بعضها يربك نتائج تحاليل الدم.. مختصون يحذرون من التناول العشوائي للمكملات والفيتامينات
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
حذّر مختصون من تناول كبسولات المكملات الغذائية والفيتامينات بنصيحة الأصدقاء أو من الصيادلة مباشرة، إذ إن كبسولات المكملات الغذائية وجدت من أجل مواجهة نقص بعض العناصر والمعادن والفيتامينات في الجسم في حال وجود نقص فعلي مثبت بالتحاليل الطبية.
بداية ينصح طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أفراد المجتمع من تناول مكمل فيتامين D دون إجراء التحليل اللازم من قبل الطبيب المختص، مبينًا أنه للأسف بعض الأشخاص قد يعانون من متاعب جسدية وآلام العظام وخمول ويتناولون مكمل فيتامين D بنصيحة الأصدقاء دون أي إدراك لمخاطر زيادة مستوياته في الدم.
وتابع د. ضياء أنه قبل أيام نشرت الصحف العالمية قصة وفاة رجل بريطاني بسبب فرط كالسيوم الدم، وهي حالة نادرة ناجمة عن ارتفاع مستويات فيتامين D في الجسم، إذ توفي ديفيد ميتشنر، بسبب فرط كالسيوم الدم، والذي تراكم في جسمه نتيجة للمستويات المفرطة من الفيتامين ، فقد اتضح أن مستويات فيتامين D لديه كانت عند الحد الأقصى للمستوى القابل للتسجيل، مما دفع الأطباء إلى إدراج سمية فيتامين D كأحد العوامل الرئيسية في وفاة ميشينر، إلى جانب مرض القلب الاحتقاني، والفشل الكلوي المزمن، وفرط كالسيوم الدم.
وأضاف: فرط كالسيوم الدم هو حالة مرضية ترتفع فيها نسبة الكالسيوم في الدم عن مستواها الطبيعي، ويمكن أن يؤدي فرط وجوده في الدم، إلى إضعاف العظام وتكوين حصوات الكلى والتأثير على عمل القلب والدماغ ، ومن الأسباب الأخرى لفرط كالسيوم الدم السرطان وبعض الاضطرابات الطبية الأخرى وبعض الأدوية وتناول كثير من المكملات المحتوية على الكالسيوم وفيتامين (D) دون استشارة طبية.
ومضى د. ضياء قائلاً: مما سبق لا يعني أن تناول فيتامين D غير مهم، بل بالعكس فإن الحالات التي تشكو من نقصه وفق التحاليل يجب أن تعالج لأنه يترتب على عدم العلاج الكثير من الأعراض والمشاكل الصحية على الكبار والصغار، فعند الكبار يسبب نقص فيتامين D أعراضًا منها تشنج العضلات، الإعياء، تقلبات المزاج، آلام العظام، بينما يؤدي نقصه عند الأطفال إلى ضعف العضلات أو التهابها، كما إنه قد يؤدي إلى الكساح في الحالات الشديدة وتتمثل أعراض الكساح في تقوس أو انحناء العظام، وألم العظام، وضعف العضلات، وتشوه المفاصل، وبذلك فإن فيتامين D يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن الكالسيوم في الدم والعظام ويساهم في بناء العظام والحفاظ على صحتها ، وفي حال عدم كفاية مستوياته قد يؤدي ذلك إلى نقص كلس الدم (انخفاض مستويات الكالسيوم) وفرط نشاط غدد جارات الدرقية، مما يتسبب بفرط نشاط تلك الغدد أثناء محاولتها الحفاظ على مستويات الكالسيوم الطبيعية في الدم.
