أردوغان ومعارضوه يستعدون لمعركة جديدة.. هل تجري انتخابات مبكرة؟
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة، التي يؤيّدها معارضو أردوغان وعلى رأسهم زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المعارضة تقدّر القوة التي أظهرتها في الدورتين الانتخابيتين الوطنيتين السنة الماضية وهذه السنة.
وأظهرت تلك الانتخابات مدى أهمية الاختلافات الإقليمية في تركيا وقدرة السياسيين على أخذها بعين الاعتبار. وفي الواقع، يصوّت الناخبون في المناطق والقرى الشرقية تقليديًا لصالح أردوغان، بينما حققت المعارضة نتائج جيدة خاصة في المدن الكبرى. وفي المحافظات الـ11 المتضررة من زلزال شباط/ فبراير 2023، صوت أغلبية الناخبين لصالح أردوغان في الجولة الأولى بفضل دعم الحكومة الحالية للضحايا. وقد أصدر أردوغان إعانات لمرة واحدة ومدفوعات شهرية محددة والأهم من ذلك أطلق برامج الإسكان، الذي بموجبه سيحصل جميع الضحايا على شقق في سنة 2024 برهن عقاري بشروط مناسبة.
وشكّلت الانتخابات البلدية التي جرت في 31 آذار/ مارس 2024، والتي أجريت في جميع محافظات البلاد بمثابة إختبار جديد لحزب العدالة والتنمية. كما انتخب المواطنون الأتراك رؤساء بلديات المدن الكبرى أنقرة وإسطنبول وإزمير. يرى المراقبون أن الانتخابات المحلية تختبر قوة المتنافسين المحتملين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية 2028 بعد تغير المزاج السائد في المجتمع والتوازن في الحياة السياسية في تركيا.
وبلغت نسبة إقبال الناخبين 78.55 بالمئة. بالأرقام المطلقة، يزيد هذا العدد عن 48 مليون ناخب من أصل 61 مليون مواطن يحق لهم التصويت. احتلّ حزب الشعب الجمهوري المركز الأول بحصوله على 37.77 بالمئة من الأصوات، حيث فاز في 35 مقاطعة و14 مدينة كبيرة و21 عاصمة مقاطعة في البلاد. وحصد حزب العدالة والتنمية الحاكم 35.49 بالمئة من الأصوات وفاز بفي 24 مقاطعة في 12 مدينة كبيرة و12 مركزًا إقليميًا. وعليه، للمرة الأولى منذ عقدين من وجود أردوغان في السلطة، احتلّ حزبه المركز الثاني في الانتخابات البلدية.
في الحقيقة، لم تنجح محاولات حزب العدالة والتنمية الفوز في أكبر مدينة وعاصمة في البلاد. في المقابل، لم يحتفظ رؤساء البلديات الحاليين في إسطنبول وأنقرة، الذين يمثّلون حزب الشعب الجمهوري المعارض - منصور يافاش وأكرم إمام أوغلو - بمناصبهم فحسب بل حصلوا أيضًا على دعم أكبر من الناخبين مقارنة بانتخابات 2019. كانت هزيمة حزب العدالة والتنمية في مدينتين كبيرتين في تركيا متوقعة تماما، بعد اعتبار المراقبين أن المرشحين الذين قدمهم حزب العدالة والتنمية أقل شأنا مقارنة برؤساء البلديات الحاليين.
وتلقى أردوغان وحزبه ضربة غير متوقعة من حزب الرفاه الجديد الإسلامي الذي تأسس سنة 2018، ويرأسه فاتح أربكان، نجل الزعيم الشهير لحزب الرفاه الذي تم حظره في تركيا. بدأ أردوغان مسيرته السياسية في حزب الرفاه، وبالتالي فإن ظهور منافس أيديولوجي جديد بمثابة ضربة له. حصل الرفاه الجديد الإسلامي على 6.19 بالمئة من الأصوات وأصبح رسميًا الطرف الثالث في البلاد. وفاز في محافظتي سانليورفا ويوزغات، التي كانت تعتبر مراكز نفوذ حزب العدالة والتنمية.
