الثورة نت:
2025-02-07@05:25:34 GMT

فلسطين.. (هرتزل) والحلم الاستعماري

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

 

بعد مؤتمر (بازل) في سويسرا الذي ترأسه الصهيوني (هرتزل) المدفوع من القوى الاستعمارية الغربية وأمريكا وضعت أمام المؤتمرين عدة خيارات للوطن القومي للصهاينة منها كالفورنيا الأمريكية وجنوب أفريقيا وثالث كان في أمريكا اللاتينية، وأثناء ما كان هرتزل مسافراً على متن أحد القطارات بين ألمانيا والنمسا، صادف في القطار أحد رجال الأعمال الألمان الذي تحاور مع هرتزل واقترح عليه أن تكون (فلسطين هي الوطن البديل لليهود)، لما لها من إرث تاريخي وارتباط ديني، لحظتها اضطر (هرتزل) لمغادرة القطار والعودة إلى ألمانيا ومنها إلى لندن، طارحا الفكرة على أحد أفراد أسرة (روتشيلد) الذي بدوره نقل الفكرة لكبار المسؤولين البريطانيين، الذين استحسنوا الفكرة وأعطوها بعدا آخر، وهو البعد الاستعماري بأهدافه الجيوسياسية، في تأمين مصالح بريطانيا تحديدا – التي كانت حينها قد خطت خطوة نحو مصالحة أوروبا وإيقاف عجلة العنف والصراعات داخل الجغرافية الأوروبية – وأن يكون الكيان المزعوم إنشاؤه بمثابة الحارس للمصالح الاستعمارية ناهيكم عن أنه سيشكل حاجزا جغرافيا يحول دون التقاء الجغرافية العربية، وسيعيق فكرة وحدة العرب إن فكروا يوماً بالتوحد وإعادة دولة الخلافة، إلى جانب إعطاء الكيان الجديد في المنطقة مهمة استعمارية عضوية ووظيفية ترتكز وتتمحور في حماية المصالح الاستعمارية في المنطقة ويكون هذا الكيان بمثابة قاعدة عسكرية للاستعمار في قلب الوطن العربي يفصل الجغرافية العربية ويعزل المشرق العربي عن المغرب العربي، وبهذا تضمن أوروبا الاستعمارية والغرب عدم قيام كيان عربي موحد يتصدى لمخططاتها الاستعمارية، سواء تحت راية (الوحدة العربية) أو راية (الخلافة الإسلامية)، إضافة إلى جعل هذا الكيان حارسا للتمزق العربي وراعيا للصراعات بين المكونات العربية مذهبياً وطائفياً وانعزالياً وفرض كل عوامل التخلف داخل المجتمعات العربية، فيما تعزز قدرات الكيان الدخيل ليكون بمثابة القوة الضاربة في المنطقة ومنحه كل مقومات السيطرة والنفوذ والتفوق بكل صوره على دول المنطقة، لكن وقبل الإفصاح عن هوية الكيان ودوره وعلاقته بالمحاور الاستعمارية، كان على القوى الاستعمارية العمل على إيجاد أنظمة وظيفية وربط وجودها استراتيجياً وديمومتها بديمومة وجود الكيان المزمع إنشاؤه، وهكذا تزامن وعد (بلفور) المشؤوم مع اتفاقية (سايكس -بيكو) وتأسيس (نظام آل سعود) ومنحه السيطرة علي المقدسات الإسلامية في (مكة والمدينة) وإزاحة (الشريف حسين) عنهما بعد مذابح ارتكبها أتباع بن سعود، مذابح ربما فاقت بوحشيتها أو تماهت مع المذابح الصهيونية بحق أبناء فلسطين في (دير ياسين وكفر قاسم) .

