اختتمت أعمال المنتدى الخليجي الثاني للمترولوجيا، الذي استضافته وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالتعاون مع التجمع الخليجي للمترولوجيا ومجلس أبوظبي للجودة والمطابقة ممثلاً في معهد الامارات للمترولوجيا، وبحضور أكثر من 200 من المسؤولين والخبراء المحليين والدوليين لمناقشة دور القياس في تعزيز القدرات الصناعية ودعم الاستدامة والبيئة.

تضمن المنتدى الذي عقد على مدى يومين تحت شعار “المترولوجيا من أجل الاستدامة”، مجموعة من الجلسات النقاشية والعروض الفنية، وتطرق إلى أحدث التطورات والابتكارات في مجال المترولوجيا (علم القياس)، لرفع الوعي بأهميتها في دعم البنية التحتية للجودة في القطاع الصناعي والتكنولوجي وتحفيز الابتكار للوصول الى منتجات أكثر تنافسية.

وأوصى المنتدى بضرورة دعم معاهد القياس الوطنية الناشئة (NMIs) في دول مجلس التعاون الخليجي لتمكينها من تأسيس قدراتها في مجال القياس بالتعاون مع التجمع الخليجي للمترولوجيا، وإنشاء برامج تدريبية ومنح دراسية لمتخصصي القياس من خلال تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية ومعاهد المترولوجيا، وكذلك تعزيز مشاركة الشباب سعياً إلى تحقيق الاستدامة على المدى الطويل، وأخيراً زيادة التوعية المجتمعية ببرامج علم القياس لتعزيز أهمية المترولوجيا في مختلف القطاعات.

وجاءت استضافة دولة الامارات لهذا المنتدى الدولي تعزيزا لما حققته في مؤشر البنية التحتية للجودة للتطور المستدام الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “UNIDO “والشبكة الدولية للبنية التحتية للجودة /INet QI/ اذ حققت الدولة المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والـ 11 عالمياً في هذا المؤشر الدولي التنافسي الذي يعد أداة فعالة لمقارنة كفاءة البنية التحتية للجودة في دول العالم، لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وهو ما يعكس القدرات الإماراتية المتقدمة في منظومة البنية التحتية للجودة.

وناقش المشاركون في اليوم الأول، أحدث التطورات والتوجهات في مجال المترولوجيا مثل برامج التحول الرقمي ودور المترولوجيا في إزالة العوائق امام التجارة الدولية وفي تعزيز الاقتصاد الوطني وحماية حقوق أطراف التبادل التجاري، بالإضافة إلى دور المترولوجيا في مجال البنية التحتية للجودة واستراتيجية المترولوجيا على صعيد المحلي والاقليمي والدولي والتأكيد على أهمية القياسات في قطاعات الصناعة والرعاية الصحية والطاقة والبيئة، وضرورة تعزيز التعاون بين المتخصصين في مجال المترولوجيا ودعم الابتكار من أجل تطوير تقنيات قياس جديدة.

– الكفاءة والاستدامة..

وخلال الحدث، أكد سعادة عمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن المنتدى مثل فرصة فريدة لمناقشة أحدث الاتجاهات والتحديات والفرص في مجالات المترولوجيا، كما عزز من الجهود التكاملية لاستكشاف الحلول المبتكرة والتقنيات الداعمة لأداء وكفاءة واستدامة القطاع الصناعي والإنتاجي.

وأشار سعادته إلى أن نتائج القياس الدقيقة تعد ركيزة أساسية للمساهمة في تعزيز الصناعة المستدامة، ولهذا تركز الوزارة على التنسيق والتعاون مع الشركاء على المستويين الإقليمي ولدولي للارتقاء بمنظومة البنية التحتية للجودة، في المواصفات، والتشريعات الفنية، وأنظمة وبرامج المطابقة والاعتماد.

ونوه سعادته بالدور الريادي لمنظومة البنية التحتية للجودة في دولة الإمارات في تعزيز الثقة في المنتجات وتحسين الكفاءة الإنتاجية، ودعم جهود الاستدامة والابتكار والبحث والتطوير، ضمن رؤية استراتيجية وطنية للارتقاء بمخرجات القطاع الصناعي الإماراتي، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية.

– منصة للتعاون..

من جهته، أكد سعادة سعود بن ناصر الخصيبي، رئيس هيئة التقييس الخليجية، على أهمية المنتدى كمنصة للتعاون والابتكار، بما حمله من فرصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال التقييس، من أجل تعزيز الممارسات المستدامة وإحداث تغيير إيجابي وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.

