الثورة / افتكار القاضي

كشف أطباء في غزة عن ظاهرة تحلل لجثامين وتبخرها في عدد من مناطق قطاع غزة وخصوصا في المقابر الجماعية التي ظهرت مؤخرا في مستشفى شهداء الأقصى، وقالوا إن نوعية الإصابات التي تصل إلى المشافي لم يسبق لهم أن تعاملوا معها، وكذلك الآثار الغريبة التي تتركها على المصابين.
وأرجعوا السبب وراء هذه الإصابات إلى درجة الحرارة الهائلة المنبعثة من الصواريخ غير التقليدية التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني منذ بداية عدوانه على غزة.


وفي شهادته، يقول رئيس قسم الطوارئ والاستقبال في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح (وسط القطاع) محمد ريان إن «تبخر الجثامين» أمر شائع، فبعد استهداف عائلة ما، داخل منزلها يتم استخراج عدد من الجثامين ولا يعثر على الباقي.
ويضيف «أنا شخصيا، تم استهداف منزل عمتي، وحتى الآن لم يعثر على جثماني ابنتها وحفيدها، ولا حتى بعض الأشلاء رغم إزالة كل الركام»، «كأنهم فعلا تبخروا. عقليا شيء لا يُتصور أن تتبخر الجثث وتختفي».
ويصف رئيس قسم الطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى إصابات الحروق التي تصلهم «بالغريبة، وبعض الجثامين تكون متفحمة بالكامل، كما يستمر انبعاث الدخان من مكان الإصابة رغم مرور ساعات عليها، وتبلى المستهلكات الطبية التي يتم وضعها على مكان الإصابة لترطيبها». وفق شهادته لشبكة ( الجزيرة).
من جانيه يقول استشاري جراحة التجميل والحروق في بريطانيا رياض مشارقة وهو رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، إن المرضى المصابين بحروق في قطاع غزة لا يعيشون طويلا رغم أن نسبة هذه الحروق ليست مرتفعة جدا، لكن هذا يدل على أنهم استنشقوا غازات قد تكون ناجمة عن القصف مما يؤدي إلى وفاتهم سريعا.
ويضيف مشارقة الذي كان ضمن وفد طبي زار مستشفيات قطاع غزة في بداية الشهر الجاري، «أثناء وجودنا في غزة كانت تأتينا جثث متفحمة بطريقة غير مألوفة، والحرق العادي لا يمكن أن يحدث مثل هذه التشوهات».
ويرجع طبيب الطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى خليل البطش ظاهرة تبخر الجثامين إلى درجة الحرارة العالية جدا المنبعثة من الصواريخ الإسرائيلية غير التقليدية التي لا ينبغي استخدامها داخل المدن، أو ضد المدنيين العزل.
وأوضح البطش أن ظاهرة اختفاء الجثامين كانت شائعة على نحو كبير للغاية في مجمع الشفاء الطبي بغزة، حيث كان يعمل هناك قبل أن يدمره الاحتلال بالكامل، ولم يكن من السهل التعرف على الجثث.
فيما يؤكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران في شهادته إن كل المؤشرات تثبت أن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة بالغة الخطورة ومحرمة دوليا.
وللوقوف على طبيعة الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي وتسبب مثل هذه الإصابات، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي والضابط السابق في الجيش العراقي حاتم الفلاحي إن إسرائيل تمتلك أسلحة ذرية وكيميائية تكون محددة التأثير على منطقة جغرافية مستهدفة، وتؤدي إلى تحلل الجثث بشكل كامل.
وأشار الفلاحي إلى تجربة الجيش العراقي إبان الغزو الأمريكي عام 2003، حيث استخدمت الولايات المتحدة أسلحة غير تقليدية في معركة مطار بغداد من أجل السيطرة عليه، لدرجة أن الجثث تفسخت، ولم يعد لها أثر.
مشيرا إلى أن الولايات المتحدة استخدمت قنابل النيتروجين والفسفور الحارق بكميات كبيرة جدا، مما أدى إلى تحلل تفسق الجثث، وتحولها إلى رماد بشكل كامل.
وحذر من أن آثار مثل هذه الأسلحة لا تتوقف على المرضى والشهداء، بل تمتد إلى التربة والبيئة المحيطة.

