رياضة الأردنية تناقش المستجدات العلمية في الرياضة الصحية والتنافسية
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
أعرب السعود عن أمله بأن تصل الرياضة في الأردن إلى ما نتمناه
مندوبا عن رئيس اللجنة الأولمبية سمو الأمير فيصل بن الحسين المعظم افتتح نائب رئيس اللجنة الدكتور ساري حمدان اليوم فعاليات الموسم الثالث لمؤتمر البحر الميت الدولي.
اقرأ أيضاً : ريال مدريد يستعد لمواجهة سوسيداد وأنشيلوتي يدرس تغييرات في التشكيلة
ويسلط المؤتمر في موسمه الثالث، وعلى مدار يومين، الضوء على المستجدات العلمية في الرياضة الصحية والتنافسية، بمشاركة دولية ومحلية واسعة، بتنظيم كلية علوم الرياضة في الجامعة الأردنية وبالتعاون مع اللجنة الأولمبية.
وقال رئيس الجامعة الأردنية بالوكالة الدكتور أشرف أبو كركي إن تنظيم هذا المؤتمر، بالتّعاون بين الجامعة واللجنة الأولمبيّة الأردنيّة، يشكل توحيدا للجهود وتتويجا للعلاقة الرامية إلى تفوق الطلبة والرياضيين، وتأكيدًا على أهمية مواكبة كل المستجدات وأهم التطورات في الرياضة وعلومها.
وأضاف أبو كركي أن عقد المؤتمر يشكل استكمالا للمنجز البشري الطويل للجامعة الأردنية الذي طالما ربط العقل بالجسد، ادراكا منها أن التّعليم أكثر تعقيدًا من مادة أكاديمية يتلقاها الطلبة، بل عملية تتخللها معطيات كثيرة.
وأكد أبو كركي فخر الجامعة الأردنية بكونها امتدادًا لرؤى القيادة الملكية الشاملة للوطن في شتى قطاعاته، لا سيما الرياضية منها؛ إذ قدمت الجامعة منحًا رياضيةً سنويةً لدعم المتفوقين ممّن يجلبون الفخر لنا وللبلد بأسره على المستويات المحليّة والعربيّة والدوليّة.
من جانبه، قال عميد كلية علوم الرياضة الدكتور حسن السعود إن الجامعة سعت منذ تأسسيها إلى إيلاء الرياضة أولوية كبرى، فأنشأت كلية علوم الرياضة التي أخذت على عاتقها النهوض بالرياضة والرياضيين وتجهيزهم بما يحتاجونه من معرفة نظرية وعملية، وبناء الإنسان الأردني بناءً جسديًّا وعقليًّا صحيحًا وفق أحدث الطرق والأساليب الرياضية الموجودة في العالم.
وحول مضامين المؤتمر، قال السعود إن دراسة "المستجدات العلمية في الرياضة الصحية والتنافسية"، تجيء لخدمة أهداف التنمية المستدامة التي يسعى العالم كله لتحقيقها، ذلك بمشاركة نخبة من الأساتذة وأهل الخبرة والبحث العلمي والسمعة الأكاديمية المرموقة لينثروا عقولهم وخبرتهم فائدة للعلم والناس.
وأعرب السعود عن أمله بأن تصل الرياضة في الأردن إلى ما نتمناه، وأن يظل اسم الأردن مرتفعا في منصات التتويج العالمية.
ويشكل المؤتمر فرصة لجميع الباحثين والمتخصصين من مختلف دول العالم في علوم الرياضة والنشاط البدني والمهارات الحركية، ويهدف إلى تعزيز التواصل وتبادل الخبرات العلمية في مختلف التخصصات.
وتتناول أوراق المؤتمر في عدد من الجلسات المتخصصة أحدث التطورات في مجال البحوث الرياضية من الناحية الصحية والتننافسية، وتناقش في مضامينها العلاقة بين التحليل الحركي ورعاية المرضى من خلال النشاط البدني والقضايا البيئية والمناخية، فضلا عن ظهور الواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تناوله المسائل الأخلاقية المحيطة بالرياضيين من أصحاب المستويات العليا.