علاوة على ذلك، فاز حزب المساواة الشعبية والديمقراطية المؤيداً للأكراد، الذي يدعمه تقليدياً الناخبون في جنوب شرق تركيا الذي يسكنه الأكراد، في أكبر ثلاث مدن وسبعة مراكز إقليمية في المنطقة. في المقابل، فاز حليف أردوغان، حزب الحركة القومية، بقيادة دولت بهجلي في ثمانية مراكز إقليمية فقط دون أي انتصار في المدن الكبرى. وفي مركز إقليمي واحد فقط، فاز حزب الخير بزعامة ميرال أكشينار، حيث حصل على 3.77 بالمئة من الأصوات.
وذكرت الصحيفة أن حالة الاقتصاد التركي لعبت دورًا مهمًا في هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية. ويُشير هذا في المقام الأول إلى ارتفاع معدلات التضخم التي وصلت في آذار/ مارس 2024 إلى 68.5 بالمئة على الرغم من محاولات البنك المركزي التركي الحفاظ على سياسة نقدية متشددة للغاية.
لقد شكّلت السياسة النقدية غير التقليدية التي ينتهجها أردوغان أحد أسباب تسارع التضخم، وكذلك انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار. وعند تسارع التضخّم، تقوم البنوك المركزية بزيادة معدلات إعادة التمويل، مما يقلل من نشاط الإقراض وتجميد الاقتصاد، وهو ما يؤدّي عادة إلى استقرار الأسعار. في سنة 2023 حاول البنك المركزي التحوّل إلى التدابير التقليدية. وفي آذار/مارس قام فاتح كاراهان، محافظ البنك المركزي بالترفيع في سعر إعادة التمويل للمرة الأولى منذ تسعة أشهر. وتمت زيادتها إلى 50 بالمئة وهي من أعلى المعدلات في العالم.
كان لقضايا السياسة الخارجية أيضًا تأثير على نتائج الانتخابات، إذ لم يتسبب هجوم حماس على الإسرائيليين في احتجاجات بالإجماع في تركيا، لكن الحرب اللاحقة في قطاع غزة والخسائر الجماعية في صفوف المدنيين، تسببت في احتجاجات الأتراك. ونتيجة لذلك، أدان أردوغان بشدة التصرفات الإسرائيلية وطالب بإعلان إسرائيل دولة إرهابية.
ونوّهت الصحيفة إلى أن أردوغان لم يكن ثابتًا على مستوى السياستين الخارجية والداخلية، وهو ما لاحظه وتصرف وفقه الناخبون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية الانتخابات أردوغان المعارضة تركيا تركيا أردوغان المعارضة الانتخابات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة بالمئة من الأصوات فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
المفوضية الأوروبية تحقق مع تيك توك بسبب انتخابات رومانيا: هل يقتصر الأمر على غرامة؟
بدأت المفوضية الأوروبية إجراءات رسمية ضد شركة تيك توك (TikTok) بسبب انتهاكات محتملة لقانون الخدمات الرقمية، بعد وجود أدلة على التدخل الروسي في الانتخابات الرومانية. وجمعت المفوضية ما أتيح من البيانات لتحديد ما إذا كانت تيك توك انتهكت قانون الاتحاد الأوروبي، فهل ستُبرأ الشركة؟ أم ستغرم؟ أم ماذا؟
اعلاناشتبهت المفوضية الأوروبية في تيك توك، فأعلنت عن المباشرة في اتخاذ الإجراءات الرسمية ضد الشركة، بتهمة الاشتباه بانتهاك قانون الخدمات الرقمية. أما الخروقات فيفترض أن مجالها الانتخابات الرومانية، بدعوى أن وسيلة التواصل الاجتماعي لم تخفف المخاطر المرتبطة بنزاهة الانتخابات بما فيه الكفاية.
فما الذي حدث في الآونة الأخيرة؟
شهدت الانتخابات الرئاسية الرومانية في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر فوزًا غير متوقع في الجولة الأولى لـكاليان جورجيسكو، وهو مرشح قومي مستقل لم يكن معروفًا لدى الجمهور.
وأُلغيت الانتخابات بعد أن تلقت المحكمة الدستورية أدلة على التدخل الروسي في عملية التصويت، لا سيما على موقع تيك توك، كانت قدمتها أجهزة الاستخبارات في البلاد.
وتتعلق مخاوف المفوضية بطريقة عمل "خوارزمية التوصيات" على وسيلة التواصل الاجتماعي وبنظام الإعلانات المتعلقة بالسياسة، التي تتطلب الإشارة إلى ذلك بشكل واضح.
