هل يخضع أعضاء البرلمان الأوروبي لسيطرة جماعات اللوبيات؟
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن سيطرة جماعات اللوبيات على أعضاء البرلمان الأوروبي، مشيرة إلى وجود العديد من ممثلي المصالح في بروكسل. التي تخضع أنشطتهم لسجل الشفافية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أعضاء البرلمان الأوروبي يخضعون لضوابط أقل من الممثلين المنتخبين الفرنسيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن بروكسل هي بلا شك واحدة من أكبر عواصم اللوبي في العالم، إلى جانب واشنطن. ويتضح ذلك من خلال 12425 كيانا مسجلا في عام 2022 في سجل الشفافية، وهو شرط أساسي للحصول على اعتماد البرلمان الأوروبي.
من وجهة نظر المؤثرين؛ من توتال إنرجي إلى غرينبيس، هذا أمر مفهوم ففي بروكسل يتم تنظيم سوق يضم ما يقرب من 450 مليون مستهلك. وهو أيضًا المكان الذي يحاول فيه رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، إيجاد قاسم مشترك لسياستهم الخارجية، حسب التقرير.
"لا مفر منه"
بعد مسيرة مهنية طويلة في الدفاع عن مصالح مصنعي السكر والمزارعين في بروكسل، يعرف دانيال غيغين جيدا أنه لا يوجد مشروع قانون أو توجيه أو لائحة واحدة لم يتم تقديمها للفحص إلى جماعات اللوبي بالمعنى العام، وهكذا جاء في ديباجة بيانه "جماعات اللوبي الأوروبية"، الذي يدعو إلى وضع قواعد أخلاقية لتنظيم المهنة.
وذكرت الصحيفة أن وجود ممثلين مندمجين بشكل كامل في عمل المؤسسات، هو أيضا وسيلة لتوفير غذاء للتفكير لأعضاء البرلمان الأوروبي البعيدين عن السياسة الوطنية والذين يتعين عليهم مراعاة مصالح الدول الأعضاء السبعة والعشرين. فكيف يمكن السيطرة عليهم بشكل أفضل؟.
وبينت الصحيفة أنه بالنظر إلى سجل الشفافية، من الصعب للغاية معرفة أين وكيف يتم ممارسة الضغط. كل ما يعرف هو أن غالبية جماعات اللوبي متعلقة بعالم الأعمال، سواء كانت تمثل الشركات (3035 جماعة اللوبي مسجلة في عام 2022)، أو المجموعات المهنية التجارية والصناعية (2630) أو النقابات العمالية والمهنية (967). وهذه الأخيرة مدعومة إلى حد كبير من قبل شركات الخبراء والاستشاريين (552) أو المحامين (84) الذين يمكنهم الاختباء وراء السرية المهنية. وتبلغ حصة المنظمات غير الحكومية 483 3 منظمة.
"في العتمة"
ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى بمجرد إدراجها في السجل، ولا يوجد ضمان لمعرفة ما تفعله هذه اللوبيات. وتشير "لولا أفريل"، الباحثة المشاركة في جامعة شرق فنلندا، إلى أن نسبة كبيرة من المعلومات المقدمة لا تُظهر الأسباب الصحيحة أو المصالح الممثلة في عام 2022، لم تكن هناك حاجة إلى تعديل أو توضيح 44% فقط من الإقرارات.
وقالت الصحيفة إنه عندما انفجرت فضيحة "قطر جيت" في نهاية عام 2022، والتي سلطت الضوء على تأثير "مجموعات الصداقة" بين أعضاء البرلمان الأوروبي مع دول ثالثة لا سيما قطر والمغرب لم يكن هناك سوى لوبيين مسجلين تحت هذه اللافتة. ومنذ ذلك الحين، أصبح جميع أعضاء البرلمان الأوروبي ومساعديهم ملزمين بنشر جميع تعييناتهم الدبلوماسية على الإنترنت.