وينعقد على هامش أعمال المؤتمر ملتقى عمداء كليات ومعاهد وأقسام علوم الرياضة، لمناقشة آخر المستجدات في الشأنين الأكاديمي والرياضي، وبحث التعاون المشترك لإقامة المشاريع العلمية والبحثية وتبادل المعارف والتجارب، وتعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في مختلف المجالات، إلى جانب تعزيز الوعي والتثقيف بأحدث التطورات والاتجاهات في مجالات الرياضة واللياقة البدنية.
وحرصا من كلية علوم الرياضة في الجامعة على طرح كل ما هو جديد، تُقام بالتزامن مع أعمال المؤتمر خمس عشرة ورشة تدريبية تسعى إلى إكساب المشاركين المهارات اللازمة لسوق العمل للاستفادة من الخبرات المحلية والعالمية، يقدمها أكاديميون وخبراء رياضيون من مختلف دول العالم.
وتتناول الورشات التدريبية عددا من المواضيع ذات الأهمية الكبيرة، منها التغذية وتسويق الذات، والبحث العملي والمجلات العلمية، وأسس ترخيص الأكاديميات الرياضية، والبرمجيات المتعلقة بالشأن الرياضي، والاتجاهات الفنية الحديثة لكرة القدم.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الأردن البحر الميت الجامعة الاردنية العلمیة فی الریاضة فی فی الریاضة
إقرأ أيضاً:
الدبلوماسية العلمية.. جهود لتوسيع الشراكات وبناء قدرات الباحثين العُمانيين
"عمان": تمثّل الدبلوماسية العلمية سبيلًا لعالمنا الذي يعجُّ بالعديد من التحديات والقضايا العالمية التي تتطلب حلولًا علمية شاملة، ولا سبيل للتغلب عليها إلا بتعزيز الصلة بين العلم والسياسة على مستوى الدول ودمجهما معًا، وثمة قواسم مشتركة بين الدبلوماسي والباحث العلمي، حيث يعمل الأول على إيجاد الحلول لمشاكل العالم عبر الدبلوماسية والعلاقات الدولية والحوار المتبادل، بينما يقدم الآخر حلولًا للمشاكل التي تواجه العالم عبر البحث العلمي والابتكار، وتمثل الدبلوماسية العمانية مسارًا مهمًا في تمكين "رؤية عمان 2040" بمجالات البحث العلمي والتطوير والابتكار، وتعوّل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على هذا المسار في الوصول إلى المبتغى وتحقيق الطموح لرفع سلطنة عمان في مؤشر الابتكار العلمي ضمن الدول المتقدمة في البحث العلمي والابتكار.
العلاقة بين العلوم والدبلوماسية
تُعرّف الدبلوماسية العلمية بأنها استخدام التعاون العلمي بين الدول لمعالجة المشاكل المشتركة وبناء الشراكات الدولية، إذ يقول الباحث أيمن بن مصبح العويسي، طالب دكتوراة بجامعة ليدز بالمملكة المتحدة: إن الدبلوماسية في قاموس كامبريدج تعرف على أنها مهارة إدارة العلاقات بين الدول، فبها تدير الدول شؤونها وتتفاوض على مصالحها، وفي نطاق الدبلوماسية نجد أن هناك ما يسمى بالدبلوماسية الصلبة التي تستخدم القوة العسكرية والاقتصادية سبيلا لتحقيق المصالح، وهناك ما يسمى بالدبلوماسية الناعمة التي تستخدم أساليب ناعمة لتعزيز علاقاتها بالدول، وتدخل ضمن هذه الدبلوماسية الناعمة الصلات والعلاقات العلمية بين الدول، فنجد أن الدول تسخّر جهودًا جمّة في سبيل تعزيز علاقاتها مع بعضها البعض عن طريق التعاون العلمي فيما بينها، فنجد دولًا تفتتح برامج ابتعاث في مختلف التخصصات لتستقطب طلبة من شتى أنحاء العالم كما هو الحال في الجامعات البريطانية والأمريكية، ونجد دولا أخرى تفتتح مؤسسات لتعليم لغاتها مثل المجلس الثقافي البريطاني لتعليم اللغة الإنجليزية، والمركز العُماني الفرنسي لتعليم اللغة الفرنسية، ومعهد "غوته" لتعليم اللغة الألمانية، فضلا عن التعاون العلمي بين الجامعات وبرامج التبادل الطلابي التي تساهم في تعزيز العلاقات العلمية بين الجامعات والدول.
