ما آثار تحول اقتصاد تركيا إلى النهج التقليدي على ثقة المستثمرين؟
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا يتناول عودة تركيا إلى نهج أكثر تقليدية في السياسة النقدية وتأثير ذلك على ثقة المستثمرين، ما يؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال ودعم موقف المتفائل تجاه أصول البلاد، وهذا قد يؤدي إلى تحسين أساسيات البلاد بشكل أسرع وأعمق في النصف الثاني من السنة؛ حيث يُتوقع أن يتراجع التضخم ويتقلص العجز في الميزان التجاري.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن عودة تركيا إلى نهج أكثر تقليدية في السياسة النقدية يعمل على تعزيز ثقة المستثمرين، ما يمهد الطريق لتدفقات رأس المال ويدعم الموقف الصعودي لبنك "إتش إس بي سي" بشأن أصول البلاد.
وبحسب مراد أولغن، الرئيس العالمي لأبحاث الأسواق الناشئة في البنك، فإن الالتزام بالسياسات "التقليدية القائمة على القواعد" يمكن أن يؤدي إلى تحسن أسرع وأعمق في أساسيات البلاد في النصف الثاني من السنة، وقال في مقابلة إنه من المتوقع أن يتراجع التضخم وأن يتقلص عجز الحساب الجاري، وأن المناقشات حول ضبط الأوضاع المالية "مشجعة".
وأوضح الموقع أن رفع سعر الفائدة القياسي و"تطبيع" السياسة النقدية كان في قلب إصلاح السياسة؛ حيث قام الرئيس رجب طيب أردوغان بتعيين فريق اقتصادي جديد، بقيادة وزير المالية والخزانة محمد شيمشك، لتنفيذ تحول جذري عما وصفه أولجن بالنهج "غير العقلاني" القائم على تكاليف الاقتراض المنخفضة للغاية، مما أدى إلى ارتفاع التضخم بشكل حاد.
ووفقا لأولغن، فإن حقيقة أن المستثمرين قاموا على مر السنين بتخفيض استثمارهم في الدخل الثابت والأسهم، وأن هناك مجالا كبيرا للتحسين فإن تركيا واحدة من الأسواق المفضلة لدى البنك في الأسهم والائتمان والعملات الأجنبية، موضحا إن المستثمرين هبوطيين للغاية ويمكن أن تتفوق العملة على العقود الآجلة لليرة على مدار السنة، وهو ما يترجم إلى "ارتفاع حقيقي".
وأكد الموقع أن التدفقات من الخارج ظلت ضئيلة مع انتظار الأجانب لرؤية المزيد من التقدم، واشترى المستثمرون الأجانب ما قيمته 87 مليون دولار فقط من ديون الليرة التركية هذه السنة، بانخفاض عن 2 مليار دولار في السنة الماضية، ويبلغ إجمالي الحيازات الأجنبية من ديون الحكومة التركية بالليرة حاليWا حوالي 2.5 مليار دولار، بانخفاض ملحوظ عن الذروة التي بلغت أكثر من 70 مليار دولار في سنة 2013.
لكن التفاؤل يختمر، فقد منحت الأسهم التركية المستثمرين عوائد بالدولار بنسبة 33 بالمائة في أقل من سنة؛ حيث تتطلع صناديق مثل بارينجز لإدارة الأصول إلى زيادة التعرض، وتقول مجموعة غولدمان ساكس إنه من الممكن تحقيق تراجع في التضخم في الربع الثالث مع دعم التدفقات الموسمية لميزان الحساب الجاري، حسب التقرير.
ومن المقرر أن يعقد البنك المركزي اجتماعه المقبل لتحديد سعر الفائدة يوم الخميس؛ حيث يتوقع بعض المحللين بالفعل رفعا آخر، وفاجأ واضعو أسعار الفائدة السوق الشهر الماضي بزيادة قدرها 500 نقطة أساس في محاولة لاحتواء الأسعار وتحقيق استقرار الليرة.
وأفاد الموقع أن المسؤولين يتوقعون أن يصل التضخم الرئيسي التركي إلى ذروته عند حوالي 75 بالمائة في الأشهر المقبلة، ومن المقرر أن يقدم صناع السياسات توقعات جديدة الشهر المقبل، وعلى الرغم من خسائر العملة هذه السنة، والتي دفعت الليرة إلى مستوى قياسي وتغيير القيادة في البنك المركزي، فقد تعهد المحافظ بفعل "كل ما يلزم" لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد، حسب التقرير.