.
عملت بريطانيا التي كانت تستعمر وتحتل غالبية أجزاء الوطن العربي على إعادة هيكلة الجغرافية العربية بما يتسق مع مصلحة الكيان المزمع تأسيسه على الجغرافية العربية في فلسطين.
وفيما كانت الجاليات اليهودية في أوروبا تمثل حالة قلق وإزعاج للمجتمعات الأوروبية، وكانت رغبة المجتمعات الأوروبية تتصاعد في التخلص من الكانتونات اليهودية، ومع انهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى بدأ المخطط الذي مولته أسرة (روتشيلد اليهودية البريطانية) التي أسست الوكالة اليهودية وكلفتها بتنظيم حركة الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتواطؤ بريطاني استعماري، إلى جانب تحمس (الشيوعيين الروس) الذين كانوا يخططون لقيام مجتمع شيوعي نموذجي في فلسطين يمثل رؤيتهم في إنشاء النموذج الشيوعي لمجتمع الطبقة العاملة النقي من الأفكار الرجعية والثقافة الاستعمارية..
استغلت الوكالة اليهودية والقائمون عليها هذا النزوع لدى أركان الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، فعملت على استقطاب الرموز اليهودية في مفاصل الحزب الشيوعي السوفييتي ودفعتهم لتأسيس مجموعة شيوعية بين اليهود المهاجرين لفلسطين، في ذات الوقت الذي راحت فيه هذه المنظمة تشكل مجاميع يهودية بنمط العصابات المسلحة، فتشكلت مجموعة من هذه العصابات مثل (هاجاناه.. شيترن.. إرجون.. بيتار.. بلماح)، حيث عملت بدعم وتواطؤ من الاحتلال البريطاني على ارتكاب أبشع المجازر بحق الشعب العربي في فلسطين من سكان المدن والقرى والكفور والضّيَع، مذابح بشعة ذهب ضحيتها ليس المئات من أطفال ونساء فلسطين وشيوخها، بل آلاف الضحايا، فيما أبناء فلسطين كانوا عزلاً ليس لديهم أسلحة يدافعون بها عن أنفسهم، ومن كان ميسور الحال وتمكن من شراء بندقية بدائية كان الاستعمار يصادرها ويحكم على كل فلسطيني ضبطت لديه بندقية بالسجن لسنوات..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حين تكشف أمريكا عن وجهها الاستعماري وتستبدل بـ"مبادئ القانون" "شريعة الغاب"

 

ترامب يسعى لفرض واقع جديد بالقوة في فلسطين

الرئيس الأمريكي يريد غزة "ملكية طويلة الأمد" ونشر قوات عسكرية في القطاع

اليمين المتطرف الإسرائيلي يتعهّد بـ"دفن فكرة الدولة الفلسطينية"

رفض عربي قاطع لتهجير الفلسطينيين والسيطرة الأمريكية على غزة

مسلسل التهجير بدأ منذ نكبة 1948 بمباركة أمريكية لطمس الهوية الفلسطينية

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كانت خطوة ضمن خطط السيطرة الإسرائيلية على كامل فلسطين

 

الرؤية- غرفة الأخبار

رغم الرفض العربي القاطع للمساعي الإسرائيلي والأمريكية لتهجير الفلسطينيين خارج حدود أرضهم، والتأكيد على ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية استنادا إلى القوانين الدولية، يصرّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تأجيج الأزمة التي يعيشها الشرق الأوسط بتصريحاته التي يسعى من خلالها إلى فرض واقع جديد بالقوة عبر السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين.

وصرّح ترامب عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض: "أرغب في رؤية مصر والأردن يستقبلان سكانا من غزة، وأعتقد أن سكان القطاع يجب أن يحصلوا على أرض جيدة وجديدة"، كما دعا إلى أن تكون غزة "ملكية طويلة الأمد" لبلاده.

وإلى جانب الرفض والاستنكار العربي القاطع، عبرت دول أجنبية عن رفضها أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم، وطالبت بالعمل على تجسيد حل الدولتين ومنح الفلسطينيين فرصة العيش في دولتهم، مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وتركيا والصين وروسيا وأسكتلندا والبرازيل، إلى جانب منظمات مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والعفو الدولية.

ولم تكن المساعي الأمريكية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وسرقة الوطن الفلسطيني لصالح إسرائيل وليدة اللحظة، بل تعد الولايات المتحدة شريكا أساسيا في طمس الهوية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا، رغم انتهاء عصور الاحتلال في العالم كله.

ومنذ اليوم الأول للنكبة عام 1948، بدأ المشروع الصهيوني لتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم لإقامة دولة إسرائيل، وتم تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية، واستُبدلت بأسماء ومستوطنات إسرائيلية جديدة بهدف مسح الهوية الثقافية والجغرافية الأصلية لفلسطين.

