أعترف بأننى أكتب بغضب شديد هذا المقال. ليست هناك قضية شخصية أغضبتنى، بل هى حفاوة صحف العدو الصهيونى (هاآرتس ويديعوت) والنيويورك تايمز الأمريكية الداعم الأكبر للكيان الصهيونى المحتل!

-قبل اندلاع عملية طوفان الأقصى نشرت الصحف المذكورة تقارير صحفية تحتفى بما انجزه الكيان، منذ توقيع «كامب ديفيد»، من اهداف تتعلق بنجاح ضغوطهم فى حذف الكثير من المناهج الدراسية، سواء التى يدرسها الطلاب المصريون أو العرب.

كان الكيان الصهيونى يلح كثيرًا طيلة سنوات مضت على احداث التغيير فى المناهج التى تحض على المقاومة والبطولة فى الدفاع عن الارض، ضد العدو المحتل، كانوا ضد افكار وكتابات بل وآيات من نوع: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ…» وفى المقابل كانوا يطالبون بالتركيز على آيات مثل «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم».. ليس غريبًا على هذا العدو الانتهازى سفاك الدم ومدمر الحيوات وقاتل الأطفال ومرتكب الابادات الجماعية، ان يطالب بما يخدم اهدافه ومنطقه، وإن كان لا يتورع عن اعتبار الاراضى كلها من الفرات إلى النيل أرضه هو ويسعى لاستعادتها. يقولون هذا فى أدبياتهم ويروجون له فى مدارسهم وجامعاتهم ويبشر به منظروهم وفلاسفتهم، اما نحن فنحذف من الآيات ما يؤكد لهم جنوحنا للسلام، منذ عهد السادات ومرورا بعهد مبارك!!

-أربعون عامًا تقريبًا تغيرت المناهج خلالها بسرعة، وأكثر من هذا، نشيدنا الأثير الله أكبر فوق كيد المعتدى، الذى كنا نتغنى به فى مدارسنا، ألغيناه، وألبسنا الموسيقار عبدالوهاب بدلة اللواء، لكى ينشد ابناؤنا مع موسيقاه بلادى بلادى!

غيبنا قصص البطولة والتضحية والفداء، وأزلنا من مناهجنا الكثير من الآيات والاحاديث والقصص التى تحض على المقاومة وجهاد المحتل، وتنشر «يديعوت أحرونوت» أن المناهج العربية الجديدة تغيرت ولم تعد تصف «إسرائيل» كعدو وإنما «جار ودود»! الدولة الصهيونية لا تكتفى بتسريع التطبيع الرسمى مع دول عربية وإسلامية، ولا محاربة منظمات مقاطعة «إسرائيل» (BDS)، ولكنها تركز أكثر على التطبيع مع الشعوب العربية، إجباريًا، عبر تغيير قناعات الأجيال الجديدة. وفى سبيل ذلك، أنشأ الكيان -بالتعاون مع هيئات يهودية وأمريكية- منظمات وظيفتها المعلنة هى «مراقبة السلام والتسامح الثقافي»، ولكنها فى حقيقتها تسعى لمراقبة مناهج وزارات التعليم العربية. والضغط من أجل تعديلها بما يتوافق مع إعادة تصوير «إسرائيل» للطلاب العرب على أنهم «واحة سلام»، و«دولة جارة متفوقة تكنولوجيًا»، وأنها ليست «عدوًا محتلًا معاديًا للعرب»، بل هى «شعب مضطهد» يواجه «أشرارًا» يحاولون القضاء عليهم، وهناك منظمات «إسرائيلية» أمريكية تراقب مناهج التعليم العربية وتضغط لتغييرها، وإحدى هذه المنظمات هى «معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي» فى التعليم المدرسى «الإسرائيلي» المعروف اختصارًا بـ«IMPACT-SE»، التى تصدر تقارير دورية، آخرها صدر فى أبريل 2023م لرصد كيف سرَّعت مصر ودول عربية عملية تغيير المناهج.

اذا كانوا يدمروننا فى غزة ورفح وسوريا ويقتلون أبناءنا بدم بارد فلماذا نحقق مآربهم! من حقنا أن نستعيد مناهجنا المحذوفة، ونعيد تربية اجيالنا الجديدة على مقاومة العدوان ورفض الاحتلال.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العدو الصهيوني

إقرأ أيضاً:

وزارة التربية الوطنية تبدأ في مراجعة شاملة للمناهج الدراسية

أعلن وزير التربية الوطنية، محمد برادة، أن الوزارة قد شرعت في مراجعة المناهج الدراسية للسلكين الابتدائي والإعدادي، وذلك في إطار تنفيذ خارطة الطريق 2026-2022.

وأكد الوزير في رده على سؤال برلماني، أن المراجعة ستعتمد على مدخل القيم والتربية على المواطنة الأصيلة كأحد الأسس التي ستوجه إعداد المناهج الجديدة.

وأوضح برادة أن المقررات الدراسية ستخضع لعملية علمية تهدف إلى تقييم البرامج الحالية من خلال دراسات تشخيصية، وذلك بهدف الوقوف على جوانب القوة والضعف فيها.

وأضاف أن هذه العملية ستترافق مع استشارات موسعة مع كافة الفاعلين المعنيين في القطاع التربوي، وذلك للوصول إلى استراتيجيات من شأنها تعزيز جودة التعليم وتطويره بما يتماشى مع التحديات الراهنة.

مقالات مشابهة

  • القمة العربية غير العادية تعلن الرفض المطلق لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم
  • نص كلمة السيسي أمام القمة العربية غير العادية
  • نص كلمة السيسي التاريخية في القمة العربية الطارئة لنصرة فلسطين
  • وصول الرئيس عون إلى العاصمة الإدارية الجديدة في مصر للمشاركة بـ القمة العربية الطارئة
  • بالفيديو.. وصول الرئيس السيسي مقر انعقاد القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية
  • السيسي يصل إلى مقر انعقاد القمة العربية غير العادية بالعاصمة الجديدة
  • تراجع تسليم السيارات الجديدة في إسرائيل لأدنى مستوى خلال 5 سنوات
  • وزارة التربية الوطنية تبدأ في مراجعة شاملة للمناهج الدراسية
  • برادة يراجع المناهج الدراسية للسلكين الإبتدائي والإعدادي
  • ما الذي تريده إسرائيل من سوريا الجديدة؟