ويضيف العويسي قائلاً: لهذا نجد أن الدول تستخدم الدبلوماسية العلمية لتعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى بصورة ناعمة، وتعزيز الحوار بينها، وإيجاد حلول علمية للقضايا العالقة بينها، وتعزيز الشراكات العالمية لحل القضايا الملحة كقضايا المناخ، والأمراض الوبائية، وإدارة الكوارث، سواء كانت من خلال الدبلوماسية الثنائية بين البلدان أو من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف بين البلدان داخل المنظمات الدولية كالأمم المتحدة.
وأوضح أن الخطوة الأولى لتعزيز الدبلوماسية العلمية تكمن في توسيع قاعدة الشراكات العلمية بين المؤسسات، ورفع مستوى التبادل الطلابي بين الجامعات، إذ يمكن عن طريق هذه الشراكات إرسال طلبتنا لأخذ العلوم في هذه الدول، واستقبال طلبتهم وجعلهم سفراء لثقافتنا في بلدانهم، ومن الأمثلة الناجحة على برامج التبادل العلمي برنامج (إيراسموس +) حيث يعد مبادرة تمويلية أطلقها الاتحاد الأوروبي بهدف دعم التعليم والتدريب والشباب والرياضة داخل دول الاتحاد وخارجها، ويهدف البرنامج إلى توفير فرص تعليمية وتدريبية دولية تعزز التفاهم بين الثقافات، وتساعد المشاركين على تطوير مهاراتهم ومعارفهم في بيئات تعليمية ومهنية متنوعة، وتجدر الإشارة إلى أن جامعة السلطان قابوس بسلطنة عُمان شريكة في هذا البرنامج، أما الخطوة الثانية فتكمن في توسيع عمل معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وجعل سلطنة عُمان محطة رئيسة لتعلم اللغة العربية، نظرًا لما تزخر به من إمكانات تجعلها تتصدر مشهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها دوليا، وهذا لن يتأتى بدون وجود استراتيجية وطنية للقوة الناعمة، وتعاون وثيق بين مختلف المؤسسات.
العلوم تحسّن العلاقات الدولية
وقال سعادة السفير الدكتور أفكار بن ناظم الفارسي، رئيس دائرة التجارة الدولية والاقتصاد المعرفي والتكنولوجيا بوزارة الخارجية: إن العلاقة بين العلوم والدبلوماسية هي علاقة متبادلة المنفعة، إذ يمكن للعلوم أن تساعد في تحسين العلاقات الدولية، ويمكن للدبلوماسية أن توفر بيئة مواتية للتعاون العلمي، فمن خلال تطبيق المبادئ العلمية، يمكننا بناء عالم أكثر سلاما وازدهارا وتفاهما، وقد أصبحت هذه العلاقة بين العلوم والدبلوماسية أكثر أهمية في عالمنا المترابط اليوم، ويمكن تلخيص هذه العلاقة في مجموعة من النقاط، منها التعاون الدولي من خلال تشجع العلوم على التعاون بين الدول وبناء الثقة، حيث تتطلب حل المشكلات العلمية الكبرى مثل تغير المناخ والأمراض المعدية وتضافر جهود العلماء من جميع أنحاء العالم، وكذلك تبادل المعرفة إذ يساهم التعاون العلمي في تبادل المعرفة والخبرات بين الدول، مما يؤدي إلى تقدم علمي أسرع، بالإضافة إلى الدبلوماسية العلمية وهي استخدام العلم كأداة لتحقيق الأهداف الدبلوماسية، مثل تعزيز العلاقات الدولية وحل النزاعات، وبالتأكيد تسهم مبادئ العلوم في تشجيع التعاون بين العلماء من مختلف الثقافات والخلفيات، مما يعزز التفاهم والاحترام المتبادل ويتطلب الممارسة العلمية الشفافية والنزاهة، مما يزيد من الثقة في النتائج العلمية.
