الجيش تقيده التعليمات، ومتمردي الدعم السريع أمفكو ومعاه فزع، هل هذا أحد اسباب تمدد التمرد
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
“بيروقراطية جيشنا (تكبيله بالتعليمات)، امام جاهزية-سرعة-حسم (أمفكو) المليشيا المتمردة، من اسباب معاناة المواطن وتأخر حسم التمرد”
” الجيش تقيده التعليمات، ومتمردي الدعم السريع أمفكو ومعاه فزع، هل هذا أحد اسباب تمدد التمرد وتأخر الجيش في حسمه، مع زيادة للشهداء بين المواطنين (ضحايا الحرب)؟، الهجوم على قرية قوز ابوروف (شرق سنار) أول ايام عيد الفطر واستشهاد اكثر من عشرة مواطنين مثالا”
بالرجوع لاحداث شرق سنار منطقة قوز ابو روف وكبري دوبا، وما تحصلت عليه من شرح مفصل لما حدث اول أيام العيد، هذا السيناريو يشابه سيناريوهات عديدة حصلت اثناء حرب الكرامة، مما يدفعنا إلى التفكير وطرح التساؤلات عن تأخر مؤسسة الجيش في حسم المعركة، مقابل تمدد للتمرد ومعاناة المواطنين تزداد يوماً بعد يوم، وهل ما يعرف بالتعليمات هي ما يضع القيود على الجيش، وان حرية الحركة ونظام الفزع هو ما يحدث الفارق في تمدد وانتشار المتمردين (وعوامل أخرى)؟.
ماحدث في قرية قوز ابوروف صبيحة يوم العيد الماضي، ان المتمردين حاولوا ايصال إمدادات (مسيرات وأسلحة ومواد اخرى) إلى محور سنار عبر كبري دوبا، وقد كانت قوة من المتمردين عدد ٢ لاندكروزر حربيات تحمي ٤ شاحانات، بحيث كان زي قوات التمرد هو زي الجيش للتمويه، وعند مرورها بقرية قوز ابوروف حيث يتواجد ارتكاز مقاومة شعبية (متواضع)، كبروا وهللوا لهم.
حينما علم المتمردون أن امرهم سيكشف وان كبري دوبا به ارتكاز جيش (اكثر من ٥ مركبات قتالية)، حاولت هذه القوة الرجوع، ولكن تم اعتراضهم، هرب المتمردين طلبا للفزع وتركوا الشاحنات، قام مواطنين وأفراد لجان مقاومة بإيصال الشاحنات إلى ارتكاز الجيش في دوبا وعادوا أدراجهم.
بعد حوالي ساعة أو اقل عاد المتمردون ومعهم الفزع حوالي ٢٠ مركبة قتالية، وقاموا بحصار القرية وطلبوا منهم اسلحة المقاومة الشعبية (عدد ٥ كلاشنكوف بس تخيل عارفين حتى عدد الأسلحة كم)، وان يسلموهم من قام باعتراض المتمردين، وحدث اشتباك استشهد عدد من المواطنين، وقتل فيه متمرد بفأس (فرار)، وأصيب آخر تم التخلص منه من قبل المتمردين انفسهم (تموه واطلقوا عليه رصاص الرحمة).
حين عادت المجموعة التي ذهبت لتسليم الشاحنات للجيش تم اعتراضهم وقتلهم جميعا وبثوا الرعب في المكان، استمرت هذه الاحداث حوالي ٤ ساعات وعند التواصل مع ارتكاز الجيش قال لهم (ما عندي تعليمات)، ببساطة رد ارتكاز الجيش انه مقيد بالتعليمات، ويبدوا ان المتمردين يعلمون ذلك جيدا لان المسافة بينهم وبين ارتكاز الجيش في حدود ٢-٣ كيلومترات فقط، وبعد أن نكّل المتمردين بمواطني القوز، اخذوا قتيليهم وقاموا بدفنهم، بكل طمأنينة فعل المتمردين فعلتهم هذه والتي امتدّت منذ الفجر إلى العصر وارتكاز الجيش على بعد مرمى حجر لم يحرك ساكناً تكبله التعليمات.
الخلاصة من سرد ما حدث في قرية قوز ابوروف، والذي يمثل سيناريو يتكرر مرات عديدة، أن مسالة تقييد الجيش بالتعليمات وهو أمر جيد (لا شك)، ولكن هذا التقييد يعيق مسالة الدفاع عن الموطنين ضد تحرك متمردين لا يضبطهم سلوك ولا أخلاق ولأ قوانين، بل ان تكبيل الجيش بالتعليمات قد أتاح لهم حرية الحركة والتمدد، هل استحداث قوة خاصة، امر مفيد لمحاربة هذا النمط من التمرد؟، وهل هذا يعيدنا إلى أن من اسباب انشاء قوات الدعم السريع سابقا هو طبيعة تمرد حركات دارفور والتي عجز جيشنا سابقاً عن حسمها.
Anas Elamin
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ارتکاز الجیش الجیش فی
إقرأ أيضاً:
وحدات الجيش السوداني تحرز تقدما بالخرطوم في مواجهة الدعم السريع
احتدمت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم مع استمرار حرب السودان ضد قوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو في مناطق مختلفة، وفق ما أفادت شبكة العربية.
تجري اشتباكات منذ ساعات في مدينة الخرطوم بحري على وقع مواجهات عسكرية متواصلة في المناطق الجنوبية منها باتجاه عمق ووسط المدينة.
ونجحت وحدات من الجيش دعومة بالمدفعية في إحراز تقدم وقطعت مسافات في طريقها نحو مقر سلاح الإشارة جنوبي المدينة.
في المقابل، سعت قوات الدعم السريع الموجودة في بعض أحياء منطقة بحري القديمة إلى إعاقة تقدم الجيش بالاشتباك مع القوات المتقدمة.
وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، دعت الدعم السريع في بيان قوات الجيش إلى المغادرة خلال 96 ساعة.
وقللت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش من تلك الدعوة، فيما أعلنت القوات المشتركة لحركات دارفور مساندتها للجيش، واستعدادها لمواجهة أي محاولة جديدة من قبل الدعم السريع للاقتراب من مدينة الفاشر.
كان نائب قائد الجيش السوداني وعضو مجلس السيادة الانتقالي شمس الدين كباشي، شدد الأسبوع الماضي، بعد استعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، على أن الطريق لاستعادة العاصمة بات مفتوحاً.
يذكر أن الخرطوم باعتبارها عاصمة السودان تتكون من 3 مدن هي الخرطوم (جنوب شرق) وبحري (شمال شرق) وأم درمان (غربا) وترتبط فيما بينها بجسور على نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض.
ويسيطر الجيش حاليا، على معظم أجزاء أم درمان، باستثناء مناطق محدودة جنوب وغرب المدينة لا تزال تحت قبضة قوات الدعم السريع.
وفي بحري، يُحكم قبضته على شمال المدينة، باستثناء مصفاة الجيلي التي يسيطر عليها الدعم السريع بالإضافة إلى أجزاء من شمال وشرق المدينة.
وفي الخرطوم، يسيطر الجيش على منطقة المقرن، إضافة إلى مقار عسكرية مهمة مثل القيادة العامة ومقر سلاح المدرعات، والأحياء المحيطة بها مثل اللاماب والشجرة، وجزء من منطقة جبرة.
بينما تسيطر قوات الدعم السريع، على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي، وأحياء في جنوب وشرق المدينة.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني ضد الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.