كيف تؤدي القنابل الحرارية إلى تبخر الجثث؟
أورد أستاذ الهندسة والتكنولوجيا وسياسة الأمن القومي في برنامج العلوم والتكنولوجيا والمجتمع بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا في أمريكا «ثيودور بوستول، سيناريو حقيقيا لكيفية تسبب القنابل الحرارية التي ألقتها قوات الحلفاء في 27-28 يوليو 1943 على أحد ملاجئ الغارات الجوية في هامبورغ بألمانيا في تفحّم أجساد المحتمين بالملجأ، ومن ثم تحولها إلى رماد، وهو سيناريو لم يَستبعد بوستول تكراره في حرب غزة، نظرا لما أسماه بـ «المستويات المروعة من الدمار القاتل الجاري في غزة»، مبديا رعبه من أن تكون حكومته مشاركة في هذه الإبادة الجماعية.
وقدم شرحا لماهية القنابل الحرارية، وكيف يؤدي استخدامها مع أماكن يحتمي فيها السكان، إلى هذا المصير.
يقول بوستول: «القنابل الحرارية تعمل أساسا باستخدام متفجرات تقليدية صغيرة لإنتاج سحابة من الجزيئات أو القطرات شديدة الاشتعال، وبعد التشتت الأولي لهذه القطرات تقوم عبوة ناسفة ثانية بإشعال سحابة المواد القابلة للاحتراق». ويتابع: «تحترق سحابة المواد القابلة للاحتراق بأكملها بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى درجات حرارة وضغط عال جدا في الحجم الذي تشغله، ويمكن أن تكون درجات الحرارة عالية جدا لتصل إلى 2500 درجة مئوية، ويمكن أن يكون الضغط كبيرا جدا في الهواء الطلق، ليصل إلى 400 إلى 500 كيلو باسكال لكل بوصة مربعة، وأعلى بكثير إذا ضُبطت الذخيرة في مكان محدود».
ويعتقد بوستول أن «درجات الحرارة المرتفعة والضغوط المرتفعة تؤدي إلى حرق شديد في الجلد والمناطق الداخلية من الجسم وخاصة الرئتين والجهاز الهضمي، ومن المتوقع وجود جثث متفحمة بشدة في الأماكن التي تكون فيها سحابة التفجير أكثر كثافة».
والنتيجة الثانية للسحابة المشتعلة حسب بوستول هي استهلاك المواد المشتعلة للأكسجين الموجود في مكان التفجير، وهذا يعني أن الهواء المتبقي في الغالب يتكون من النيتروجين ومنتجات الاحتراق من الجزيئات الموجودة في السحابة، ولمنتجات الاحتراق تأثيرات مميتة إضافية، ولكنها لا علاقة لها بالضحايا الموجودين في الأجزاء الأكثر كثافة من السحابة، حيث يُقتلون على الفور بسبب درجات الحرارة والضغوط المرتفعة، وإذا ظلت جثث الضحايا محاصرة في المكان الذي قُتلوا فيه بسبب السحابة المتفجرة، فلن يكون هناك أي أكسجين تقريبا مما يتسبب بمزيد من تدهور بقايا الجثث».. وهو ما حدث بملجأ الغارات الجوية في هامبورغ بألمانيا في يوليو/تموز 1943، ويرى أنه ربما هو السيناريو الأقرب لما يحدث في غزة.

فتح تحقيق دولي
ولا يَستبعد كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا «يُسري أبو شادي» السيناريو الذي أشار إليه بوستول، مشيرا في تصريحات «للجزيرة نت» عبر «الواتساب»، إلى أن «تحلل الجثث إلى رماد لم يأت مباشرة بعد استخدام القنابل، ولكن جاء بعد وقت من الوفاة بسبب توفر ظروف خلقتها القنبلة، ولكن ليس بشكل مباشر».
وقال إن «القنابل الهيدروجينية هي السلاح الوحيد المعروف بقدرته على تحويل الجسم البشري إلى رماد بشكل مباشر، وذلك لأن هذه القنابل تطلق طاقة تعادل طاقة الشمس».
وأوضح أن «هذه القنابل لم تُستخدم ضد البشر حتى الآن، وإن استُخدمت فستكون حربا عالمية تؤدي لفناء البشرية». وطالب بضرورة فتح تحقيق دولي لتقديم وصف دقيق لنوعية السلاح المستخدم والذي أدى إلى الوصف الذي ذكره الناطق باسم الدفاع المدني بغزة.
ووفقا للقانون الدولي، فإن استخدام القنابل الحرارية لاستهداف مدنيين في المناطق المأهولة أو المدارس أو المستشفيات يُعد «جريمة حرب»، وذلك كما جاء في اتفاقيات لاهاي لعامي 1899 و1907.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كيف تكون السماء في ليلة القدر؟ وما هي علاماتها؟