وتعدّ حالات تضارب المصالح، مثل النسخ واللصق المشبوه في الإجراءات البرلمانية و"التمويه" المشكوك فيه بعد انتهاء فترة ولاية البرلمان كثيرة. حيث كان لها دور كبير في زيادة الضمانات منذ أن شوهت قضية الفساد المرتبطة بقطر والمغرب سمعة البرلمان الأوروبي. ومنذ الفضيحة، تم اعتماد ميثاق لقواعد الشفافية؛ حيث يجب على أعضاء البرلمان الأوروبي الآن الإعلان عن جميع اجتماعاتهم مع ممثلي المصالح. وسيتعين على أعضاء البرلمان الأوروبي المنتهية ولايتهم التوقيع على سجل الشفافية إذا كانوا يرغبون في الاستمرار في التردد على البرلمان بعد ستة أشهر من "التفكير"، وفقا للتقرير.
هل جرّبنا كل شيء؟
وذكرت الصحيفة أن ذلك لم يمنع ذلك من حدوث فضيحة جديدة، وهذه المرة تتعلق بالتدخل الروسي. ففي 27 آذار/مارس، كشفت أجهزة الاستخبارات التشيكية عن شبكة دعائية تديرها وتمولها موسكو. وكان في قلب هذه الشبكة موقع "صوت أوروبا"، المصمم للتأثير على الانتخابات الأوروبية. ويشتبه في أن أعضاء البرلمان الأوروبي، بما في ذلك بعض أعضاء حزب التجمع الوطني الفرنسي، قد حصلوا على أموال مقابل المشاركة في هذه الشبكة.
وأشارت إلى أن سيلفي غيوم عضوة البرلمان الأوروبي، التي عملت مع زميلها البولندي دانوتا هوبنر (حزب الشعب الأوروبي (يمين)) لإنشاء سجل الشفافية في عام 2011؛ تشعر بالتشاؤم. برأيها أنه بعد كل التدابير التي تمكنت من اتخاذها، لا تزال هناك مشكلة في الاستقامة من جانب أشخاص جشعين لتحقيق المكاسب، ولا يمكننا السيطرة عليها،كما تتأسف النائبة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي واستشهدت بمثال الهيئة العليا للشفافية في الحياة العامة في فرنسا وأعربت عن أسفها لعدم وجود هيئة مماثلة على المستوى الأوروبي.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إنه وفقا لأنطوان فوشيز، مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، فإن آليات تنظيم جماعات الضغط، ومعاقبة حالات الفساد عند الضرورة، لا تزال غير مكتملة إلى حد كبير على المستوى الأوروبي؛ حيث قال "لقد تم تفعيل أداة الوقاية، مع فكرة أن زيادة الشفافية ستكون كافية. ولكننا في الحقيقة لا نملك الوسائل اللازمة لاجراء التحقيقات، أو نفوذ القانون الجنائي. ولكن هذه هي الطريقة التي تحمي بها الديمقراطية".
ويضرب الباحث مثالا بمكتب المدعي العام المالي الأوروبي. فهو يتعامل مع الاحتيال ضد الميزانية الأوروبية ولكن ليس مع قضايا فساد الممثلين المنتخبين، وفقا للتقرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اللوبيات البرلمان الأوروبي الاتحاد الأوروبي أوروبا أوروبا الاتحاد الأوروبي البرلمان الأوروبي لوبي صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أعضاء البرلمان الأوروبی فی عام إلى أن عام 2022
إقرأ أيضاً:
كريم ذكري: غياب الشفافية وراء أزمة زيزو.. ولابد من مساندة الإدارة للاعبين
أكد كريم ذكري نجم الكرة المصرية السابق، أن جوزيه جوميز مدرب الزمالك السابق نجح في فترة صعبة بالتتويج ببطولتين، وتعامل وفقًا للأسكواد الموجود معه بشكل جيد، مشيرًا إلى كريستيان جروس يقود الفريق في ولاية جديدة، واللاعبين تغيروا تمامًا عن ولايته السابقة في 2019.
وقال عبر برنامج بلس 90 الذي يبث على قناة النهار الفضائية: "التعادل بين الزمالك وسيراميكا كليوباترا كان مبررًا في ظل قوة الخصم، والنادي الأبيض عليه إصلاح الأمور إداريًا وماليًا وإيجاد الحلول لدعم الفريق وتجديد عقود اللاعبين ومنهم زيزو".
وأضاف: "الزمالك كان لديه فرصة ثمينة في بيع زيزو، ولن تعوض تلك الفرصة مستقبلا، ولابد من وجود جراءة في اتخاذ القرار بعيدًا عن رأي جمهور النادي، خصوصًا أن الراتب السنوي الذي يطلبه اللاعب، ويجب توضيح الأمور لكل الجماهير".
