#سواليف

قال الدكتور محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إن إسرائيل تلقت هزيمة أفقدتها وزنها الإستراتيجي وقضت على محاولات سيطرتها الأمنية والعسكرية في المنطقة وجعلتها بحاجة لحماية أميركية دائمة، داعيا دول المنطقة إلى إعادة حساباتها على هذا الأساس.

وفي مقابلة مع الجزيرة، أكد الهندي أن إسرائيل فشلت تماما في تحقيق أي من أهدافها على حساب المقاومة بعد أكثر من 200 يوم من الحرب، وهي التي كانت تحسم المواجهات العسكرية مع أنظمة ودول خلال أيام في السابق.

وأكد أن الوزن الإستراتيجي لإسرائيل ما زال يتقلص وأن ردعها يواصل الانهيار لأنها لم تفعل شيئا طوال 6 أشهر من العمليات سوى قتل المدنيين، معربا عن اعتقاده بأن هذه الأمور “ستكون لها تداعيات على المدى القريب وليس البعيد”.

مقالات ذات صلة بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى في القدس 2024/04/24

وقال الهندي إن إسرائيل كان يراد لها أن تتسيد المنطقة وأن تقود حلفا للهيمنة أمنيا وعسكريا عليها، لكنها أصبحت مرغمة على التصرف بشكل مختلف بعد هذه الهزيمة الإستراتيجية، حسب تأكيده.

واعتبر نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن تل أبيب “أصبحت بحاجة لحماية أميركية كاملة، لأنها ما كانت لتحقق أي شيء في قطاع غزة ولا في الإقليم دون الدعم العسكري الذي تواصل الولايات المتحدة تقديمه لها”، داعيا دول المنطقة إلى إعادة حساباتها على هذا الأساس.


رفح لن تحل مشكلة إسرائيل
وفي ما يتعلق بحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اقتراب جيشه من تحقيق النصر الكامل على المقاومة، قال الهندي إن العمليات التي تبثها المقاومة بعد 200 يوم من المعارك والقتلى الذين يسقطون حتى اليوم تنفي هذا الكلام.

ولفت الهندي إلى أن الحديث عن تحرك زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس في الداخل يحيى السنوار فوق الأرض وليس تحتها “يؤكد حقيقة أن إسرائيل فشلت على كافة المستويات خلال هذه الحرب”.

ولم ينف الهندي وجود معاناة كبيرة يعيشها سكان غزة، لكنه أكد أن إسرائيل لا يمكنها معرفة ما ينتظرها في حال قررت البقاء أو احتلال أي منطقة بالقطاع، مؤكدا أنها ستواجه حرب استنزاف واسعة ما لم تنسحب بشكل كامل.

ولفت إلى أن الإسرائيليين يعيشون وضعا صعبا لأنهم يقفون بين البقاء في القطاع ومواجهة مقاومة مستمرة وبين الانسحاب منه دون تحقيق أي من الأهداف التي أعلنوها في أول الحرب.

وفي ما يتعلق بالعملية التي تلوح إسرائيل بتنفيذها في مدينة رفح جنوبي القطاع -والتي تضم مئات آلاف المدنيين- قال الهندي إن هذه العملية لن تضيف سوى مزيد من الجرائم، لأنه ستواجه ما واجهته في خان يونس وفي الشمال.

وأكد أن دخول رفح لن يحل مشكلة إسرائيل، مشيرا إلى أنهم روجوا الرواية نفسها قبل دخول خان يونس التي بقيت قوات الاحتلال فيها لأكثر من 4 أشهر ثم تعرضت لأكبر عملية نوعية مصورة خلال الحرب في اليوم الأخير، مشيرا إلى أن نتنياهو “يحاول تقديم أي صورة للنصر، لكنه لن يفعل شيئا وسيضطر لسحب قواته بسبب الخسائر”.

ووصف الهندي موقف إسرائيل بأنه “عنجهية غير مبررة ستنتهي بخسائر أكبر في صوف جيشها وبمزيد من المعاناة للمدنيين الفلسطينيين”، لافتا إلى أن نتنياهو يواصل المماطلة في المفاوضات بشهادة أعضاء فريقه التفاوضي.

واتهم الهندي رئيس الوزراء الإسرائيلي بالفشل في فتح حرب إقليمية واسعة من خلال الهجمات التي شنها ضد إيران، مؤكدا أنه لن يجد أمامه سوى الفشل.


مرونة في المفاوضات
وقال الهندي إن المقاومة أبدت مرونة في المفاوضات وقبلت بوقف تدريجي للقتال خلال المرحلة الثانية، وأيضا بانسحاب تدريجي للقوات، لكن نتنياهو و”أميركا المخادعة التي توفر غطاء له” حالا دون التوصل إلى اتفاق.

وأضاف أن الولايات المتحدة شريكة رئيسية في كل ما يجري بالقطاع بدليل موافقة الكونغرس مجددا على مزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل مع بعض المساعدات للفلسطينيين، مؤكدا أن الرئيس الأميركي جو بايدن “يتخذ موقفا إسرائيليا بامتياز”.

