحد الأدوار المذكورة فى بداية المقال !!

فالمرأة يا ولدى ليست هى الجميلة "المأطأطة" التى  قادك حظك للعثور عليها، وهذا تعبير مجازى، فإنت لم تعثر عليها !!، بل هى التى عَثْرت عليك، وهى التى جاءت بك طالبًا قيامها بالدور، والمرأة الوحيدة التى لم تأتى أنت بها مجازًا "هى أمك"، فإنت مولودها وأنت قدرها، وهى قدرك!!

والمرأة يا ولدى هى التى تعتقد حينما أحببتها أنك خدعتها !!، وحينما تزوجتك تأكد بأنها خدعتك !! 
العاشق يا ولدى هو إنسان نائم فإذا تزوج أفيق(صحا)!!.
وصدقنى حينما تسمع زوجة أن صبرها على زوجها بلا حدود !!فإعلم أنها قد تجاوزت الحدود !!
وأكبر دليل على أن النصائح لا قيمة لها أن الناس ما زالوا يتزوجون !!!

المرأة هى "القدر " وهى الحياة حلوها ومرها، غناها وفقرها، صحتها ومرضها..
المرأة فى كل  الأدوار التى تقوم بها لا غنى عنها، وأسال فى ذلك أناس لم يتزوجوا !! بالقطع هم نصف أحياء.. وأسأل ناس "غليظى القلب" لا يسألون عن أمهاتهم، فهم فى جهنم وبأس المصير!! وهم فى الحياة قليلوا البخت، وغير محبوبين، فدعاء الأم شيىء لا يمكن أستيعاضه بشيىء !!وحينما تفقد "أمك" فأنت تفقد من يدعوا لك ليل نهار (دون حساب).
رحم الله أمى رحمة واسعة...


[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الدكتورة رانيا يحيى تكتب: من الكسر إلى النصر

على مدار عقود تجاوزت نصف القرن، ظل شهر يونيو عالقاً فى بؤرة العقل الجمعى العربى فى عمومه، والشعب المصرى خصوصاً، بكل ما يحمله من غصة وألم، حيث ارتبط بذكرى موجعة مسطورة فى التاريخ، حين تحققت النكسة والهزيمة فأوجعت الأمة العربية بأكملها عام 1967، واستمرت هكذا طيلة هذه السنوات، ولم تُضمَّد الجراح إلا بحلول النصر الأعظم فى أكتوبر 73، ولكن حين يحل علينا هذا الشهر نسترجع تلك الوجيعة، إلى أن جاء نصر آخر لا يقل أهمية باستعادة وطن تم اختطافه واحتلاله من جماعة فاشية إرهابية، نغَّصت علينا الحياة فى سنة هى الأعقد والأسوأ فى عمر بلدنا. أتذكر تلك الأيام القاسية، وما عانيناه كأسر وأفراد، وأيضاً كمؤسسات فى الدولة، وما انتابنى حينذاك من حزن كغيرى من المصريين أرَّقنا، ومخاوف ألهبت مشاعرنا على وطن استودعناه، وكنا لا نعرف كيف ستنقضى تلك الغمة، ومن أين يأتى الفرج.

لكن لأن الله سبحانه تجلى فى مصر، وذكرها فى كتابه العزيز، وقال عنها «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، تحققت كلمات الله، وقدَّرها عز وجل فى صورة قائد عسكرى محنك، خشى على وطنه، فقدم نفسه فداء، وضع كفنه على يده، ووقف فى مواجهة قاسية ومربكة للعدو المحتل والمغتصب لحكم مصر. وتبدل الحال بقدرة المولى، وخرجت الملايين من كل فج عميق إلى ميادين مصر من شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، فى مشهد مهيب يوم 30 يونيو 2013، لنودع انكسار هذا الشهر بذكرياته المؤلمة، لشهر الاحتفال والانتصار، شهر الأفراح وتبديد المخططات الصهيونية بأيادٍ مصرية.

