في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
تواجه الفلسطينية صابرين أبو عودة مع كل صباح، تحديات كبيرة أثناء جمع النفايات القابلة للاشتعال لتلبية احتياجات أسرتها اليومية، في ظل حرب إسرائيلية مستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 200 يوم.
وتقطع صابرين (50 عاما) النازحة من شمال غزة إلى مدينة رفح جنوب القطاع، مسافات طويلة على قدميها يوميا، بحثا عن قطع من النايلون وأوراق في النفايات والشوارع والأزقة، لتشعل نارا تطهو عليها ما قد يتيسر من طعام أو تسخن مياها لأسرتها.
ومنذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تمنع إسرائيل إدخال غاز الطهي والوقود بمختلف أنواعه إلى مدينة غزة وشمال القطاع، ضمن قيود على إدخال المساعدات الإنسانية تنتهك القوانين الدولية.
أضرار الغازات السامة
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في 20 أبريل/نيسان الجاري، بوجود مئات الحالات المصابة بأمراض الجهاز التنفسي داخل مستشفيات القطاع، بسبب الغازات السامة المنبعثة من إشعالهم النيران لإعداد الطعام، جراء تفاقم أزمة غاز الطهي.
وقال رئيس المكتب سلامة معروف في بيان، إن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل للشهر السابع منع إدخال غاز الطهي والوقود بمختلف أنواعه إلى قطاع غزة، وخاصة لمدينة غزة وشمال القطاع، مما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في ظل العدوان المستمر".
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بالإضافة إلى دمار هائل، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
فيديو.. كتب ورسائل دكتوراه وجبات ثمينة للنار في غزة
مسؤولية كبيرةوبجمعها نفايات قابلة للاشتعال، تحاول صابرين التخفيف عن زوجها، فهو مريض يعجز عن إنجاز هذه المهمة الشاقة، لكنها تعاني من أمراض صدرية، مما يفاقم معاناتها اليومية.
وأثناء انطلاقها في رحلتها اليومية لجمع الورق والحطب، تقول "كل يوم في الصباح أخرج لأجمع الأشياء التي تشتعل بالنار، حتى أطهو الطعام لأولادي في ظل عدم توفر غاز الطهي".
وبينما تعلو أصوات طائرات إسرائيلية مسيّرة، تشعر صابرين بخوف شديد وهي تسير في الشوارع، خاصة عندما تخرج باكرا في الصباح.
وتضيف، "ظروفنا صعبة للغاية، فأنا أتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الأوقات الصعبة".
وتوضح أن زوجها مصاب بفشل كلوي والتهاب الكبد الوبائي وضعف شديد في المناعة، ولا يستطيع فعل أي شيء، خشية تدهور حالته الصحية، "في ظل الوضع الصعب، أخشى عليه من تدهور حالته الصحية، لذا أقوم بهذه المهمة التي يصعب على أطفالي تنفيذها"، حسب الأم.
مع غياب الوقود.. أهل غزة يحرقون الملابس لطبخ طعامهم
أساسيات الحياةووفق النازحة الفلسطينية أبو عودة، فإن إشعال النار أصبح أحد أساسيات الحياة اليومية، لذلك تُضطر للبحث يوميا عن بدائل أخرى في حال عدم توفر الحطب وغاز الطهي لدى الأسرة.
وتشعر الأم التي تعاني من أمراض عدة، بالتعب والمرض الشديدين، بسبب الأدخنة المتصاعدة من إشعال النيران بطرق بدائية، غير أنها لا تملك خيارات أخرى.
وتقول: "بصعوبة بالغة، أقوم بجمع الأوراق والحطب والكرتون لإشعال النيران لطهي الطعام لأطفالي وزوجي".
وتشدد على أن "إعداد الطعام ليس سهلا، فهو يتطلب جهدا كبيرا في ظل عدم توفر غاز الطهي، ويترتب عليه مخاطر الأمراض الصدرية التي تؤثر على صحتنا".
ولا تنفرد صابرين بالبحث عن أي نفايات قابلة للاشتعال، فهو حال الكثيرين في أرجاء قطاع غزة، الذي يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، أجبرت الحرب الإسرائيلية حوالي مليونين منهم على النزوح في أوضاع كارثية.
وفي ظل هذه المأساة الإنسانية والصحية المتفاقمة، تواصل إسرائيل حربها على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات غاز الطهی
إقرأ أيضاً:
فيلم «غزة التي تطل على البحر» يكشف أمنيات سكان القطاع بالحرية
قالت الكاتبة الصحفية الفلسطينية هديل نبيل، إحدى المشاركات في كتابة فيلم «غزة التي تطل على البحر»، الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي، إنّ فكرة نابعة من مخرجة وأخيها محمود أحمد، إذ درس الإخراج السينمائي وحصل على شهادة الماجستير.
وأضافت «نبيل» في لقاء عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «لم يستطع الوصول إلى غزة طوال فترة الدراسة في شهادة الماجستير التي استمرت 6 سنوات متواصلة، لكن لما أتيحت الفرصة له من أجل الذهاب إلى غزة، بدأ في إطلاق ورش سينمائية لمحبي صناعة الأفلام، وكان ذلك نواة فيلم غزة التي تطل على البحر، الذي يكشف أمنيات سكان غزة بالحرية».
نبذة عن الفيلمتابعت: «الفيلم وثائقي ننقلكم فيه من خلاله، عبر رحلة 4 أشخاص من قلب غزة، كان لكل شخص فيهم قصة وحياة مختلفة، اشتركوا في بساطة الظروف وتعقيدات الحياة، بالفترة التي كنا نصور فيها بغزة، واشتركوا في حب الحياة، رغم أن الموت يحاصر الفلسطينيين من كل الاتجاهات، وكان فريق التصوير مدته 82 دقيقة».
تحديات عديدة كادت تعيق المشروعواصلت: «واجهنا تحديات عديدة كادت تعيق المشروع من البداية، مثل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعندما توقف العدوان في عام 2022، تم بدء الورش التدريبية في اليوم التالي مباشرة».