إندونيسيا تعلن سوبيانتو الرئيس الثامن للبلاد
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
كوالالمبور (وكالات)
أخبار ذات صلةأعلنت هيئة الانتخابات العامة الإندونيسية بشكل رسمي، أمس، أن برابوو سوبيانتو هو الرئيس الثامن للبلاد بعد رفض المحكمة الدستورية الطعون المقدمة من مرشحين مهزومين للرئاسة فيما يتعلق بنزاع الانتخابات الرئاسية في فبراير الماضي.
وقال رئيس هيئة الانتخابات العامة الإندونيسية هاشم أسياري إنه «تم اختيار سوبيانتو ونائبه جبران راكابومينغ راكا ليكونا الرئيس ونائب الرئيس للفترة من 2024 حتى 2029 بنحو 96 مليوناً أو ما يقرب من نسبة 59% من إجمالي الأصوات».
وتعهد سوبيانتو بالنضال من أجل جميع الإندونيسيين، داعياً إلى الوحدة بين النخب السياسية لدفع البلاد إلى الأمام في الوقت الذي يسعى فيه إلى تعزيز نفوذه البرلماني قبل توليه منصبه في أكتوبر.
وقال سوبيانتو «سأثبت أنني سأناضل من أجل جميع الإندونيسيين، بما في ذلك أولئك الذين لم يصوتوا لي»، مضيفاً «إذا أرادت إندونيسيا البقاء وأن تصبح دولة مزدهرة فيجب على جميع النخب أن تعمل معاً». وتعهد بالقضاء على الفقر والفساد وتحسين حياة جميع الإندونيسيين. ومن المقرر أن يتم تنصيب سوبيناتو، الذي يشغل حالياً منصب وزير دفاع الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، في 20 أكتوبر المقبل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إندونيسيا انتخابات إندونيسيا الانتخابات الإندونيسية برابوو سوبيانتو
إقرأ أيضاً:
غزة عندما يستعملها خائنوها
لا جديد يأتي من الشارع التونسي، فكلما اشتد أوار القصف على غزة يخرج التونسيون متظاهرين يعربون عن تضامن، وكلما هدأ القصف أو تقطع يسكنون إلى مهاجعهم ويكتفون ببعض الكلام، لكنهم إذا خرجوا لم يخرجوا مع غزة فعلا، بل يخرجون ضد بعضهم البعض مستعملين غزة خاصة وفلسطين عامة موضوعا للتكايد السياسي والمزايدة بالصوت.
في الهجوم التدميري الجاري (أول شهر نيسان/ أبريل 2025) خرج التونسيون للشوارع متفرقين يكيدون لبعضهم بغزة. ولا شك أن الصهيوني يرى ويضحك ويطمئن بأن هذا الشارع وأمثاله لا يخيفه بل يقدم له الصورة التي يرغب. يمكن لمن يكتب في الغرض أن يجزم بأن كل الشوارع العربية متشابهة وتنتج نفس الممارسات. غزة ومآسيها ذريعة حرب داخلية؛ لا نافذة لوحدة شعبية ولتضامن مبدئي، لقد احتربوا قبل غزة بالديمقراطية حتى خربوها..
شرخ اليأس المطلق..
قضية فلسطين فرقت النخب العربية في الوقت الذي كان يجب أن توحدهم في معركة تحرير، والنخب مزقت الشعوب التي جمعتها فلسطين منذ النكبة
قضية فلسطين فرقت النخب العربية في الوقت الذي كان يجب أن توحدهم في معركة تحرير، والنخب مزقت الشعوب التي جمعتها فلسطين منذ النكبة. منذ أكثر من نصف قرن ذهبت نقاشات النخب إلى صورة فلسطين بعد تحريرها (دولة علمانية أو دولة إسلامية)، وهي لا تزال ترزح تحت الاحتلال. كل الذين قالوا لنحررها أولا ولنترك لشعبها حرية الاختيار رُجموا بالطفولية السياسية وقُمعت أصواتهم وهذا أسوأ من وضع العربة أمام الحصان.
نقرأ الآن في مواقع كثيرة أن حركة حماس لم تستشرنا عندما أطلقت معركتها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وليس لها علينا الآن أن نتضامن معها. الغريب أن من يقول ذلك كتب آلاف الصفحات في شرعية الكفاح المسلح طريقا وحيدة للتحرير، وعندما يواجَه هؤلاء بعبثية الحل السلمي الذي نراه في الضفة (مخرجات أوسلو السلمية) يهربون إلى أن حماس ورطت الشعب الفلسطيني في معركة الإخوان المسلمين، وهو النقاش الذي يعيدنا إلى العام سبعين بل إلى ما قبله.
كثيرون ممن يقول ذلك الآن يمجدون شجاعة تونسيين هاجروا سنة 1948 سيرا على الأقدام إلى فلسطين لإسناد جهادها. ما الفرق بين أولئك وحماس الآن؟ كثيرون يكتبون الآن أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على حق إذ تشارك في معركة الطوفان وأن موتاها شهداء، لكن أن تكون حماس في المعركة فهذه معركة الإخوان المسلمين العملاء وصناعة الإمبريالية، وأن كل المعركة تأتي ضمن أجندة منسقة مع الأمريكي بل مع العدو لتخريب معركة التحرير. مظاهرات تونس يوم الخامس من نيسان/ أبريل أعادت التعبير عن هذه المواقف الثابتة مند أكثر من نصف قرن، فتمزق الشارع الشعبي الذي نزل يتضامن بقلبه.
