تجربة بكين .. تعبئة السوق بالسيارات الكهربائية الرخيصة وإنهاء الاستيراد
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
استفادت الصين من التحول الصافي الصفري لتدشين موجة إنتاج للسيارات الكهربائية التي تنتقل من الصفر إلى 60 في غمضة عين، وهي الآن على وشك تغيير ملامح صناعة السيارات العالمية بشكل يتجاوز كل التوقعات.
التحول الصافي الصفري هو مصطلح يستخدم لوصف تطور التكنولوجيا والتحولات في الاقتصاد نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة.
يعني التحوّل الصافي الصفري الانتقال من الاعتماد على الوقود الأحفوري والانبعاثات الضارة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين، مما يؤدي في النهاية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية إلى الصفر أو الحد الأدنى الممكن.
بعد تأمين التحول إلى الطاقة الكهربائية بنجاح في سوقها المحلية، بدأت القوة الآسيوية العظمى في مسعاها لتحقيق هيمنة أوسع على صناعة السيارات التي تمثل قيمتها 2.6 تريليون دولار.
وتقوم بغمر الأسواق الناشئة والاقتصادات الغربية على حد سواء بالسيارات الكهربائية بأسعار تنافسية بشكل كبير.
تكشف تقارير جديدة صادرة عن وكالة الطاقة الدولية (IEA) عن مدى تقدم الصين في السيطرة على سوق السيارات الكهربائية.
الصين تتفوق على منافسيها
تجاوزت الصين عمالقة صناعة السيارات المعتمدين، مثل فورد ونيسان، مع تحول النقل البري عبر أكبر تحول منذ إطلاق أول طراز T من خط إنتاج ديترويت في عام 1908.
تعتبر الصين بالفعل أكبر سوق في العالم للسيارات الكهربائية من حيث حجم المبيعات.
وتظهر الأرقام المنشورة في تقرير توقعات السيارات الكهربائية العالمية السنوي الصادر عن وكالة الطاقة الدولية أن 60% من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية العام الماضي كانت في الصين، بينما تمثل أوروبا 25% والولايات المتحدة 10% فقط.
ويعكس ذلك جزئيا حجم السوق: حيث يبلغ عدد السكان في الصين 1.4 مليار نسمة، ومع ذلك، يزداد الطلب على السيارات الكهربائية بسرعة أيضا.
وكانت أكثر من واحد من كل ثلاثة تسجيلات للسيارات الجديدة في الصين العام الماضي عبارة عن سيارات كهربائية. وقد ارتفعت هذه النسبة إلى أكثر من 40% لأول مرة في بداية عام 2024.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيارات الكهربائية الصين مبيعات السيارات أسعار السيارات استيراد السيارات السیارات الکهربائیة
إقرأ أيضاً:
تحليل: ترامب يراهن على التقرب من روسيا لإضعاف الشراكة بين بكين موسكو
بكين "أ ف ب": إن كان التقارب المفاجئ الذي باشره دونالد ترامب مع روسيا سيؤدي حتما إلى إعادة رسم العلاقة بين موسكو وبكين، فمن غير المرجح برأي خبراء أن يؤثر على شراكتهما المتينة.
ابتعد الرئيس الأمريكي عن ثلاث سنوات من الجبهة الغربية الموحدة التي تشكلت بوجه الغزو الروسي لأوكرانيا، مستبعدا في الوقت الحاضر كييف والأوروبيين من مفاوضات سلام قد تصب لصالح الكرملين.
وسيكون لهذا النهج انعكاسات على الصين، الشريكة الأساسية التي توجهت إليها روسيا عندما فرض عليها الغرب عقوبات اقتصادية شديدة وعزلة دبلوماسية.
ورأت يون سون من مركز "ستيمسون" الأميركي للدراسات أن "اعتماد روسيا على الصين سيتراجع تلقائيا" بعد إيجاد تسوية للنزاع.
وأوضحت أن "روسيا معروفة تقليديا بمهارتها في المناورة الدبلوماسية والتلاعب الاستراتيجي"، وإن كانت حرمت من هذه القدرة خلال الحرب في أوكرانيا، فإن "هذا المجال سيتاح من جديد عندما تتحسن العلاقات الروسية الأمريكية".
تدعو الصين إلى احترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول، بما يشمل أوكرانيا، وتؤكد أنها طرف محايد في النزاع من دون أن تندد علنا بالغزو الروسي، لا بل عززت علاقاتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية مع موسكو.
