الثورة نت:
2024-11-26@17:43:43 GMT

فلسطين.. (هرتزل) والحلم الاستعماري

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

 

بعد مؤتمر (بازل) في سويسرا الذي ترأسه الصهيوني (هرتزل) المدفوع من القوى الاستعمارية الغربية وأمريكا وضعت أمام المؤتمرين عدة خيارات للوطن القومي للصهاينة منها كالفورنيا الأمريكية وجنوب أفريقيا وثالث كان في أمريكا اللاتينية، وأثناء ما كان هرتزل مسافراً على متن أحد القطارات بين ألمانيا والنمسا، صادف في القطار أحد رجال الأعمال الألمان الذي تحاور مع هرتزل واقترح عليه أن تكون (فلسطين هي الوطن البديل لليهود)، لما لها من إرث تاريخي وارتباط ديني، لحظتها اضطر (هرتزل) لمغادرة القطار والعودة إلى ألمانيا ومنها إلى لندن، طارحا الفكرة على أحد أفراد أسرة (روتشيلد) الذي بدوره نقل الفكرة لكبار المسؤولين البريطانيين، الذين استحسنوا الفكرة وأعطوها بعدا آخر، وهو البعد الاستعماري بأهدافه الجيوسياسية، في تأمين مصالح بريطانيا تحديدا – التي كانت حينها قد خطت خطوة نحو مصالحة أوروبا وإيقاف عجلة العنف والصراعات داخل الجغرافية الأوروبية – وأن يكون الكيان المزعوم إنشاؤه بمثابة الحارس للمصالح الاستعمارية ناهيكم عن أنه سيشكل حاجزا جغرافيا يحول دون التقاء الجغرافية العربية، وسيعيق فكرة وحدة العرب إن فكروا يوماً بالتوحد وإعادة دولة الخلافة، إلى جانب إعطاء الكيان الجديد في المنطقة مهمة استعمارية عضوية ووظيفية ترتكز وتتمحور في حماية المصالح الاستعمارية في المنطقة ويكون هذا الكيان بمثابة قاعدة عسكرية للاستعمار في قلب الوطن العربي يفصل الجغرافية العربية ويعزل المشرق العربي عن المغرب العربي، وبهذا تضمن أوروبا الاستعمارية والغرب عدم قيام كيان عربي موحد يتصدى لمخططاتها الاستعمارية، سواء تحت راية (الوحدة العربية) أو راية (الخلافة الإسلامية)، إضافة إلى جعل هذا الكيان حارسا للتمزق العربي وراعيا للصراعات بين المكونات العربية مذهبياً وطائفياً وانعزالياً وفرض كل عوامل التخلف داخل المجتمعات العربية، فيما تعزز قدرات الكيان الدخيل ليكون بمثابة القوة الضاربة في المنطقة ومنحه كل مقومات السيطرة والنفوذ والتفوق بكل صوره على دول المنطقة، لكن وقبل الإفصاح عن هوية الكيان ودوره وعلاقته بالمحاور الاستعمارية، كان على القوى الاستعمارية العمل على إيجاد أنظمة وظيفية وربط وجودها استراتيجياً وديمومتها بديمومة وجود الكيان المزمع إنشاؤه، وهكذا تزامن وعد (بلفور) المشؤوم مع اتفاقية (سايكس -بيكو) وتأسيس (نظام آل سعود) ومنحه السيطرة علي المقدسات الإسلامية في (مكة والمدينة) وإزاحة (الشريف حسين) عنهما بعد مذابح ارتكبها أتباع بن سعود، مذابح ربما فاقت بوحشيتها أو تماهت مع المذابح الصهيونية بحق أبناء فلسطين في (دير ياسين وكفر قاسم) .

.
عملت بريطانيا التي كانت تستعمر وتحتل غالبية أجزاء الوطن العربي على إعادة هيكلة الجغرافية العربية بما يتسق مع مصلحة الكيان المزمع تأسيسه على الجغرافية العربية في فلسطين.
وفيما كانت الجاليات اليهودية في أوروبا تمثل حالة قلق وإزعاج للمجتمعات الأوروبية، وكانت رغبة المجتمعات الأوروبية تتصاعد في التخلص من الكانتونات اليهودية، ومع انهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى بدأ المخطط الذي مولته أسرة (روتشيلد اليهودية البريطانية) التي أسست الوكالة اليهودية وكلفتها بتنظيم حركة الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتواطؤ بريطاني استعماري، إلى جانب تحمس (الشيوعيين الروس) الذين كانوا يخططون لقيام مجتمع شيوعي نموذجي في فلسطين يمثل رؤيتهم في إنشاء النموذج الشيوعي لمجتمع الطبقة العاملة النقي من الأفكار الرجعية والثقافة الاستعمارية..
استغلت الوكالة اليهودية والقائمون عليها هذا النزوع لدى أركان الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، فعملت على استقطاب الرموز اليهودية في مفاصل الحزب الشيوعي السوفييتي ودفعتهم لتأسيس مجموعة شيوعية بين اليهود المهاجرين لفلسطين، في ذات الوقت الذي راحت فيه هذه المنظمة تشكل مجاميع يهودية بنمط العصابات المسلحة، فتشكلت مجموعة من هذه العصابات مثل (هاجاناه.. شيترن.. إرجون.. بيتار.. بلماح)، حيث عملت بدعم وتواطؤ من الاحتلال البريطاني على ارتكاب أبشع المجازر بحق الشعب العربي في فلسطين من سكان المدن والقرى والكفور والضّيَع، مذابح بشعة ذهب ضحيتها ليس المئات من أطفال ونساء فلسطين وشيوخها، بل آلاف الضحايا، فيما أبناء فلسطين كانوا عزلاً ليس لديهم أسلحة يدافعون بها عن أنفسهم، ومن كان ميسور الحال وتمكن من شراء بندقية بدائية كان الاستعمار يصادرها ويحكم على كل فلسطيني ضبطت لديه بندقية بالسجن لسنوات..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مذكرة تعاون بين مكتبة الإسكندرية وجامعة الدول العربية على هامش الأسبوع العربي للتنمية المستدامة

