"شراكة ثلاثية" لمباشرة الأعمال الإنشائية لمشروع شبكة السكك الحديد العُمانية الإماراتية
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
مسقط- الرؤية
وقعت "الاتحاد للقطارات" و"قطارات عُمان" وشركة "مبادلة"، اتفاقية الشراكة بين المساهمين؛ وذلك إيذانًا بمباشرة الأعمال الإنشائية لمشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية، وذلك ضمن الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السُلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجرى توقيع اتفاقية ترسية العقود المدنية للشبكة المشتركة على تحالف عُماني إماراتي بقيادة "مجموعة تروجان للإنشاءات" (إن بي سي) و"جلفار للهندسة والمقاولات"؛ وذلك في إطار الجهود المشتركة في بناء القدرات الوطنية وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وإشراك القطاع الخاص في تنفيذ المشروع المشترك، ويضم التحالف شركتي "ترايستار للهندسة والإنشاءات" و"الشركة الوطنية لإنشاءات البنية التحتية".
إضافة إلى ذلك، تم التوقيع على اتفاقية ترسية عقود الأنظمة والتكامل لشبكة السكك الحديدية على تحالف بين شركة سيمنز و"إتش إيه سي HAC" لضمان تجهيز القطارات بأحدث التقنيات والتكنولوجيا؛ حيث سيتم تجهيزها بنظام الإشارات الأوروبي (ETCS) من المستوى الثاني، والذي يعد الأكثر تطورًا لضمان أعلى مستويات الكفاءة والسلامة وفقًا لأرقى المعايير الدولية، وسهولة تنقل القطار بين البلدين. وبذلك سيتم تجهيز الشبكة ببنية تحتية متقدمة تشمل تحكم رقمي كامل بالقطار وتتبع حركته عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)؛ مما يزيد من موثوقية الشبكة.
وحضر حفل التوقيع سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، ومعالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية لدولة الإمارات، ومعالي محمد حسن السويدي وزير الاستثمار في دولة الإمارات والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي للقابضة، ومعالي محمد بن هادي الحسيني وزير دولة للشؤون المالية بالإمارات، ومعالي خلدون خليفة المبارك العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مبادلة الإماراتية، والشيخ ناصر بن سليمان الحارثي نائب رئيس جهاز الاستثمار العُماني للعمليات رئيس مجلس إدارة مجموعة أسياد. وضمت قائمة الحضور أيضًا عددًا من كبار المسؤولين من أبوظبي القابضة والاتحاد للقطارات ومبادلة وجهاز الاستثمار العُماني ومجموعة أسياد، إضافة إلى ممثلين عن التحالف الإماراتي العماني الفائز بمناقصات عقود الأعمال الرئيسية.
وكشفت الاتحاد للقطارات وقطارات عُمان ومبادلة للاستثمار عن الهوية التجارية الجديدة لشركتهما المشتركة تحت اسم "حفيت للقطارات" (شركة عُمان والاتحاد للقطارات سابقًا)، تيمنًا بجبل حفيت الذي يمتد بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات، ويمتاز بموقعه الاستراتيجي ومكانته التاريخية في البلدين؛ حيث إنه يربطهما بتضاريس جبلية واحدة تجسد الطبيعة الجبلية والصحراوية والأحجار الجيرية المشتركة في البلدين. ويمتاز بارتفاعه الشاهق الذي يبلغ 1249 مترًا فوق سطح البحر، إضافة إلى توسطه الكثير من المعالم الطبيعية الخلابة التي تجذب مواطني البلدين والسياح من مختلف أنحاء العالم إليه.
وقال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات، إن الاتفاقيات تأتي في إطار التوجيهات السديدة لقيادتي البلدين الشقيقين لتعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بينهما في كافة المجالات والوصول بها إلى أعلى الآفاق في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري، وتقوية الصلات الاجتماعية والثقافية المتينة. وأضاف سموه أن مشروع شبكة السكك الحديدية المشتركة خطوة إضافية للمشاريع الاستراتيجية بين البلدين خاصة وأن هذا المشروع يدشّن مرحلة جديدة من التخطيط لمستقبل أفضل للبلدين والشعبين الشقيقين.
وقال معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني إن شبكة السكك الحديدية المشتركة تُعدّ إضافة نوعية للقطاع اللوجستي، وخطوة محفّزة لمختلف القطاعات الصناعية والأنشطة الاقتصادية؛ حيث تُسهم في توفير فرص تجارية واستثمارية واعدة للقطاع الخاص، ودعم تكاملية أنشطة الموانئ العُمانية وربطها بالأسواق الإقليمية والعالمية، إضافةً إلى إسهامها في جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية، والارتقاء بالقدرة التنافسية للبلدين الشقيقين على مستوى التجارة العالمية، الأمر الذي سيعزز من الازدهار الاقتصادي فيهما.