واستولت إسرائيل على القدس وسط محاولات لتهويدها بالكامل من خلال تغيير أسماء الشوارع والمناطق وهدم الأحياء الفلسطينية التاريخية، وتبارك أمريكا هذه المساعي والخطط وخاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قرر في ولايته الأولى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في اعتراف ضمني بضم المدينة لإسرائيل.

وبالنظر إلى غزة، فإن مساعي التهجير والسيطرة على القطاع لم تبدأ منذ السابع من أكتوبر 2023، بل منذ بدء حصار القطاع عام 2007 بهدف شلل الاقتصاد في القطاع وتقييد حركة الأفراد والبضائع ومنع إعادة الإعمار حتى يضطر السكان إلى الهروب من القطاع.

ودائما ما يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترسيخ مفهوم صعوبة إعادة إعمار غزة، وأنه من الأفضل للفلسطينيين ترك هذا القطاع المدمر والانتقال إلى مناطق أخرى توفر لهم حياة جيدة، الأمر الذي يكشف أطماعه الاستعمارية في سرقة أراضي ودول الآخرين لإنشاء المشاريع الاستثمارية التي دائما ما يتحدث عنها.

كما أنه أعرب عن أمله بإمكانية نقل الفلسطينيين من غزة وإعادة تطوير المنطقة من قبل الولايات المتحدة، وأن تكون لها في القطاع "ملكية طويلة الأمد"، مضيفا أن القيام بذلك من شأنه أن يخلق "آلاف الوظائف"، ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار غزة.

ولقد رحّب وزراء يمينيون متطرفون في إسرائيل بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، المدمَّر بسبب الحرب، بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتطويره اقتصادياً.

وتعهَّد الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الأربعاء، بالعمل على "دفن" فكرة الدولة الفلسطينية "الخطيرة بشكل نهائي".

وأضاف سموتريتش، في كلمة مصوَّرة عبر حسابه على "تلجرام": "الخطة التي قدَّمها الرئيس (دونالد) ترمب، الثلاثاء، هي الرد الحقيقي على السابع من أكتوبر 2023"

وفي سياق متصل، أشاد إيتمار بن غفير، وزير الأمن العام الإسرائيلي السابق والسياسي اليميني المتطرف، بتصريحات ترامب عن ضرورة "إعادة توطين" سكان غزة خارج القطاع، ووصفه بأنه "الحل الوحيد".

من جهتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأربعاء رفضها وإدانتها الشديدة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى احتلال الولايات المتحدة قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني منه.

وقالت الحركة في بيان إن "تصريحات ترامب عدائية تجاه شعبنا وقضيتنا، ولن تخدم الاستقرار في المنطقة، وستصب الزيت على النار"، مضيفة أن "الشعب الفلسطيني وقواه الحية لن يسمحا لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا أو فرض وصاية على شعبنا".

ودعت حماس إدارة ترامب إلى التراجع عن تلك التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني.

كما طالبت بموقف عربي وإسلامي ودولي حازم يحفظ الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس.

مقالات مشابهة

  • الأزهر: فلسطين جزء لم ولن يتجزَّأ من منطقتنا العربية
  • «اتحادي المعلومات الجغرافية» يشارك في اجتماع بجدة
  • حين تكشف أمريكا عن وجهها الاستعماري وتستبدل بـ"مبادئ القانون" "شريعة الغاب"
  • الشعبية: تصريحات ترامب إعلان حرب على شعبنا وغزة عصية على المشاريع الاستعمارية
  • قيادي بـ«مستقبل وطن»: المشروع الأمريكي الإسرائيلي امتداد للنهج الاستعماري
  • عضوب بـ«النواب»: تصريحات ترامب تكشف النوايا الاستعمارية.. والشعوب العربية لن تقبل
  • تقرير: غزة تدخل إمبراطورية ترامب الاستعمارية
  • أستاذ علاقات دولية: مصر تسعى لدعم فلسطين عبر القنوات المفتوحة مع الدول العربية
  • فلسطين تشارك في أعمال الدورة (٥٥) للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في الكويت
  • ‏كتلة "القوة اليهودية" في الكنيست تتقدم بطرح مشروع قانون يقضي بتشجيع "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة