المناطق ـ أحمد حماد

لم تعد حقول اليمن ومزارعها وزراعها وفلاحوها ودوابها يستبشرون بمواسم الأمطار كما كانوا في السابق، ولم يعد هطول الغيث النافع، نافعاً بالنسبة لهم وموسماً للخصب والبذل والتهيئ لحصد ما لاجادت به سواعدهم بل هناك سيناريوهات أخرى رسمت وغيرت الكثير من مسلمات الأمس، فكل شيء تغير في اليمن بسبب الألغام، وموازين الحياة انقلبت ومعادلاتها تداخلت والجاني واحد “الألغام”.

ولنعلم كم ضاقت الحياة على اليمني وكم تغيرت حياته بسبب جائحة الألغام في وطنه، يمكن أن نرقب مواسم الأمطار التي باتت تعلو في مقدماتها التحذيرات من الخطر الداهم والسيناريوهات المرعبة، وفي حقيقة الأمر الأمطار لم تغير من طبعها، ولم تتنكر لليمني بل هي كعادتها تنزل خيراً وبركة، لكنها ما إن تصل إلى الأرض وتسلك دروبها حتى تصبح خطيرة للغاية.

أخبار قد تهمك “الأرصاد”: وتيرة هطول الأمطار ستزداد في السعودية السنوات المقبلة 24 أبريل 2024 - 9:20 مساءً “اليونيسيف” : أكثر من 800 ألف طفل يمني حصلوا على دعم تعليمي جيد بفضل تمويل مركز الملك سلمان للإغاثة 13 أبريل 2024 - 8:21 مساءً

فالكم الهائل من الألغام العشوائية والمموهة والمنتشرة في كل مكان، يجعل من سيول الأمطار سيناريو مخيف لكوارث محتملة، فالسيول تجرف كل ما في طريقها، لكن طريقها لم يعد آمنا كما كان، وإنما بات مسرحا لعلب مهلكة للحرث والنسل، وتنقلها بين ثنايا السيول يهلك كل من تمر به ومن يستدرج نحوها بدافع الفضول.

وبهذه الطريقة صارت الأمطار في اليمن تنزل في قلوب اليمنيين خوفاً وتجرى من حولهم فتزيدهم رعباً لرعبهم، وتذكرهم أنهم ليسوا آمنين وأنهم مهددين في كل لحظة، وأن جرم الألغام حول حتى مواسم الأمطار إلى فترات ترهيب ووعيد، وأن كل موسم مطير لا يخلو عادة من ضحايا الألغام المهاجرة التي تتنقل في بطن السيول محدثة كوارث حقيقية.

الهلاك المهاجر

أسر يمنية عديدة هجرتها الألغام من قراها ورمت بها في العراء في خيام النزوح وجعلتها لقمة سائغة بين يدي السيول المطيرة، التي تحمل لهذه العائلات ألغاماً مهاجرة تحط رحالها على تخوم خيامهم وتنال منهم حتى وهم في تلك المناطق النائية الموحشة الوعرة.

ورغم رسائل مسام التحذيرية التي قام هذا المشروع الإنساني بنشرها على نطاق واسع في اليمن قبل موسم الأمطار الأخير، وقع ضحيتان وهما كل من أحمد علي العواضي 14 سنة، وليث ناصر العواضي 18 عاما”، اللذان أصيبا بجروح متفرقة، نتيجة انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول إلى منطقة “سائلة بوادي بيحان”.

وقد وجه مسام رسائل توعوية تحذيرية للأهالي في عدة مناطق يمنية منها بيحان شبوة، وحريب مأرب، ونعمان في البيضاء، من خطر الألغام والذخائر التي من الوارد أن تجرفها السيول من المواقع الملوثة إلى مناطق عدة مأهولة وزراعية بهذه المديريات نتيجة الأمطار.

