لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
لندن- يواجه رئيس الشرطة البريطانية مارك رولي، ضغوطا كبيرة من أجل دفعه للاستقالة، في حملة يقودها اللوبي الإسرائيلي واليمين المتطرف البريطاني، وذلك بسبب ما يعتبرونه تساهلا من الشرطة مع المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وخصوصا في العاصمة لندن.
وزادت شراسة الحملة على الشرطة البريطانية بعد انتشار مقطع لنقاش جرى بين شرطي بريطاني وناشط يهودي ورئيس "تحالف مناهضة السامية" في بريطانيا، وهي مؤسسة مؤيدة لإسرائيل.
وكان الناشط اليهودي يقف قرب مسيرة مؤيدة لفلسطين، فطلب منه الشرطي الابتعاد لأن حضوره قد يشكل استفزازا للمتظاهرين، ليستغل اللوبي المؤيد لإسرائيل هذا المقطع في اتهام الشرطة بأنها متعاطفة مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين على حساب اليهود في بريطانيا.
وسارعت الشرطة البريطانية إلى إصدار بيان تعتذر فيه لهذا الناشط اليهودي، مؤكدة في الوقت ذاته أن حضوره رفقة عدد من الناشطين الآخرين قرب المظاهرة المؤيدة لفلسطين يعتبر عملا استفزازيا، وقد يضر بالأمن العام.
لكن هذا لم يمنع اليمين المتطرف واللوبي الإسرائيلي من المطالبة بإقالة رئيس الشرطة مارك رولي، وهو المعيّن حديثا في هذا المنصب، في حملة تخفي معركة شرسة قادها اللوبي الإسرائيلي ومعه وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان، من أجل حث الشرطة على منع المظاهرات المؤيدة لفلسطين.
معركة قديمةتعتبر المعركة الدائرة بين الشرطة البريطانية من جهة وبين اللوبي الإسرائيلي ووزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان التي تعتبر من أشد مناصري الاحتلال الإسرائيلي ليست جديدة، بل تفجرت منذ أن تحولت لندن إلى أيقونة عالمية في تحريك المسيرات الضخمة المؤيدة للفلسطينيين والمطالبة بوقف الحرب على غزة.
وسبق أن حاولت برافرمان استغلال منصبها كوزيرة للداخلية من أجل الضغط على الشرطة لمنع المظاهرات، وبلغت المواجهة أشدها عندما تزامنت مسيرة مؤيدة لفلسطين مع احتفال بريطانيا بيوم العرفان لجنود الحرب العالمية الثانية، حينها تدخل رئيس الوزراء ريشي سوناك بنفسه ووصف المظاهرات بأنها "مسيرات تحرّض على معاداة السامية".
أما وزيرة الداخلية فقد وصفتها بـ"مسيرات الكراهية والتطرف ومعاداة السامية" وبأنه يجب وقفها. ودخلت في شد وجذب مع رئيس الشرطة البريطانية، الذي أكد حينها أنه ليس هناك مبرر لمنع هذه المظاهرات، وفي النهاية انتصرت وجهة نظره، مما دفع رئيس الوزراء لإقالة برافرمان، التي يبدو أنها للآن ما تزال تحمل على رئيس الشرطة موقفه من المظاهرات.
غموض الشرطةيحكي رئيس حملة التضامن مع فلسطين "بي إس سي" (PSC) بِن جمال (Ben Jamal) عن فترة بداية الحشد للمظاهرات الداعمة لفلسطين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي عقب بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتحدث بن جمال عن قلق النشطاء حينها من الطريقة التي ستدبر بها الشرطة هذه الاحتجاجات، ومن حجم الضغط السياسي الذي سيتعرضون له من قبل المؤسسة السياسية والحكومة على وجه الخصوص. و"التي لم تخفِ تأييدها الكامل للإبادة الجماعية التي كانت إسرائيل تعتزم القيام بها ضد أهالي قطاع غزة"، حسب وصفه.
وأكد بن جمال الذي يعتبر أحد المسؤولين عن تنظيم المسيرات، أنه اتضح مع الوقت أن الشرطة حاولت بشتى الطرق مقاومة "الضغوط الكبيرة" التي مورست عليها، وأكدت في أكثر من بيان منسوب إليها على حق التظاهر وعلى سلمية الاحتجاجات الداعمة لفلسطين، والتي كانت تضم مختلف ألوان الطيف السياسي والمدني والاجتماعي البريطاني.
ونبّه في حديثه مع الجزيرة نت، إلى أنه حين كان يشتد الضغط من طرف الداعمين للسياسات الإسرائيلية، كانت الشرطة تفرض قيودا على المسيرات وتلزم المنظمين ببعض القوانين، وهو ما يتناقض مع الطابع السلمي الذي اعترفت به الشرطة نفسها، ومع التسامح الذي تعاملت به مع المشاركين في المظاهرات. ويقول "حتى حين كان يتم اعتقال بعض النشطاء كان يتم ذلك بطريقة عنيفة غير ضرورية في مثل هذه الحالات".
ووصف بن جمال تعامل الشرطة بنوع من "الغموض أو التناقض" مع هذه المظاهرات التي يمارس اللوبي الإسرائيلي كل صنوف الضغط لوقفها ومنع استمرارها بالزخم الذي لم ينقطع منذ أشهر.
