الذكاء الاصطناعي وإحياء الموتى بشكل افتراضي!
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ما بين ليلة وضحاها يغير الله من حال إلى حال، وخلال الثورة الصناعية الرابعة التى نعيش فى أبرز منجزاتها وأهمها الذكاء الاصطناعى وتقنياته وبرامجه المتقدمة التى لم ولن تتوقف، بل تدخل فى كل شئون حياتنا ومختلف مجالات الكون، منها فكرة الموت والحياة واستدعاء الموتى أيضا بشكل افتراضى لكى يعيش معنا مجددا من خلال تصنيع روبوت مشابه له فى الشكل والصوت وطبقته ونبرته وآخر تعليقات له على وسائل التواصل الاجتماعى قبل أن يرحل المتوفي، حتى لا يشعر الشخص العادى الذى فقد عزيزا له بالوحدة والألم والفراق!، والأدهى من ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس إنتاج أفلام بالذكاء الاصطناعى لأشخاص ماتوا ورحلوا عن الحياة لكى نراهم مجددا بأصواتهم وحركاتهم وسماتهم لكى يعرض للجمهور فى الوقت الحالي!.
فضلا عن خلق ما يسمى بـ«بوتات الأحزان» وهى أحدث أساليب الذكاء الاصطناعى فى تعويض غياب الموتى.
حيث أصبح الذكاء الاصطناعى يتدخل فى تفاصيل الحياة اليومية، ويقدم الاحتياجات اللازمة فى كل المجالات بطريقة حرفية ودقيقة للغاية، مما جعله يحل محل الإنسان فى بعض الأشياء ويفعلها بطريقة ربما أفضل بكثير منه، كل هذا لا غبار عليه فى ظل التكنولوجيا الحديثة والتطور السريع للذكاء الاصطناعي.
وهو الأمر الذى جعل الكثيرين يتساءلون هل يستطيع الروبوت تعويض غياب الموتى، والمساعدة على تخطى إحساس الفقد للآخرين؟
الإجابة هنا لدى شركات البرمجيات التى كشفت النقاب مؤخرًا عن نوع جديد من روبوتات الإنترنت أطلقوا عليها اسم «بوتات الأحزان». وهى ببساطة عبارة عن روبوتات الإنترنت أو «البوتات» هى برمجيات وتطبيقات تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعى لأداء وظائف متنوعة. وتعتمد فكرة «بوتات الأحزان» على تخليق نموذج افتراضى من الموتى بحيث يستطيع المستخدم التواصل مع هذا النموذج بل والتحدث معه كوسيلة لتسكين الأحزان والتغلب على آلام الفقد !!
وتعتمد هذه البرمجيات على المخزون المتاح من رسائل البريد الإلكترونى والرسائل النصية، والتسجيلات الصوتية والتدوينات على مواقع التواصل التى تركها المتوفى قبل رحيله عن الحياة من أجل محاكاة شخصيته أمام أقربائه وأحبائه.
فقد أتاحت برامج الذكاء الاصطناعي لأى شخص أن يعطيها صورة ومقطعا صوتيا لشخص متوفى لكى يتعرف على طبقة صوته ومخارج ألفاظه ويبدأ التعرف عليها ليستطيع أن يولد منهما فيديو متحرك وتقليد نفس طبقة صوت الشخص الأصلى مما يجعل أى شخص يستطيع عمل محادثة معه من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة عن تعبيراته الإنسانية.
ومن هنا تبدأ المحاكاة مع الشخص المتوفى ويزداد أكثر دقة بعد أن يقوم الشخص بإدخال معلومات أكثر عن شخصية المتوفى مثل تعبيراته الإنسانية وطريقة تفكيره ومعتقداته وثقافته وتعليمه بحيث إنه يستطيع المحاكاة لجزء من شخصية المتوفى ويتخيل أنه يستحضر روحه ويتحدث معها، ولكن هى فى الواقع مجرد تلاعب بالبرامج الإلكترونية فقط!
وهناك مخاطر نفسية واجتماعية على هذا بلا شك فهى تسبب للشخص نوعًا من الألم النفسي، ويمكن أن تجعله يتوحد مع برامج الذكاء الاصطناعى ويظل يتحدث مع الشخص الميت الذى افتقده وينفصل عن العالم الخارجي، مضيفا أنه مع الوقت يساعد على تبلد وخلل فى مشاعر الحزن وقت فقد شخص عزيز بمجرد التفكير فى أنه يستطيع استحضاره والتحدث مع فى أى وقت مما يؤدى إلى آثار نفسية وعقلية خطيرة وخاصة لأن الشخص يشعر بأنه يتحدث مع الأموات بشكل طبيعى للغاية.
كما أن التفكير فى إنتاج أفلام جديدة بالذكاء الاصطناعى أبطالها نجوم رحلوا عن عالمنا، ولكن هناك عائق حقوق الملكية الفكرية التى تقف أمامهم لعدم اكتمال التشريعات والقوانين الخاصة باستخدام هذه التقنية فى استحضار الموتى واستخدام صورهم وأصواتهم مرة أخرى بعد وفاتهم فهل تظل ملكية الصوت والصورة حقا لعائلة المتوفى أم تسقط؟ فلا بد من تطور القوانين أيضا حيث إنه لم يتم حتى الآن وضع قوانين واضحة تشرع هذا الأمر.