لم تقتصر تلك الثورة على الرجال، وإنما لعبت المرأة المصرية دوراً لا يمكن نكرانه، أو اختزاله، حيث خرجت للشارع، مصطحبة أطفالها وجيرانها وأصدقاءها، وتوجهت للميادين، لتقف بعزة وكرامة وشموخ تنادى وتدافع عن حق وطنها، وتثبت أن المرأة المصرية على مدار التاريخ سيدة مواقف سياسية ورؤية مصيرية منذ حضارة أجدادنا قدماء المصريين ووصولاً للعصر الحديث، حيث ساهمت المرأة المصرية فى فك الحصار الأجنبى والاحتلال الغربى حين تصدت لرصاصات الاحتلال فى مسيرات تاريخية جسَّدتها ثورة 1919، واستمراراً لهذا الدور البطولى، اتكأت المرأة على بصيرتها وإيمانها بقدرتها فى التصدى وحماية أمتها، دون خوف أو ذعر، رغم محاولات زعزعة الثقة التى استمرت عبر كل الوسائل، والتهديد والوعيد الذى حاوطها، لكن لأنها قادرة على استشعار الخطر بالفطرة، كان رد فعلها لا يحتسب سوى مصلحة الوطن التى وضعتها المرأة المصرية فوق كل اعتبار، وبتكاتف الجميع شعباً وجيشاً وشرطة، وبريادة حكيمة تمتلك الرزانة والكياسة، امتلك القائد العسكرى زمام الأمور وتحقق الاستقلال من هذا المستعمر الظلامى الفاشى.

لحظات لا يمكن أن تُمحى، ذكريات عشناها بكل ما فيها من قلاقل، هيبة المؤسسات التى أبادوها، الحرائق المدمرة هنا وهناك، الارتباك الحادث فى شتى مجريات الحياة، ليخرج علينا بيان 3 يوليو، باعتباره المخلص من هذا الجحيم. وننجو جميعاً بمصر التى تستحق الحماية والرعاية، لتبدأ مرحلة جديدة من عمر الوطن، ويتغير الحال، وتصبح المرأة المصرية أيقونة تلك الثورة التى استُبدلت بصورة وردة، لتنطلق بإرادة سياسية تؤمن بدورها، فتمكنها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتستصدر التشريعات الموجبة لحمايتها، وتقدم لها جميع أشكال الدعم والرعاية، وتحقق لها التوعية اللازمة، ليصبح مؤشر قياس الفجوة بين الجنسين فى وضع أفضل نتيجة لما يتحقق على الأرض، فقد كانت المرأة المصرية محظوظة أن تعيش فى عصرها الذهبى فى ظل قيادة سياسية تؤمن بقدراتها، وتمنحها مكتسبات تسطرها صفحات التاريخ كشاهد على عصر التمكين، وأصبحت المرأة تتقلد أرفع المناصب كوزيرة ومحافظة، ومستشار السيد الرئيس للأمن القومى، وبلغت أعداد النساء تحت قبة البرلمان 28% فى الغرفة الأولى، و14% فى مجلس الشيوخ، كذلك زيادة أعداد نواب المحافظين والوزراء تأكيداً على الرغبة فى تأهيل المرأة، بل وتوليها أرفع المناصب، ولم تقتصر أشكال التمكين تلك على هذه الوظائف العليا، وإنما وصول المرأة لمنصتى النيابة العامة ومجلس الدولة بعد نضال استمر أكثر من سبعة عقود من الزمان، وزيادة أعداد التمكين القيادى للمرأة فى جميع القطاعات والوزارات دون تمييز، الذى ننطلق منه دستورياً، فليس هناك دليل قاطع على تلك الإرادة سوى مواد الدستور المصرى التى تحظر هذا التمييز، كذلك بلوغ التمكين للمجالات الاقتصادية والاجتماعية وتقديم الحماية الثقافية والتشريعية وفق استراتيجية النهوض بالمرأة المصرية 2030.

لقد كانت المرأة المصرية عموداً فقرياً فى نجاح ثورة المصريين فى الثلاثين من يونيو، وستظل المرأة دوماً هى الحصان الفائز فى أى رهان، مؤكدة على بطولتها وصمودها وبسالتها وإيثارها لصالح دولة عظيمة تستحق منها ومن الجميع مزيداً من العطاء، لأنها ببساطة شديدة «مصر كنانة الله فى أرضه، من أرادها بسوء قصمه الله»

مقالات مشابهة

  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان «4- 5»
  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان (4/5)
  • السفير الروسي في القاهرة يكتب: نعرض السلام على الغرب مرة أخرى
  • العصر الذهبى للمرأة.. 50 تكليفاً رئاسياً و٢٦ قانوناً وتعديلاً تشريعياً لتمكين المرأة
  • الدكتورة رانيا يحيى تكتب: من الكسر إلى النصر
  • الدكتورة مايا مرسي تكتب: تاريخ لن يُنسى!!
  • د.حماد عبدالله يكتب: هل لنا أن نحلم بمضاعفة إنتاجنا القومي !!