ليلة القدر هي ليلة عظيمة مشرّفة من ليالي شهر رمضان ، وسميت بليلة القدر لأنّ الله يقدّر ما سيكون في تلك السنة للعبد ، وقيل لأنّها ليلة قديرة ذات مكانة عالية عند الله تعالى ، وقيل لأنّها اللّيلة التي هي خير من ألف شهر وبها أنزل الله تعالى كتابه الكريم على سيّدنا محمد عليه الصلاة والسّلام ، وقيل لأنّها ليلة تنزل بها ملائكة يعظم قدرهم عند الله تعالى ، وقيل أيضاً أنّ العبادات والطّاعات في هذه اللّيلة من العباد لها قدر كبير عند الله تعالى ، وبالرّغم من معانيها المتعدّدة إلا أنّها ليلة عظيمة بقدرها .

لليلة القدر شأن عظيم عند الله تعالى وإنّ الأعمال والعبادات الصّالحة تكون فيها ذات قدر كبير وخير من العبادة في ألف شهر ، ومن اعتكف واجتهد وصام وقام اللّيل ومرّت عليه ليلة القدر نال أجراً وثواباً مضاعف لعبادته ونال شرف هذه اللّيلة وعظمتها .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه ) . رواه البخاري .

وفي هذه اللّيلة العظيمة تنزل الملائكة على سماء الدّنيا يسلّمون على كل عبد اعتكف وقام من أجل هذه اللّيلة وفيها تقدّر الأرزاق وتقسم فيها القضايا التي ستحدث خلال هذه السّنة على هذه الأمّة وأحب الدّعاء فيها كما ورد عن عائشة قالت ( قلت يا رسول الله إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي : اللّهم إنّك عفو تحب العفو فاعف عني ) . ما هي اللّيلة التي يتوقّع أن تكون ليلة القدر؟

قيل أنّها ليلة السّابعة والعشرين ولكنّها قد تكون في أي ليلة من ليالي العشر الأواخر في رمضان ، فعلينا بالإجتهاد لننال أجر هذه اللّيلة العظيمة التي أخفاها الله على عباده لحكمته العظيمة ، وهي أن يعتكف كل شخص مؤمن قائماً صائماً داعياً طلباً لهذه اللّيلة ، فتزداد العبادات وتزداد الحسنات وننال شرف هذه اللّيلة العظيمة والأجر المضاعف من الله عز وجل.

علامات ليلة القدر:

- أن تكون السماء صافية منيرة .
- السّكون والهدوء والطمانينة وإنشراح صدر المؤمن لها .
- ان يجد المسلم القوّة والعزيمة في صلاته وقيامه .
- أن تكون الشمس عند شروقها ليس لها شعاع كما ورد في حديث أبي بن كعب رضي الله
- تكون الرّياح ساكنة .

عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" خرجه مسلم.

وهذه العلامات وجدت ليتفائل ويفرح بها قلب المؤمن ، وهناك علامات ودلائل لا أصل لها من الصحّة ، كالأشجار تسجد على الأرض ثم تعود إلى مكانها، وأنّ المياه المالحة تصبح في ليلة القدر حلوة، وأنّ الكلاب لا تنبح فيها .

ليلة القدر
فضل العشر الأواخر من رمضان 

تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

نادين طاهر مُحررة قسم صحة وجمال

انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.

الأحدثترند كيف تكون السماء في ليلة القدر؟ وما هي علاماتها؟ دعاء اليوم الثامن عشر من رمضان 2025 دعاء ليلة القدر لأبي المتوفي حظك اليوم الأربعاء 19 مارس آذار 2025 بعد مشاهدتهما سويًا أكثر من مرة.. حقيقة علاقة توم كروز وآنا دي أرماس Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًبعد اجتماع فرقة BTS في حفل مؤخرًا.. غياب جديد حتى عام 2025

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل ضوئية في مناطق عدة من شمال القطاع
  • حدث وأنت نائم| تحوّل محلات الملابس في منشأة ناصر إلى رماد قبل العيد.. وضحايا جراء حادث الطريق الأوسطي
  • البحث عن جثامين الشهداء.. الألم الغائر في غزة
  • صدفة غريبة
  • الأحرار لا يسقطون أبدا
  • والي الخرطوم: المهام الأساسية عند تطهير اي منطقة من العدو هو استتباب الأمن ورفع الجثث
  • حريق بعد الإفطار.. كيف تحولت محلات الملابس في منشأة ناصر إلى رماد؟
  • كيف تكون السماء في ليلة القدر؟ وما هي علاماتها؟
  • مخلفات الإبادة الإسرائيلية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الفلسطينيين
  • أن تكون قتيلا في العراق