وأشار إلى أن المقاييس تلعب دوراَ محورياً في تحقيق الاستدامة في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع الصناعة والرعاية الصحية والبيئة وإنتاج الطاقة النظيفة، لافتاً إلى أن القياسات الدقيقة ضرورية لضمان الكفاءة والسلامة والاستدامة.

– دعم الابتكار ..

إلى ذلك، أكد سعادة سعيد محمد المهيري المدير التنفيذي لمعهد الإمارات للمترولوجيا، التابع لمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، أن المنتدى سلط الضوء على أهمية القياسات في قطاعات الصناعة والرعاية الصحية والطاقة والبيئة، بما يشجع تعزيز التعاون بين المتخصصين في مجال المترولوجيا ودعم الابتكار لتطوير تقنيات قياس جديدة تلبي احتياجات القطاعات المختلفة.

وأضاف سعادته ان أجندة المنتدى والمبادرات المطروحة فيه مثلت فرصة للتفاعل وتبادل الخبرات بين المشاركين من الإمارات ومختلف دول العالم، وستسهم في تعزيز دور المترولوجيا في دعم التنمية المستدامة وتحقيق التقدم الاقتصادي والتكنولوجي في دولة الإمارات والمنطقة الخليجية نظرًا لأهمية المنتدى وتأثيره، ونحن واثقون من أن المنتدى الخليجي الثاني للمترولوجيا يمثل عنصرا داعماً لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة في هذا المجال الحيوي، بما ينعكس على تعزيز القدرات الصناعية، ودعم جهود الاستدامة والابتكار في المنطقة.

– مستقبل مستدام..

وشهد المنتدى العديد من الجلسات النقاشية حول دور علم القياس في تشكيل مستقبل مستدام، شارك فيها سعادة الدكتورة فرح الزرعوني، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المواصفات والتشريعات في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والدكتورة آنا سيبيونكا، مدير الاتصال الدولي في المكتب الدولي للأوزان والمقاييس، والدكتور مارتين ج.ت. ميلتون، مدير المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM)، والسيد باول ديكسون، مساعد مدير المنظمة الدولية للمترولوجيا القانونية (OIML)، والبروفيسور فرانك هاريج رئيس الاتحاد الدولي للقياس IMEKO.

– مذكرتي تفاهم..

وشهد المنتدى توقيه مذكرتي تفاهم، سيتعاون من خلالهما التجمّع الخليجي للمترولوجيا مع الاتحاد الدولي للمترولوجيا في تبادل المعلومات والخبرات وتسهيل البحوث في مجال علم القياس، وتعزيز التعاون بين المختصين والخبراء، كما شملت اتفاقية التعاون التقني بين التجمّع الخليجي للمترولوجيا ورابطة مختبرات الاتحاد الأوروبي تركيز التعاون في اللجان الفنية الرئيسية في كلا المنطقتين، حيث تتماشى الاتفاقيتان مع التزام دولة الإمارات والتجمّع الخليجي للمترو لوجيا بتبادل الخبرات والتجارب مع هذه المنظمات، وذلك لتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الصناعي.

– دور الشباب..

وفي إطار توجهات تمكين الشباب في قطاع المترولوجيا، شهد المنتدى جلسة نقاشية للشباب في مجال المترولوجيا، انطلاقاً من الدور المحوري الذي يلعبه الشباب في دفع عجلة الابتكار وتشكيل مستقبل المترولوجيا، وشكلت الجلسة منصة للمهنيين الناشئين في مجال المترولوجيا لمشاركة وجهات نظرهم وخبراتهم. بالإضافة إلى مناقشة التحديات والفرص في ضوء التطورات المتسارعة في مجال علم القياس. الذي يتماشى مع مبادرة المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM Young Metrologist 2050+.

وحظي المنتدى بدعم المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالمترولوجيا التي سعت الى تمثيلها في المنتدى من خلال مشاركة مدراء كل من المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM) و المنظمة الدولية للمترولوجيا القانونية (OIML)، ومدير الاتحاد الدولي للقياس (IMEKO) وأمين عام هيئة التقييس الخليجية ورئيس رابطة المختبرات الاوروبية وEUROLAB ، ومديرو هيئات التقييس الوطنية في دول مجلس التعاون. ، بالإضافة الى منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO).


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

جلسة حوارية في صلالة لدعم المشاريع الصغيرة وتعزيز الاستدامة الصناعية

في أجواء رمضانية مميزة، احتضنت غرفة تجارة وصناعة عُمان -فرع محافظة ظفار- جلسة حوارية مهمة جمعت نخبة من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث ناقش المشاركون أبرز التحديات التي تواجه المشاريع التجارية والصناعية، وفي مقدمتها صعوبة التمويل وارتفاع تكاليف الإيجار. ولم تكن الجلسة مجرد استعراض للمشكلات، بل كانت منصة ديناميكية لطرح الحلول المبتكرة، حيث تم تسليط الضوء على آليات جديدة لتخفيض التكاليف وتحفيز إنشاء مسرعات أعمال صناعية، تسهم في تعزيز الاستدامة وتطوير القطاع الصناعي بالمحافظة.

