ملتقى مسقط للتصميم 4 يناقش الذكاء الاصطناعي وتأصيل الهوية الوطنية
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
أقامت الكلية العلمية للتصميم بمقرها في مرتفعات المطار ملتقى مسقط للتصميم في نسخته الرابعة، تحت شعار "الصناعات الإبداعية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية"، بمشاركة دولية وحضور فنانين ومهتمين، وعدد كبير من الطلاب من مختلف مؤسسات التعليم العالي.
يهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على الأبحاث والتجارب التي تدعم الصناعات الإبداعية من خلال ممارسات الفن والتصميم المتنوعة نحو الاستدامة، ودعم الصناعات الإبداعية التي يتبناها المؤسسات الأكاديمية والباحثين والفنانين.
وانطلق ملتقى مسقط للتصميم تحت رعاية معالي وزير النقل والاتصالات، بجلسة حوارية حول الذكاء الاصطناعي، ناقشت تجربة الذكاء الاصطناعي والمستقبل، وأثره على العمارة والفنون، والتأثيرات المستقبلية، وتصميم مسقط كمدينة ذكية مستدامة. واحتضن الملتقى على مدار أيامه الثلاثة 34 ورشة عمل، شارك فيها 84 متحدثا، وإقامة معرضين لفانين عمانيين وطلاب من جامعة نزوى والكلية العلمية للتصميم، وتم تقديم ورش متنوعة بين الرسم والتلوين والخزف والنحت على الخشب أو إعادة تدوير الخشب في ورش أخرى، وورشة موزاييك، وورش في التصميم وأخرى في الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي.
وأوضحت الدكتورة رحمة بنت أحمد الراشدية رئيسة اللجنة التنظيمية لملتقى مسقط للتصميم بأن ملتقى مسقط للتصميم في نسخته الرابعة يهدف إلى تبني حوار موسع يشمل مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية، وتوفير منصة علمية للطلاب مختلفة عن المنصة التي اعتادوا عليها بحضور المحاضرات في القاعات الدراسية، لأنهم سيحضرون عروضا تقديمية محلية وعالمية، بالإضافة إلى ورش تفاعلية للاستفادة منها وتوفير منصة للجهات الحكومية والخاصة تحكي عن مساهماتها وخدماتها واستراتيجياتها في التطبيق الواقعي لرؤية عمان 2040.
وتضيف بأن هذا الملتقى يعنى تحديدا بتصميم الهوية الوطنية، ومن أهم الركائز لدينا ولدى كل المجتمعات "الهوية الوطنية"، فنحن لم نخصصها لمجتمع محدد بل هوية وطنية متعلقة بالجميع، وكل من يشارك في المنتدى يتكلم عن حفاظهم على الهوية الوطنية من العالم الذي يأتي منه، فكان لا بد من التركيز عليها. ونرى في مجال الذكاء الاصطناعي والصناعات الإبداعية كيف تم التطرق إلى مواكبة التطورات الموجودة في العالم مع الحفاظ في الوقت نفسه على هويتنا نحن. موضحة بأن الاستفادة كانت كبيرة جدا خلال أيام الملتقى، وكنا توقعنا أرقاما محددة للحضور ولكن تفاجأنا بأعداد كبيرة، وإقبال من طلاب الجامعات الأخرى، وهناك مشاركين سجلوا في المنتدى من خارج سلطنة عمان: من إيران والأردن، وإيطاليا، ومصر ومن دول الخليج. وعند وصولهم قدموا ورش عمل، كما قدمت الشركات المحلية ورشا متنوعة للطلاب.
بدورها أشارت الدكتورة منى كمال إسماعيل إلى أن الملتقى عبارة عن مبادرة من الكلية العلمية للتصميم لإنشاء منصة لجمع الخبرات المحلية والأجنبية والدوائر الحكومية والشركات الخاصة ومؤسسات التعليم العالي، للمشاركة في مواضيع تهتم بالصناعات الإبداعية، وفي النسخة الرابعة لملتقى مسقط للتصميم يتناول الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال الصناعات الإبداعية، بثلاثة محاور أساسية عن الذكاء الاصطناعي في الصناعات الإبداعية، والاستدامة في الصناعات الإبداعية وممارسات لخدمة البيئة، ومحور مفتوح ليشمل الممارسات والصناعات الإبداعية لخبرات واتجاهات متنوعة ليحكي الطالب والفنان عن قصته بسرد القصص وجمع خبرات الفنانين والمصممين العمانيين مع الأجانب.
وتابعت: استضفنا في هذه النسخة فنانين ومصممين من إيطاليا ومصر والسعودية وقطر مع فنانين ومصممين عمانيين لتبادل الخبرات، كما استضفنا عدة وزارات منها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب من أجل معرفة الاستراتيجيات الوطنية ليتعرف الجمهور عليها، فضلا عن التجارب العالمية لندمجها مع التجارب الوطنية والمشاريع التي تنبثق من الاستراتيجيات الوطنية، منوهة أن هناك تسعة مؤسسات تعليم عالي شاركت معنا، ولم يقتصر الحضور على طلاب الكلية العلمية للتصميم، فالطلاب والممارسين حتى الخبراء الأجانب استمتعوا جدا بعرض رؤية 2040 والمشاريع التي تدعمها والتطبيقات الواقعية.