ونوّه د. ضياء، إلى أنه يمكن الوقاية من فرط الكالسيوم بتجنب الإفراط في تناول الأدوية التي تحتوي على الكالسيوم وعلاج المشكلات الصحية التي قد تزيد من الكالسيوم في الدم، والإكثار من شرب الماء للتخلص من النسب المرتفعة ، وتجنب تناول مكملات فيتامين D دون التأكد من وجود نقص من خلال التحليل والطبيب المختص.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور فهد الخضيري، أستاذ وعالم أبحاث المسرطنات: أدوية الفيتامينات والمكملات الغذائية سلاح ذو حدين، فقد تضر الشخص الذي يتناولها دون الحاجة لها ، إذ يجب أن لا تؤخذ هذه المكملات إلا بوصفة طبية بعد تحاليل تثبت الحاجة لها، فإذا تناولها من لا يحتاجها فقد تسبب زيادة جرعة وقد يحدث تسمم لا سمح الله.
وأردف أن المكملات الغذائية وللاسف يتناولها الناس بإعتقادهم انها دواء لكل داء بسبب دعايات المتاجرين بها، والصحيح أنه يجب أن لا يأخذها الشخص إلا إذا ثبت أن لديه نقص في تلك العناصر والمكونات، ويجب الانتباه إلى أن بعض تلك المكملات تسبب تغيير في قراءة ونتائج بعض تحاليل الدم ، لذا قد يحصل تشخيص خاطىء لمرض ما بسبب تناولها فيحدث ضرر.
وقال الخضيري إن كل المكملات والفيتامينات هي تسويق تجاري بحت، بمعنى إنها لا تفيد إلا من لديه نقص شديد بسبب مرض أو فقر دم غذائي أو لبعض كبار السن) وما عدا ذلك فهي إرهاق للكبد والكلى وغالباً تظهر اثارها السلبية بعد سنوات.
وينصح الخضيري في ختام حديثه بتناول الغذاء الصحي المتوازن لكونها تزود الجسم بالفيتامينات والمعادن، ولابد أن يكون تناول الفيتامينات في الصباح بعد وجبة الافطار وليس بالليل لكي لا ترهق الكلى ولا تسبب الأرق، مع الحرص على تناول الماء بمعدلات طيبة.
من جانبه، أكد الدكتور فواز العنزي استشاري أمراض القلب والباطنة، أن الإفراط في تناول الفيتامينات من غير وجود نقص مثبت فيه ضرر، لافتًا أن ذلك ما يتم إثباته يوماً بعد يوم.
وقال العنزي إن الإفراط في تناول فيتامين B3 تزيد أمراض القلب بشكل ملحوظ، إذ أثبتت الأبحاث أن الإفراط في تناول فيتامين B3 تؤدي إلى التهاب الشرايين وبالتالي زيادة أمراض القلب. ونصح العنزي بالتوقف عن تناول الفيتامينات إلا في حال نقص مثبت في التحاليل المخبرية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: المکملات الغذائیة الإفراط فی تناول فیتامین D فی الدم
إقرأ أيضاً:
مختصون لـ"الرؤية": تحسين مستوى التحصيل الدراسي للطلبة يتطلب تطبيق استراتيجيات تعليمية تفاعلية تجعل التعلّم أكثر متعة
◄ الحامدي: تشجيع المعلمين على تطوير المهارات ينعكس أثره على مستويات الطلبة
◄ الزدجالية: البيئة المدرسية من أهم مقومات التفوق ولها تأثير مُباشر على مستوى الطلبة
◄ المجيني: تحليل البيانات مهم في فهم مستوى الطلبة وتعديل الاستراتيجيات التعليمية
◄ الفارسي: توظيف التكنولوجيا الحديثة يُوفر بيئة محفزة للطلبة بالفصول
◄ التأكيد على دور أولياء الأمور في تحسين مستوى التحصيل الدراسي
◄ نقص الموارد المالية من أبرز تحديات تنفيذ البرامج والمشاريع التعليمية المبتكرة
الرؤية- ريم الحامدية
أكد عددٌ من المختصين والتربويين أن تطوير مستوى تحصيل الطلبة في المدارس يتطلب استراتيجيات شاملة تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية والتحفيز وطرق التدريس الحديثة، مؤكدين أهمية استخدام أساليب تقييم حديثة تأخذ بعين الاعتبار مهارات التفكير النقدي والإبداعي.
