المناقشات تؤكد تحسن الوضع الاقتصادى فى أعقاب حزمة الإصلاحات المتكاملة

 

شهدت اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن، واجتماعات وزراء المالية لدول مجموعة العشرين، شهادة نجاح للتجربة المصرية فى إدارة المالية العامة للدولة، وسط التحديات الضخمة للغاية، بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادى والتوترات الجيوسياسية الإقليمية والدولية.

وكثف الدكتور محمد معيط، وزير المالية، من مشاركته فى فعاليات هذا التجمع الدولى الأضخم، حيث تحدث بصوت البلدان النامية والأفريقية، من أجل إصلاح الهيكل المالى العالمي، لصالح تلك البلدان، كما طرح الرؤية المصرية فى التعامل مع التحديات الدولية والإقليمية، وآثارها السلبية على الدول النامية، وكيفية التعامل لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادى.

وشرح د. «معيط» أبعاد عملية تطوير المسار الاقتصادى المصرى التى تمت مؤخرًا لتمكين القطاع الخاص؛ حتى يعمل فى مساحة أكبر ليقود النشاط التنموى والاقتصادي، إضافة إلى تعزيز الاستثمار فى التنمية البشرية بمحوريها: الصحة والتعليم، من خلال زيادة أوجه الإنفاق على هذه القطاعات الحيوية، على نحو يتسق مع جهود الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، على نحو انعكس فى تحقيق مؤشرات إيجابية، خلال التسعة أشهر الماضية من العام المالى الحالى، بما يترجم الجهود المبذولة لإرساء دعائم الانضباط المالى، حيث يرتكز برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل المدعوم من صندوق النقد الدولى على سياسات متكاملة تدعم القطاع الخاص وتعظم مشاركته فى المشروعات التنموية ليقود النمو والتشغيل، بما يسهم فى دفع جهود تنشيط القطاعات الإنتاجية والصناعية والتصديرية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وأظهرت مناقشات اجتماعات الربيع أن الوضع الاقتصادى فى مصر بدأ يتحسن فى أعقاب اتخاذ حزمة الإصلاحات المتكاملة، حيث تحققت بالفعل مؤشرات جيدة خلال التسعة أشهر الماضية، وذلك بتسجيل فائض أولى بقيمة ٤١٦ مليار جنيه بمعدل ٣٪ من الناتج المحلى الإجمالى مقارنة بـ ٥٠ مليار جنيه بمعدل نصف فى المئة «٥, ٪» فى نفس الفترة من العام المالى الماضى، بنسبة نمو سنوى أكثر من ٨ مرات والنصف، والنجاح فى الحفاظ على استقرار معدل العجز الكلى ليبلغ ٥,٤٢٪ من الناتج المحلى الإجمالى مقارنة بـ ٥,٤٠٪ عن نفس الفترة من العام الماضى رغم التأثيرات السلبية الضخمة للأزمات العالمية وارتفاع أسعار الفائدة، وارتفعت الإيرادات الضريبية لأكثر من تريليون جنيه وبنسبة ٤١,٢٪ نتيجة لأعمال الميكنة وتوسيع القاعدة الضريبية ودون فرض أى أعباء جديدة على المواطنين أو المستثمرين.

وتعمل وزارة المالية حاليًا وفقًا لاستراتيجية متكاملة لإدارة الدين والنزول بمعدلاته لأقل من ٨٠٪ فى ٢٠٢٧، وإطالة متوسط عمر الدين من ٣,٢ سنة فى يونيه ٢٠٢٣ إلى ٤,٥ أو ٥ سنوات فى يونيه ٢٠٢٨ لتخفيف أعباء وتكلفة خدمة الدين، من خلال تخفيض الإصدارات قصيرة الأجل، والتحول إلى الإصدارات متوسطة وطويلة الأجل، حيث تسعى لتقليل فاتورة خدمة الدين بشكل تدريجى على المدى المتوسط، والعمل على تنويع مصادر وأدوات التمويل والاعتماد بشكل أكبر على السندات الخضراء والصكوك والأدوات غير التقليدية ذات التكلفة المنخفضة، مثل سندات الساموراى والباندا، وليس لدينا خطة طرح بالأسواق الدولية حتى نهاية العام المالى الحالى فى يونيه المقبل.