وأكد المهندس عبد الرحمن بن سالم الحاتمي الرئيس التنفيذي لمجموعة أسياد، أهمية هذا المشروع الحيوي في تعزيز موقع البلدين الشقيقين كمحور لوجستي للاستيراد والتوزيع إلى الأسواق الإقليمية والعالمية في ظل التحول الاقتصادي السريع الذي تشهده دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام وكلًا من سلطنة عُمان والإمارات على وجه الخصوص، مؤكدًا أن الرؤى الاستراتيجية والخطط الاقتصادية لهذا المشروع تهدف في المقام الأول لتعزيز تكاملية خدمات النقل بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ومنهما للعالم؛ حيث سيسهم في تغيير المشهد اللوجستي في المنطقة وتعزيز تنافسية الأنشطة الاقتصادية من خلال توفير وسيلة نقل موثوقة ومستدامة تختصر الوقت والتكلفة وتعزز ربط الموانئ البحرية والمنافذ البرية بالأسواق المحلية والإقليمية.
ومن المتوقع أن تساهم "حفيت للقطارات" في تعزيز وتنمية العديد من القطاعات في البلدين كقطاعات التعدين، الحديد والصلب، الزراعة والغذاء، تجارة التجزئة، التجارة الإلكترونية، وقطاع البتروكيماويات، وذلك كونها تمتاز بقدرتها على توفير حلول نقل سريعة وآمنة ومستدامة للبضائع بمختلف الأحجام والأوزان عبر السكك الحديدية.
وعلى صعيد قطار الركاب، سيعمل مشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية المشتركة على ربط المراكز السكانية بين البلدين، وتقوية الترابط الاجتماعي والأسري، ودعم قطاع السياحة؛ حيث سيتمتع المسافرون بين البلدين برحلة سهلة وسلسلة مع حلول مبتكرة لإجراءات السفر. وستصل سرعة قطار الركاب حتى 200 كيلومتر في الساعة، ويمكنها قطع المسافة بين صحار وأبوظبي في 100 دقيقة، و47 دقيقة بين صحار والعين. وستبلغ السعة الاستيعابية للركاب في القطار الواحد ما يصل إلى 400 راكب.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مكاسب ضخمة | تنضم للدول المشغلة للقطارات فائقة السرعة
حققت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، طفرة كبيرة وإنجازات ملموسة في مشروعات النقل والمواصلات، كما أنها وضعت خطة لتطوير منظومة النقل، فيما تم ربط شبكة الطرق بخطط التنمية والاستغلال الأمثل للثروات.
تنضم للدول المشغلة للقطارات فائقة السرعةتواصل وزارة النقل العمل على تنفيذ الخط الأول للقطار الكهربائى السريع، والذى يمتد من العين السخنة حتى مرسى مطروح، مرورا بالإسكندرية والعلمين الجديدة، بطول 675 كيلو مترا، وذلك من خلال شركات مصرية، حيث يجرى حاليا وضع قضبان السكة بعد إنشاء المسار الخاص بالخط والذى يمر بعدد كبير من المدن المصرية.
ومشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائى السريع (العين السخنة - العلمين - مرسى مطروح) يصل عدد محطاته إلى 21 محطة، بالإضافة إلى 1 مركز للتحكم والسيطرة، ويبلغ أسطول الوحدات المتحركة المخصص للخط 15 قطارا سريعا، و34 قطارا إقليميا، و14 جرار بضائع، كما أن هذا الخط يدخل ضمن الممر اللوجيستى السخنة/ الدخيلة.
وينفذ تحالف شركات (سيمنز/ أوراسكوم/ المقاولون العرب) أعمال فرش البازلت وتركيب القضبان وأعمدة الكاتنيرى الكهربائية تمهيداً لتنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية، وكذلك الجدول الزمنى الخاص بتصنيع وتوريد الوحدات المتحركة للخط الأول من الشبكة، حيث تسلمت وزارة النقل القطار "ديزيرو" الأول الذى تم تصنيعه فى مصانع سيمنز الألمانية وتم توريده لمصر منذ عدة أشهر، كما تم الانتهاء بشكل كامل من تصنيع 3 قطارات سريع (فيلارو) وجارى تصنيع قطارين آخرين من إجمالى 15 قطارات سريعة مخصصة للخط، والانتهاء من تصنيع 5 قطارات إقليمية (ديزيرو) تم شحن أحدهما إلى القاهرة وجارى تصنيع 7 قطارات أخرى وذلك من إجمالى 34 قطار إقليمى مخصصة للخط بالإضافة إلى الإنتهاء من تصنيع 2 جرار كهربائى للبضائع من إجمالى 14 جرار بضائع.
