كلاب نائمة.. أبرز أفلام ثلاثية راسل كرو في 2024
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
بعد أن ظل بعيدا عن الساحة الفنية لفترة طويلة، يعود الممثل النيوزيلندي راسل كرو إلى الأضواء بقوة في عام 2024 من خلال القيام ببطولة 3 أفلام.
بدأ الربع الأول من العام الجاري بعرض فيلم "أرض السوء" (Land of Bad) في فبراير/شباط، وتلاه فيلم "كلاب نائمة" (Sleeping Dogs) في مارس/آذار، الذي أخرجه آدم كوبر وتشارك كرو فيه دور البطولة مع كارين غيلان ، وهو مقتبس عن "كتاب المرآة" للكاتب الروماني يوجين كيروفيتش.
وينتظر الجمهور العرض الأول للفيلم الثالث، "كرافن الصياد" (Kraven the Hunter) في 30 أغسطس/آب، الذي يعد بمثابة عودة كرو إلى عالم الأبطال الخارقين، وهو من إخراج جي سي شاندور، وبطولة آرون تايلور جونسون وآريانا ديبوز وفريد هيكينغر.
وسبق لكرو لعب دور والد سوبر مان في فيلم "رجل من حديد" (Man of Steel) في العام 2013، بالإضافة إلى دور زيوس في فيلم "ثور: الحب والرعد" (Thor: Love and Thunder) في العام 2022.
فيلم "كلاب نائمة"في فيلم "كلاب نائمة"، يعاني الشرطي المتقاعد روي فريمان (راسل كرو) من ألزهايمر. ومنذ اللحظات الأولى، يجد المشاهد العديد من الملاحظات المعلقة على جدران منزله لتذكره بكل شيء، من اسمه وحتى طريقة تحميص الخبز، حيث يُخضع فريمان لعلاج تجريبي يستلزم زراعة شرائح في رأسه لتنشيط الذاكرة.
يخوض المشاهد الرحلة مع روي فريمان حول قضية حقق فيها منذ سنوات وطلبت شهادته مجددا من الشخص المحكوم عليه بالإعدام في جريمة قتل. يبدأ التلاعب بالمشاهد وبالبطل فريمان من أول لحظة للمقابلة بين المتهم إسحاق صمويل (باتشارو مازيمبي) وبين الضابط المتقاعد، حيث يحكي المتهم أحداثا سابقة لا يذكرها فريمان ولا يمكن التأكد من صدقه، لكن المتهم المحكوم عليه بالإعدام ينجح في إقناع فريمان بإعادة فتح التحقيق ولو بصورة غير رسمية.
يتتبع فريمان ملفات القضية القديمة ويحاول استعادة الأحداث والأشخاص وتساعده ومضات من الذاكرة المفقودة، يستعيدها لحظيا فيحاول تجميع المشاهدات كما يجمع قطع البازل التي ظهرت في بداية الفيلم والتي استعان بها ليبقى عقله نشطا كما نصحته الطبيبة. لكن يبدو أن البازل لم يكن كافيا وحده لتنشيط الذاكرة فجاءت القضية القديمة لتنهض كل "الكلاب النائمة" في ذاكرته من جديد.
من ناحية أخرى، تظهر قصة الدكتور جوزيف فيدر (مارتون كسوكاس) في مشاهد فلاش-باك، حيث يظهر كعالم نفس متلاعب بأفكار مرضاه، ومتعدد العلاقات النسائية، مما يزيد صعوبة الوصول إلى الحقيقة.
الفيلم لا يقتصر على مجرد عرض للأحداث، بل يعتمد بشكل كبير على تأثير الذاكرة المفقودة وكيف يمكن أن يلعب الخيال دورا في تفسير الواقع. بينما تظهر كارين جيلان (لورا بينز)، في دور قد يكون له علاقة بالجريمة، يتوجب على فريمان استكمال البحث حتى نهاية مفتوحة تسمح بتفسيرات متعددة.
حالة الذاكرة المفقودةأحد أهم أركان الجريمة التي تدور داخل الفيلم هو الكتاب الذي ألفه ريتشارد فين (هاري غرينوود)، والذي كان أحد أعداء الطبيب المقتول ففين الذي يعمل مؤلف مذكرات أدبية تعتمد على وقائع حقيقية، ألف كتابا ذكر فيه وقائع الجريمة بالكامل، لكن كيف يمكن أن يتتبع شخص بلا ذاكرة جريمة مكتوبة في كتاب مات مؤلفه؟
تظهر في الجزء الثاني من الفيلم كارين جيلان (لورا بينز) كباحثة مساعدة للطبيب المقتول وصديقة الكاتب المقتول، فيخمن المشاهد أنها ربما تكون القاتلة، خاصة بعدما تكشف الأحداث أن الطبيب المقتول قرر الاستيلاء على البحث العلمي الخاص بها ونشره باسمه.