ويقول الدكتور سالم بن خميس بن حارب الحامدي، مدير مدرسة علي بن أبي طالب، إن من بين هذه الاستراتيجيات تطبيق التعلم النشط القائم على الأنشطة التفاعلية والمناقشات الحوارية الشفهية كالعصف الذهني والمشاريع التعلمية والتعليم التفاضلي بين الطلبة باستخدام وسائط تعليمية سمعية وبصرية، والتعلم التعاوني، واستراتيجية المعلم الصغير.
ويضيف: "من الاستراتيجيات التي تُعد مهمة في تعليم الطلبة دمج التكنولوجيا الرقمية بواسطة الشاشات التعليمية في الصفوف المربوطة بالإنترنت وتوظيف التدريس والتقويم بواسطة الفيديوهات التوضيحية والألعاب والمسابقات المعززة للفهم والاستيعاب لدى الطلبة، إضافة إلى التغذية المستمرة، ولا ننسى تحفيز وإثارة دافعية الطلبة نحو التعلم بالتشجيع والمكافآت مثل الشهادات الرمزية المرغبة في التنافس والمشاركة الصفية، كما أن توظيف الذكاء الاصطناعي سيساهم في تحسين مستوى التحصيل للطلبة وجعل التعلم أكثر متعة".
كما تحدث مدير مدرسة علي بن أبي طالب عن تطوير المناهج وأساليب التدريس قائلًا: "المناهج هي المفتاح لتحقيق نسبة نجاح أعلى وتقليل الفجوة بين الطلاب، خاصة في ظل تنوع القدرات والخلفيات التعليمية، والمناهج دائمًا ما تتواكب مع المستجدات والتحولات التكنولوجية وهي مناهج مرنة ومتدرجة وخاصة منهج كامبردج في الرياضيات والعلوم، كذلك منهج مادة التربية الإسلامية تم تطويره ليتضمن باركود تعليمي على كل درس من دروس المادة يشمل معطيات الدرس، ومن خلال إدخال مهارات التعلم من أجل المستقبل في المناهج الدراسية يتم التركيز على التفكير النقدي والإبداع وحل المشكلات والتواصل الفعال بدلاً من الحفظ والتلقين".
ويبين الحامدي أن الإشراف التربوي وبرامج التدريب يعدان عنصران أساسيان لتحسين التعليم وتعزيز مهارات المعلمين، لأن المعلم هو المحرك الأساسي للعملية التعليمية، وعندما يحصل على الدعم المهني والتدريب المناسب، يكون قادرًا على تحقيق نتائج أفضل في الفصل الدراسي، ويتضح ذلك الدور في مساعدة المشرفين التربويين المعلمين على تطوير استراتيجيات التدريس الفعالة وتقديم التغذية العكسية 360 درجة للمعلمين أثناء الزيارات الإشرافية ومراقبة جودة التعليم من خلال تحليل المستويات التحصيلية واقتراح الآفاق المستقبلية لمعالجة الفجوات، وتنظيم لقاءات وورش عمل ومشاركة الخبرات والممارسات المهنية ومجتمعات التعلم المهني وفرق العمل، والذكاء العاطفي ومهارات التحفيز، وتشجيع المعلمين على التعلم المستمر والتطوير الذاتي؛ لتحويل الفصل الدراسي لبيئة تعليمية مليئة بالإبداع.