وواصل: "لاعبي الزمالك جزء من منظومة النادي، ولابد من محاسبة كل المنظومة حال وجود خلل، وزيزو لا يستحق اللوم عليه، لكن ظروف النادي صعبة حاليًا من الجانب المالي، والأزمة الأكبر في النادي (غياب الشفافية)، لابد من مصارحة الجمهور بما يحدث بشكل عادي جدًا".
وأكمل: "الأهلي سبق وأوضح الأمور لجماهيره في ملف رمضان صبحي بشفافية كاملة، ورحل عنه عبدالله السعيد وآخرون وتوج بالألقاب المحلية والقارية، يجب إيضاح الأمور للجمهور، حتى لو كان الزمالك موقفه أضعف حاليًا، والأزمة حاليًا تدور في نقطة تحميل اللاعبين للمسئولية بينما مجلس الإدارة لم يصرف المستحقات المتأخرة".
وزاد: "يجب أن يقف مجلس الزمالك مع اللاعبين بشكل أفضل خلال المرحلة المقبلة، والمجلس كان أمامه فرصة كبيرة لبيع زيزو، ولابد أن يدفع ضريبة الخطأ وعمل حساب للجمهور، والأمر الذي جعله عاجزًا عن تجديد العقد حاليًا، كما أن النادي لديه لاعبين جيدين مثل أحمد حمدي وناصر ماهر وحسام أشرف، كما أنه حال التجديد لزيزو برقم كبير، فكم سيحصل باقي عناصر الفريق".
وأردف: "هناك لاعبين آخرين في الزمالك، فعندما يحصل زيزو على مبالغ كبيرة، كيف سيرى اللاعبون الموقف؟!، حال رحيل زيزو في نهاية الموسم فأن النادي سيجني ثمن الخطأ لأنه سيرحل مجانًا ولم يتم بيعه والاستفادة بالمبالغ الكبيرة".
واستطرد: "لا استطيع تقييم زيزو ماليًا، والفوارق بين اللاعبين قليلة للغاية في مصر، مروان عطية انتقل للأهلي من الاتحاد السكندري، وأصبح من العناصر المميزة للغاية، هناك لاعبين تحصل على رواتب عادية وتقدم مستوى مميز، وهناك لاعبين اصبحت مشغولة بالسوشيال ميديا فقط، بعضهم لا يجلس في المحاضرات ويفضل رؤية ما يكتبه عنه الجمهور بعد المباريات".
وتابع: "تشكيل جروس لمواجهة طلائع الجيش، كان لديه تفكير جيد باللعب بـ"شادو سترايكر"، والبدء بحسام أشرف بجوار منسي، لمواجهة التكتل الدفاعي للطلائع، وحاول استغلال المهارات الفردية، والتسديد من الخارج نجح الفريق في تسجيل هدفين، لكن الفريق الأبيض كان يعاني من الأطراف، وأحمد فتوح لم يقدم الإضافة الهجومية في الشوط الأول، كما لا يوجد ثقة من اللاعبين تجاه ميشالاك كونراد".
وأكمل: "في رأيي كان الزمالك يستحق ركلة جزاء لصالح محمد حمدي، والفريق لم يقم بالضغط على الخصم بشكل جيد، وفي خلال الدقائق بعد الهدف الأول للطلائع نجح الزمالك في التغلب على التكتل والضغط وسدد محمد شحاتة بشكل جيد وسجل الهدف الأول، ثم اضاف حسام أشرف الهدف الثاني من تسديدة أيضا، وخروج حسام أشرف قد يكون بسبب لياقته البدنية لأنه لم يشارك مع الفريق منذ فترة طويلة".
وأشار إلى أن الزمالك ارتكب خطأ كبير باللعب على مصيدة التسلل في الهدف الأول، ومحمود الونش كان عليه أن يُقابل جودوين شيكا مهاجم الطلائع، بدلا من الوقوف بهذه الطريقة، والخطأ في الهدف الثاني بسبب عدم الضغط على أحمد متعب ظهير الفريق العسكري، الذي لعب الكرة بدون ضغط من زيزو أو عمر جابر منذ البداية.