لا يوجد راو واحد موثوق في الفيلم، كل من حول فريمان مشكوك بهم، وربما يتلاعبون به من أجل الهرب من العقوبة، لكنه يصر على تتبع القصة حتى النهاية خاصة مع تحسن حالة ذاكرته بسبب العلاج التجريبي.
مع استمرار البحث يستعيد فريمان ذاكرته تدريجيا، ليصطدم بحقيقة أنه هو القاتل الحقيقي، حيث كانت زوجته التي تذكّرها من صورة الزفاف واحدة من ضحايا الطبيب المتلاعب بالنساء، وينتهي الفيلم به وهو يمسك مسدسه القديم ويغادر المشهد ربما لينهي حياته بنفسه وربما لا، مع نهاية مفتوحة تسمح للمشاهدين بالكثير من الخيال.
بالرغم من القصة المثيرة للفيلم الذي أخرجه وشارك في كتابته آدم كوبر والتي كان يمكن أن تعوض الجماهير عن فيلم راسل كرو السابق "أرض السوء" الذي لم يحقق تقييمات إيجابية، فإن فيلم "كلاب نائمة" كأنه كتب فقط من أجل أن يظهر كرو في كل المشاهد، حيث بدت أدوار باقي الأبطال هامشية وظهورهم على الشاشة ظهور ثانوي، كما أن الأحداث كان بها الكثير من التطويل والمشاهد البطيئة التي لا تناسب طبيعة تصنيف الفيلم، لكنها تناسب فقط الشخصية التي يلعبها كرو في الفيلم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات کرو فی
إقرأ أيضاً:
فيلم استنساخ.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
بعد أقل من أسبوعين من انتهاء شهر رمضان، بدأ عرض فيلم "استنساخ" من بطولة سامح حسين، الذي نجح خلال الشهر الكريم ببرنامجه "قطايف"، البرنامج الذي بدأه على قناته الخاصة على يوتيوب ثم انتقل إلى التلفزيون. لا يمكن فصل هذين الحدثين بعضهما عن بعض، فتبعًا لتصريح سامح حسين، فإن نجاح البرنامج هو ما شجع صناع الفيلم على إعطائه فرصة العرض السينمائي، وقد أُعد بالأساس للعرض على إحدى المنصات الإلكترونية، لينافس أفلام عيد الفطر في موسم سينمائي هادئ للغاية.
"استنساخ" من إخراج وتأليف عبد الرحمن محمد، وبطولة سامح حسين وهبة مجدي وهاجر الشرنوبي، وينتمي إلى نوع الخيال العلمي، بينما تنافسه 4 أفلام كوميدية مصرية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين "لإنكارها الجرائم الأسدية"list 2 of 2من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرةend of list استنساخ وغياب المنطقالظن الشائع خلف عدم نجاح أفلام الخيال العلمي المصرية يتمثل في ضعف الإمكانيات التقنية والاقتصادية. قد يكون هذان سببين حقيقيين إلى حد ما، غير أن هناك أسبابًا أخرى تكمن وراء نجاح هذه الأفلام في سينمات أخرى. فلا تعتمد أفلام الخيال العلمي فقط على المؤثرات البصرية المُبهرة؛ إذ لا يتذكر مشاهدو فيلم "بين النجوم" (Interstellar) فقط مشاهد البطل في الفضاء عند استعادة الفيلم، بل تؤثر فيهم بصورة أكبر الدقة العلمية ومنطق الفيلم شديد التماسك في تخيله مستقبل الكرة الأرضية بعد كارثة بيئية لا تبعد كثيرًا عن الواقع.
إعلانهذا المنطق المتماسك والدقة العلمية هي أهم ما تفتقده أفلام الخيال العلمي المصرية، ويظهر ذلك بوضوح في أحدثها، فيلم "استنساخ"، الذي يحاول عكس المخاوف الحالية من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على الواقع الذي نعيشه، بتخيل مستقبل للأمة العربية لم يتم تحديده، غير أنه يحدث بعد عدة حروب أدت إلى جعل الواقع أصعب من أن يُعاش. نتيجة لذلك، يستخدم سكان هذا المستقبل نظارات حديثة لدخول عالم افتراضي يعيشون فيه حياة أهنأ وأكثر راحة من عالمهم الاعتيادي.
يشرح الفيلم في البداية تفاصيل هذا العالم الافتراضي الذي يسيطر عليه ما يُدعى "التحالف العربي"، ويدير العالم الافتراضي يونس العربي (سامح حسين) الذي يرفض بيع "أرض السديم" -وهي جزء من هذا العالم الافتراضي- لجهات غربية، خوفًا من أن يستغلوا تلك الأرض في نشر أفكارهم غير المتناسبة مع المجتمع العربي.