وفى السياق أكد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، أن أعمال تنفيذ شبكة القطار الكهربائى السريع تجسد ملحمة عظيمة يتم تنفيذها على أرض مصر، لافتا إلى أن هذه الشبكة ستغطى أنحاء الجمهورية بجانب كونها شرايين تنمية تسهم فى خدمة المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والقائمة، مثل المناطق الصناعية فى حلوان، و15 مايو، وبرج العرب، والسادس من أكتوبر، والمنيا الجديدة، وأسيوط الجديدة، وغيرها من المناطق الصناعية، وكذا خدمة المناطق السياحية، والثقافية، والتاريخية، والدينية، والشاطئية فى مصر، مثل خدمة المناطق السياحية فى الجيزة، وسوهاج، والأقصر، وأسوان، وأبو سمبل، والبحر الأحمر، وغيرها من الأماكن السياحية الأخرى فى مصر.
وأضاف "الوزير"، أن الشبكة ستخدم المناطق الزراعية الجديدة سواء فى الدلتا الجديدة، أو مستقبل مصر، أو جنة مصر، وغرب المنيا، وتوشكى، وشرق العوينات، إلى جانب المساهمة فى خلق محاور لوجيستية تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، وشمال وجنوب البلاد، وكذا ربط المناطق الصناعية (مناطق الإنتاج) بالموانئ البحرية (مراكز التصدير)، وربط مناطق التنمية الزراعية الحديثة بمناطق الاستهلاك وموانئ التصدير، بالإضافة إلى الربط بين مختلف المناطق السياحية، وذلك بما يتيح تنوع البرامج السياحية فى الرحلة السياحية الواحدة كما ستساهم هذه الشبكة فى تحقيق التكامل مع المطارات والموانئ البحرية والطرق البرية لتحقيق مفهوم النقل متعدد الوسائط والربط بين الموانئ البحرية والموانئ الجافة والمراكز اللوجيستية وخدمة منظومة نقل البضائع بين الموانئ وكذلك خدمة أهداف التنمية العمرانية المستدامة وخلق محاور تنمية جديدة والحد من التلوث البيئى كما توفر خطوط شبكة القطار الكهربائى السريع الثلاثة الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
ويصل طول شبكة القطار الكهربائى السريع الجارى تنفيذها إلى 2000 كم، وتضم ثلاثة خطوط هي: الخط الأول (السخنة / العلمين / مطروح)، والخط الثانى (6اكتوبر/ الأقصر/ أسوان / أبو سمبل) بطول 1100 كم، والخط الثالث (قنا / الغردقة / سفاجا) بطول 225 كم، ويصل إجمالى عدد محطات الخطوط الثلاثة إلى 60 محطة بإجمالى عدد ورش رئيسية 2 ورشة، و6 ورش عمرة خفيفة، كما يبلغ عدد القطارات السريعة بالخطوط الثلاثة 41 قطارا وعدد القطارات الإقليمية 94 قطارا، بجانب 41 جرارا من جرارات البضائع التى ستعمل بالخطوط الثلاثة.
ويعرف الخط الأول باسم "الخط الأخضر" (العين السخنة ــ العلمين الجديدة ــ مرسى مطروح)، يبلغ طوله 675 كيلو مترا، ويشتمل على 22 محطة، منها 10 محطات للقطار السريع و12 محطات إقليمية، وهم (العين السخنة ــ العاصمة الإدارية ــ محمد نجيب - القاهرة ــ جنوب الجيزة -" تفريعة للعياط - الفيوم بنى سويف"ــ حدائق أكتوبر ــ 6 أكتوبر ــ سفنكس ــ السادات ــ وادى النطرون ــ النوبارية ــ الإسكندرية ــ برج العرب ــ العامرية ــ الحمام ــ العلمين ــ سيدى عبدالرحمن ــ الضبعة ــ سوان ليك ــ رأس الحكمة ــ ألماظة باى ــ مطروح).
التطور في قطاع النقلوفي هذا الصدد قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي إن التطور الكبير في قطاع النقل يعطي رسالة أيضاً للعالم عن أن مصر قادرة على إحراز المزيد من التقدم خاصة وأن ذلك سيعود بالنفع كثيراً على قطاع السياحة والذي يتطلب وجود شبكة نقل مجهزة على أعلى مستوى.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " أن الدولة المصرية تتوجه للاعتماد على السياحة ويمكن لمصر أن تُحقق عائد قد يصل إلى 100 مليار دولار بوجود شبكة طرق ونقل وقطارات قادرة على استيعاب الحركة المتزايدة، وبالتالي ذلك سيحقق عوائد إيجابية كثيرة.
وتابع أن العوائد الإيجابية لهذا القطاع كثيرة سواء من ناحية سهولة نقل البضائع من وإلى، فضلا عن سهولة وصول المنتجات إلى أماكن التسويق بسرعة شديدة، وكل ذلك احدث سهولة ويسر، فضلا عن فتح شهية الكثير من المستثمرين للاستثمار في هذا القطاع وضخ الأموال في ظل وجود بنية تحتية قوية وبالتالي شبكة الطرق تحفز وتزيد من الاستثمارات.