وأشار الحامدي إلى أهمية البرامج والمشاريع التعليمية المبتكرة في تحسين مستويات التحصيل الدراسي، إذ تعتبر هذه البرامج أداة قوية لتحسين مستويات التحصيل الدراسي، حيث تركز على إشراك الطلبة بطرق حديثة تتناسب مع أنماط تعلمهم المختلفة، مبينا: "عندما يتم توظيف هذه الابتكارات بشكل صحيح، يمكن أن تؤدي إلى تعلم أكثر فعالية، وزيادة التفاعل داخل الفصل، وتحفيز الطلاب على التفكير النقدي والإبداع، كما تساهم هذه البرامج في تحسين التحصيل بأنها تجعل الطالب مشاركًا في العملية التعليمية من خلال التجارب والمشاريع العملية والتعلم القائم على الاستكشاف، وتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعليم القائم على البيانات، وتتيح لكل طالب تجربة تعلم مخصصة وفقًا لقدراته، مما يساعد في تحسين الفهم، وربط التعلم بالحياة العملية كريادة الأعمال، والتدريب العملي الذي يجهز الطلبة لسوق العمل ويساعدهم على تطبيق ما يتعلمونه في الواقع".
ويتطرق مدير مدرسة علي بن أبي طالب إلى تحديات تطبيق أساليب التدريس الحديثة، قائلا: "تطبيق أساليب التدريس الحديثة والتقنيات التربوية في المدارس ليس بالأمر السهل، حيث تواجه المدارس التعليمية تحديات عديدة تتعلق بالبنية الأساسية والتدريب، والقبول من قبل المعلمين والطلبة لإدارة أو قيادة التغيير، ومع ذلك، هناك حلول يمكن أن تساعد في تجاوز هذه العوائق وتحقيق أقصى استفادة من التطورات التربوية، ومن أبرز التحديات التي نواجهها في المدارس لتطبيق اتجاهات التدريس الحديثة عبر الرقمنة التكنولوجية نقص التمويل والموارد مثل تقنيات الألواح الذكية، الواقع الافتراضي، والأجهزة اللوحية المعينة والمساندة لتعليم وتعلم الطلبة؛ لأنها تتطلب تمويلًا ماليًا لا يتوفر في المدارس، وبعض المدارس لا تمتلك بنية أساسية رقمية كافية مثل الإنترنت السريع أو أجهزة حديثة، ومن الحلول الممكنة لتحسين وتطوير مستوى الطلبة في التقدم والتحصيل الدراسي استخدام التقييم المستمر بدلاً من الامتحانات النهائية فقط، مثل المشاريع الجماعية والتقييم التكويني، وتطوير معايير جديدة لقياس التعلم تعتمد على الأداء والمهارات بدلاً من الحفظ والاسترجاع، والاستفادة من تحليلات البيانات التعليمية لمتابعة أداء الطلبة في الوقت الحقيقي وتحليل مدى تأثير التقنيات الجديدة على تحصيلهم.
ويؤكد الدكتور سالم بن خميس بن حارب الحامدي على دور أولياء الأمور في تحسين مستوى التقدم والتحصيل الدراسي لأبنائهم، فالتعليم لا يقتصر على المدرسة فقط، بل هو مسؤولية مشتركة بين الأسرة والهيئة التعليمية وعندما يكون هناك تعاون فعال بين الطرفين، يكون الطلبة أكثر حرصًا على المنافسة والتفوق إذا توافرت العوامل.
ويوضح: "فيما يخص البيئة المدرسية، فلها تأثير كبير في مستوى تحصيل الطلبة، وقد تؤثر البيئة المدرسية على مستوى الطلبة تأثيرًا إيجابيًا إذا توفرت عوامل إثارة الدافعية والتحفيز بأن تكون بيئة آمنة جاذبة للتعليم والإبداع من حيث الأنشطة والبرامج المدرسية والجدارات التعليمية والساحات والرحلات والجولات التعليمية والتفاعل الإيجابي ودعم الطلبة بالجوائز والأيام المفتوحة التي تعزز من نشاطهم التعليمي وإدخال التقنيات التعليمية والمسابقات الرقمية في المدرسة، أما من ناحية الكثافة الصفية والاكتظاظ في غرفة الصف من الطلبة، يكون صعوبة التفاعل بين المعلم والطالب بسبب الأعداد الكبيرة، وقلة فرص المشاركة لكل طالب مما يقلل النقاش والحوارات التعليمية، وصعوبة ضبط إدارة الصف وإرهاق المعلم بسبب عدم القدرة على تقديم دعم فردي لكل طالب، ولو وضعنا حلولًا لتحسين التعلم في الفصول الكبيرة، يجب تقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة داخل الفصل لتنفيذ أنشطة تفاعلية، وتوظيف التعلم التعاوني بحيث يعمل الطلبة معًا لحل المشكلات، والعمل على إدخال التكنولوجيا التعليمية مثل السبورات الذكية ومنصات التعلم الرقمي لتعويض نقص التفاعل المباشر، وتعزيز المناخ النفسي والاجتماعي داخل المدرسة.