وأثار هذا الموقف انتقادات من الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن ومن الأوروبيين الذين دعوا باستمرار الدبلوماسية الصينية إلى الضغط على روسيا لوقف الحرب.
ومع فتح ترامب باب التفاوض مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم تعد بكين تبدو في موقع الوسيط، أقله على المدى القريب.
"النأي بالنفس"
وحمل هذا التغيير في النهج الأمريكي بعض المحللين السياسيين على إقامة مقارنة بين سياسة الإدارة الحالية وسياسة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون الذي قام في 1972 بزيارة مفاجئة إلى الصين شكلت مدخلا للاعتراف الدبلوماسي وسمحت للولايات المتحدة بمباغتة الاتحاد السوفياتي وعزله في وقت كان على خلاف مع الصين.
وهذا ما يوحي بأن التقارب الحالي بين ترامب وبوتين قد يجذب موسكو إلى واشنطن ويقوض العلاقة الصينية الروسية.
لكن إليزابيث فيشنيك من معهد ويذرهيد إيست إيجيان في جامعة كولومبيا لفتت إلى أن هذه المقارنة تنم عن "قراءة خاطئة للتاريخ" لأن الصين في عهد نيكسون كانت "ضعيفة ومعزولة" وتخشى اندلاع حرب مع الاتحاد السوفياتي.
أما اليوم، فالصين قوة عظمى وتقيم علاقات وثيقة مع موسكو، خلافا لما كانت عليه الحال في الماضي.
ورأى ألكسندر غابويف مدير مركز كارنيغي لروسيا وأوراسيا، ومقره في برلين، متحدثا لوكالة فرانس برس أن روسيا "ستحاول حتما أن توهم ترامب بأنها تريد أن تنأى بنفسها عن الصين".
لكنه شدد على أن موسكو تعتبر بكين دعامة لاستقرارها بمواجهة ترامب الذي يبقى خاضعا لاعتبارات تتعلق بالانتخابات.
وتساءل "لماذا يجازفون ويختلفون مع بكين، في حين أنهم يعولون عليها بصورة متزايدة وأن اقتصاديهما متداخلان ويتقاسمان هدفا إستراتيجيا هو إضعاف هيمنة الولايات المتحدة؟".
اتصال بين شي وبوتين
كذلك رأت يون سون أن واشنطن لن تتمكن من "تقويض التحالف بين روسيا والصين المبني على مصالح عميقة وثابتة" لكنها قد تنجح في "بلبلة طبيعة هذا التعاون ومداه".
وفي مؤشر إلى متانة العلاقات الصينية الروسية، جرت مكالمة هاتفية الإثنين بين الرئيسين شي جينبينغ وفلاديمير بوتين.
وأثنى شي بهذه المناسبة على "الجهود الإيجابية" التي تبذلها موسكو ودول أخرى لإيجاد تسوية في أوكرانيا فيما "أطلعه" بوتين على مضمون المحادثات التي جرت مؤخرا بين روسيا والولايات المتحدة.
ووصل الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو الجمعة إلى بكين حيث التقى شي جينبينغ ووزير الخارجية وانغ يي.
وهذه ثاني زيارة يقوم بها شويغو إلى بكين خلال ثلاثة أشهر، في مؤشر إلى تكثيف الحوار بين البلدين وفق وسائل الإعلام الروسية.
واعتبرت اليزابيت فيشنيك أنه بنظر الصين "السيناريو الأمثل سيكون احتفاظ روسيا بما كسبته من أراض في أوكرانيا وعودتها إلى صفوف الأسرة الدولية".
وتابعت أن هذا "سيحض كذلك القادة الصينيين على ضم الأراضي التي يطالبون بها هم أنفسهم بعيدا عن أي عقاب"، في إشارة إلى تايوان.
وقال تشاو لونغ من معاهد شانغهاي للدراسات الدولية أن بوسع الصين لعب دور في تسوية النزاع من خلال تشجيع الحوار بين الطرفين أو "تقديم منصة" للتفاوض.
كما لفت إلى أن الصين بإمكانها المساعدة في تنظيم عمليات حفظ السلام في أوكرانيا بعد الحرب و المساعدة في إعادة إعمار البلاد "من خلال الاستفادة من المزايا التنافسية للشركات الصينية".
ب