أثار الفيلسوف والمفكر الناشط في مجال العدالة العنصرية الذي أعلن عزمه الترشح في انتخابات الرئاسة الأميركية نوفمبر المقبل كمستقل كورنيل ويست الكثير من الاهتمام في الأيام الأخيرة بمشاركاته في المظاهرات الداعمة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية.

ولد ويست في الثاني من يونيو 1953، في تولسا بولاية أوكلاهوما، وهو حفيد القس كليفتون إل ويست، راعي كنيسة تولسا متروبوليتان المعمدانية، بحسب جامعة برينستون الأميركية التي درس فيها ثم أصبح أستاذا جامعيا فيها لاحقا.

كان والد ويست متعاقدا مع القوات الجوية الأميركية، بينما كانت والدته معلمة في مدرسة ابتدائية ثم مديرة في نهاية المطاف.

يقول موقع جامعة “برينستون” في تعريفها به، أن “كورنيل ويست الشاب استمد من والديه وإخوته ومجتمعه “قيما ومثلا للكرامة والنزاهة والجلالة والتواضع”.

وكتب ويست أن هذه القيم زودته “بالمعدات الوجودية والأخلاقية لمواجهة أزمات وأهوال الحياة”.

خلال طفولة ويست، استقرت العائلة في حي للطبقة العاملة الأميركية الأفريقية في سكرامنتو بكاليفورنيا، حيث كان يحضر بانتظام الدروس الدينية في الكنيسة المعمدانية المحلية، واستمع إلى شهادات مؤثرة عن الحرمان والنضال والإيمان من أبناء السكان الذين كان أجدادهم عبيدا جيء بهم من أفريقيا، بحسب الموسوعة البريطانية “بريتانيكا”.

ويتذكره مارتن كيلسون، وهو أول أميركي من أصل أفريقي يعمل في جامعة هارفارد، وأحد أساتذة كورنيل، باعتباره “الطالب الأكثر عدوانية وذكاء الذي قمت بتدريسه خلال الثلاثين عامًا التي أمضيتها هنا”، بحسب جامعة برينستون.

ثم التحق ويست بكلية الدراسات العليا في الفلسفة في جامعة برينستون في 1973 وحصل فيها على الماجستير ثم الدكتوراة في الفلسفة عام 1980.

وقبل عام من ذلك التاريخ كان قد نشر كتابه الأول بعنوان “اللاهوت الأسود والفكر الماركسي”.

بعد حصوله على الدكتوراة عاد إلى هارفارد لتدريس الفلسفة والدين والدراسات الأميركية الأفريقية ثم انتقل للتدريس بكلية الاتحاد اللاهوتية بجامعة ييل، كما قام بالتدريس في جامعات أخرى مثل باريس، وبرينستون.

جمعت كتبه العديدة التي تحلل قضايا العرق والطبقة والعدالة وترصد تاريخ الفلسفة بين منظور سياسي قائم على الاشتراكية الديمقراطية، والحساسية الأخلاقية المسيحية، والتوجه الفلسفي المستنير بتقاليد البراغماتية الأميركية.

اقرأ أيضاًالعالممصر تأسف لعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار بتمكين فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة

ومن أشهر كتبه “مسائل العرق”، وهي عبارة عن مجموعة من المقالات، نُشرت بعد عام واحد بالضبط من أعمال الشغب في لوس أنجلوس عام 1992، والتي أشعلتها تبرئة أربعة من رجال الشرطة البيض من تهم الاعتداء الجسيم في ضرب رودني كينغ، سائق سيارة أميركي من أصل أفريقي.

ناقش الكتاب اليأس السائد و”العدمية” بين الأميركيين من أصل أفريقي الذين يعانون من الفقر، وانتقد القادة الأميركيين من أصل أفريقي لاتباعهم استراتيجيات يعتقد الغرب أنها قصيرة النظر، أو ضيقة الأفق، أو تخدم مصالح ذاتية.

بحسب كلية يونيون التابعة لجامعة كولومبيا، فقد ألف ويست 20 كتابا وقام بتحرير 13 كتابا آخر.
نظر ويست أيضًا في قضايا مثل العلاقات بين السود واليهود، والشعبية المتجددة لمالكولم أكس، وأهمية أعمال الشغب في لوس أنجلوس نفسها.

كان ويست دائما ناشطا سياسيا وأكاديميا، ولديه شغف كبير بالتواصل مع مجموعة واسعة من الجماهير، ولم يتردد في المشاركة في المظاهرات أو في إعارة اسمه أو وجوده في القضايا التي شعر أنها عادلة.

وفي بعض الأحيان، خلق نشاطه توترات مع إدارات الجامعات التي كان يدرس فيها، مما أدى إلى تقديم استقالته من جامعة هارفارد على سبيل المثال.

في يونيو 2023، أعلن ويست عن سعيه للترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، وقال في أكتوبر من نفس العام إنه سيرشح نفسه كمستقل.