وأوضح أن من أمثلة دور العلوم في تحسين العلاقات الدولية مكافحة الأمراض المعدية إذ من التعاون الدولي لمكافحة الأمراض مثل الإيدز والإنفلونزا وكوفيد19 تنبع فكرة دور العلوم في تجميع الدول معًا، وأيضًا من الأمثلة استكشاف الفضاء؛ فبرامج استكشاف الفضاء مثل وكالة ناسا، والوكالة الفضائية الأوروبية تظهر كيف يمكن للتعاون العلمي أن يعزز العلاقات الدولية، وكذلك تغير المناخ إذ تعتمد الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ بشكل كبير على التعاون العلمي.
ويرى سعادة السفير الدكتور أفكار بن ناظم الفارسي أن الدبلوماسية العلمية أداة قوية لتعزيز التعاون الدولي في مجال البحث والابتكار، ويمكن توظيفها بعدة طرق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لسلطنة عمان، وذلك عبر بناء الشراكات الدولية والمشاركة في المنظمات الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية والتسويق للقدرات البحثية في المحافل الدولية، وتسليط الضوء على المزايا التنافسية التي تتمتع بها، كما يمكن تقديم حوافز للاستثمار، وإنشاء مناطق حرة للابتكار لتحفيز الشركات الناشئة والشركات المتوسطة والكبيرة، وتبادل الباحثين والطلبة وبرامج التبادل الأكاديمي، ومن الأمثلة على ذلك الشراكات مع الجامعات الأوروبية والأمريكية لبناء القدرات البحثية وتبادل الخبرات.
تمكين "رؤية عمان 2040"
وبيّن أفكار الفارسي أن الدبلوماسية العُمانية تلعب دورا محوريا في تحقيق "رؤية عمان 2040" في مجال البحث العلمي والابتكار، من خلال بناء الشراكات الدولية، وجذب الاستثمارات، وتبادل الخبرات والتسويق الذكي، ويمكن لسلطنة عمان أن تحقق قفزات نوعية في هذا المجال وتصبح مركزا إقليميا للابتكار والمعرفة، مشيرا إلى أهمية اقتصاد المعرفة باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في أي دولة، ولسلطنة عمان خصوصاً من منظور دبلوماسي، حيث يعد هذا الاقتصاد أداة قوية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وبناء الشراكات الدولية، وتعزيز المكانة الدولية لسلطنة عمان.
وأكد أن اقتصاد المعرفة ليس مجرد هدف اقتصادي، بل هو أداة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في سلطنة عُمان من خلال الاستفادة من هذا الاقتصاد كأداة دبلوماسية، إذ يمكن لسلطنة عُمان أن تحقق قفزات نوعية في مسيرتها التنموية، وتعزز مكانتها كلاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي.
العلم قناة أساسية للتواصل
من جانبه قال الدكتور أحمد توفيق مؤلف كتاب الدبلوماسية العلمية: إن هناك حاجة ماسة لأن يعمل العلم كقناة أساسية للتواصل، ويبقى صامداً وسط ضغوط الصراعات الحالية والمستقبلية، ولتحقيق هذه الغاية، هناك حاجة ملحة إلى برنامج شامل للدبلوماسية العلمية العالمية، والتي يمكن تلخيصها في ثلاث مبادرات رئيسية، وتكمن الأولى منها بمبادرة العلوم في الدبلوماسية العالمية والتي تهدف إلى تعبئة القطاعات العلمية والتكنولوجية لإجراء البحوث ذات الصلة بالتحديات العالمية، والثانية بمبادرة الدبلوماسية من أجل العلوم العالمية والتي تهدف إلى تعزيز الجهود العلمية التعاونية لمعالجة هذه القضايا العالمية، أما الثالثة فإنها تكمن بمبادرة العلوم العالمية من أجل الدبلوماسية العالمية والتي تسعى إلى إيجاد روابط مؤسسية قوية بين المجتمع العلمي وبيئة السياسة العالمية، ويمكن أن تتضمن الخطوة الأولية نحو تنفيذ مثل هذه المبادرات الدبلوماسية العلمية الطموحة عبر إعداد وثيقة استراتيجية تحدد رؤية للتكامل السلس بين العلوم والتكنولوجيا في معالجة التحديات العالمية، كما يمكن تحقيق هذه الرؤية من خلال أدوات تتنقل بين التعقيدات المثيرة للجدل في كثير من الأحيان والمتمثلة في تقديم المشورة العلمية والطبيعة المعقدة لصنع السياسات العالمية. والسؤال الحاسم هو: من يمتلك الإرادة والقدرة على القيادة في مواجهة هذه التحديات الهائلة؟ ولعل الإجابة تكمن في تشكيل تحالف من المنظمات العلمية والتكنولوجية، ووكالات التمويل المؤثرة، والكيانات المتعددة الأطراف من جميع أنحاء العالم.