ودعا مشروع مسام المزارعين ورعاة الأغنام والإبل في الوديان والمزارع والصحاري، خصوصاً في مناطق التماس الموبوءة والمزروعة بكثرة من الألغام، إلى الحذر من كلّ الأجسام الغريبة التي قد يجدونها والتي تجرفها سيول الأمطار الغزيرة وتعمل على نقلها من مكان موبوء إلى آخر آمن.

وقد ناشد مشروع مسام المواطنين بالإبلاغ الفوري عن أيّ جسم غريبٍ يُشتبه بكونه لغماً أو عبوة ناسفة إلى الجهات المختصة وعدم الاقتراب من الأودية والجبال التي قد تكون ملوثةً بالألغام.

حيث يواصل مسام توعية المدنيين بخطر هذه العلب المهلكة المهاجرة التي حولت مواسم الأمطار إلى فترات ذروة للقلق والإستنفار والتهيء للسيناريو المخيف، ليفقد بذلك اليمنيون شغف آخر للحياة بسبب الألغام وتسقط ورقة الغيث النافع في مهاترات الألغام الدموية أيضاً.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الألغام الأمطار اليمن

إقرأ أيضاً:

عشرات القتلى والمفقودين فى نيبال بسبب الفيضانات

كاتماندو

كشفت السلطات النيبالية عن مصرع 66 شخصًا على الأقل وفقد عشرات آخرون في البلاد بسبب الفيضانات الشديدة والانهيارات الأرضية الناجمة عن الأمطار الموسمية المتأخرة.

وذكر المتحدث باسم الشرطة النيبالية، دان بهادور كاركي، إنه لا يزال هناك 69 شخصا على الأقل في عداد المفقودين في مناطق مختلفة من النيبال منذ وقت متأخر من يوم أمس، مشيرا الى أن 60 شخصا أصيبوا جراء ذلك.

وقال متحدث الشرطة: “لقد أنقذنا 1053 شخص تضرروا من الفيضانات والانهيارات الأرضية إلى بر الأمان في وادي كاتماندو، لكننا ما زلنا ننتظر بيانات من بقية البلاد”.

وألحقت الأمطار التي بدأت أمس الأول الخميس دمارا بالبنية الأساسية وأضرار بالطرق والجسور ، كما عطلت الرحلات الجوية الداخلية.

وعلقت هيئة الطيران المدني في نيبال العديد من الرحلات الداخلية بسبب الأمطار وضعف الرؤية، كما تم إيقاف حركة المركبات على الطرق السريعة الرئيسة ليلا بسبب خطر الانهيارات الأرضية.

وتوقعت السلطات هطول المزيد من الأمطار هذا الأسبوع، مما أدى إلى تحذيرات من الفيضانات للمجتمعات القريبة من الأنهار الرئيسة.

ويتجاوز منسوب المياه في نهري كوشي وجانداك مستويات الخطر، مما يشكل خطرا كبيرا يتمثل في حدوث فيضانات وأضرار جسيمة في نيبال وولايتي بيهار وأوتار براديش الهنديتين المجاورتين، وهي مشكلة متكررة كل عام.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية اليمني: «مسام» يزرع الأمل حيثما أراد المعتدي صناعة الموت
  • ”صراع الحياة: الألغام الحوثية وخرائط الموت في اليمن”
  • إطلاق مبادرة أممية لتوسيع نطاق مكافحة الألغام في اليمن
  • تقرير أممي: اليمن ثالث دولة في العالم تلوثاً بالألغام الأرضية ومخلفات الحرب
  • بالفيديو.. مقتل 112 شخصا وفقدان العشرات جراء السيول في نيبال
  • منها تطهير مخرات السيول.. «الري» تستقبل فصل الشتاء بإجراءات استباقية
  • «الري» تستقبل فصل الشتاء بإجراءات استباقية.. منها تطهير مخرات السيول
  • وزير الخارجية يبحث مع هانديكاب الدولية مشاريع دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن
  • عشرات القتلى والمفقودين فى نيبال بسبب الفيضانات
  • وزير الخارجية يبحث مع المدير القطري لمنظمة “هانديكاب الدولي” المشاريع التي تنفذها في اليمن