وصف عبد الوهاب المؤدب، وهو مفكر تونسي يعيش في باريس وكان يكتب بفرنسية متينة في جريدة لوموند سنة 2014، أن حروب غزة ليست إلا صناعة برنوغرافيا سياسية تروجها حماس؛ لأن حماس جسم غريب عن الشعب الفلسطيني وعن نضاله. والمؤدب هذا مصدر إلهام دائم للموقف النخبوي التونسي الذي خرج يتعاطف مع غزة ويرفع شعار: يا غنوشي يا سفاح.
هذا الشرخ الذي يعاود الظهور مع كل تجدد لمأساة فلسطين غير قابل للتجسير، فقد توسع حتى دمر كل فعل وكل أمل في أن يكون هناك شارع عربي يقف فعلا في معركة تحرير فلسطين. والعدو يراقب ويسعد بالشرخ.
غزة ذريعة للاستئصال
هذه قناعة تترسخ كل يوم وتجليها المواقف الظرفية. كتب المؤرخون وسيكتبون دوما أن الربيع العربي انطلق من خارج حوانيت اليسار العربي ومن خارج حوانيت الإسلاميين، ولكن أصحاب هذه الحوانيت أفلحوا في اصطياد اللحظة الشعبية وجرها إلى معاركهم الأزلية، فأُفرغ الربيع العربي من مضمونه الاجتماعي وتطلعاته الديمقراطية، وطُمست المعارك البينية في كل قُطر واختفى شعار الشعب يريد تحرير فلسطين، وهو شعار خرج من قلوب الشعوب لا من عقول النخب المتقاتلة.
تحريف المعركة أعاد نظام العسكر في مصر (وتونس)، ونظام العسكر كما يشاهد الجميع لا يقف على الحياد بل يحارب مع العدو ويتفوق عليه في الحصار وقطع أسباب الحياة عن غزة. نظام العسكر المصري قطع رأس الإخوان في مصر وتونس، لذلك يحظى بتقدير عال عند تونسيين لا يرون في حرب غزة إلا احتمال قوة للإخوان وتوابعهم في تونس (إذا انتصرت حماس في غزة استقوى الإخوان في مصر وتونس)؛ هذه هي خلفية التحركات الانفصالية الاستئصالية، الآن وأمس وغدا.
إنهم يكذبون على غزة
نهم يكذبون على غزة، فهم لا يخرجون من أجل غزة ولا من أجل قضية إنسانية، إنهم يتخذون غزة ذريعة لرفع شعارات استئصالية تسبق كل احتمال ظهور إسلاميين في الشارع
كيف يستقيم الأمر عند من يقف مع السيسي منذ 30 يونيو ويبارك فعله ويقف مع غزة؟ وكيف يستقيم الأمر عند من ساند انقلابا على الديمقراطية في تونس، والانقلابات كانت عمليات كسر لظهر غزة؟
عندما ذاع نبأ استشهاد محمد مرسي في سجنه تداعى تونسيون إلى حفلات شواء ونبيذ للاحتفال بالحدث، بعض هؤلاء ظهروا في مظاهرات الخامس من نيسان/ أبريل مساندين لغزة. إنه التناقض الراسخ بين اليسار ونخب التحديث أو العلمانيين العرب (وهي أجسام هيولية مشبوهة الولاء) وبين الإسلاميين.
أحد الموقفين يلغي الآخر، فمع أي طرف يقف الذين يخرجون نصرة لغزة الطوفان فيصرخون بقتل الغنوشي (الإسلامي) ويرقصون على جثة مرسي الإخواني؟ إن المنطق الذي يوجه هذه المواقف يصيب المتابع بالجنون، وينتهي بإفقاده الأمل في قيامة شارع عربي موحد حول فلسطين وحول الديمقراطية.
إنهم يكذبون على غزة، فهم لا يخرجون من أجل غزة ولا من أجل قضية إنسانية، إنهم يتخذون غزة ذريعة لرفع شعارات استئصالية تسبق كل احتمال ظهور إسلاميين في الشارع. فأي ظهور قد يتعاطف فيه الناس مع غزة، فيجدون أنفسهم غير معادين لحماس (الإخوانية)، وهو التعاطف الذي قد يشمل إسلاميين آخرين فيزيدهم قوة. غزة ليست هدفا هنا، غزة وسيلة لحرب استئصالية محلية نراها في تونس ونتوقعها في أكثر من موضع، والعدو يتابع ويسعد ويقر..
وتونس خاصة والعرب عامة مكبلون بهذا التناقض لا يجدون منه فكاكا، وقد أفشل عملية التحول نحو الديمقراطية التي أطلقها الربيع العربي، ويُفشل كل عملية تضامن في قضايا التحرر والانعتاق من الاحتلال في فلسطين وفي تونس.
لن نتوقف عن فضح هذا التناقض الذي أزرى بكل أمل في الديمقراطية والتحرر، ولن نتوانى عن اتهام النخب اليسارية والقومية بخيانة المعركة القومية فقد نجونا من خطابهم وتحررنا من وهم أنهم طليعة تحرير. لقد حررتنا غزة إذ عرّفتنا بمن معها ومن عليها في صدام الشوارع الصادقة.