إلى هنا، يبدو منطق "استنساخ" متماسكا، وقد شرح العالم الذي تدور فيه الأحداث، حتى تبدأ الحبكة في التشابك، ونصل إلى ذروة الفيلم. فليونس العربي، بطل الفيلم، نقطة ضعف كبيرة، وهي مشاعره العاطفية تجاه زميلته في العمل المهندسة مريم (هبة مجدي)، لكن يعترض هذه المشاعر زواجها من شخص آخر، ويقترح عليه صديقه في العالم الافتراضي، رجاء (أحمد السلكاوي)، اللجوء إلى مؤثر علمي يساعده في حل مشكلته.
هنا يبدأ منطق رسم شخصية البطل في التفسخ؛ فيونس، المصنف منذ سنوات قليلة رقم 1 في علم البرمجة ورئيس الشركة المسيطرة على الواقع الافتراضي، وقع ضحية لحيلة ساذجة من هذا المؤثر، حيلة كشفها خلال الأحداث أحد العاملين لديه. ويمتد هذا الانهيار إلى جانب المنطق العلمي كذلك، خصوصًا في الثلث الأخير من الفيلم، والذي يناقض فيه السيناريو نفسه بوضوح.
الخيال العلمي هو نوع سينمائي يمزج، كما هو واضح من اسمه، بين الطابع العلمي أو الأفكار العلمية والخيال. يقدم هذا النوع شكلًا تخمينيًا لنتائج بعض الظواهر التي قد لا يكون العلم نفسه متأكدًا منها، مثل الحياة خارج الأرض، الروبوتات، السفر إلى الفضاء، الكائنات الفضائية، أو السفر عبر الزمن.
إعلانويُعد الخيال العلمي نوعًا سينمائيًا سهل الفصل فيه، لأنه يتضمن عوامل شكلية محددة في الفيلم تجعل خصائصه ظاهرة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتضمن وجود آلة زمن، صاروخا، محطة فضائية، روبوتات، كائنات فضائية، أو أي نوع من التكنولوجيا غير المألوفة وطريقة التعامل معها.
كما أن الخيال العلمي يُستخدم بصورة متكررة للاشتباك في قضايا سياسية أو اجتماعية أو حتى فلسفية، مثل طبيعة البشر، وأهمية وجودهم، وماهية الحياة البشرية.
يشتبك "استنساخ" مع أضرار التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، هذا الذكاء الذي منذ ظهوره كفكرة وهو مصدر هلع للكثير من البشر، وبعد بدء استخدامه في الحياة الاعتيادية مؤخرًا، تزايد هذا الرعب. فهو يمتلك قدرات ومهارات وأدوات واسعة المجال، قادرة على تحسين حياة الإنسان، غير أن هذه القدرات تمثل تهديدًا لنفس الحياة. فعلى سبيل المثال، يفقد الكثيرون اليوم وظائفهم نتيجة لاستبدالها ولو بشكل جزئي بهذا الذكاء، ما يُمثل تكرارًا لما حدث إبان الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، عندما بدأت الآلات بالحلول محل الإنسان في الوظائف المختلفة، غير أن الحياة استمرت بظهور وظائف جديدة، بعضها مستمر حتى اليوم.
في الفيلم، التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي هما أداة قوية ومدمرة في يد الأعداء. فعبرهما يتم الإيقاع بـ"يونس" العربي وتوجيهه لبيع أرض السديم في العالم الافتراضي، لتصبح أداة لاحتلال جديد للمنطقة العربية، فيه يتم استبدال الأرض الفعلية بأخرى افتراضية. وعبر هذا الاحتلال يتم التلاعب بعقول الأجيال الجديدة وتغذيتها بالفكر الغربي، الأمر الذي لا يحتاج لكل هذه المتاعب، فالإنترنت الآن يمكنه القيام بذلك وأكثر دون الحاجة لعالم افتراضي أو ذكاء اصطناعي.
بَيد أن الفيلم لا يستمر في اشتباكه مع هذه المخاوف في إطارها الفكري، بل قرر تحويل هذا الإطار إلى آخر فعلي، بمعركة حقيقية بالسيوف والبنادق والسهام في الثلث الأخير من الفيلم بين الفكر العربي والغربي.
إعلانوبينما يقوم الذكاء الاصطناعي بدور الشرير، يبرئ الفيلم في مشاهده الختامية البطل يونس العربي من كل أخطائه، ويعتبره بطلا قوميًا، على الرغم من سقطاته الأخلاقية الواضحة التي يقوم بها على مدار العمل. ليأتي الختام كخيانة لمنطق الفيلم سواء من الناحية العلمية أو الأخلاقية، وبالطبع الفنية برسائله الواضحة والمباشرة.