وأعلن د. «معيط» أمام هذا المحفل الدولى سداد كافة كل الالتزامات فى مواعيد الاستحقاق وبنفس شروط الإصدارات دون تغيير، كما أن التدفقات النقدية الأخيرة والمتوقعة مع برنامج الإصلاح الاقتصادى المدعوم من صندوق النقد الدولى، ساعدت فى تخفيف الضغوط التمويلية، وتقليل الحاجة للتمويلات السريعة، بالنظر إلى أن نجاح «صفقة رأس الحكمة» يعكس قدرة الاقتصاد المصرى على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية، إضافة إلى توجيه نصف إيرادات برنامج «الطروحات» لخفض المديونية الحكومية بشكل مباشر، وتحسين موشرات المالية العامة للدولة.

ووجه وزير المالية رسالة ثقة إلى المجتمع الدولى بأن الدولة تدفع القطاع الخاص بكل قوة، حتى يقود الاقتصاد المصرى، بحيث يستحوذ على أكثر من ٧٠٪ من حجم الاقتصاد، مع التركيز على رفع معدلات الإنتاج المحلى والتصدير، لافتًا إلى أنه تم وضع حد أقصى لحجم الاستثمارات العامة للدولة بكل مكوناتها، بتريليون جنيه فى العام المالى المقبل، من أجل ترك مساحة كبيرة للقطاع الخاص، على نحو يتسق مع إجراءات أخرى تدعم نفس المسار، بما فى ذلك «الطروحات»، وهو البرنامج المستدام الذى يستهدف إفساح المجال أيضًا للقطاع الخاص؛ كى ينمو، ويحقق التنمية، ويوفر مليون فرصة عمل سنويًا.

ويعنى ذلك أن الآفاق الاقتصادية لمصر، أصبحت أكثر استقرارًا وتحفيزًا للنمو والتنمية وخلق فرص العمل، وذلك من خلال تنفيذ سياسات مالية، أكثر تحفيزًا للاستثمار والإنتاج والتصدير والاستقرار الاقتصادي، بحيث تتسق وتتكامل مع جهود الدولة الهادفة لاستعادة الاقتصاد القومى بمختلف مكوناته وأنشطته إلى المسار الصحيح، على نحو يدعم استراتيجية وبرامج وتدابير وإجراءات تعبئة الموارد المحلية؛ للحفاظ على تحقيق فائض أولى مع الالتزام الكامل بمتطلبات الانضباط المالى، ووضع معدلات عجز الموازنة والدين للناتج المحلى الإجمالى فى مسار نزولى مستدام؛ لتخفيف الضغوط على المالية العامة للدولة، وخلق وفورات ومساحات مالية.

ويصب ذلك فى قدرة الحكومة على التحرك بشكل أكبر لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية الأكثر استهدافًا للفئات الأولى بالرعاية، إضافة إلى تعزيز مساندة الأسر متوسطة ومنخفضة الدخل، فى مواجهة الآثار السلبية للتحديات الاقتصادية العالمية، ومد مظلة الحماية الاجتماعية للأسر متوسطة ومنخفضة الدخل؛ لتخفيف حدة الآثار التضخمية، فى إطار حرص الدولة على أن تتشارك الأعباء مع المواطنين بقدر الإمكان، حيث شهدت التسعة أشهر الماضية زيادة الإنفاق الفعلى على الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية بنسبة ٣٣,٩٪، وهناك زيادات إضافية فى مخصصات الدعم بالموازنة الجديدة للعام المالى المقبل، كما أن الاستثمار فى التنمية البشرية وتعزيز الحماية الاجتماعية، يعد محورًا رئيسيًا فى السياسة الاقتصادية، لتوفير مساحة مالية كبيرة فى الموازنة لزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، وتحسين مستوى المعيشة، والحد من معدلات الفقر، بنظم دعم ومساندة أكثر استهدافًا للفئات الأولى بالرعاية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اجتماعات الربيع إدارة المالية العامة نجاح تجربة مصر المالیة العامة العامة للدولة العام المالى على نحو