يذكر بأن ملتقى عمان للتصميم انطلق عام 2016، ويقام كل عامين، وتوقف في عام 2018 بسبب جائحة كورونا.
صور Kholoud al-fazari - Yahoo Mail: Search, organise, conquer
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الصناعات الإبداعیة الذکاء الاصطناعی الهویة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
كيف هز ديب سيك الصيني عروش الذكاء الاصطناعي بـ5.6 ملايين دولار فقط؟
وتناولت حلقة (2025/2/5) من برنامج "حياة ذكية"، الذي يبث على منصة "الجزيرة 360″، التطور المفاجئ الذي هز أوساط التكنولوجيا العالمية بنجاح شركة صينية ناشئة في إحداث تحول جذري في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي باستثمار متواضع لم يتجاوز 5.6 ملايين دولار.
هذا الإنجاز الذي حققته شركة "ديب سيك" لم يؤثر فقط على القيمة السوقية لعملاق الرقائق "نفياديا" (Nvidia)، بل أثار مخاوف جدية في الغرب حول مستقبل الهيمنة التكنولوجية.
وأوضحت الحلقة كيف نجحت الشركة في تحقيق الابتكار في ظل الموارد المحدودة، حيث قاد المهندس ليان غوينغ فريقا من الباحثين في مدينة هانغتشو الصينية لإنجاز مشروع بدا مستحيلاً في البداية.
واستطاع الفريق جمع 10 آلاف رقاقة من نوع "إيه 100" التابعة لشركة نفياديا قبل فرض القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتطورة إلى الصين. وبهذه الموارد المحدودة، نجح الفريق في تطوير نموذج ينافس عمالقة مثل شات "جي بي تي" (ChatGPT) و"جيميني" الخاص بغوغل (Google Gemini).
ابتكارات رئيسية
وتمكن الفريق من تحقيق ثلاثة ابتكارات رئيسية تمثلت في نظام "نيروبايب" (NeuroPipe) الذكي، الذي يعمل كقائد أوركسترا يدير العمليات بكفاءة عالية. ومن بين 132 وحدة معالجة، خصص الفريق 20 وحدة فقط لتنظيم الاتصالات بين الوحدات الأخرى، محققا انسيابية أكبر في التشغيل، وهذا النهج يشبه تخصيص فريق صغير لتنسيق العمل بين المهندسين بدلاً من التواصل العشوائي.
إعلانوالابتكار الثاني تمثل في تقنية الضغط الذكي، وهي طريقة فعالة لتقليل حجم البيانات دون المساس بالجودة، فبدلاً من استخدام 32 بتا لتمثيل كل رقم يستخدم النظام 8 بتات فقط مع الحفاظ على الدقة، مما يؤدي إلى توفير كبير في استهلاك الطاقة والموارد.
ويتمثل الابتكار الثالث في نظام مزيج الخبراء "إم أو إي" (MoE)، الذي يعتبر قفزة نوعية في كفاءة استخدام الموارد، فمن أصل 67.1 مليار معامل، يستخدم النموذج 3.7 مليارات فقط في كل عملية، بحيي يختار المعاملات المناسبة لكل مهمة بدقة متناهية.
ولمقارنة الأداء مع المنافسين، أوضح مقدم البرنامج أن نقاط القوة لدى "ديب سيك" تتمثل في التفوق في مجال البرمجة على "جي بي تي-4" (GPT-4)، وسرعة الاستجابة العالية في إنتاج المحتوى، والقدرة المتميزة على تلخيص المعلومات المعقدة، إضافة إلى تكلفة التشغيل المنخفضة جدا (2 دولار مقابل 60 دولارا لمعالجة مليون رمز).
وأشار المقدم إلى نقاط الضعف أيضا التي تتمثل في الدقة المنخفضة في المعلومات الإخبارية (17% مقارنة بـ 74% لنماذج "أوبن إيه آي" OpenAI)، والعمق التحليلي الأقل مقارنة بالنماذج الغربية.
ولفتت الحلقة إلى أن نجاح "ديب سيك" تحدي إستراتيجي للهيمنة الغربية في مجال الذكاء الاصطناعي لعدة أسباب تتمثل في: إثبات إمكانية تطوير نماذج متقدمة بموارد محدودة، وتقديم بديل منخفض التكلفة يمكن أن يغير ديناميكيات السوق، إضافة إلى تحدي الاعتقاد السائد بأن تطوير الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد ضخمة.
ورغم ما يثار الآن حول نجاح ديب سيك الأولي، فإن البرنامج أشار إلى تحديات مستقبلية قد تواجهه تتمثل في الحاجة إلى تحسين دقة المعلومات، والتعامل مع القيود الأميركية على التكنولوجيا، والمنافسة المتزايدة من الشركات الغربية.
5/2/2025