وقع  كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،  والدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم، الأحد،  مذكرة تعاون بين جامعة الدول العربية ومكتبة الاسكندرية في مجالات التنمية المستدامة وبناء القدرات لتعزيز الجهود المشتركة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية والرؤية العربية 2045 في الوطن العربي، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بمناسبة افتتاح النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة المقرر عقده في الفترة من 24 إلى 27 من نوفمبر الجاري.

وأكد الدكتور أحمد زايد اعتزاز مكتبة الإسكندرية بتوقيع مذكرة التعاون مع جامعة الدول العربية، وقال أن هذا التعاون يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز دور المكتبة كمركز فكري وثقافي يسهم في نشر المعرفة وخدمة المجتمعات العربية، كما أنه يعزز من جهود تبادل الموارد والخبرات، بما يدعم الأنشطة البحثية والعلمية المختلفة.

وأردف  مدير مكتبة الإسكندرية قائلًا "أن توقيع مذكرة التعاون يُمثل محطة هامة نحو تعزيز دور المكتبة كمركز ثقافي ومعرفي في العالم العربي وهو ما يؤكد التزام المكتبة الراسخ ببناء شراكات استراتيجية مع كافة المؤسسات العربية والإقليمية لتحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030 والرؤية العربية 2045، بما يعزز من قدراتها على تقديم خدمات متميزة، وتوسيع نطاق تأثير مكتبة الإسكندرية الفكري والثقافي.

وأضاف بقوله "إن التعاون مع جامعة الدول العربية، كإحدى أبرز المؤسسات الإقليمية، يُتيح لنا فرصة تبادل الخبرات والمعارف، وتطوير مبادرات مشتركة تعزز من الهوية العربية وتدعم جهود بناء القدرات والابتكار والتقدم. كما أن هذا التعاون سيُسهم في إثراء ودفع عجلة التعاون والتنسيق بين المكتبة والمؤسسات العربية والإقليمية، وتوسيع آفاق الباحثين، وتعزيز الحوار الثقافي بين مختلف دول المنطقة.

ويأتي هذا التعاون من خلال برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية التابع لقطاع البحث الأكاديمي بالمكتبة وإدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، حيث سيتم التعاون بين المكتبة والجامعة في عقد مؤتمرات علمية وندوات متخصصة وبرامج تدريبية وورش عمل وغيرها من الأنشطة المختلفة في مجال التنمية المستدامة مع التركيز على قطاعي الشباب والمرأة، إلى جانب إجراء دراسات وأبحاث مشتركة متخصصة في مجال التنمية.

وتشارك مكتبة الإسكندرية ايضًا في فعاليات الأسبوع بجلسة علمية تحت عنوان "مكتبة الإسكندرية والاستدامة: دور المؤسسات الثقافية في تحقيق التنمية المستدامة بالوطن العربي" وذلك يوم 26 نوفمبر 2024، يشارك فيها عدد كبير من خبراء الاستدامة بالوطن العربي وهم الدكتور حسين أباظة، مستشار دولي للتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، ورئيس برنامج الاقتصاد والتجارة الدولية بمنظمة الأمم المتحدة للبيئة سابقًا، والمهندسة سماح صالح، رئيس وحدة التنمية المستدامة بوزارة البيئة المصرية، والسيد حسن محمد بوهزاع، رئيس الاتحاد العربي للتطوع، مملكة البحرين، والدكتور حمد عبد الرحمن البقيشي؛ المدير التنفيذي لجمعية الفجيرة الاجتماعية والثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويأتي ذلك ايضًا ‏بحضور كلًا من  الدكتور هشام العسكري؛ أستاذ الاستشعار عن بُعد وعلوم نظم الارض بجامعة تشابمان بالولايات المتحدة الامريكية، ونائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية الأسبق، والدكتورة "أكاتسوكي تاكاهاشي" أخصائي برامج الثقافة بالمكتب الإقليمي لليونسكو في القاهرة وتدير الجلسة الدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية.

IMG-20241124-WA0095 IMG-20241124-WA0092 IMG-20241124-WA0099

مقالات مشابهة

  • كشف موقع "مجمع البحرين" في رأس محمد وتفسر طبيعته الجغرافية
  • رئيس البرلمان العربي: الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم 
  • رئيس البرلمان العربي: الجامعة العربية رمز وحدة العرب
  • انطلاق أعمال المؤتمر العربي الأفريقي لمنظمي الطاقة 2024 بالجامعة العربية
  • قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي في كلمة بمناسبة أسبوع التعبئة: قصف الكيان الصهيوني للبيوت والمستشفيات في فلسطين ولبنان ليس انتصاراً ولن يحقق أياً من أهداف عدوانه
  • البخيتي : يجب أولا اسقاط الدفاع العربي عن الكيان
  • الإرث الاستعماري الغربي… من مجد الأسطول إلى لعنة الزوال
  • الجامعة العربية تدين محاولات الكيان الإسرائيلي توسيع ممارساته العدوانية وتؤكد دعم العراق
  • مذكرة تعاون بين مكتبة الإسكندرية وجامعة الدول العربية على هامش الأسبوع العربي للتنمية المستدامة
  • بحضور أبو الغيط.. انطلاق فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية