استشعار المسؤولية في تربية الأبناء
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
يوم الخميس الماضي، وفي خطابه الأسبوعي المخصص لآخر التطورات في “طوفان الأقصى” والعدوان الإسرائيلي على غزّة، دعا سماحة السيد عبد الملك الحوثي الدول الأوروبية إلى سحب قطعها الحربية من البحر الأحمر، مؤكدًا أنه لا خطر على الملاحة الأوروبية التي لا تتّجه إلى كيان العدوّ الإسرائيلي. وبعدها بيومين، بالتحديد يوم السبت، أعلنت ألمانيا عن سحب الفرقاطة “هيسن” ضمن مهمّة “أسبيدس” البحرية للاتحاد الأوروبي.
الفرقاطة “هيسن”، والتي يبلغ طولها 143 مترًا وتضم 240 بحارًا ألمانيًا، أبحرت من “فيلهلمسهافن” على ساحل بحر الشمال إلى البحر الأحمر في شباط/ فبراير الماضي، في مهمّة وُصفت حينها بالطويلة، ولكنها اشتبكت مع مسيّرة تابعة لدولة حليفة ولم تتمكّن من إسقاطها، بالرغم من تصنيفها هدفًا معاديًا، بحسب بيان لوكالة الأنباء الألمانية بعد أيام قليلة من وصولها إلى البحر الأحمر. ولم تتمكّن الفرقاطة من تمييز هوية المسيّرة، ولم تحدد وزارة الدفاع الألمانية الدولة الحليفة التي تمتلكها، لكنّ الوكالة الألمانية قالت إنها تابعة للولايات المتحدة الأميركية.
حادث الاشتباك الخاطئ أثار الكثير من التساؤلات عن ملاءمة البحرية الألمانية للقيام بتلك المهام، من قبيل لماذا أطلقت “هيسن” النار بالخطأ على الطائرة من دون طيار، ولم تتمكّن من إسقاطها؟ وتحدث الجيش الألماني عن خطأ فني جرى “تحديده” و”معالجته” على وجه السرعة. كما شدد بيان الجيش على: “عدم وجود عجز في فعالية منظومة الأسلحة المستخدمة”، بمعنى أن النظام خالٍ من الخطأ. وتحدث نائب الأدميرال كاك: “هذا هو أخطر انتشار لوحدة بحرية ألمانية منذ عدة عقود”. وقال: “لسوء الحظ، لمّا نصل بعد إلى المكان الذي يجب أن نكون فيه في مجال شراء الذخيرة”. وأضاف: “بمجرد النظر إلى استهلاك الذخيرة الحالي لشركائنا في عملية “حارس الازدهار”، أشعر بقلق بالغ بشأن قدرة وحداتنا على التحمّل”.
ولا تقتصر عوامل القصور في البحرية الألمانية على التذخير فحسب، بل وصل الحال- بحسب معلومات رسمية- إلى الضعف في التمويل من أجل تجديد المعدات القليلة، والتي عفا عليها الزمن، إلى جانب قلة الأفراد وحال الإرهاق الكبيرة التي يعانيها جنود البحرية الألمانية. ولاحظت إيفا هوغل، وهي مفوضة شؤون الدفاع في البوندستاغ الألماني، أن كثيرًا من جنود البحرية يعانون التوتّر الشديد. ومن أجل تحقيق أهدافها، يجب على البحرية زيادة أعدادها بشكل كبير، كما يقول يوليان بافلاك من الجامعة العسكرية الألمانية.
انطلاقًا من هذه المعطيات، الفرقاطة الألمانية أنهت مهمتها نظرًا إلى العجز الذي تعانيه، سواء على مستوى الفرقاطة بشكل خاص أم البحرية الألمانية بشكل عام.
حادثة انسحاب الفرقاطة الألمانية تسلط الضوء مجدّدًا على فعالية العمليات اليمنية، وعلى القصور الذي تعانيه السفن البحرية المعادية، وعلى رأسها، عدم تحمّلها معركة الاستنزاف التي تخوضها القوات المسلّحة اليمنية والقوات البحرية. وتجدر الإشارة، هنا، إلى أن “هيسن” هي السفينة الحربية الرابعة من السفن الأوروبية التي جرى سحبها من البحر الأحمر، بعد السفن الدنماركية والفرنسية والبلجيكية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مؤتمر صحفي يستعرض أضرار العدوان الصهيوني على موانئ الحديدة
الثورة نت/ يحيى كرد
عقدت وزارة النقل والأشغال العامة ومؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، اليوم السبت، مؤتمرًا صحفيًا في ميناء الحديدة، لتسليط الضوء على الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للميناء جراء العدوان الصهيوني، الذي استهدفه فجر الخميس الماضي وأسفر عن استشهاد 9 أشخاص وإصابة 3 آخرين.