مبادرات رائدات لتحفيز الاستثمار الصناعي

تم خلال الجلسة استعراض أهم مبادرات 2025 الاستراتيجية، والتي تستهدف دعم أصحاب المشاريع وتعزيز بيئة الأعمال في ظفار خلال عام ٢٠٢٥م. وتواجدت خلال الجلسة شركة نماء للخدمات ظفار، لتقديم منتجاتها والتي من شأنها تقديم الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال حزم مخصصة لهذه المؤسسات، مع تقديم الشرح وتوزيع منشورات للحضور.

كما شهدت الجلسة تفاعلاً واسعًا من قبل المشاركين الذين أكدوا على أهمية توفير بيئة استثمارية جاذبة، تقوم على منظومة دعم متكاملة تشمل الجوانب المالية والإدارية والاستشارية، بما يضمن استدامة المشاريع على المدى الطويل. كما شدّدوا على ضرورة الإنصات المستمر لمقترحات المستثمرين ورواد الأعمال، لتحقيق تكامل بين القطاعين العام والخاص في رسم سياسات تعزز الابتكار والتنافسية داخل القطاع الصناعي.

وأكد غازي سعيد الحمر مدير غرفة التجارة والصناعة بمحافظة ظفار، على الدور المحوري للشباب في بناء مستقبل الاقتصاد المحلي، مشددًا على ضرورة الاستماع إلى آرائهم وتطلعاتهم. وقال خلال الجلسة: "أنتم المستقبل، وأنتم من سيقود عجلة التنمية في هذه المحافظة. نحن هنا لدعمكم والاستماع إلى أفكاركم، ونعمل جاهدين على توفير المنصات المناسبة لتعزيز مساهمتكم في دفع عجلة الاقتصاد". وأوضح الحمر أن الغرفة تعمل وفق رؤية اقتصادية استراتيجية طويلة المدى، تستهدف تحسين البيئة الاستثمارية وتعزيز التكامل بين القطاعين العام والخاص. كما أشار إلى أن هذه المبادرات تأتي في إطار تمكين رواد الأعمال وتقديم الدعم المستدام لهم لضمان نجاح مشاريعهم.

وفي ختام كلمته، شدد الحمر على أن الغرفة التجارية ليست مجرد جهة تنظيمية، بل هي شريك حقيقي في النجاح، داعيًا إلى استمرار مثل هذه الجلسات الحوارية، لما لها من دور في خلق بيئة اقتصادية أكثر مرونة وابتكارًا، تدفع بعجلة التنمية نحو آفاق جديدة.

تحفيز الاستثمار وخلق بيئة أعمال تنافسية وتأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة مبادرات غرفة تجارة وصناعة عمان لتعزيز الاستثمارات الصناعية، وخلق بيئة أعمال تنافسية تدعم الابتكار والتطوير المستدام في السلطنة. وتؤكد هذه الجهود على التزام الغرفة بتمكين رواد الأعمال، وتوفير المناخ الملائم للنمو الاقتصادي، عبر دعم المشاريع الواعدة التي تشكل حجر الأساس لاقتصاد متنوع ومستدام.

مقالات مشابهة

  • ‎رئيس هيئة الشراء الموحد يبحث تعزيز التعاون الصحي مع وفد سيراليون
  • اختتام مناورات “الحزام الأمني البحري 2025” بين روسيا والصين وإيران
  • مسؤولان كبار في مجال الإغاثة لمجلس الأمن الدولي: المتحاربون في السودان يذكون أزمة المساعدات “الأشد تدميرا” في العالم
  • جلسة حوارية في صلالة لدعم المشاريع الصغيرة وتعزيز الاستدامة الصناعية
  • المغرب يدعو في الدورة الـ 68 للجنة الأمم المتحدةإلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الاتجار بالمخدرات
  • الرعيض يبحث مع سفير مالطا تحضيرات المنتدى الليبي الأوروبي الثاني للطاقة
  • أمير منطقة المدينة المنورة يرعى افتتاح أعمال منتدى “منافع”
  • رئيس “الغذاء والدواء” يبحث تعزيز التعاون مع وكالة الأدوية والأجهزة الطبية اليابانية ووزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية
  • المنتدى الاستراتيجي العربي يناقش دور استشراف المستقبل في تعزيز صناعة القرار
  • “البيئة” تعلن نجاح توطين زراعة نبات الشيا للإسهام في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاستدامة البيئية بالمملكة