أهمية الدبلوماسية العلمية
تبرز أهمية الدبلوماسية العلمية في جملة من الجوانب، فهي تساعد على مواجهة التحديات العالمية إذ تسهم في معالجة القضايا العالمية مثل التغير المناخي، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والأمن السيبراني والتي تتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا لحلها، كما تساهم الدبلوماسية العلمية في بناء الثقة وتعزيز السلام من خلال التعاون العلمي بين الدول، وتتمثل أهميتها في تطوير التكنولوجيا والابتكار، حيث تعزز الدبلوماسية العلمية نقل التكنولوجيا وتبادل المعرفة العلمية بين العلماء والدارسين والمتخصصين مما يعزز الابتكار ويحفّز التنمية الاقتصادية للدول.
خدمة البحث العلمي
وحول كيفية توظيف الدبلوماسية العلمية في خدمة البحث والابتكار؟.. قال الدكتور عبدالله بن حمد المعني، باحث بمركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس، وباحث دكتوراة في دراسات الدبلوماسية العامة في جامعة دُرم بالمملكة المتحدة: إن هناك العديد من الجوانب التي يمكن من خلالها توظيف الدبلوماسية العلمية في خدمة البحث والابتكار، منها إقامة شراكات علمية دولية، وذلك من خلال الانضمام إلى شبكات البحث العالمية مما يمنح الباحثين العُمانيين إمكانية الوصول إلى مشاريع وأبحاث متقدمة تساهم في تطوير المجالات العلمية المتنوعة، إلى جانب إقامة اتفاقيات تعاون ثنائي ومتعدد الأطراف، مع التركيز على إبرام اتفاقيات مع دول متقدمة علمياً، ويمكن لسلطنة عمان تعزيز التعاون البحثي وتبادل الخبرات مع مؤسسات علمية رائدة، مما سيدفع بتطوير القدرات المحلية، ويمكن لسلطنة عُمان المشاركة في مشاريع بحثية ضخمة تعزز مكانتها العلمية وتجلب الفوائد الاقتصادية والمعرفية، ومن جانب آخر هو تطوير التعاون الأكاديمي والبحثي، فمن خلال تبادل الطلبة والعلماء والباحثين يمكن لسلطنة عُمان دعوة العلماء والباحثين من مختلف الدول للعمل في مراكز الأبحاث والجامعات العمانية، وكذلك إرسال الباحثين العُمانيين للتعلم وتبادل الخبرات مع مؤسسات علمية مرموقة، حيث سيساهم هذا التبادل في نقل المعرفة وتطوير المهارات، كذلك يمكن التركيز على مجالات البحث الحيوية، ومنها دعم البحث في الطاقة المتجددة والمياه، حيث يمكن لسلطنة عُمان استغلال موقعها الجغرافي والمناخي لدعم البحث في مجالات الطاقة الشمسية وتحلية المياه، والتعاون مع دول رائدة في هذه المجالات، بالإضافة إلى أنه يمكن للدبلوماسية العلمية المساهمة في الكراسي العلمية كأداة للتعاون الدولي، حيث تمتلك سلطنة عمان رصيدًا من الكراسي العلمية يصل عددها إلى (16) كرسيا علميًا بحثيًا موزعة على قارات العالم المختلفة، حيث يمكن العمل على تعظيم أثرها وزيادة إنتاجها وإشراك الباحثين العمانيين في إدارتها، والمساهمة في تطويرها.