وقعت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، مؤخراً، مذكرة تفاهم مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بهدف تقديم مبادرات نوعية من شأنها تعزيز مكانة دولة الإمارات على الخارطة العالمية في مجال الثقافة والإبداع.

وقع مذكرة التفاهم سعادة نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، وسعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، بحضور عدد من المسؤولين من كلا الجانبين.

وتتضمن مذكرة التفاهم عدداً من مجالات التعاون، بما في ذلك تبادل المعارف والخبرات، والتعاون في تنظيم المناسبات الثقافية المشتركة، والمشاريع الخاصة التي تهدف إلى إعداد نخبة من الكوادر الوطنية المؤهلة، والقادرة على تمثيل دولة الإمارات بكفاءة واقتدار في المحافل الثقافية الدولية.

وقال نيكولاي ملادينوف: “يؤكد هذا التعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون على التزامنا المشترك بتعزيز قطاع الثقافة والفنون في الدولة، ونهدف من خلاله إلى تنفيذ مبادرات استراتيجية من شأنها تسليط الضوء على الهوية الثقافية الفريدة لدولة الإمارات، وتعزيز الوعي حول الدور الحيوي الذي تلعبه الدبلوماسية الثقافية في بناء المواهب والكفاءات الإماراتية من أجل المساهمة في دعم اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة في الدولة”.

من جانبها، قالت سعادة هدى إبراهيم الخميس :”ملتزمون بالنهج الثابت لدولة الإمارات في مدّ جسور التعاون مع مختلف دول العالم التي تشاركها رؤيتها في بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، ونعمل مع شركائنا في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية المركز العالمي للتميز الدبلوماسي، لترسيخ مكانة الدولة حاضنة للإبداع ووجهة عالمية للثقافة والفنون، عبر تحفيز جهود الدبلوماسية الثقافية وتعزيز الحضور الإماراتي في العالم”.

وأضافت: “يشمل تعاوننا المشترك تنظيم الأحداث الثقافية السنوية وتطوير وتنفيذ برامج التوعية الثقافية لطلاب أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، لتعزيز وعيهم بدور الثقافة والفنون، وإطلاق المبادرات البحثية والبرامج والفرص التدريبية لإشراكهم في مبادرات الدبلوماسية الثقافية التي ننظّمها محلياً وعالمياً كمبادرة الفنون في السفارات التي تعدُّ المبادرة الأولى من نوعها لتحفيز التبادل الثقافي “.

وتقدم أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية برامج تدريبية متنوعة ومتكاملة حول مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع الثقافة والفنون وعدد من القطاعات الحيوية الأخرى، بهدف تزويد الدبلوماسيين بالمعارف والمهارات اللازمة والقدرة على التكيف في ظل التعقيدات والتطورات التي يشهدها العالم اليوم.

وتتماشى هذه الشراكة مع مساعي الأكاديمية للعمل بشكل وثيق مع الجهات المحلية المختلفة لإعداد جيل مؤهل من القادة الدبلوماسيين في القطاع الثقافي.

عقب توقيع مذكرة التفاهم، استضافت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية سعادة هدى إبراهيم الخميس في جلسة تفاعلية في “المجلس الدبلوماسي”، وهي مبادرة أطلقتها الأكاديمية العام الماضي لإتاحة مساحة للدبلوماسيين المستقبليين للتعلم من رواد المجال الدبلوماسي والمؤثرين في قطاعي الثقافة والفنون.

ومن واقع تجربتها الشخصية، أكدت سعادتها خلال الجلسة أهمية تعزيز الإبداع والثقافة والفنون متعددة التخصصات لدورها في توفير فرص فريدة للدبلوماسيين للمساهمة في رسم ملامح ومستقبل المشهد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، والإسهام في تعزيز الحضور الإماراتي في الخارج من خلال التعريف بمنجز الثقافة والفنون وتسليط الضوء على نهضة المعارف والصناعات الإبداعية في الإمارات. وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ميقاتي: عنوان طرابلس عاصمة للثقافة العربية لا ينتهي في عام

كرم وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، في إحتفال أقيم  برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، شخصيات ساهمت في إنجاح فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024، في قاعة المؤتمرات في معرض رشيد كرامي الدولي.
 
وفي كلمة مسجلة، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي :" كنا قد حددنا موعدا سابقا للقاء معكم ولقاء احبتنا في مدينة طرابلس من المكرمين ومن فعاليات المدينة الأحب ومعالي وزير الثقافة القاضي محمد مرتضى، ولكن طرأ موعد  اضطرنا للانتقال الى العاصمة السورية دمشق".
 
أضاف :"ثم إرتأينا ان يكون الموعد اليوم ولكن الظروف التي تعلمونها قاهرة حالت دون ان نلتقي وانا معكم في لقاء مفعم بالمودة  والصلة التي لا تنقطع.
 