خدعة الدولة المستقلة
وعن تطورات الوضع في الضفة الغربية، قال الهندي إن “الضفة هي أساس الصراع، وهي قلب المشروع الصهيوني وليست غزة”، لأنه “لا توجد إسرائيل بدون الضفة”، مؤكدا أن غزة “لو أرادت الانشغال بنفسها لعاشت كأفضل منطقة في الشرق الأوسط”.

وأضاف أن غزة لا تبحث عن الرفاه والمساعدات وإنما هي “قلعة المقاومة الفلسطينية التي تبحث عن القدس، وهي المنطقة التي يمتلك فيها الفلسطينيون قرارهم”.

وأكد أن الحديث عن إقامة الدولة الفلسطينية في الوقت الراهن هو محاولة جديدة لإجهاض ما بدأته المقاومة في غزة، مشيرا إلى أنه “لا توجد أي آلية لاقتلاع مئات آلاف المستوطنين المسلحين من الضفة”.

وأضاف “إسرائيل تجتاح كل الأراضي التي يفترض أنها الأساس الذي ستقام عليها الدولة الفلسطينية وفق اتفاقية “أوسلو” التي قال إنها جاءت فقط لإجهاض الانتفاضة الأولى (1987) التي فشلت إسرائيل في وأدها”.

وفي ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، قال الهندي إنها “لا تملك سوى التنسيق الأمني مع إسرائيل”، مؤكدا أنه لا يوجد أي مشروع على الطاولة حاليا سوى السماح للفلسطينيين بالعمل في إسرائيل من أجل الحصول على لقمة العيش فقط.

وأكد الهندي أنه رغم قوة خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس فإنه لا يؤخذ على محمل الجد، مشددا على “ضرورة تحمل السلطة مسؤولياتها والقبول بشراكة حقيقية مع القوى الفلسطينية الحية حتى يكون اليوم التالي للحرب متعلقا بمستقبل فلسطين دون خداع أميركي أو أوروبي أو تخلٍ من بعض الدول العربية التي تشارك في مثل هذه الخدع”.

وعن المواقف العربية، قال الهندي إن الدول العربية “ليس لها أي وزن أو قيمة إستراتيجية في هذه الحرب”، مضيفا أن “بعض هذه الدول عاجزة، وبعضها تشارك متواطئة مع إسرائيل”.

وأشار إلى أن الدول العربية عاجزة حتى عن إدخال المساعدات الموجودة في رفح المصرية إلى غزة ولا تستطيع إدخال إلا ما توافق عليه إسرائيل وتقوم بتفتيشه، مؤكدا أن بعض الأنظمة كان يمكنها أن تسود المنطقة -حتى لو كانت ضعيفة- لو قررت مواجهة إسرائيل في مسألة إدخال المساعدات.

وأبدى الهندي استغرابه من عجز الدول العربية التي تمتلك العديد من أوراق القوة، ومع ذلك لا تستطيع إخراج الجرحى من القطاع لتلقي العلاج في الخارج.

المصدر : الجزيرة

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الدول العربیة مؤکدا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل بدأت إسرائيل بمخطط تقسيم دول المنطقة؟

