قبل أيام كشف تقرير لمعهد استوكهولم الدولى لأبحاث السلام عن ارتفاع قياسي للإنفاق العسكرى بشكل مبالغ فيه، ولم يحدث منذ عام 2009، حيث بلغ حجم الإنفاق 2.4 تريليون دولار، وكشف التقرير عن أن زيادة النفقات العسكرية الكبيرة تصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 37٪، ثم الصين بنسبة 12٪ أى حوالى نصف الإنفاق العسكرى العالمى.
المؤسف أن استمرار الولايات المتحدة الأمريكية فى الدعم اللا محدود لإسرائيل لن يخدم هذا الكيان الصهيونى، بعد أن أكدت كل التجارب السابقة فشل هذا المشروع على كل المستويات، ورغم مرور أكثر من سبعين عامًا على قيام دولة إسرائيل، ودعمها على شتى المستويات فى كل حروبها السابقة بداية من حرب 48 وحتى هذه الحرب، وأيضاً المساهمة فى عمليات الهجرة إلى الداخل الإسرائيلى ودعمها الاقتصادى والعسكرى والاستخباراتى والإعلامى، إلا أنها كمشروع صهيونى عالمى أكد فشله، وبدلاً من أن تتحول إسرائيل إلى دولة راسخة تمثل ركيزة لأمريكا ودول الغرب فى منطقة الشرق الأوسط والدول العربية، وتحقيق مصالح الغرب، باتت تشكل عبئاً كبيراً وما زالت تحتاج إلى الحماية والمساعدة بعد أن أكدت الحرب الأخيرة أنها دولة هشة وخاوية وغير قادرة على حسم معركة طوال ستة أشهر فى مواجهة بعض الفصائل التى لا تمتلك واحداً على مليون من ترسانتها العسكرية، فى دلالة قاطعة على ديمومة هذه الدولة إلا من خلال التعايش السلمى والاعتراف بالحق التاريخى للشعب الفلسطينى فى أرضه ووطنه، وقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو طبقًا لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، وهذا لم يتأت إلا بقناعة الولايات المتحدة الأمريكية بأن هذا هو السبيل الوحيد لأمن إسرائيل واستمرارها.
الحقيقة أن استمرار الولايات المتحدة الأمريكية فى زيادة الإنفاق العسكرى وتقديم مساعدات عسكرية هائلة إلى إسرائيل، هى رسالة ضد السلام والإنسانية، وتفقد الولايات المتحدة الأمريكية مكتسبات كثيرة حققتها منذ انفرداها بالهيمنة على العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، وأيضاً تتسبب فى إسراع الخطى نحو عالم جديد متعدد الأقطاب وسوف تدرك أمريكا يومًا ما أنها خسرت الكثير بسبب الدعم غير الشرعى وغير المحدود للكيان الصهيونى، وليس أدل على ذلك من مقال الكاتب الشهير توماس فريدمان المعروف بانحيازه التام ودعمه لإسرائيل، ومع هذا كتب مؤخرًا مقالاً هامًا فى صحيفة النيويورك تايمز حول تداعيات الحرب على غزة وارتفاع عدد الضحايا والمشاهد المروعة التى تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وتأثير السوشيال ميديا وغيرها من الأحداث التى وقعت فى هذه الحرب وجعلت من إسرائيل دولة منبوذة عالميًا، وأيضاً أفقدتها مصداقية قوة الردع والصورة الذهنية السابقة.. وانتهى فى مقاله إلى نصيحة الحكومة الإسرائيلية بسرعة وقف هذه الحرب واستعادة الرهائن والانسحاب من غزة وإعادة التفكير فى كل شىء من جديد.. وفى اعتقادى أن هذه الرسالة الهامة كان الأجدى أن يوجهها فريدمان إلى الإدارة الأمريكية باعتبارها صاحبة القول الفصل فى هذه الحرب، ومستقبل القضية الفلسطينية.
حفظ الله مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ كشف تقرير ودول الشرق الأوسط الولایات المتحدة الأمریکیة هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
العالم يدخل مرحلة تسلح غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة
سجل الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 قفزة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة، مرتفعا إلى 2.7 تريليون دولار، وسط تصاعد الحروب والنزاعات، وفق تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) نُشر اليوم الاثنين.
وشهد الإنفاق العسكري العالمي ارتفاعا ملحوظا، خاصة في أوروبا والشرق الأوسط، حيث زاد بنسبة 9.4% مقارنة بعام 2023، مسجلا العام العاشر على التوالي من النمو.
واعتبر الباحث في برنامج "الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة" شياو ليانغ أن هذه الزيادة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة وتعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية، في حين أشار التقرير إلى أن أكثر من 100 دولة رفعت ميزانياتها الدفاعية العام الماضي.
تأثير عميقوحذر الباحث ليانغ من أن الإنفاق العسكري المتصاعد سيترك أثرا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا عميقا، موضحا أن دولا أوروبية خفضت بنودا أخرى مثل المساعدات الدولية لتمويل ميزانيات الجيوش، أو لجأت لزيادة الضرائب والاستدانة.
وسجلت أوروبا، بما فيها روسيا، أكبر زيادة إقليمية بارتفاع قدره 17% إلى 693 مليار دولار، في حين خصصت موسكو 149 مليار دولار لجيشها بزيادة سنوية بلغت 38%.
أما أوكرانيا، فرفعت إنفاقها العسكري بنسبة 2.9% ليصل إلى 64.7 مليار دولار، رغم أنه يمثل 43% فقط من الإنفاق الروسي، لكنها سجلت أعلى عبء عسكري عالميا بتخصيص 34% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع.
وأشار التقرير إلى أن إنفاق ألمانيا العسكري قفز بنسبة 28% إلى 88.5 مليار دولار عام 2024، لتصبح للمرة الأولى منذ توحيدها أكبر مساهم دفاعي في أوروبا الوسطى والغربية.
إعلانكما رفعت الولايات المتحدة إنفاقها بنسبة 5.7% ليبلغ 997 مليار دولار، مما يمثل 37% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي و66% من إنفاق دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشار التقرير إلى أن 18 من أصل 32 دولة في الحلف بلغت هدف تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع، وهو رقم غير مسبوق منذ تأسيس الناتو، وسط توقعات بزيادة كبرى في مشاريع صناعة الأسلحة خلال السنوات المقبلة. كما شهد الشرق الأوسط الاتجاه نفسه.
وسجل الإنفاق العسكري الإسرائيلي عام 2024 قفزة بنسبة 65% ليصل إلى 46.5 مليار دولار، في أكبر زيادة منذ حرب 1967، بحسب معهد سيبري.
في المقابل، تراجع إنفاق إيران العسكري بنسبة 10% ليصل إلى 7.9 مليارات دولار تحت ضغط العقوبات.
وحلت الصين ثانية بعد الولايات المتحدة بزيادة 7% في إنفاقها لتصل إلى 314 مليار دولار، مستحوذة على نصف الإنفاق العسكري في آسيا وأوقيانوسيا مع تركيز على تحديث قواتها وتوسيع قدراتها السيبرانية والنووية.