ولذلك أطل عليكم، لاوجه لكم تحية صباحية ولاشكر معكم اولا باول معالي الوزير المرتضى على العمل الكبير الذي قام به وما وضعه دائما في سلم اولوياته حتى اصبح شعار وزارة الثقافة مدينة طرابلس .

ولم يدخر معالي الوزير اي جهد الا وقام به مؤكدا محبته للمدينة وقد سعى بجهد ليؤكد وليبرز دور مدينة طرابلس وصفتها كعاصمة للثقافة العربية دائمة".
 
وتابع :"وتعلمون بالطبع الظروف التي لحقت بلبنان وما نالنا من عدوان اسرائيلي غاشم ذلك فيما كنا نتمنى للبنان ان يكون العام المنصرم عاما أفضل وان تشع طرابلس اكثر فاكثر لانها هي تختزن الثقافة في تاريخها وفي ثقافتها وفي سلوك ابنائها وفي تعاملها مع الناس.
 
وقال :انني أتوجه من هنا الى أحبتنا المكرمين، وأحيي ايضا كل من تعاون مع معالي الوزير الذي وضع لجانا وتعاون مع الجميع ليكونوا في خدمة مدينة طرابلس".
 
وختم ميقاتي :"أيها الاحبة، ان عنوان طرابلس عاصمة للثقافة العربية لا ينتهي في عام ولا حتى في سنوات عدة، فنحن في عمل مستمر لنعبر حقيقة عن هذه المدينة التي لقبت بمدينة العلم والعلماء عن حق وهو لقب وعنوان في محله وموضعه، آملين ان نكون جميعا يدا واحدة لتحقيق كل ما يخدم مدينة طرابلس.

المرتضى 
واستهل الوزير المرتضى كلمته، بالقول :"طرابلس صاحبة السلطان الثقافي.
لم تطرح طرابلس يوما عباءة سلطانها الثقافي الذي توارثته جيلا عن جيل وحضارة عن حضارة، حتى أفضت بها العصور إلى أن تصير عاصمة الثقافة العربية للعام الماضي، وعاصمة الثقافة اللبنانية للأعوام قاطبة. تلك عباءة مطرزة بعطر الليمون وسلام الزيتون، وميراثٍ من علاقات إنسانية عاشتها الفيحاء، في داخلية برها وفي انسكابها على امتداد الشاطئ والجزر. عباءة ألقاها على كتف المدينة ناس علماء نهلوا من جميع المعارف، وآخرون بسطاء، على الرغم من اتساع حاجاتهم إلى التنمية، ما برحوا يتوج عزائمهم رجاء الغد الأفضل. وبهذه الصورة البهية صارت طرابلس التعبير الثقافي الأفصح والأبلغ عن معنى لبنان".
 
أضاف :"بالأمس في ذروة العدوان على لبنان، فتحت طرابلس دورها ومدارسها وقلوب أهليها لإخوتهم الذين اضطرهم القصف الإسرائيلي التدميري إلى النزوح من مناطقهم طلبا للأمن والطمأنينة. هكذا أثبتت هذه المدينة أنها تعيش فعلا ثقافة اللقاء الوطني، لا بل تدرسها لجميع أهل الأرض، بالممارسة اليومية والخبرةِ الحياتية، لأنها مدينة مؤمنة بالفطرة أن الناس كلهم عيال الله وأن أحبهم إليه أنفعهم لعياله".
 
وأضاف :"دخل اللبنانيون مطالع هذه السنة وهم مستبشرون بإنجازِ انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، وتكليف الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة العتيدة؛ وهذان استحقاقان مفصليان طال انتظارهما، يرجى منهما أن يكونا فاتحة لعهد جديد من الإصلاح والتنمية. 
فالانقسام العمودي الذي شطر الحياة السياسية في لبنان، والذي دعونا كثيرا إلى الخروج منه، أثبت أن التوافق والتلاقي على القيم الوطنية العليا، وعلى مصالح الناس الحياتية هو وحده الذي ينقذ الوطن ويضمن المستقبل. وإذا كانت القوى السياسية اللبنانية قد اختلفت كثيرا حول معنى السيادة، كما حول معاني غيرِها من القضايا الوطنية، فلقد أثبتت الأحداث أن المعنى المباشر للسيادة يتمثل في ردع العدوان الصهيوني، كما في منع أي كان من التدخل في الشؤون الداخلية".
 
وتابع المرتضى :" إن جميع القوى السياسية باتت مقتنعة بذلك، وبأن الدولة القوية الجامعة حاجة ملحة لحماية الناس كل الناس. وهذا هو الأمل العريض الذي يتلجلج في صدور المواطنين وينتظرون تحقيقه في العهد الرئاسي الجديد الذي سيعمل الجميع على إحاطته ومساعدته في سبيل إنقاذ لبنان".  