وفي السياق، تقول شيخة الزدجالية، مديرة مدرسة عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، إن البيئة المدرسية تعد من أهم مقومات النجاح والتفوق، حيث تؤثر بشكل مباشر على مستوى تحصيل الطلبة، فكلما كانت البيئة الصفية مناسبة من حيث عدد الطلاب، زادت قدرة المعلمين على متابعة كل طالب بشكل أكثر فعالية، مما يسهم في تحسين مستوى التحصيل، كما أن حداثة المبنى المدرسي وتوافر التقنيات التعليمية المتقدمة يرفعان من فاعلية العملية التعليمية، مما يساعد الطلبة على استيعاب المناهج بشكل أفضل.
وتذكر أن من أهم الاستراتيجيات التي يمكن تبنيها مع طلبة الصف الثاني عشر هي الربط المباشر والتدريب المستمر على أنماط الأسئلة الواردة في الورقة الامتحانية، إضافة إلى تنويع أساليب طرح الأسئلة لتعزيز جاهزية الطلبة للامتحانات النهائية، وهذا النهج يساعد في تقليل رهبة الامتحانات ويؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل، مضيفة أن الإشراف التربوي يقوم بدور محوري في دعم المعلمين ومواكبة المستجدات التربوية، حيث يعمل الإشراف الفني والتربوي على إعداد وتطوير المعلمين بشكل مستمر لضمان تقديم أفضل أساليب التدريس.
وتشدد الزدجالية على أن الاستقرار النفسي للطالب يعد عنصرًا أساسيًا في نجاحه، حيث إن الخوف والارتباك من الورقة الامتحانية من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تدني المستوى التحصيلي، مما يستدعي تعزيز الثقة لدى الطلبة من خلال التحضير الجيد والدعم النفسي.
وفيما يخص أدوات التقييم، تلفت الزدجالية إلى أن هذه الأدوات معمول بها بشكل أساسي في المراحل الدنيا، إلا أن صفوف الثاني عشر تحتاج إلى أساليب تقييم أكثر دقة تتناسب مع أهميتها كمحطة مصيرية في المسار التعليمي للطلبة، كما أن الخبرة التدريسية تلعب دورًا مهمًا في رفع مستوى التحصيل الدراسي، حيث يساهم استقرار كوادر التدريس في مدارس ما بعد الأساسي، خاصة المعلمين ذوي الخبرة في مناهج الثاني عشر، في تحقيق نتائج إيجابية ورفع نسب النجاح بين الطلبة.
وتؤكد مديرة مدرسة عائشة بنت سعد بن أبي وقاص أهمية تطبيق استراتيجيات تعليمية فعالة مثل التعلم النشط، وتخصيص دعم إضافي للطلبة ذوي الأداء الضعيف، واستخدام تقنيات التعليم المدمج، بالإضافة إلى توفير بيئة تعليمية مرنة ومحفزة، على جانب أهمية تحديث المناهج بشكل دوري لتواكب متطلبات العصر، مع دمج أساليب تدريس مبتكرة مثل التعلم التفاعلي والتعلم القائم على المشاريع، وتدريب المعلمين على أحدث التقنيات التربوية لضمان تحقيق أفضل مخرجات تعليمية.
