«مناسك الحج» في ندوة توعوية لحجاج القرعة لفي الغربية
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
أقامت مديرية أمن الغربية، ندوة توعوية لحجاج بيت الله الحرام بنادي ضباط الشرطة، برعاية اللواء خالد عبد السلام بدر، مدير أمن الغربية، وحضور اللواء أحمد دراز، مساعد مدير أمن الغربية، والدكتور محمد عويس، مدير عام وعظ الغربية ورئيس لجنة الفتوى وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية، الدكتور رضا أبو الحسن، مدير الإرشاد الديني بمديرية أوقاف الغربية نائبًا عن الشيخ خالد خضر، وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، الدكتور رشا مصطفى، الطب الوقائي بمديرية الصحة.
في البداية رحب اللواء أحمد دراز بالضيوف وأشار إلى عدد من الإرشادات لحجاج بيت الله واهم التعليمات التي تضمن سلامتهم وإتمام مناسك الحج بيسر مُوضحًا إلى تضافر كل الجهود من قبل الأجهزة المعنية لرعاية حجاج بيت الله وتوفير مناخ طيب لأداء المناسك شريطة الالتزام بكافة التعليمات الإرشادات التي وضعتها وزارة الداخلية بالتنسيق مع كافة أجهزة الدولة متمنيا لهم حج مبرور وتقبل الله منهم صالح الأعمال.
وقال الدكتور رضا أبو الحسن: يجب على كل مسلم أن تكون نيته مخلصة لوجه الله وأن يتخلص من قسوة القلب ويعفو عن الناس مهما كان ظلهم له، وعلى من يؤدي شعيرة الحج أن تتوافر فيه خمسة شروط، الأول الإسلام والثاني العقل والثالث البلوغ والرابع الحرية، الشرط الخامس الاستطاعة بمعنى أن الحج يجب على كل شخص مسلم قادر ومستطيع وقد وردت عن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل أداء مناسك الحج وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء أداء هذا الركن من أركان الإسلام ومن أبرز هذه الأحاديث: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب.
كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة”، وأن رسول الله سئل أي العمل أفضل؟ فقال“ إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله. قيلا: ثم ماذا؟ قال حج مبرور”، وقال صلى الله عليه وسلم“ من حج، فلم يرفق ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه”، وقال“ العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”. وقال“ ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ”وليحرص الحاج علي زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة في المسجد النبوي والروضة الشريفة جعله الله حجا مبرورا وأجاب السادة العلماء عن أسئلة الحضور من حجاج بيت الله الحرام.
وتحدث الشيخ د.محمد عويس.. .ناقلا للسادة حجاج بيت الله الحرام تهنئة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفضيلة الدكتور محمد الدويني وكيل الأزهر الشريف وفضيلة الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني وقيادات الأزهر الشريف سائلين الله عز وجل أن يتقبل منهم صالح الأعمال وأن يكون حجهم مبرورا ومقبولا -بإذن الله-.
وأشار إلى فضل الحج وأنه ركن من أركان الإسلام من أفضل الأعمال، (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل أو أي الأعمال خير قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم أي قال الجهاد سنام العمل قيل ثم أي قال ثم حج مبرور) والحج فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الحج ومستطيع.. .قال ﷺ: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا»، والحج فرض عين على كل مسلم بالغ قادر لما ذكر في القرآن (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) وهوكفارة الذنوب الصغائر أما الكبائر فتحتاج للتوبة ورد الحقوق لأصحابها.
كما أنه ينفى الفقر والذنوب وأفضل النفقة النفقة في الحج وأن الحجاج والعمارة وفد الله وأركان الحج عند الجمهور الإحرام، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة ويسن عند الإحرام الاغتسال والطيب وتقليم الأظافر ونتف شعر الإبط وحلق شعر العانة.. .الإحرام هو نية الدخول في النسك بأن يقول الحاج لبيك اللهم عمرة متمتعا بها للحج ويكون متمتعا وعليه هدى أو أن يقول لبيك اللهم حجا وعمرة ويكون قارنا عليه هدى.
أو أن يقول لبيك اللهم حجا فقط ويكون مفردا ويندب في حقه الهدى، ، وبين أنواع النسك (الإحرام) ثلاثة (أفراد، قرآن، تمتع، ) وقد أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنواع الثلاثة والخلاف بينهم في الأفضلية وإحرام الرجل يكون في إزار ورداء أبيضين فالرداء مايستر به الجزء الأعلى من الجسد والإزار وهومايستر به الجزء الأسفل من الجسد، وإحرام المرأة في وجهها وكفيها فلا تنتقب المرأة المحرمه ولاتلبس القفازين ومن محظورات الإحرام لبس المخيط للرجل وتغطية رأس الرجل بعمامة أوبملاصق وتقليم الأظافر للرجل والمرأة والأخذ من شعر الرأس أو الجسد من الرجل أو المرأة والنكاح ومقدماته وقتل الصيد.