وأردف:" نلتقي اليوم في معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي حول جردة حساب وبيانٍ ثقافي.
أما جردة الحساب ففيها اعترافٌ بما شهدَته الفيحاء من حَراكٍ ثقافي حي، لا على امتداد العام ???? فقط، بل قبله وبعده. فلقد عرَفَت المدينة نشاطات في مختلف ميادين المعرفة والفنون، زخرت بها بيوتها ومنتدياتها، وهذا سيتم توثيقُه بكل تأكيد. لكن حسبي أن أذكّر هنا، على وجه السرعة بأن الفعاليات الثقافية في ليالي طرابلس ونهاراتها، لم تقتصر على الاحتفالات الرسمية فقط، فلقد كان للمجتمع الطرابلسي الدورُ الأفعلُ والأهم في ذلك الحَراك، وهذا ما يجب الاعتراف به وتقديره وتشجيعه. فالحقيقة أن الثقافة ليست عملًا رسميًّا تتولاه الدولة بأجهزتها وإداراتها. إن الثقافة عملية خلقٍ وإبداعٍ وإعادةُ ترتيبٍ لمفردات الحياة، وهذا لا يتم له نجاحٌ إلا متى انتهجَ سبيلَ الحرية. من هنا نشدّ على أيدي جميع العاملين على تنمية الحياة الثقافية في طرابلس، وفي لبنانَ كله، لأننا مؤمنون بأن نهر الثقافة يتكوّن من أمواج شتى وينابيع كثيرة، تلتقي من شِعابٍ هنا وسواقٍ هناك لتصُبَّ معًا في بحر الحضارة الإنسانية".  

وإستطرد المرتضى:"وأما البيان الثقافي فإعلانٌ بأن وزارة الثقافة ممتنة جدًّا لجميع الذين أسهموا في إنجاح العام المنصرم، بالعمل أو بالتخطيط أو بالمشورة أو بالمواكبة، وما هذا الاحتفال في عمق حقيقته إلاّ تعبيرٌ قليل عن التقدير الكبير لكلِّ جهدٍ بُذِل، ما أثمرَ منه وما لم يزلُ قيد الدراسة أو التحقيق.

كمثل قرارنا إنشاء متحف في طرابلس يضمّ ما أمكن من موروثها الغني عبر العصور، وقرارنا الآخر تشكيل مجمع للغة العربية في لبنان، بمناسبة إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024 ، نظرا لما تختزن الفيحاء في عمق أعماق وعيها ووجدانها، من التزام قاطع بالعروبة انتماء ونهج حياة. هذان القراران نأمل أن يريا سبيلهما إلى التنفيذ العملي قريبا إن شاء الله بعناية الحكومة القادمة".

وأشار الى "واقع الامر  من المكرمين: "يبقى في ختام هذه الكلمة، أن أشير إلى أننا سنكرم بعد قليل مجموعة من الأصدقاء الذين عملوا معنا بجهد ونشاط لإنجاح الفعاليات الثقافية في المدينة خلال العام المنصرم. ومع علمنا بأن كثيرين غيرهم جديرون بالتكريم، على ما أسدوا من أياد بيض على هذه المدينة الفيحاء، يبقى أن ندون بحبر الأسف والحزن، أن رجاء كان يتملكنا هو أن تكون السنة الماضية فرصة لانطلاق التنمية في طرابلس على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، كما على الصعيد الثقافي".

وختم وزير الثقافة :"لكنه رجاء لم يتحقق، وإذا أردنا أن نفتش عن الأسباب المباشرة لم نجد إلا إسرائيل وعدوانها المتمادي على كل عناوين التنمية والسيادة والعيش الكريم، فإنها بحربها على لبنان دمرت الكثير من المقدرات والأحلام والرجاءات، إلا واحدا لا يزال على كل لسان وفي كل قلب، هو أننا، لا سيما بوحدتنا، عليها منتصرون.

سلام على الفيحاء منذ بركات الزيتون في أبي سمرائها، حتى انكسارات البحر على جزرها ومينائها. سلام عليكم وإلى لقاءات ثقافية أخرى دائما".
 
 

مقالات مشابهة

  • أمير الشرقية يستقبل الفائزين من “ثقافة وفنون” الدمام
  • “أبوظبي للتنمية” يستعرض جهود الإمارات الريادية في تعزيز الأمن المائي
  • أكاديمية أنور قرقاش تستضيف ممثلي أكاديميات دبلوماسية إقليمية
  • معرض “حديقة المعادن” في أبوظبي يجمع بين الفن والاستدامة
  • وزير الخارجية يشارك في جلسة عامة بعنوان “الدبلوماسية في أوقات الفوضى” بمنتدى دافوس 2025
  • أكاديمية أنور قرقاش تعزز تعاونها مع مؤسسات دبلوماسية إقليمية
  • "دبي للثقافة والفنون" تعرض إبداعات 15 إماراتياً في باريس
  • تعاون بين «بيئة أبوظبي» و«الدار» و«الإمارات للطبيعة»
  • ميقاتي: عنوان طرابلس عاصمة للثقافة العربية لا ينتهي في عام
  • أمير الشرقية يستقبل الفائزين من جمعية الثقافة والفنون بالدمام في مهرجان الرياض للمسرح