لجريدة عمان:
2025-02-24@12:34:07 GMT

الذكاء الاصطناعي مفتاح لبناء مدن مرنة

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

إن المدن التي يسكنها نحو 4.4 مليار نسمة تزداد عرضة لخطر تأثيرات الأحداث الكارثية الناجمة عن تغير المناخ. إذ يهدد ارتفاع منسوب سطح البحر وفيضانات المدن الساحلية الكبرى مثل مدينة نيويورك وجاكرتا، ويُتوقع أن تصبح موجات الحرارة الشديدة، مثل تلك التي تصيب المدن في جميع أنحاء جنوب آسيا والشرق الأوسط كل عام، أكثر تواترا وشدة.

ومع أن بيئاتنا المبنية وبنيتنا التحتية تخضع للاختبار بسبب الطقس الذي لا يمكن التنبؤ به والتغير السكاني، فإن العديد من المجتمعات الحضرية تواجه مخاطر صحية واقتصادية متزايدة مرتبطة بالمناخ.

ويمكن أن تكون المخاطر مثل تلوث الهواء والكوارث الطبيعية حادة خصوصا في البلدان النامية، حيث من المحتمل أن تدفع المزيد من الناس إلى هوة الفقر. وفي الوقت نفسه، تُسهم المدن على نحو غير متناسب في التحديات الأكبر التي نواجهها اليوم. فهي تصل حصتها من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية إلى ما يقدر بنحو 70 في المائة، وتستهلك 78 في المائة من الطاقة، وقد تنمو هذه الأرقام في عالم يتجه نحو التوسع الحضري. ويتوقع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أن ترتفع نسبة الأشخاص في المناطق الحضرية إلى 68 في المائة بحلول عام 2050. ويتضح أن المدن ستؤدي دورًا محوريا في التصدي لتغير المناخ على مستوى العالم.

ويتمثل أحد العوامل التي يمكن أن تمنح المدن الدعم الذي تحتاجه بشدة وتتيح الفرص لبناء قدر أكبر من المرونة بالذكاء الاصطناعي. وإذا طُور واستُخدم بروح المسؤولية والالتزام الخلقي، فمن المحتمل أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تسريع وتيرة اعتماد حلول التخفيف من تأثير المناخ في الوسط الحضري، وتمكين التنمية المستدامة القائمة على العلم، وإنجاز الابتكارات بوتيرة غير مسبوقة، ما يسمح لنا بوضع المجتمعات الأكثر تعرضا للخطر في المقام الأول. ولكن الخطوة الأولى تكمن في تعميق فهمنا لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي العديدة بطرائق من شأنها أن تبني مدنا قادرة على الصمود. فعلى سبيل المثال، يمثل التحدي المتمثل في التعامل مع كميات هائلة من البيانات عقبة رئيسية أمام نمذجة سيناريوهات المناخ المستقبلية بدقة، واتخاذ قرارات تخطيط مدروسة. ولحسن الحظ، بفضل قوة الذكاء الاصطناعي، يمكن لنماذج الأساس والتحليلات الجغرافية المكانية أن تساعدنا في تصور مدننا من منظور جديد.

لنأخذ على سبيل المثال المناطق الحضرية التي تواجه أحوالا طقسية شديدة ومتغيرة ،انطلاقا من البيانات المناخية السابقة والآنية والقدرات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تستطيع الحكومات توفير أدوات جديدة للاستجابة للكوارث والاستعداد لها. ومن الممكن أن يكون الجميع، بمن فيهم المواطنون العاديون والمكلفون بحماية البنية التحتية الحيوية وصيانتها، أكثر اطلاعا على هذه الكوارث وأكثر استعدادا لمواجهتها.

ويتمتع الذكاء الاصطناعي أيضًا بالقدرة على المساعدة في جعل نظم تسيير المدن أكثر استدامة على كل المستويات، ومن ثم الحد من الانبعاثات الكثيفة ومن تأثيرها البيئي. ويمكن أن يُدمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات البرمجية الذكية لتحليل استخدام الطاقة في المباني، واستهلاك المياه، وإدارة النفايات، مما يوفر رؤى تسمح للمجتمعات والمنظمات باتخاذ قرارات أكثر مسؤولية بشأن الاستدامة.

وفضلا على ذلك، مع إضافة الأجهزة المتصلة بعضها ببعض لتشجيع عمليات الجمع المتعمق للبيانات، يمكن أن تكون تدابير السلامة مثل صيانة البنية التحتية الحضرية أكثر فعالية وكفاءة من أي وقت مضى. لنأخذ على سبيل المثال جميع الجسور والطرق المهددة بأحداث مناخية غير مسبوقة؛ عند دمجها مع الذكاء الاصطناعي، فإن استخدامات البيانات تمتد إلى ما هو أبعد من المراقبة الأساسية وإعداد التقارير.

ولن يتوقف استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الوسط الحضري عند هذا الحد. إذ تتمتع هذه التكنولوجيا بالقدرة على تحسين النقل العام وتخطيط حركة المرور لتحقيق نقل حضري أكثر استدامة. ويمكن أن يساعد في تحديد أفضل المواقع لتوسيع نطاق المساحات الخضراء التي تشتد الحاجة إليها، مع الحفاظ على التنوع البيولوجي الحضري والموارد الطبيعية.

وتتمتع الحكومات ومقدمو الخدمات العامة والمنظمات غير الربحية على حد سواء بفرص متزايدة للوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي واستكشافها، مثل طلبات تقديم العروض والبرامج المجانية، مثل تلك التي تقدمها شركة IBM (آي بي إم).

ومع ذلك، تُظهر الأبحاث الحديثة أنه في حين أن 69 في المائة من المدن تدرس بالفعل استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي أو تختبرها، فإن 2٪ فقط تنفذها.