وأوضح أن طواف الإفاضة سبعة أشواط تبدأ بالحجر الأسود وتنتهي بالحجر الأسود وأن تكون الكعبة على يسار الطائف وهو يطوف وذكر الله بأي صيغة ولوشك في عدد الأشواط يأخذ بالأقل والطواف لا بد فيه من الطهارة فالطواف صلاة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:“ الطواف بالبيت صلاة، فأقلوا من الكلام”، والسعي سبعة أشواط تبدأ من الصفا إلى المروة شوط، ومن المروة إلى الصفا شوط آخر وهكذا سبعة أشواط ويجتهد في الدعاء. وتطرق الحديث إلى فضل الوقوف بعرفة وأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة النبي صلى الله عليه وسلم قال:“ خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مع الاجتهاد في الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن.
ويبدأ الوقوف بعرفة من بعد الزوال إلى غروب شمس يوم عرفة ليجمع الحاج جزء من النهار وجزء من الليل ثم يفيض إلى مزدلفة يصلي بها المغرب والعشاء جمع تأخير والمبيت بمزدلفة يتحقق بأى جزء من الليل ولو بمقدار السير أو المرور حط الرحال يكفي عن المبيت، ثم يرمى جمرة العقبة الكبرى بمنى صبيحة يوم العاشر من ذي الحجة وهنا تنقطع التلبية ويبدأ التكبير بإسم الله والله أكبر سبع حصيات ويرمى الجمارمع ذكر الله وينحر الهدى اذاكان عليه هدى، ثم يحلق الرجل أويقصر شعر رأسه والمرأة تقصر شعر رأسها قدر أنمله فلو فعل الحاج اثنين من هذه الثلاثة فقد تحلل التحلل الأصغر فيباح له كل شيئ ماعدا النساء ثم يطوف طواف الإفاضة وهو طواف الركن سبعة أشواط وبهذا يكون قد تحلل الحاج التحلل الأكبر فيباح له كل شيئ حتى النساء (زوجته) مع مراعاة أن الحاج لوقدم أواخر أي شيئ من تلك الأمور الأربعة وهى (رمى جمرة العقبة، النحر، الحلق أوالتقصير، طواف الإفاضة) فلاشئ عليه كما أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما سئل عمن قدم اوأخر فقال افعل ولاحرج.
وأضاف يبيت الحاج فى منى ثم يرمي فى اليوم الحادى عشر جمرة العقبة الصغرى أقرب جمرة لمنى ومسجد الخيف بسبع حصيات ويكبر الله عند الرمى ثم يمشى قليلا ويقف للدعاء، ثم يرمى الجمرة الوسطى بسبع حصيات ثم يمشى قليلا ويقف للدعاء ثم يرمى جمرة العقبة الكبرى ولا يقف للدعاء، وفي اليوم الثاني عشر يرمى الصغرى بسبع حصيات، ويرمى الوسطى بسبع حصيات ثم الكبرى بسبع حصيات فمن تعجل فليغادر أرض منى قبل غروب الشمس إلا لوكان هناك زحام في السير ثم يرمى في اليوم الثالث عشر سبع حصيات الجمرة الصغرى، وسبع حصيات الوسطى، وسبع حصيات الكبرى وهذا لمن أتم الرمى كمافعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يتوجه الحاج إلى مكة ليطوف طواف الوداع وقدسقط طواف الوداع عن الحائض والنفساء وعن المكي لحديث أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت اوكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وتحدثت د.رشا مصطفى عن أهمية ذهاب مرضى الأمراض المزمنة إلى الطبيب المختص خاصة ممن يعانون من الضغط والسكر والأمراض المعوية وأمراض الحساسية والتزام الجرعات العلاجية الموضوعة لهم واخذها معهم والتزام البعد قدر الإمكان عن الزحام واستخدام الكمامات والتطعيم قبل السفر ووافر مياه مع الحاج بصفة دائمة بالإضافة إلى لبعض المرطبات الطبيعية لتعويض مايفقده الجسم من سوائل وغسل اليدين بصفة متكررة لازالة الميكروبات والحراثيم العالقة واللجوء إلى البعثة الطبية في حالة وجود أي مضاعفات مرضية، وقام العلماء بالإجابة على كافة أسئلة الساده حجاج بيت الله الحرام حول المناسك والتيسير في الأداء وفق منهج الشريعة السمحاء.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الغربية ندوة ندوة توعوية مناسك الحج حجاج بیت الله الحرام صلى الله علیه وسلم رسول الله یوم عرفة على کل
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: بعد غد الجمعة أول أيام شهر شعبان 1446 هـ 2025 م
أعلنت دار الإفتاء المصرية، موعد شهر شعبان 1446 هجرية، مؤكدة أن غدًا الخميس 2024/1/30م هو المتمم لشهر رجب 1446هـ، وأن غرة شهر شعبان 1446هـ يوم الجمعة 2025/1/31م.