وباعتباره أستاذا في كلية تابعة لجامعة كولومبيا، شارك ويست في المظاهرات المستمرة الداعمة للفلسطينيين التي تزايد زخمها بعد القبض على أكثر من مئة من الطلاب من داخل حرم الجامعة بعد أن طالبت رئيستها نعمت شفيق المصرية الأصل الشرطة بالتدخل.
وقال في خطاب موجه للطلاب من داخل حرم جامعة كولومبيا: “أنا أقف هنا للتضامن مع كل واحد منكم. نحن متضامنون مع المعاناة الإنسانية، خاصة عندما يقوم بها البشر، وأنا أتحدث عن الإبادة الجماعية التي لا توصف للشعب الفلسطيني”.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية من أصل أفریقی

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يشارك في مؤتمر ومعرض الحجّ والعمرة بالمملكة العربية السعودية

 تواصلُ جامعة الأزهر دورها الريادي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في جميع المجالات، ومن بينها دعم الابتكار وريادة الأعمال، خاصة بعد فوزها بلقب أفضل جامعة في مجال الابتكار وريادة الأعمال للعام الجامعي 2024م. 


وأوضح فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة أنه تأكيدًا على تميُّز جامعة الأزهر وريادتها فقد اختيرت الشريك الأكاديمي المصري للمشاركة في موتمر الحج والعمرة بدعوة من وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، وذلك من أجل تنظيم الحلول المستدامة للتحديات التي تواجه ضيوف الرحمن. 


وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن هذا الحدث الاستثنائي الذي تنظمه المملكة العربية السعودية عبارة عن منصة عالميّة شارك فيها هذا العام عدد (750) من المبتكرين ورواد الأعمال والشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم؛ لتقديم حلول إبداعية ومبتكرة ومستدامة تُسهم في إثراء تجربة الحج والعمرة وتسهيلها، وتيسير أداء المناسك؛ من خلال تحسين جودة الخدمات المقدمة لجعل تجربة الحج والعمرة تجربة روحيَّة متكاملة لضيوف الرحمن. 


وقد شارك وفدُ جامعة الأزهر برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والمشرف العام على قطاع الابتكار وريادة الأعمال بجامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور محمد جلال، عميد كلية الهندسة، ومدير مركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة الأزهر، في حضور حفل الافتتاح الرسمي لمؤتمر ومعرض الحج والعمرة، الذي تنظمه وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتستضيفه مدينة جدة على مدار أربعة أيام، بمشاركة (140) دولة و(150) متحدثً دوليًّا، وبحضور أكثر من 100 ألف زائر و(300) مؤسسة دولية.


كما شارك وفدُ جامعة الأزهر في الفعاليَّات والحلقات النقاشية وورش العمل في المحاور التي ناقشها الموتمر مدة انعقاده. 
كما التقى الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة عددًا كبيرًا من الوزراء ومفتي البلاد الإسلامية، ورؤساء المؤسسات العلميَّة والبحثيَّة والثقافيَّة المشاركة بالموتمر، الذين أثنوا على دور مؤسسة الأزهر الشريف عبر ألف عام بوصفها منارة للعلم، وبما تُسهم به الآن من دعم شباب المبتكرين ورواد الأعمال المشاركين فى هذا المؤتمر. 


وأشاد رئيس جامعة الأزهر بجهود المملكة العربية السعودية في مجال تطوير الخدمات التي تشهدها مناسك الحج والعمرة كلّ عام، لافتًا إلى أنها تسهم بشكل كبير في تيسير أداء مناسك الحج والعمرة، بما يجعلها تجربة روحية  ثرية ومتكاملة لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين.


وأعلن رئيس جامعة الأزهر أن الجامعة تُولي اهتمامًا كبيرًا بالمبدعين و المبتكرين ورواد الأعمال، وأنها من خلال مشاركتها في هذا الموتمر تقوم - بالشراكة مع جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية ووزارة الحج والعمرة - بالإسهام في خدمة ضيوف الرحمن، من خلال مشاركة مكتب الابتكار وريادة الأعمال بالجامعة في تقديم جميع خدمات التدريب والتوجيه والدعم وتحكيم الأفكار بمراحلها المختلفة لجميع المشتركين بالتحدي هذا العام.

مقالات مشابهة

  • جون راتكليف محام مرشح لإدارة الاستخبارات الأميركية
  • مكانة أفلاطون وارسطو في تاريخ الفلسفة
  • سكان كاليفورنيا الأميركية يتفقدون منازلهم التي طالتها النيران
  • التعليم العالي: حالة تأهب قصوى بالمستشفيات الجامعية لتقدم الدعم للفلسطينيين
  • مظاهرات في تونس احتفالا بالنصر الفلسطيني على العدو
  • رئيس جامعة دمياط يشارك في لقاء اللواء سمير فرج
  • رئيس جامعة عين شمس يشارك ضمن وفد رفيع المستوى لتفقد معبر رفح
  • رئيسُ جامعة الأزهر يشاركُ في مؤتمر ومعرض الحجِّ والعمرة بالسعوديَّة
  • رئيس جامعة قناة السويس يشارك في زيارة معبر رفح لدعم الأشقاء في غزة
  • رئيس جامعة الأزهر يشارك في مؤتمر ومعرض الحجّ والعمرة بالمملكة العربية السعودية