وخلال المؤتمر، أشاد وزير النقل والأشغال، محمد عياش قحيم، بجهود قيادة وكوادر مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية في إعادة تشغيل ميناء الحديدة بوقت قياسي بعد الاستهداف العدواني. وأدان الوزير الاستهداف المتكرر للأعيان المدنية في الحديدة ومحطات الكهرباء، في انتهاك صريح للاتفاقيات الدولية، وسط صمت دولي وأممي على هذه الجرائم والانتهاكات الصهيونية المستمرة، المدعومة أمريكيًا وبريطانيًا.
وأشار قحيم إلى أن استهداف موانئ الحديدة، الصليف، ورأس عيسى يهدف إلى تعطيل العمليات التشغيلية للموانئ وزيادة معاناة الشعب اليمني، في محاولة للضغط على اليمنيين لوقف دعمهم لأبناء قطاع غزة، الذين يتعرضون لإبادة جماعية بدعم أمريكي.
وأكد أن هذا العدوان الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني لن يزيد الشعب اليمني وقيادة الثورية والسياسية، إلا صمودًا وإصرارًا على مواجهة العدوان ودعم القضية الفلسطينية والمقاومة الباسلة في غزة.
و عبر الوزير قحيم عن استنكاره الشديد لصمت الأمم المتحدة إزاء استهداف الأعيان المدنية في الحديدة وصنعاء وبقية المحافظات، معتبرًا هذا الصمت تواطؤًا مع جرائم العدوان.
من جانبه، استعرض الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر، القبطان زيد الوشلي، الأضرار التي لحقت بموانئ الحديدة، الصليف، ورأس عيسى جراء العدوان، حيث بلغت الخسائر الأولية منذ يوليو وحتى ديسمبر 2024 نحو 313 مليون دولار.
وأضاف أن العدوان تسبب باستشهاد 9 موظفين وإصابة 3 آخرين. وأكد الوشلي أن موانئ البحر الأحمر تُعد أعيانًا مدنية محمية بموجب الاتفاقيات الدولية.. مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها كوادر المؤسسة لإعادة تشغيل الموانئ وضمان استمرار تقديم خدماتها للشعب اليمني.
فيما أكد قائد الدفاع الساحلي، اللواء محمد القادري، أن دماء الشهداء التي سالت بميناء الحديدة بسبب العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا لن تذهب هدرًا،
مشيرًا إلى أن القوات الجوية والصاروخية والبحرية اليمنية سترد بقوة. وأوضح أن هذه الاعتداءات لن تثني الشعب اليمني وقيادته عن دعمهم المستمر للشعب الفلسطيني ومقاومته حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
و أدان البيان الصادر عن المؤتمر الجرائم المتكررة للعدوان الصهيوني على موانئ الحديدة، الصليف، ورأس عيسى، والتي كان آخرها فجر الخميس 19 ديسمبر 2024، وتسببت بسقوط 9 شهداء و3 جرحى، إلى جانب أضرار كبيرة في البنية التحتية لهذه الموانئ الحيوية التي تمثل شريان حياة للشعب اليمني.
وأشار البيان إلى أن الاعتداءات استهدفت الكرينات الجسرية، محطة الكهرباء، اللنشات، والقاطرات المساعدة للسفن، ما أدى إلى خسائر تقدّر بـ313 مليون دولار خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024. وأكد أن هذه الجرائم تعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الاقتصادية والخدمية باعتبارها أعيانًا مدنية.
ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما تتعرض له موانئ البحر الأحمر من استهداف وتدمير منذ سنوات، ووقف استخدام المنشآت الاقتصادية كأداة للضغط السياسي والحرب الإنسانية التي تضاعف معاناة الشعب اليمني المحاصر منذ عام 2015.