وفيما يتعلق بالإشراف التربوي وبرامج التدريب، توضح الزدجالية أهمية توفير إشراف مستمر للمعلمين، وتقديم برامج تدريبية تسهم في تطوير مهاراتهم التدريسية، إلى جانب متابعة الأداء التدريسي بشكل دوري لضمان تحقيق الجودة المطلوبة، مبينة أن البرامج والمشاريع التعليمية المبتكرة تعزز من مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة، رغم التحديات التي تواجه تنفيذها مثل محدودية التمويل والموارد.
وتقول إن تطبيق أساليب التدريس الحديثة يواجه بعض التحديات، منها مقاومة التغيير من قبل بعض المعلمين، ونقص التدريب الكافي، بالإضافة إلى قلة الموارد التكنولوجية، والتغلب على هذه التحديات يتطلب توفير برامج تدريبية مكثفة ودعم المدارس بالبنية الأساسية المناسبة. وترى الزدجالية أهمية تعزيز دور أولياء الأمور في العملية التعليمية من خلال إشراكهم في الأنشطة المدرسية، وتوفير ورش عمل تساعدهم على دعم أبنائهم أكاديميًا، إلى جانب تعزيز قنوات التواصل المستمر بين المدرسة والأسرة، مؤكدة ضرورة تطوير أدوات التقييم من خلال استخدام التقييمات التكوينية والاختبارات الإلكترونية، والعمل على تحسين أدوات القياس لتكون أكثر دقة وشمولية، مع دمج التقييمات التي تقيس المهارات الحياتية، على جانب أهمية تقليل عدد الطلاب في الفصول الدراسية وتحسين البنية الأساسية لضمان توفير بيئة تعليمية داعمة تعزز من جودة التعليم ومخرجاته.
وفي السياق، يؤكد سعيد بن محمد بن حسن المجيني أخصائي التوجيه المهني بمدرسة الخليل بن أحمد الفراهيدي، أهمية تبني استراتيجيات فعالة لمعالجة التفاوت في معدلات النجاح بين الأعوام الدراسية، موضحا أن التدخل المبكر لتحديد الطلبة الذين يواجهون صعوبات، إلى جانب اعتماد التعلم المخصص والتعلم النشط، يعد من أبرز الحلول لدعم العملية التعليمية، إلى جانب دور تحليل البيانات في فهم مستويات الطلبة وتعديل الاستراتيجيات التعليمية وفقًا لذلك.
وفيما يتعلق بتطوير المناهج وأساليب التدريس، يشير المجيني إلى ضرورة اعتماد مناهج قائمة على الكفاءات، وتطبيق التدريس المتمايز، بالإضافة إلى دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية وتعزيز التعلم القائم على المشاريع، مما يسهم في تحسين مخرجات التعليم وتقليل الفجوة بين الطلبة، مؤكدا أهمية الإشراف الداعم والتدريب المستمر وإنشاء مجتمعات تعلم مهني للمعلمين، إلى جانب تعزيز مهارات تحليل البيانات لديهم لرفع مستوى التدريس وتحسين أداء الطلبة.
وحول دور البرامج والمشاريع التعليمية المبتكرة، يوضح المجيني أنها تسهم في زيادة دافعية الطلبة وتطوير مهاراتهم في التفكير النقدي وحل المشكلات، غير أن تنفيذها يواجه تحديات، منها نقص الموارد المالية والبنية التحتية، ومقاومة التغيير، والحاجة إلى تدريب المعلمين على التقنيات التربوية الحديثة. وفيما يتعلق بأساليب التدريس الحديثة والتقنيات التربوية، يشير إلى أن تطبيقها يواجه تحديات، أبرزها نقص التدريب والتأهيل للمعلمين، ومحدودية الوصول إلى التقنيات، ومقاومة التغيير، إلا أنه يمكن التغلب على هذه التحديات بتوفير برامج تدريبية مستمرة ودعم فني وتقني للمدارس وإشراك أولياء الأمور في عملية التغيير.