وبصفتي كبيرة موظفي قسم التأثير في شركة ABM ، فأنا أعلم أن الوصول إلى التكنولوجيا والمهارات المطلوبة لاستخدامها بفعالية يمكن أن يشكل عقبات رئيسية أمام التنفيذ. وتصبح الحاجة إلى قدر أكبر من الوصول أكثر إلحاحا عندما يأخذ المرء في الاعتبار التوزيع غير العادل للتهديدات الناجمة عن تغير المناخ. وداخل مدننا، تؤثر مشكلات مثل تلوث الهواء وعدم القدرة على الوصول إلى الطاقة النظيفة على نحو غير متناسب على السكان الأشد فقرا وضعفا. وهذه هي المجتمعات التي من شأنها أن تحقق أكبر استفادة من الذكاء الاصطناعي.

إننا نتحمل جميعًا مسؤولية جعل حلول الذكاء الاصطناعي تدعم الفئات الضعيفة من السكان. وهذا يعني توفير فرص متساوية للوصول إلى الأدوات المناخية، ودعم التدريب في مجال الذكاء الاصطناعي والمهارات ذات الصلة، وإنشاء برامج مصممة للاستجابة للاحتياجات المحددة لسكان المناطق الحضرية الذين عانوا من التهميش في الماضي. وسوف تسهم عملية تحسين المهارات، على وجه الخصوص، إسهاما رئيسيا في تسريع وتيرة اعتماد المجتمعات الضعيفة لأدوات التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.

ويمكن للقطاع الخاص أن يؤدي دوره عن طريق بناء شراكات مع الوكالات العامة، والعمل عن كثب مع المنظمات التي تشارك بالفعل في دعم المجتمعات الضعيفة. وباعتماد الذكاء الاصطناعي وتسخيره في مكافحة تغير المناخ، يمكننا أن نساعد في جعل مدننا أكثر أمانًا، وأكثر قدرة على التكيف، وأكثر استدامة. إن التكنولوجيا اللازمة لتزويد الناس بالأدوات الضرورية لتوقع الأحداث الناجمة عن المناخ ومعالجتها والتعافي منها متاحة. ويترتب علينا جميعا، كمجتمعات وحكومات وشركات، أن نستخدمها على أفضل وجه ممكن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی تغیر المناخ فی المائة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

علي بابا تعتزم استثمار 53 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي

قالت مجموعة علي بابا الصينية القابضة اليوم الاثنين إنها تعتزم استثمار أكثر من 380 مليار يوان (53 مليار دولار) في بنيتها التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة. وهو التزام رئيسي يؤكد طموحات رائدة التجارة الإلكترونية في أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

كانت علي بابا، عملاق التجارة الإلكترونية، قالت إنها لديها خطط للاستثمار في القطاع خلال الإعلان عن نتائج أعمالها يوم الجمعة الماضي لكنها لم تذكر رقما محددا حينها.

وأعلنت الشركة عن إيرادات بلغت 280.15 مليار يوان (39 مليار دولار) للأشهر الثلاثة المنتهية في 31 ديسمبر/ كانون الأول، متجاوزا تقديرات المحللين بشكل طفيف، ومحققا زيادة في الإيرادات بنسبة 8% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

وقالت الشركة إن إجمالي مبلغ الاستثمار يتجاوز إنفاق الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية على مدار العقد الماضي.

وبدأت الشركة العام الحالي في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي في الصين حيث اجتذبت مستثمرين بصفقات تجارية استراتيجية. وارتفع سهمها بأكثر من 68% هذا العام حتى أحدث التداولات.

علي بابا تسعى لأن تصبح شريكا رئيسيا للشركات التي تعمل على تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي (الفرنسية)

وقالت الشركة في مدونتها الرسمية إنها تتصور أن تصبح شريكا رئيسيا للشركات التي تعمل على تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي مع تطور النماذج والحاجة إلى كميات متزايدة من القوة الحاسوبية.

إعلان

يمثل هذا الهدف واحدة من أكبر ميزانيات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الصين، مما يؤكد طموحات علي بابا المتزايدة في هذا المجال.

وكتبت أليسيا ياب، المحللة في سيتي غروب: "يسجل هذا أيضًا رقمًا قياسيًا لأكبر استثمار على الإطلاق من قبل الشركات الخاصة الصينية في مجال إنشاء البنية التحتية للأجهزة السحابية والذكاء الاصطناعي"، مضيفة أن المبلغ تجاوز تقديراتها الخاصة بنحو 30 مليار يوان.

كانت رويترز قد ذكرت في يناير كانون الثاني أن شركات صينية أخرى تستثمر أيضا في القطاع، حيث خصصت بايت دانس المالك الصيني لتطبيق تيك توك، أكثر من 150 مليار يوان (21 ميليار دولار) في الإنفاق الرأسمالي لهذا العام سيتركز معظمه على الذكاء الاصطناعي وفقا لمصادر مطلعة.

مقالات مشابهة

  • علي بابا تعتزم استثمار 53 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • علي بابا تستثمر 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • علي بابا تخطط لاستثمار 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • علي بابا تعتزم استثمار 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في التأمين على السفن الذكية؟
  • السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي (1- 3)
  • وداعًا للمصورين: الذكاء الاصطناعي يهدد الملايين من الوظائف
  • بارزاني: طريق التنمية خطوة تأريخية لبناء عراق أكثر ازدهاراً
  • نيجيرفان بارزاني: مشروع طريق التنمية يأتي لبناء عراق أكثر ازدهارا واستقرارا
  • آيفون 16 إي .. رهان آبل على الذكاء الاصطناعي بسعر منافس