إقرأ أيضاً:

خلال مشاركتها بمؤتمر النساء البرلمانيات بالدوحة.. عايدة نصيف تستعرض جهود مصر في مكافحة الإرهاب وتمكين المرأة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت النائبة  عايدة نصيف، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ونائب رئيس منتدى النساء البرلمانيات بالبرلمان الدولى، خلال ورقة بحثية عن الظروف التى تساعد على انتشار الارهاب فى العالم كالظروف الاقتصادية والظروف السياسية والضعف الحكومى والتهميش الاجتماعى، بالإضافة إلى الظروف الثقافية والتفسيرات المتطرفة للدين فى بعض الايدلوجيات الدينية المتطرفة بالإضافة إلى الثقافة العنفية التى تساعد على تمجيد العنف كوسيلة لحل النزاعات .

وقالت النائبة عايدة نصيف، خلال كلمتها فى المؤتمر العالمى للنساء البرلمانيات المنعقد فى الدوحة بين هيئة الامم المتحدة ومكتب النساء البرلمانيات باالبرلمان الدولى ومجلس الشورى تحت عنوان " دور النساء البرلمانيات فى تطوير وتنفيذ تشريعات واستراتيجيات لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف"، ان هناك عوامل عالمية تساعد على انتشار الارهاب كالصراعات المسلحة والحروب التى سهلت الانتشار السريع عبر وسائل الميديا والتكنولوجيا الحديثة للايدلوجيات المتطرفة .

 

واشارت نصيف، الى ان معالجة هذه العوامل تتطلب استراتيجيات شاملة ومتعددة الابعاد تشمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإصلاح السياسي وتعزيز العدالة وحقوق الانسان والتعاون الدولى، لافته الى أن دوافع التطرف يمكن ان يختلف بناء على العديد من العوامل بما فى ذلك النوع الاجتماعى ( الجندر) وفهم هذه الدوافع يساعد فى تطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة التطرف والوقاية منه .

واستعرضت عضو مجلس الشيوخ ، الاثار الجنسانية لمنع التطرف العنيف مثل تمكين المرأة وتعزيز دورهن فى المجتمع والذي بدوره يساهم فى بناء مجتمعات اكثر استقرار واقل عرضة للتطرف بالإضافة إلى تعزيز التعليم والتوعية بين النساء والفتيات يمكن ان يساهم فى نشر قيم التسامح والسلام الى جانب المشاركة فى صنع القرار السياسى والامنى اذ يعزز فعالية استراتيجيات مكافحة الإرهاب والتطرف وايضا تقديم الدعم النفسي والاجتماعي المخصص للنساء المتضررات من الارهاب الى جانب تعزيز العدالة والمساواة من خلال برامج تعزز العدالة والمساواة بين الجنسين مما يقلل الشعور بالظلم والإقصاء الذى يمكن ان يؤدي إلى التطرف الى جانب برامج التدريب والتعلم والتوعية العامة، وتابعت قائلة: "يضاف الى ذلك الامتثال للمعايير الدولية" .

كما استعرضت تجربة مصر عن الجوانب الجنسانية المطبقة بالفعل لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف من خلال تمكين المرأة المصرية وتعزيز دورها فى المجتمع وتمكينها للمشاركة الفعالة فى جهود منع التطرف، وقالت،  تم تشجيع المرأة المصرية على الانخراط فى الحياة السياسية والاجتماعية من خلال تدريبها ومن خلال توعية المجتمع بأهمية دور المرأة والشباب فى الوقاية من التطرف والإرهاب بالإضافة إلى أنها تتبنى سداسيات تشجع على المساواة بين الجنسين وتعزز من دور المرأة فى الامن القومى والمجتمعى الى جانب ان مصر تتبنى شراكات التعاون الدولى مع المنظمات الدولية والإقليمية لتبادل الخبرات فى مجال مكافحة الإرهاب بمراعاة النوع الاجتماعي، هذا بجانب إقامة شراكات مع الدول الاخرى لتعزيز دور المرأة فى الامن والسلام  .

