قال حسين أمير عبداللهيان، وزير الخارجية الإيرانى، إن الطائرات المُسيرة التى هاجمت بها اسرائيل قاعدة جوية ايرانية فى منطقة أصفهان، هى طائرات أقرب ما تكون إلى دُمى الأطفال.. وأضاف الوزير فى حوار أجرته معه قناة «إن بى سى نيوز» الأمريكية، إن بلاده لن ترد إلا إذا تعرضت لهجوم اسرائيلى كبير.
الهجوم الذى يتكلم عنه الوزير وقع فى مساء يوم ١٨ من هذا الشهر، وكان ردًا على هجوم ايرانى قامت به ايران فى ١٣ من الشهر نفسه.
وهكذا تجد المنطقة أنها تدور فى دائرة أشبه بالدوامة فلا تعرف أين نهايتها، ولا ما هى بالضبط عواقبها فى المستقبل؟
وإذا كان الوزير الإيرانى يصف الطائرات المسيرة التى هاجمت بلاده بأنها كانت أقرب إلى لعب الأطفال، فالحقيقة أن الطائرات المسيرة الإيرانية التى قادت هجومًا مشابها على اسرائيل لم تكن هى الأخرى تختلف عن لعب الأطفال، من حيث ما تابعناه أمامنا على الأقل.
إننا لا نزال نذكر تلك الليلة التى قيل فيها أن عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية فى طريقها من منطقة كرمانشاه الإيرانية إلى شمال اسرائيل.. ولا نزال نذكر أن العالم قضى ساعات أمام الشاشات يتابع ويترقب، فإذا به فى اليوم التالى يكتشف أن ٩٩ ٪ من الطائرات المهاجمة تم اسقاطها قبل الوصول لأهذافها، وأن الواحد فى المائة المتبقى لم يكن له أى تأثير على الأرض، لا على مستوى الإصابات البشرية، ولا على مستوى أى اصابات أخرى.
وشاعت نكتة على مواقع التواصل الاجتماعى تقول إن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، تقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد ايران، وإن المجلس لما سأله عن سبب الشكوى قال إن الإيرانيين: سهرونا على الفاضى!
وإذا تصورنا أن لعب الأطفال على الجانبين كانت مسألة غير مقصودة فإننا نكون مخطئين، فلقد كان فى مقدور كل طرف أن يصيب الآخر بما يوجعه لو أراد، ولكن الهدف كان توصيل رسائل سياسية محددة فى الحالتين.. والغالب أن الرسائل قد وصلت مسجلة بعلم الوصول.. أما البقية فسوف نتابعها فى هذا الفيلم الإسرائيلى الإيرانى الطويل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني الطائرات الم سيرة هاجمت بها اسرائيل
إقرأ أيضاً:
وعدت يا "عيد"
ها هو عيد الفطر المبارك وقد هلت أيامه علينا، بعد أن أعاننا الله على صيام وقيام شهر رمضان المبارك، تقبل الله منا جميعا صالح الأعمال والطاعات، وأعاده علينا بالخير والبركة والأمان.
فى الأسبوع الأخير والأيام القليلة قبل العيد لاحظنا حركة كبيرة فى الأسواق سواء فى محال الملابس الجاهزة وذلك لشراء ملابس العيد، وفى محال الحلويات لشراء لوازم الاحتفال بالعيد من كعك وبسكويت وخلافه.
حالة الاستغلال والجشع التى أصابت التجار خلال هذه الايام لا تجد من يضع لها حدا، والحجة أن السوق عرض وطلب، ومن يرد البضاعة فليتحمل ثمنها أو يتركها لمشتر آخر، وهو ما أدى إلى مزيد من "الابتزاز" لجيوب المواطنين، الذين أصبح الكثيرون منهم غير قادرين على الوفاء باحتياجاتهم، الأمر الذى يضطرهم للبحث عن البدائل الأوفر والأرخص..
ويرتبط عيد الفطر المبارك، الذى نعيش أيامه، فى التقاليد المصرية بعمل الكعك بكل أنواعه، بالإضافة إلى شراء ملابس للأطفال الصغار، وشراء مستلزمات الاحتفال بالعيد، وهى عادات توارثتها الأجيال عاما بعد عام، وبدونها يفقد الناس إحساسهم ببهجة العيد وفرحة قدومه.
هذه العادات والتقاليد أصبحت مكلفة للغاية، خاصة أن الشهر الفضيل أيضا تتزايد فيه المصروفات بشكل مضاعف، فهو شهر التزاور والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وبالتالي فإن هناك إجراءات تقشفية فرضت نفسها هذا العام، على معظم الأسر، ومنها الاستغناء عن بعض الأنواع من الأطعمة مرتفعة الثمن، وتقليل العزومات، أو تقليل أعداد المدعوين..
الأسعار التى قفزت قفزات سريعة خلال أيام الشهر الفضيل، فى معظم السلع الأساسية وخاصة اللحوم والدواجن، كان لها أثر بالغ فى التخطيط لاستقبال العيد، وعلى سبيل المثال كعك العيد الذى تضاعف سعره هذا العام وحتى الأصناف العادية منه، لم تقدم كثير من الأسر على شراء كميات كبيرة منه، كما كان يحدث فى السابق، ولكن تم تقليل الكميات بقدر المستطاع، حتى أن البعض اكتفى بكميات بسيطة للغاية حتى لا يحرم أطفاله منها، والبعض لجأ إلى تصنيعه فى المنزل توفيرا للنفقات، أما بالنسبة للملابس فتلك مشكلة أخرى، حيث بلغت أسعارها حتى فى المناطق الشعبية أرقاما مبالغا فيها.
الملاحظ هذا العام هو تزايد الحركة على بائعي ملابس "البالة" المنتشرة فى بعض الشوارع وخاصة فى منطقة وكالة البلح والشوارع المحيطة فى شارع الجلاء ومنطقة الإسعاف، وكذا فى كثير من شوارع المناطق الشعبية، وذلك نظرا لوجود فرق واضح فى الأسعار مقارنة بمحلات الملابس الجاهزة، والتى تعرض قطعا من الملابس يتجاوز متوسط سعرها الالف جنيه، وهو رقم كبير بالنسبة لمعظم الأسر.
أما بالنسبة لأماكن المتنزهات التى يمكن أن ترتادها الأسر بسيطة الحال والشباب، فأصبحت قليلة ولا تكفي تلك الأعداد التى تتدفق من الأحياء الشعبية باتجاه منطقة وسط البلد مثلا، وبالتالي تكتظ الشوارع بشكل كبير، ويقضي الشباب كل وقته فى التنقل من شارع لآخر، مع تفريغ طاقة اللعب واللهو فى الشارع، وهو ما ينتج عنه أحيانا سلوكيات غير حضارية.
حتى الكباري الممتدة بطول نهر النيل استغلها أصحاب الكافيهات فى وضع الكراسي واستقبال الزبائن، غير عابئين بحق الناس الطبيعي فى التجول دون تضييق عليهم، الأمر الذى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، والتوسع لعمل متنزهات وحدائق عامة بأسعار رمزية فى كل الأحياء السكنية أو قريبا منها، وكل عام وأنتم بخير.