تقليل هدر الطعام لا يؤتي ثماره البيئية المرجوة
تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT
الحدُ من فقد الأغذية وهدرها قد يقلل من الآثار البيئية السلبية للنظم الغذائية، فضلا عن المساهمة في تحسين الأمن الغذائي وزيادة فرص الحصول على الطعام بأسعار معقولة للناس في جميع أنحاء العالم، لكن ربما لا تكون له الفوائد البيئية التي يتوقعها الباحثون وصناع القرار.
ووفقا للدراسة التي نشرت يوم 20 يوليو/تموز الجاري في دورية "نيتشر فود"، يمثل فقد الأغذية وهدرها على طول سلسلة التوريد نحو 24% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في نظام الغذاء العالمي، ونحو 10% من إجمالي الانبعاثات في جميع أنحاء العالم.
يقصد بفضلات الطعام الأطعمة التي يتم التخلص منها والأجزاء غير الصالحة للأكل المرتبطة بها (مثل العظام أو لب الفاكهة). فعلى مستوى العالم، يُفقد أو يُهدر ثلث إجمالي المواد الغذائية المنتجة حسب الوزن في المرحلة بين المزرعة والمائدة، أي أكثر من مليار طن. وتعادل هذه الكمية المهدرة 24% من الإمدادات الغذائية في العالم. في الوقت نفسه، لا يزال شخص واحد من بين كل 10 أشخاص على مستوى العالم يعاني سوء التغذية.
ويتسبب الطعام المهدر في خسائر مالية كبيرة، إذ يكلف الاقتصاد العالمي أكثر من تريليون دولار سنويا، كما أن هدر الطعام يزيد وتيرة تغير المناخ، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فسوف يتضاعف فقد الأغذية وهدرها بحلول عام 2050.
استخدم المؤلفون نموذجا بسيطا نظر في استجابات العرض والطلب لتقليل هدر الطعام وفقدانه، كما نظر الفريق في الآثار الكاملة للحد من فقد الطعام وهدره، باستخدام المبادئ التوجيهية التي حددتها أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة عام 2021. وذلك بدراسة فقد الطعام (التالف أو الفاسد قبل الوصول إلى تجار التجزئة) مع النفايات (التي تفسد أو التي ألقاها المستهلكون أو تجار التجزئة). باستخدام هذه التعريفات، تحدث الخسارة في جانب العرض، بينما يحدث الهدر في جانب الطلب، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك ألرت" (EurekAlert).
تتضمن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الدعوة لخفض هدر الطعام إلى النصف، وتقليل خسائر الغذاء بحلول عام 2030. ويؤدي الحد من فقد الأغذية وهدرها إلى تحقيق فوائد للاقتصادات والشركات والمستهلكين وصحة الإنسان والبيئة.
من جهتها، قالت مارغريت هيغوود -المؤلفة الرئيسة للدراسة وباحثة الدكتوراه في جامعة كولورادو بولدر الأميركية- إن الدراسة الجديدة ركزت على تعريفات العرض والطلب للمواد الغذائية، وخاصة الحبوب الرئيسية، بالإضافة إلى توقعات حجم الاستهلاك المستقبلي لهذه المواد، واستنتجت الباحثة وزملاؤها أن تقليل فقد الطعام وهدره بنسبة 100% يحقق من نصف إلى ثلثي الفوائد البيئية المتوقعة.
ولفتت الباحثة -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الحد من هدر الطعام، وإن كان ليس حلا نهائيا لتغير المناخ، فإنه يسهم في ضمان استخدام مزيد من الإمدادات الغذائية العالمية لإطعام الناس، ليكون إستراتيجية مهمة للتصدي للجوع في عالم لا يزال مئات الملايين من البشر يعانون فيه سوء التغذية.
ونظرا لأن ما يصل إلى 10% من الانبعاثات العالمية ناتجة عن فقد الطعام وهدره، فإن تقليل الهدر يسهم أيضا في تقليل الانبعاثات الناتجة عن فقد الطعام وهدره من الطاقة والمدخلات المستخدمة لإنتاج طعام لم يُستهلك في نهاية المطاف، بالإضافة إلى غاز الميثان الذي ينبعث عند تعفن الطعام في الحقول أو مكبات النفايات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حمدان بن زايد يستقبل مريم المهيري ويطّلع على جهود شركة “براري” في دعم الاستدامة البيئية وتقنيات إدارة الغابات
استقبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، في قصر السيف بأبوظبي، معالي مريم بنت محمد المهيري رئيس مجلس إدارة شركة موارد القابضة.
واطّلع سموه خلال اللقاء على أبرز مبادرات وإنجازات شركة براري للموارد الطبيعية التابعة لـ«موارد القابضة»، والتي تُعد من الشركات الرائدة في دولة الإمارات في مجال الإدارة البيئية وإدارة الغابات، والمسؤولة عن صيانة وتطوير مساحات واسعة من الأصول الغابية في إمارة أبوظبي.
واستمع سموه إلى شرح حول أحدث التقنيات المستدامة التي توظفها الشركة في مجالات التربة والطاقة والمياه، بما يعزز الاستدامة والتنوع البيولوجي والمرونة المناخية.
كما اطّلع سمو الشيخ حمدان بن زايد على تفاصيل تقنية الطين الطبيعي السائل (LNC)، وهي تقنية حاصلة على براءة اختراع تُحوّل التربة الرملية الصحراوية إلى أراضٍ خصبة قادرة على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يتيح للنباتات النمو باستخدام مياه أقل بنسبة تصل إلى 60٪ مع زيادة إنتاجية المحاصيل.
وتحمل شركة براري – عبر شركتها التابعة Soyl – الترخيص والتوزيع الحصري لهذه التقنية في دولة الإمارات، ويتم إنتاجها محليًا ضمن مواقع المشاريع. وقد تم اختبار التقنية من قبل المركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA).
وأعلنت مدينة مصدر عن هذه التقنية في تقرير الاستدامة البيئية والمسؤولية الإجتماعية والحوكمة المؤسسية، ونالت اعترافًا عالميًا من مؤسسات مرموقة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي، والاتحاد الأوروبي، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس تقديرًا لأثرها البيئي في تخضير الصحارى وترشيد المياه وتجديد الأراضي الزراعية.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تولي اهتمامًا كبيرًا بحماية البيئة وتنمية الغابات وترسيخ مبادئ الاستدامة، مشيرًا سموه إلى أن تبني حلول مبتكرة مثل تقنية الطين الطبيعي السائل يعكس التزام الدولة بالبحث العلمي والتقنيات الحديثة لخدمة أهداف الحياد المناخي 2050، وتحقيق أمنها البيئي والغذائي بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة لمستقبل أكثر استدامة.
وتعمل تقنية LNC على تعزيز الكفاءة البيئية من خلال تقليل استهلاك المياه الجوفية بنسبة تصل إلى 60٪، وخفض الانبعاثات الكربونية بنحو 30٪، مع دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
من جانبها، أعربت معالي مريم المهيري عن تقديرها لدعم سموه المتواصل لمشروعات الاستدامة في إمارة أبوظبي، مؤكدة أن شركة براري ماضية في توسيع تطبيقات تقنية LNC محليًا للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والمائي، وحماية النظم البيئية في دولة الإمارات.
حضر اللقاء، الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد آل نهيان، والشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان، وسعادة ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة عيسى حمد بوشهاب، مستشار سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة خديم عبدالله الدرعي مستشار بديوان ممثل الحاكم بمنطقة الظفرة، وكاشف شمسي الرئيس التنفيذي لشركة ” موارد” القابضة وعدد من المسؤولين في الشركة.