واشارت الدكتورة عايدة نصيف الى ادراج منظورات النوع الاجتماعى فى تشريعات واستراتيجيات الارهاب ومنع التطرف فى مصر من خلال التشريعات وتعديل القوانين القائمة لتضمين حماية افضل للنساء وتعزيز دورهن فى المجتمع الى جانب ادماج احكام تعزز حقوق المرأة وتحد من التمييز ضدها.

واضافت ان السياسات الوطنية والتى تم فيها تضمين اهداف محددة تتعلق بالمساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة فى الاستراتيجيات الوطنية 
وتبنت مصر سياسات تشجع على تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا كوسيلة للحد من الظروف التى تؤدى الى التطرف واقامة حياة كريمة مثل "الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 " والتى تسعى الى تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا  واجتماعيا والحماية من خلال القضاء على الظواهر السلبية وايضا تضمين المرأة فى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان .

ولفتت الى المشاركات فى المبادرات الإقليمية والدولية وتعزيز التعاون مع الدول الاخرى لتبادل الخبرات فى هذا المجال وتعزيز دور المرأة على المستوى الدولى، مؤكدة أن مصر اتخذت خطوات جادة لادراج النوع الاجتماعى فى جهود مكافحة الإرهاب التطرف من خلال التشريعات والاستراتيجيات والتعاون الدولى بهدف تعزيز دور المرأة وتمكينها للمساهمة الفعالة فى هذا المجال الحيوى .

واوضحت نصيف ان مصر اتخذت عدة خطوات لضمان المشاركة والقيادة الكاملة والمتساوية للمرأة ضمن استراتيجيات مكافحة الإرهاب من خلال ادماجها فى السياسات الوطنية ومن خلال تعزيز التمثيل النسائي فى المؤسسات السياسية وزيادة نسبة المرأة فى البرلمان المصرى الى اكثر من ٢٨٪ مما يمنحهن منصة قوية للمشاركة فى صنع السياسات المتعلقة بمكافحة الارهاب ومشاركة المرأة وتشجيعهن على التمثيل في كافة مؤسسات الدولة .

واشارت الى ان المجلس القومى للمرأة والذى يلعب دورا محوري فى دعم وتمكين المرأة المصرية من خلال برامج تدريبية ومبادرات توعوية.
ومن خلال هذه الإجراءات تسعى مصر الى تعزيز دور المرأة فى مشاركتها الكاملة والمتساوية فى مجتمع اكثر سلام واستقرار .

f1b503d9-e7b2-454f-aa06-146c119b02c7 d6910ff0-f360-418e-9534-708971f9f2af ac1bc9f9-b4fc-49d6-ad42-5d7e20c08651 e517d688-c75c-4e56-ae3b-87ad78fd0ef8 4aa182ba-764e-4f32-8e66-f4cab1faddff

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: التعاون المصرى مع البنك الدولى نموذج للشراكة التنموية فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية
  • وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تدعو منشآت القطاع الخاص إلى تحديث بيانات فروعها عبر منصة “قوى”
  • تضامن الدقهلية تنظم احتفالية "30 يونيو ثورة البناء والتنمية في الجمهورية الجديدة"
  • لن تصدق ما ستراه.. شاهد ماذا أخرج الأطباء من معدة مريض يمني أجريت له عملية جراحية في صنعاء؟
  • خلال مشاركتها بمؤتمر النساء البرلمانيات بالدوحة.. عايدة نصيف تستعرض جهود مصر في مكافحة الإرهاب وتمكين المرأة
  • عرض من "ميتسوبيشي" على "مونتيرو سبورت" ضمن "موسم احتفالات الصيف"
  • 1500 مريض يستفيدون من خدمات القافلة الطبية بقرية كفر الأشقم
  • اليوم.. بغداد تحتضن اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب للمرة الرابعة
  • آسر ياسين عن مشاركته في ولاد رزق القاضية: تجربة كلها نجاح (فيديو)
  • أبوظبي تعزز قدرات «مختبر راصد»