ويؤكد المجيني أهمية دور أولياء الأمور في دعم تحصيل الطلبة، مشددًا على ضرورة تعزيز التواصل المنتظم بين المدرسة والأسرة، وإشراك أولياء الأمور في الأنشطة المدرسية، وتنظيم ورش عمل تثقيفية لهم، بالإضافة إلى توفير الموارد التي تساعدهم على دعم أبنائهم أكاديميًا. كما يشير إلى وجود توجه متزايد لاعتماد أساليب تقييم أكثر دقة، تشمل التقييم التكويني، والتقييم القائم على الأداء، واستخدام التكنولوجيا في الاختبارات التفاعلية، مما يسهم في قياس مستويات الطلبة بدقة وتحديد نقاط الضعف لديهم.
وفيما يتعلق بتأثير البيئة المدرسية، فيقول المجيني إن عدد الطلبة في الفصل والبنية الأساسية والموارد التعليمية، تلعب دورًا محوريًا في تحقيق نتائج تعليمية أفضل، ولذلك يجب تقليل أعداد الطلبة في الفصول الدراسية، وتوفير بيئة تعليمية حديثة وآمنة، وتعزيز الموارد التعليمية لضمان تجربة تعلم فعالة.
بدوره، يؤكد شبيب الفارسي أهمية تطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة لتحسين مستوى تحصيل الطلبة، خاصة في ظل التفاوت في معدلات النجاح بين الأعوام الدراسية، موضحاً أنَّ التفاعل داخل الصف وتنويع أساليب التدريس يلعبان دورًا أساسيًا في تعزيز الفهم والاستيعاب، كما أن دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية وتوفير بيئة محفزة يساعدان في زيادة دافعية الطلاب وتحقيق نتائج أكاديمية أفضل، كما يجب الاستفادة من التقويم المستمر لرصد تقدم الطلبة، إلى جانب تعزيز الشراكة بين المدرسة وأولياء الأمور لدعم العملية التعليمية.
وفيما يتعلق بتطوير المناهج، يشير الفارسي إلى أهمية تضمين أنشطة تطبيقية تتيح للطلبة استكشاف المفاهيم بطريقة عملية، مؤكدًا أن ربط المحتوى التعليمي بواقع الحياة يعزز الفهم العميق ويجعل التعلم أكثر جاذبية، ويجب التركيز على تنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، بالإضافة إلى تحديث المناهج بشكل دوري لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية.
وعن دور الإشراف التربوي وبرامج التدريب، يوضح أن تمكين المعلمين من تبني أساليب تدريس حديثة يسهم بشكل مباشر في تحسين مخرجات التعليم، كما أن التدريب المستمر على استراتيجيات التدريس الفعالة، مثل التعلم القائم على المشروعات والتعليم التفاعلي، يعزز من قدرة المعلمين على الاستجابة لاحتياجات الطلبة المختلفة، مما ينعكس إيجابيًا على مستوى التحصيل الدراسي.
ويلفت الفارسي إلى أن البرامج التعليمية المبتكرة تلعب دورًا مهمًا في تحسين تجربة التعلم، حيث توفر طرقًا غير تقليدية لفهم واستيعاب المعلومات، إلا أن تنفيذ هذه البرامج يواجه تحديات، مثل الحاجة إلى إعادة هيكلة بعض جوانب المناهج الدراسية، وضمان توافر الموارد والتقنيات اللازمة، بالإضافة إلى أهمية تأهيل المعلمين للتعامل مع الأساليب الجديدة بطريقة فعالة.
وفيما يتعلق بتطوير أدوات التقييم، يقول الفارسي: "هناك توجه نحو استخدام أساليب تقييم حديثة تأخذ بعين الاعتبار مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وليس فقط الحفظ والاسترجاع، والتقييم المستمر الذي يعتمد على الأداء الفعلي للطالب داخل الصف يسهم في تقديم صورة أكثر دقة عن مستواه الأكاديمي".