إذا أمعن الرائي في الخلفيات الظاهرة والخفية لإصرار إسرائيل على إبقاء احتلالها لمواقع في الجنوب اللبناني تعتبرها "استراتيجية" لأمن مستوطناتها الشمالية لتبيّن له أن هذا الإصرار يرتبط في جزء كبير منه بما تقوم به تل أبيب في الجنوب السوري، وامتدادًا ما له علاقة بما يجري على الساحل السوري، وبالأخص في المدن، التي كانت تُعتبر معقل نظام البعث، أو بتعبير أوضح "النظام العلوي" بما له من دلالات تقسيمية قد بدأت تتبلور معالمها. ولا يخطئ المرء كثيرًا إذا ذهب في تحليلاته إلى أبعد مما يطفو على سطح الأحداث المتسارعة في سوريا، بدءًا بـ "السقوط الكارتوني" لنظام الأسد، مرورًا بالتحرّك التركي شمالًا، ووصولًا إلى عودة تحريك الملف الكردي، وذلك بالتزامن مع ما يبدو اتفاقًا "ناعمًا" بين الرئيسين الأميركي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا لمصلحة موسكو بعد عملية "التطويع" القسري للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، التي مورست عليه في لقاء "البيت الأبيض"، والتي أدّت في نهاية المطاف إلى تسليمه بالشروط الأميركية لاتفاقية المعادن.
وقد يكون لهذا الاتفاق الأميركي – الروسي "الناعم" أوكرانيًا تداعيات شرق أوسطية بفعل وجودهما القوي في المنطقة، وبالأخصّ في سوريا المعرّضين لمزيد من التفاعل في مناطق تقاسم النفوذ، حيث لكل من واشنطن وموسكو مصالح حيوية تمتد حتمًا، ومع التطورات السريعة على الساحل السوري الغربي وما يمكن توقعه في المناطق الشمالية، إلى خارج الحدود السورية في اتجاه العراق ولبنان كونهما البلدين الأكثر تأثرًّا بما يجري في الداخل السوري، غربًا وشرقًا وجنوبًا.
فإذا بدأت معالم تقسيم سوريا تتوضح مع تفاعل التطورات العسكرية، التي لم تفاجئ الكثير من المحللين الاستراتيجيين، فإن كلًا من العراق ولبنان ستلحق بهم حتمًا "طرطوشة" هذه الجرثومة، التي لا بدّ منها كحال مكمّلة للمخطط التفتيتي لدول المنطقة، الذي سعت إليه تل أبيب من خلال تدميرها شبه الكامل لقطاع غزة، واستكمال ما بدأت به في القطاع من مخطّط تهجيري في القطاع ونقله إلى الضفة الغربية. ولأن الشيء بالشيء يُذكر أذكر ردّة فعل الرئيس الراحل كميل شمعون عندما سئل سنة 1976، أي بعد اندلاع الحرب في لبنان بسنة تقريبًا عن مشروع تقسيم لبنان، فكان جوابه صادمًا لجميع الصحافيين، وقال بما معناه إن لبنان لن يُقسّم قبل أن يُقسّم العراق، الذي كان يومها بعيدًا كل البعد عن نظرية التقسيم، حيث كان الرئيس صدام حسين يمسك بزمام الأمور بقبضة من حديد.
فما قامت به إسرائيل منذ اليوم الأول لسقوط نظام الأسد في سوريا من ضربات موجعة استهدفت القدرات العسكرية للدولة السورية بما تبقّى لها من قدرات المواجهة لم يكن مجرد حدث ظرفي له علاقة مباشرة بالتطورات السورية حصرًا، بل تمتد مفاعليه، وهذا ما بدأ يظهر جليًا، إلى لبنان والعراق لاحقًا، مع إمكانية توجيه ضربة عسكرية خاطفة للمفاعل النووي في إيران.
وما مكّن تل أبيب من القيام بما كانت تحلم به حتى قبل مشروع هنري كيسنجر بالنسبة إلى خلق كيانات ضعيفة ومتصارعة في المنطقة هو سقوط النظام السوري السابق بهذه الطريقة الكاريكاتورية وفرض واقع سياسي وأمني جديد. وهذا ما ساعد إسرائيل على تحقيق ما كانت تحتاج إليه في ظروف أخرى لكي تشّن حربًا واسعة النطاق بدأت في القطاع وامتدّت إلى لبنان فسوريا. فإضعاف ما كان لسوريا من قدرات وإمكانات سابقة من شأنه أن يبعدها عن دائرة التأثير على مسرى الأحداث في المنطقة كلاعبة أساسية، وهذا ما قد يمكّن تل أبيب من توسيع نطاق نفوذها خارج حدودها الجغرافية بعدما أصبحت تشكّل خطرًا حقيقيًا على كل من فلسطين، بقطاعها وضفتها، ولبنان وسوريا، وذلك بعدما أنهكت كلًا من حركة "حماس" في غزة، و"حزب الله" في لبنان، وبعد سقوط النظام السوري، ولاحقًا في كسر شوكة النفوذ الإيراني في المنطقة. كذلك فإن للبعد الإسرائيلي في أهدافه المعلنة قطع الممر ربما الوحيد للسلاح الآتي إلى "حزب الله" من إيران عبر الأراضي السورية.
فالمخاطر المستجدّة في سوريا في ضوء التوسع الإسرائيلي في جنوبها وفرض منطقة عازلة، يشكلان التفافًا مدروسًا أيضًا على لبنان، بحيث يتحوّل جزء من الحدود السورية إلى خاصرة رخوة للبنان. وهذا ما تشهده الحدود الشرقية من حين إلى آخر من مناوشات غير بريئة .
وما شهده الجنوب قبل أيام من استهداف إسرائيل لعدد من مواقع تدّعي تل أبيب بأنها مخازن أسلحة لـ "حزب الله" خارج الحدود الجنوبية لنهر الليطاني سوى حلقة في سلسلة طويلة لن تنتهي قبل أن تكتمل كل حلقاتها المتواصلة من إيران ومرورًا بالعراق وسوريا ولبنان وصولًا إلى قطاع غزة والضفة الغربية. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تخيل أن في شخص، لعدة أشهر، وهو يشتم فيك بتلك الألفاظ “يا قواد يا باطل يا حرامي”
  • ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
  • الحوثيون يبدؤون حظر سفن إسرائيل وحماس والجهاد ترحبان
  • وفد من الجهاد الإسلامي في فلسطين يصل إلى الدوحة
  • حركة الجهاد الإسلامي تشيد ببيان القوات المسلحة اليمنية
  • حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تشيد ببيان القوات المسلحة اليمنية
  • ساعات تفصلنا لانتهاء المهلة التي حددها زعيم الحوثيين باستئناف الهجمات على إسرائيل والبحر الأحمر
  • الجهاد الإسلامي تنعى عبد الرحمن أبو منى وتوجه تحذيرا للسلطة
  • لص يبتلع ألماساً بقيمة مليون دولار
  • هل بدأت إسرائيل بمخطط تقسيم دول المنطقة؟