أفضل العبادة في الليل.. سُنة مهجورة يُغفل عنها قبل الفجر
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
يظل البحث عن أفضل العبادة في الليل مما يشغل ذهن الكثيرين، خاصة لمن أدرك فضل قيام الليل وعلم ما فيه من الفضائل والثمار، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أن في الليل ساعة يستجاب فيها للمسلم، فجاء:«ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له».
وفي بيان أفضل العبادة في قيام الليل، قالت دار الإفتاء خلال حديثها عن ما الذي يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أفْضَلُ العِبادَةِ قِراءةُ القُرآنِ»؟، إنه روى الإمام أبو نعيم في "فضائل القرآن" عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أفْضَلُ العِبادَةِ قِراءةُ القُرآنِ».
وأوضحت أن هذا الحديث يدلّ على أنَّ قراءة القرآن الكريم وتلاوته عبادةٌ من أفضل العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الاشتغال بقراءته أفضل من الاشتغال بجميع الأذكار إلا ما ورد بشأنه أمر خاص؛ قال الإمام المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 186، ط. مكتبة الإمام الشافعي): [(أفضل العبادة قراءة القرآن)؛ لأن القارئ يُنَاجِي ربه، ولأنه أصلُ العلوم وأُمُّها وأهمها؛ فالاشتغال بقراءته أفضل من الاشتغال بجميع الأذكار إلا ما ورد فيه شيءٌ مخصوصٌ؛ ومن ثَمَّ قال الشافعية: تلاوة القرآن أفضل الذكر العام] اهـ.
وقال الإمام ابن بطال في "شرحه على صحيح البخاري" (10/ 267، ط. مكتبة الرشد): [قال الثوري: سمعنا أن تلاوة القرآن في الصلاة أفضل من تلاوته في غير الصلاة، وتلاوة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم] اهـ.
قيام الليل.. حكمه وأفضل أوقاته عند جمهور العلماء المفاضلة بين طول القراءة في قيام الليل وكثرة عدد الركعات.. الإفتاء توضح أفضل العبادة في قيام الليلكما أشارت دار الإفتاء إلى أن قراءة القرآن والاستماع إليه قَبلَ أذان الفجر أمرٌ مشروعٌ بعُمُومِ الأدلة الشرعية التي جاءت في الحَثِّ على قراءة كتاب الله والاستماع له والإنصات إليه مُطْلَقًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، وقوله تعالى: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾ [الكهف: 27]، ولَم يأتِ ما يَمْنَعُ قراءةَ القرآن قَبلَ الأذان؛ ولذلك فإنَّ مَنْعَهُ هو المُخالِفُ للشرع، كما أنَّ الاجتماعَ لها مشروعٌ بعموم الأدلة التي جاءت في الحَثِّ على الاجتماع على الذِّكْرِ والقرآن؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» رواه مسلمٌ مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولَم يأتِ أيضًا ما يُخَصِّصُ الوقتَ لذلك.
ومِن المُقَرَّرِ أنَّ الأمرَ المُطْلَقَ يَقتَضِي عُمُومَ الأمكِنَةِ والأزمِنَةِ والأشخاص والأحوال، فلا يجوز تخصيصُ شيءٍ مِن ذلك إلَّا بدليلٍ، وإلَّا عُدَّ ذلك ابتِداعًا في الدِّين بِتَضْيِيقِ ما وَسَّعَهُ اللهُ ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم.
وشددت بِناءً على ذلك: فإنَّ قراءةَ القرآن قبل الأذان واجتماعَ الناس على سَمَاعِهِ هو أمرٌ مشروعٌ حَسَنٌ يَجمَعُ الناسَ على كتاب الله تعالى ويُهَيِّئُهُم لِأداءِ شعائرِ الصلاةِ والإمساك في الصيام، ولا إثم فيه ولا بدعة، وإنما البدعة في التضييق على المسلمين فيما فَسَحَ اللهُ تعالى لَهُم ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم، ويَجِبُ أنْ يُرَاعَى عند إذاعته ألَّا يَكُونَ مَصْدَرَ مُضَايَقَةٍ للمسلمين بِعُلُوِّ صوتِ مُكَبِّرِ الصوت، وأنْ يَكُونَ بِاختِيَارِ ذَوِي الأصواتِ الحَسَنَةِ مِن القُرَّاءِ كَمَا تَفعَلُ إذاعةُ القرآن الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قيام الليل أفضل العبادة قراءة القران أفضل العبادات دار الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم فی قیام اللیل أفضل من
إقرأ أيضاً:
كيف تهب ثواب قراءة القرآن لشخصين متوفين أو أكثر
أكد الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، أن إهداء ثواب قراءة القرآن الكريم للميت هو عمل مستحب، ويعود بالنفع على كل من القارئ والميت على حد سواء.
وأوضح وسام في فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على يوتيوب، أن من يقرأ القرآن ويهدي ثوابه للميت ينال هو أيضًا نفس الأجر، مشيرًا إلى الحديث الشريف: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا."
كيف تهب ثواب قراءة القرآن لشخصين أو أكثر؟
في سياق متصل، رد الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء، على سؤال حول إمكانية إهداء ثواب القراءة لأكثر من شخص، مؤكدًا أن ذلك جائز.
وأوضح أن القارئ يمكنه بعد الانتهاء من القراءة أن يدعو قائلًا: "اللهم أعط مثل ثواب قراءتي لفلان وفلان."
وأكد أن الله واسع الكرم، يمنح الثواب كاملاً لجميع الأشخاص دون أن ينقص من أجر القارئ شيئًا.
دعاء نهاية العام الميلادي .. فرصة لتجديد النية والتقرّب إلى اللهأدعية بداية العام الجديد 2025 للنفس والأبناء والزوج والشفاء من المرضالأعمال التي تصل إلى المتوفى
من جهة أخرى، أشار الشيخ أحمد وسام إلى أن هناك العديد من الأعمال التي يصل ثوابها إلى المتوفى، مثل الصدقة والدعاء.
واستشهد بحديث النبي ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له."
وأضاف أن أفضل ما يمكن تقديمه للميت هو الدعاء والاستغفار له، بجانب الصدقة بمختلف أشكالها، سواء كانت بالنقود أو الطعام أو الملابس.
كما أوضح أن أداء الحج أو العمرة عن الميت من الأعمال التي تنفعه وتُرفع بها درجاته.
الوفاء بديون المتوفى
أكد وسام أيضًا أهمية الإسراع في قضاء ديون الميت، إن كان عليه ديون، مشيرًا إلى أنه إذا لم يكن للميت مال يُسد منه دينه، فيجوز لأقاربه أن يتولوا سداد هذه الديون كصدقة جارية عنه، وهو من أعظم الأعمال التي يمكن أن تقدم له.
تأتي هذه التصريحات في إطار توضيحات دار الإفتاء حول العديد من القضايا التي تشغل المسلمين، مؤكدة أن الله سبحانه وتعالى واسع الكرم، يمنح الأجر كاملًا لكل من يعمل خيرًا سواء لنفسه أو لغيره.