لسنوات طويلة ظلت فكرة المجتمع الأهلى غير مقبولة من الكثيرين بسبب سيطرة جمعيات ومؤسسات كانت تخفى وراء هذا الشعار أجندات خارجية واهدافا خبيثة.
كانوا يصدرون للجميع رسالة كاذبة عنوانها التنمية الديمقراطية وحقوق الانسان، بينما كان هدفهم تنفيذ اهداف سياسية فى اغلبها تخدم مخططات ضد الدولة، وفى المقابل كانت هناك جمعيات اهلية تمارس دورا مجتمعيا حقيقيا وتنمية جادة لكنها تعمل فى صمت دون مزايدة، ووفق أجندة وطنية.
هذه الجمعيات الوطنية فى افكارها واعضائها كانت مظلومة لأن دورها مهم للغاية، لكنها لم تكن تملك القدرة على مجاراة دكاكين حقوق الانسان التى سيطرت على المشهد، وحظيت بالضوء الاعلامى والاهتمام الخارجى الذى وصل إلى الدفاع عنها بكل السبل.
خلال السنوات الاخيرة وبفضل يقظة الدولة وتداركها للأخطاء التى تسببت لعقود طويلة فى تصدر جمعيات التمويل الخارجى للمشهد، بدأنا نستمع ونرى الجمعيات الحقيقية والجادة الوطنية التى لا هدف لها سوى التنمية بمعناها الحقيقى وتحقيق نقلة ثقافية وعلمية وفكرية وإدارية لأعضائها، بدأنا نرى التحالف الوطنى للعمل الاهلى والذى يقدم نموذجا مصريا فريدا فى التنمية المحلية، وبدأنا نرى مبادرات تنموية كبيرة فى قرى ومدن مصر،
ومن هذه الجمعيات العريقة التى تعمل فى صمت وهدوء جمعية ادارة الاعمال العربية التى يمر هذا العام نحو ٧٤ عاما على تأسيسها وتولى رئاستها عظماء من رؤساء وزراء ووزراء ومفكرين وتعد منصة حيوية لتطوير المعرفة وتعزيز التفاعل العلمى والثقافى فى المجتمع المصرى، وتتميز هذه الجمعية بتنوع مجالات عملها وتاريخها المشرف، حيث تسهم فى إعداد جيل جديد من المبدعين والقادة.
ýالجمعية التى تأسست عام ١٩٥٠، تعد من أقدم الجمعيات العلمية الأهلية فى مصر ولا تهدف للربح، ورسالتها تطوير وتعزيز مجال إدارة الأعمال فى العالم العربى من خلال توفير التدريب ونقل الخبرات والمعارف الحديثة فى هذا المجال.
ýوعلى مدى سبعة عقود تحولت الجمعية إلى منصة للتفاعل والتعاون بين الأكاديميين والباحثين والمهنيين فى مجال إدارة الأعمال، فى الدول العربية وتعمل على تقديم الدورات التدريبية والندوات وورش العمل والمؤتمرات التى تساهم فى تطوير المهارات والمعارف العلمية لأعضائها.
ýوتسعى الجمعية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها توفير فرص التدريب والتأهيل من خلال تنظيم دورات تدريبية متخصصة فى مجال إدارة الأعمال، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعارف بجانب تعزيز الأبحاث والدراسات، حيث تشجع الجمعية على إجراء البحوث والدراسات فى مجال إدارة الأعمال، وتقدم الدعم والمساعدة للباحثين والأكاديميين فى تحقيق أفضل النتائج والابتكارات.
حجم الفائدة المجتمعية التى تحققها الجمعية كبير، ليس فى مصر فقط بل على مستوى الوطن العربى، واهم ما يميزها ان ادارتها المتماسكة تفهم جيدا دورها وتتحرك فى اطاره ولهذا لم تخرج عن هذا السياق ولم تنجرف مرة واحدة إلى التورط فى برامج مشبوهة أو افكار مدسوسة بهدف فرض ظاهرة أو توجيه أو خلق حالة.
وبهذا حظيت الجمعية باحترام الجميع ولجأت اليها مؤسسات وجهات مصرية وعربية لها مكانة ومصداقية من اجل تدريب اعضاء هذه الجهات.
نحن نعيش الآن زمن المجتمع المدنى الذى يحمل رسالة انسانية وليس اهدافا سياسية وجمعية ادارة الاعمال العربية واحدة من هذه الجمعيات التى ترسخ لمبدأ العمل المجتمعى الراقى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجمعيات العلمية المجتمع الأهلى اهداف سياسية مجال إدارة الأعمال
إقرأ أيضاً:
ندوة المدارس العلمية والفكرية بمحافظة شمال الشرقية في معرض مسقط الدولي للكتاب
العُمانية / نظمت محافظة شمال الشرقية ندوة عن المدارس العلمية والفكرية بالمحافظة، وسلطت الضوء على أهمية المدارس التعليمية لصقل الكوادر المؤهلة.
وقال الدكتور خالد بن محمد العبدلي، أستاذ مساعد بكلية العلوم الشرعية:"يشهد العالم الإسلامي والعربي تحديات عظيمة تواجه الثقافة والانتماء وغياب المرجعيات وهجوم العولمة وآثارها، لذلك من المهم جدًا التحدث عن المدارس التعليمية. وسلطنة عُمان نالت نصيبًا وافرًا من المدارس التعليمية، حيث كان لها الأثر البالغ في المجتمع وتأهيل جيل من المتعلمين القادرين على حمل أمانة العلم."
وعن مدرسة الشيخ حمود بن حميد الصوافي، أكد أنها تُعد بمثابة علاج ناجح للتحديات العالمية المعاصرة للثقافة الإسلامية، وتعتمد في إدارة أنظمتها على الأنظمة التراثية التقليدية مع المنهج التربوي الحديث، حيث يتولى الشيخ حمود الصوافي إدارتها بمساعدة مجموعة من أساتذة المدرسة لمتابعة تنفيذ آليات انتظام المدرسة، كما تُسند إلى الطلبة مجموعة كبيرة من المهام كنوع من التعليم في المهارات الحياتية وتفعيل حقيقي للإدارة الذاتية.
وأوضح: "المدرسة تعد امتدادًا للمدارس الدينية في سلطنة عُمان التي بدأت منذ دخول سلطنة عُمان الإسلام ولا زالت مستمرة في رسالتها."من جانبه، قال الدكتور سلطان بن عبيد الحجري، باحث في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية: "الحركة الفكرية في ولاية بدية لها مظاهر يمكن أن تُدرس من خلالها، كحركة نسخ الكتب ووجود المكتبات في قرى الولاية ومجالس العلم والحلقات والمدارس، بالإضافة إلى وجود المتعلمين والمعلمين والعلماء الذين تزخر بهم الولاية والذين يزورونها باستمرار."
وأوضح أن أهم مدرسة في ولاية بدية هي مدرسة مسجد سلطان بن عبيد، حيث تزامن بناء المسجد مع رجوع طلبة العلم الذين تغربوا ودرسوا مع الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي، وهم سعيد بن عبيد الحجري ومحمد بن سالم الحجري.
ولفت إلى أن البيئة العلمية يصنعها المحسنون من الناس ممن يولون أهمية للعلم والعلماء ؛ فبإكرام العلماء وطلبة العلم يزدهر العلم والتعليم.