واستطلعت دار الإفتاء، بعد غروب شمس اليوم الأربعاء 29 رجب 1446هـ الموافق 29 يناير 2025 ميلادية، بواسطة اللجان الشرعية في جميع أنحاء الجمهورية، وقد تبين من نتيجة الرؤية عدم ثبوت رؤية هلال شهر شعبان بالعين المجردة.
وبناء على ذلك تعلن دار الإفتاء المصرية، غدًا الخميس 30 شهر 1446 هجرية الموافق 2024/1/30م هو المتمم لشهر رجب 1446هـ، وأن غرة شهر شعبان 1446هـ يوم الجمعة 2025/1/31م.
ما فضل شهر شعبان ؟ شعبان له فضل كبير باقترابه من شهر القربات والطاعات ويمهد لاستقبال شهر رمضان المبارك وهو كذلك موسم له فضل، والصيام في شهر شعبان من الأمور المستحبة شرعاً، وسُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على صيام شهر شعبان، ومن فضائل شهر شعبان أنه ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى: فعن أسامة بن زيد: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
اقتضت حكمة الله تعالى أن يجعل لعباده مواسم للخير يكثر الأجر فيها؛ رحمةً بعباده، ولما كان شهر رمضان هو شهر البركات والنفحات؛ فقد كان شهر شعبان خير مقدمة له، فكان الصوم في شعبان بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفريضة؛ فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض، ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم فيه؛ فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْته فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ» متفق عليه. واللفظ لمسلم.
وفي هذا دليل على أنه كان يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره. وكذا كان السلف الصالح يجتهدون فيه في العبادة؛ استعدادًا لاستقبال شهر رمضان، وفي هذا المعني قول أبي بكر البلخي: "شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع".
وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من كثرة صيامه فيه؛ فعن أسامة بن زيد –رضي الله عنهما-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:«ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.
موعد شهر شعبان 2025 الخميس أم الجمعة؟ دار الإفتاء تحدد التوقيت الصحيحدعاء استقبال شهر شعبان مكتوبة .. كلمات احرص عليها قبل قدوم رمضانموعد استطلاع هلال شهر شعبان.. دار الإفتاء تعلنه رسميًا اليومشهر شعبان .. فضائل لا تعد ولا تحصى اغتنم الفرصةدعاء رؤية الهلال قبل استطلاع شهر شعبان.. تعرف عليهدعاء رؤية الهلال قبل استطلاع شهر شعبان.. تعرف عليهشهر شعبان.. سبب إكثار النبي من الصيام فيهأفضل الأعمال في شهر شعبان.. ترك المعاصي والطاعة تقربًا إلى اللهموعد شهر شعبان 2025 - 1446 ولماذا سمي بهذا الاسمما فضل شهر شعبان1- من فضائل شهر شعبان أن الأعمال ترفع في شعبان إلى الله تعالى، فعن أسامة بن زيد: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه النسائي.
2- كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه: قالت عائشة رضي الله عنها: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ» رواه البخاري.
3- من فضل شهر شعبان غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان: قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه ابن ماجه، ومعنى مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له.
الحكمة من صيام شعبان
عن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ،، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
وفي هذا الحديث فوائد عظيمة:
1ـ "أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان" يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه فصار مغفولًا عنه وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك
2ـ فيه إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.
3ـ وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة وأن ذلك محبوب لله - عز وجل - ولذلك فُضِلَ القيام في وسط الليل لغفلة أكثر الناس فيه عن الذكر.
4ـ في إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد: منها: أنه يكون أخفى وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه، ومنها: أنه أشق على النفوس: وأفضل الأعمال أشقها على النفوس.
5ـ ومنها إحياء السنن المهجورة خاصة في هذا الزمان وقد قال صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء». وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «العبادة في الهرج كالهجرة إلي» وخرجه الإمام أحمد ولفظه: «العبادة في الفتنة كالهجرة إلي» وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به متبعًا لأوامره مجتنبا لنواهيه ومنها أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم فكأنه يحميهم ويدافع عنهم.
6 ـ أنه شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرفع العمل لله -تعالى-والعبد على أفضل حال وأحسنه وأطيبه لما في الصوم من فضائل عظيمة، وليكون ذلك سببًا في تجاوز الله -تعالى-عن ذنوب العبد حال توسله بلسان الحال في هذا المقام.