وبحسب أولغن من بنك "إتش إس بي سي"، فإن التضخم قد ينخفض إلى 40 بالمائة هذه السنة ثم إلى النصف في السنة التالية، ويتوقع البنك أن يتم احتواء انخفاضات الليرة، لتنخفض نحو 34 ليرة للدولار هذا الربع من حوالي 32.52 يوم الأربعاء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية تركيا التضخم الفائدة اقتصادي اقتصاد تركيا التضخم الفائدة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب تزلزل اقتصاد المتعة في الصين.. خسائر بالمليارات
أثرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على العديد من الصناعات، إلا أن التأثير لم يقتصر على الصناعات الثقيلة أو التكنولوجية الكبرى، بل وصلت إلى قطاعات هامشية ولكنها تدر مليارات الدولارات سنويًا، من بينها سوق الألعاب الجنسية الذي أصبح من ضحايا "الحمائية الاقتصادية" التي اعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في إطار حملة الرسوم الجمركية التي أطلقها ترامب، ارتفعت الضرائب على واردات معينة من الصين إلى 125 بالمئة، بعد أن رفعت بكين بدورها الرسوم على السلع الأميركية إلى 84 بالمئة، ورغم أن تلك القرارات لم تُشر بشكل مباشر إلى الألعاب الجنسية، إلا أن إدراج المنتجات البلاستيكية والإلكترونية ضمن قائمة الضرائب جعل هذه الفئة تحت مرمى النيران التجارية.
قطاع خفي يُدرّ المليارات
يقدر حجم سوق الألعاب الجنسية عالميًا بـ 37.35 مليار دولار عام 2024، وفق تقرير مؤسسة Straits Research الهندية، ويتوقع أن يتضاعف ليصل إلى 83.85 مليار دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.4 بالمئة، أما عن الدعارة المنظمة – والتي تُعد من القطاعات المرتبطة بصناعة المتعة – فقد بلغت إيراداتها عالميا نحو 186 مليار دولار عام 2024، حسب تقدير مؤسسة غلوبال نيوز فيو.
وتصنّع الصين ما بين 70 إلى 80 بالمئة من الألعاب الجنسية المستخدمة في العالم، وفق تقارير اقتصادية، وتعتمد على شبكة تصدير واسعة تمتد من آسيا إلى أميركا وأوروبا وحتى بعض الدول العربية التي تُدار فيها هذه التجارة بطرق غير رسمية.
رسوم ترامب تُلهب الأسعار
مع تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة، قفزت أسعار الألعاب الجنسية المستوردة من الصين بنسبة وصلت إلى 150 بالمئة في بعض الحالات، ما انعكس مباشرة على أسعار الخدمات في الأسواق التي تعتمد على هذه المنتجات، مثل الدعارة القانونية في ألمانيا وهولندا وبعض ولايات نيفادا الأمريكية.
ونتيجة لرفع الأسعار ومع ضعف التصنيع الأمريكي في هذا القطاع، باتت الأسعار الباهظة عبئًا على المستهلك، مما يخسر الصين مليارات الدولارات.
الصين تبحث عن مخرج
في محاولة للرد على الضغوط الأمريكية، بدأت الصين تنوّع أسواق تصديرها نحو أوروبا، أمريكا اللاتينية، الشرق الأوسط وأفريقيا، وتوجّهت بعض الشركات لإنشاء مصانع في دول مثل فيتنام، ماليزيا وتايلاند لتجاوز ملصق "صنع في الصين" وتفادي الرسوم.
كما باتت منصات مثل AliExpress وShein وTemu أدوات فعّالة في البيع المباشر للمستهلكين الأميركيين دون المرور عبر سلاسل التوريد التقليدية التي تخضع لرقابة جمركية صارمة.
واقترحت تقارير تقنية – بالاستعانة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT – تصنيف بعض المنتجات الجنسية تحت بند "معدات طبية" أو "أجهزة تدليك"، لتجاوز الفئة الجمركية المحظورة، إضافة إلى التعاون مع علامات تجارية أميركية أو أوروبية لتسويق المنتجات تحت أسماء محلية.
تحولات ثقافية تغذي السوق
تُشير توقعات مؤسسة Markets and Data إلى نمو سوق الألعاب الجنسية في الصين من 12.5 مليار دولار في 2024 إلى 21.5 مليار دولار بحلول 2032، مدفوعًا بتغيرات ثقافية خاصة بين جيل الشباب، وتزايد تقبّل الحديث عن الصحة الجنسية باعتبارها جزءًا من الرفاهية العامة، ما يغذي الطلب محليًا ويزيد فرص التصدير خارجيًا رغم العقبات.