ولابد من الاستعانة بالجهات الدينية فى مدى شرعية هذه المبتكرات الجديدة من الذكاء الاصطناعي، والتى قلبت بلا شك حياتنا رأسا على عقب والتى جعلت المستحيل، يمكن تحقيقه!
د.فتحي حسين: أستاذ بكلية الإعلام – جامعة القاهرة
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي إحياء الموتى الذکاء الاصطناعى
إقرأ أيضاً:
بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
التقى طلبة أكاديمية CNN أبوظبي، وعدد من الجامعات الإماراتية بيل غيتس أحد أبرز روّاد التكنولوجيا وأقطاب العمل الخيري في العالم، رئيس مؤسَّسة بيل وميليندا غيتس واستمعوا إلى أفكاره عن مستقبل الذكاء الاصطناعي خلال محاضرة ألقاها ضمن فعاليات البرنامج التدريبي السنوي للأكاديمية.
وفي إطار سلسلة من الفرص التدريبية التي تنظِّمها هيئة الإعلام الإبداعي، أتاحت المحاضرة التفاعلية على مدى 30 دقيقة للطلاب المتدربين، فرصة فريدة للتعرُّف إلى آراء غيتس بشأن التطوُّرات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال المشاركة في مناقشات هادفة ومحفِّزة للتفكير خلال الجلسة.
وأدارت بيكي أندرسون، مديرة تحرير شبكة CNN أبوظبي ومذيعة برنامج «كونيكت ذا وورلد مع بيكي أندرسون»، الحوار الذي تناول تأثير التقنيات الناشئة في عالم اليوم، وكيفية توظيفها خاصة الذكاء الاصطناعي، لمعالجة التحديات العالمية، وأهمها تحديات القضاء على الأمراض، وتغيُّر المناخ والأمن الغذائي في المناطق المحرومة.
وتعرَّف الطلاب خلال اللقاء إلى المعايير التي تحدِّد من خلالها مؤسَّسة بيل غيتس أهمَّ التحديات، وآليتها في البحث عن الحلول المبتكرة لإحداث التغيير على أرض الواقع.
وأكد محمد ضبيع، المدير العام لهيئة الإعلام الإبداعي بالإنابة، الحرص عاماً بعد عام على توسيع نطاق الفرص المتاحة للمواهب الشابة في الصناعات الإبداعية في أبوظبي، وقال إن فرصة التحدُّث إلى أحد أكثر المبتكرين وروّاد التكنولوجيا المرموقين في العالم يؤكِّد التزامنا ونهجنا الثابت بتقديم أفضل التجارب التعليمية للجيل الشاب من أبناء الوطن، بالتعاون مع شركائنا في أكاديمية CNN أبوظبي.
وعبرت ريم المزروعي، طالبة في أكاديمية CNN أبوظبي عن سعادتها بهذه التجربة الفريدة التي قدمتها لهم أكاديمية CNN أبوظبي وقالت: «التقينا بشخصيتين مؤثرتين في مجالاتهما، بيل غيتس في التكنولوجيا وبيكي أندرسون في الصحافة والإعلام الجزء القيِّم في هذه الحصص التعليمية يتمثل في الاطلاع على إدارة بيكي أندرسون لهذه الجلسة الفريدة مع شخصية رائدة، إلى جانب فهم أهمية البحث عن الضيف والإعداد المسبق لأي حوار».
ومنذ عام 2011، تتعاون مؤسَّسة بيل غيتس مع دولة الإمارات في مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تحسين مستوى الصحة في العالم، والاستجابة للأخطار الفورية والآثار السلبية طويلة المدى الناجمة عن تغيُّر المناخ، إلى جانب تسريع الابتكار.
وإضافة إلى عمل المؤسَّسة، يهتم بيل غيتس أيضاً بمجموعة من المشاريع التي تعالج قضايا عالمية مُلِحَّة، مثل توفير الطاقة النظيفة، وتوسيع نطاق الحلول التي تسهم في تحقيق الحياد المناخي.
ويتمحور عمل المؤسَّسة حول فلسفة العمل الخيري التحفيزي، أي الاستثمار في الابتكارات التي تحسِّن حياة مَن هم في أمَسِّ الحاجة إليها.
يُذكَر أنَّ أكاديمية CNN كانت قد أُطلِقَت في أبوظبي في عام 2020، وهي برنامج تدريبي شامل يمتد 12 أسبوعاً ويقوده مذيعو ومراسلو CNN، ومتخصِّصون من مختلف العالم، ويكتسب خلاله المشاركون المهارات الأساسية اللازمة للعمل في غرفة الأخبار، والفهم العميق لأخلاقيات العمل الصحفي وتقنيات التحقُّق من الأخبار، والسرد القصصي وكتابة السيناريو، وغيرها من المهارات، من خلال ورش عمل تفاعلية ودورات تدريبية متخصِّصة ودروس رقمية مصمَّمة حسب الطلب.
(وام)