كما شدد على وجود حلفاء ومؤيدين للحق الفلسطيني وضد السياسات الإسرائيلية العنصرية في أوساط الجالية اليهودية، وقال "صحيح أن هؤلاء لا يعبرون عن موقف أغلبية الجالية اليهودية البريطانية، ولكنها أصوات ترتفع عاليا لتدين هذه السياسات".
الشرطة البريطانية فرضت قيودا على المسيرات الداعمة لفلسطين رغم اعترافها بسلميتها (الفرنسية) ضغوط كبيرةويكشف نائب رئيس المنتدى الفلسطيني عدنان حميدان، سبب انزعاج وزراء الداخلية المتعاقبين مؤخرا من الشرطة البريطانية، لكون وزارة الداخلية لا تملك صلاحية لتقييد التظاهر أو منعه، فيما تتمتع الشرطة باستقلالية تامة، حتى إن قائد الشرطة يعين من قبل عمدة المدينة المنتخب وليس من قبل وزير الداخلية.
ويشدد في حديثه مع الجزيرة نت، على أهمية أن تسجل الشرطة البريطانية "عدم تجاوبها نسبيا" مع تلك الضغوط، ويوضح "أقول نسبيا لأنها فعّلت في الشهور الأخيرة بنودا في القانون، وهي المواد 12 و14 والتي لم تكن مفعلة من قبل، وتتعلق باعتقال من يخرج عن المسار المتفق عليه للمظاهرة، أو من يتجمهر بالمكان ويعتصم به بعد انتهاء المدة المتفق عليها".
وقال حميدان إن هذا الأمر مزعج بلا شك، وتبعته "تصرفات خاطئة" في التطبيق من قبل بعض عناصر الشرطة، مستدركا "إلا أن المشهد بالعموم لم يصل للسوء الذي وصلت له عواصم غربية مثل برلين وباريس".
أما عن التنسيق مع الشرطة قبل أي مسيرة، فيكشف حميدان أنه عندما تكون المظاهرة حاشدة -كما هو حال مظاهرات التضامن مع غزة التي ينظمها المنتدى الفلسطينيُّ، بالتعاون مع حملة التضامن مع فلسطين، وأصدقاءُ الأقصى وشركاؤهم- وتكون بها المشاركة بمئات الآلاف، فتكون هناك عدة اجتماعات تنسيقية للتحالف الذي يقود هذا الحراك في بريطانيا، ثم للترتيب مع الشرطة والأجهزة المعنية.
ويوضح أنه عادة ما يحضر الاجتماع ممثلون عن التجار الذين لهم مصالح تجارية في الشارع والبلديات ذات العلاقة وإدارات الحدائق والميادين العامة في حال طلب استخدام أي منها. ويجري "نقاش حضاري موسع" للوصول لتفاهمات.
ويضيف أنه في بعض الأحيان يطلب التحالف إيقاف الاجتماع حتى يتشاور أعضاؤه وينسقون فيما بينهم، بينما يبقى بقية الأفراد في الاجتماع ينتظرون عودة الأعضاء لعرض قرارهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الشرطة البریطانیة اللوبی الإسرائیلی رئیس الشرطة من قبل
إقرأ أيضاً:
«الداخلية» تنظم زيارات لطلبة المدارس للمواقع الشرطية
نظمت وزارة الداخلية، زيارات مختلفة لطلبة المدارس للعديد من المواقع الشرطية ومن خلال هذه الزيارات يتم إطلاع الطلبة على طبيعة عمل رجال الشرطة بالقطاعات المختلفة وما يتمتعوا به من انضباط والتزام بأداء مهامهم الموكلة إليهم على الوجه الأمثل.
يأتي ذلك ضمن استراتيجية الوزارة الأمنية، بضرورة توعية النشء بالدور الوطني الذى يقوم به رجال الشرطة في مختلف القطاعات الأمنية، وذلك لإنشاء جيل يعي أهمية أمن الوطن والحفاظ على مقدراته ليسهم بدوره الوطني في حمايته.
استقبلت أقسام الشرطة طلاب المدارس للتعرف على طبيعة عملها ودورها في حفظ الأمن وسرعة تلقى والاستجابة لبلاغات المواطنين.
تضمنت الزيارات إدارات الحماية المدنية بعدد من المحافظات، حيث اشتملت على محاضرات توعوية حول مهام عملها في الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين وتم إشراك الطلاب فى تطبيقات عملية لبعض المواقف بمشاركة رجال الحماية المدنية مما يعزز فهمهم لطبيعة عمل رجال الحماية المدنية وتسهم في تنمية ثقافة ووعى الطلاب حول مبادئ التعامل مع بعض الأخطار خاصةً الحرائق.
كما شملت الزيارات إدارات المرور التى أتاحت للطلاب التعرف على قواعد وإرشادات المرور وكيفية القيادة الآمنة، وتهدف لغرس القيم المرورية الانضباطية لديهم منذ الصغر وبناء أجيال تحترم قواعد المرور وتتيح فرصة لهم لمعرفة طبيعة عمل رجال المرور وهو ما يشجع لديهم روح الإنضباط.
وتساهم تلك الزيارات فى بناء جسور إيجابية بين الطلاب والشرطة وتعزز من شعورهم بالأمان والثقة فى القدرات الكبيرة لرجال الشرطة فى كافة المواقع الشرطية وأهمية التعاون بين رجال الشرطة والمواطنين لتنشئ أجيال تفخر بأمن وعزة وطنها وإستقراره وتعى دور رجاله فى حمايته والحفاظ عليه.