مبنى شركة تيك توك في كولفر سيتي بكاليفورنيا 17 آذار مارس 2023Damian Dovarganes/AP"على جميع المنصات أن تخضع للمساءلة"ستقوم المفوضية بجمع المزيد من المعلومات بعد أن صار الأمر رسميا. وإذا ثبت عدم امتثالها لقانون الاتحاد الأوروبي، فقد تواجه تيك توك غرامة تصل إلى 6% من إيراداتها العالمية. ولم تقدم المفوضية الأوروبية جدولًا زمنيًا للموعد الذي تتوقع فيه التوصل إلى نتيجة.
وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية: "عندما نشتبه في تدخل كهذا خاصةً أثناء الانتخابات، علينا أن نتصرف بسرعة وحزم... في أعقاب وجود مؤشرات خطيرة على تدخل جهات أجنبية في الانتخابات الرئاسية الرومانية باستخدام تيك توك، نحقق الآن فيما إذا كانت الشركة انتهكت قانون الخدمات الرقمية من خلال عدم التصدي لمثل هذه المخاطر".
وأضافت: "يجب أن يكون من الواضح تمامًا أنه في الاتحاد الأوروبي، على جميع منصات الإنترنت بما في ذلك تيك توك، أن تخضع للمساءلة".
Relatedالاتحاد الأوروبي يضغط على تيك توك للتحقيق في شبهة "تدخل أجنبي" بالانتخابات الرومانيةالقضاء الأمريكي يوجه ضربة قاضية لـ "تيك توك".. هل اقترب موعد حظره؟السلطات الرومانية تطلب من المفوضية الأوروبية التحقيق في دور تيك توك خلال الانتخاباتوكانت المفوضية قد اتخذت، من قبلُ، إجراءين آخرين ضد تيك توك. الأولى في شباط/ فبراير، وركزت على حماية القُصّر، وشفافية الإعلانات، ووصول الباحثين إلى البيانات، وإدارة مخاطر التصميم الذي يؤدي إلى الإدمان والمحتوى الضار.
أما في المرة الثانية، فعلّقت تيكتوك طواعيةً تطوير تطبيق تيك توك لايت (TikTok Lite)، الذي كان من شأنه أن يكافئ المستخدمين على الوقت الذي يقضونه في "التمرير للفيديو التالي"، بعد أن وجدت المفوضية مخاوف بشأن التأثير المحتمل للتطبيق على الصحة العقلية ومخاطر الإدمان، الأمر الذي يتعارض مع قانون حماية البيانات.
محبو تيك توك يتجمعون في مبنى الكابيتول في واشنطن 13 آذار مارس 2024J. Scott Applewhite/ APوقد صرح متحدث باسم تيكتوك لـيورونيوز قائلا: "لقد قمنا بحماية نزاهة منصتنا خلال أكثر من 150 عملية انتخابية حول العالم"، مضيفا أن الشركة زودت المفوضية الأوروبية "بمعلومات مستفيضة بشأن هذه الجهود".
وقال المتحدث باسم التطبيق: "نحن لا نقبل الإعلانات السياسية المدفوعة الأجر، كما أننا نزيل المحتوى بشكل استباقي فيما يتعلق بانتهاك سياساتنا بشأن المعلومات المضللة والمضايقات وخطاب الكراهية".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد أن حظي بأكثر من 1.2 مليون متابع.. "ميتا" تحاول كتم الصوت الفلسطيني وتحذف حساب الصحفي أنس الشريف شركة ميتا: بدأنا بالتخلي عن خدمات موظفينا في بعض الفرق داخل الشركة بهدف إعادة تخصيص الموارد مايوت تتحول إلى منطقة منكوبة.. القتلى بالمئات وجثثٌ ما زالت تحت الأنقاض والدمار "يفوق التصور" تيك توكحماية البياناترومانياتكنولوجياالمفوضية الأوروبيةوسائل التواصل الاجتماعي اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ438: صفقة التبادل وشيكة في غزة والجيش الإسرائيلي يتوغل خارج المنطقة العازلة بسوريا يعرض الآن Next أنا صهيوني والحاخامات وأصدقائي اليهود كانوا دوما إلى جانبي.. بايدن يحتفل بعيد حانوكا في البيت الأبيض يعرض الآن Next فون دير لاين: سقوط الأسد يفتح أفقا جديدا للشعب السوري وأردوغان يؤكد أهمية دعم دمشق بالمرحلة القادمة يعرض الآن Next مراهقة تقتل مدرّسا وتلميذا داخل مدرسة وتنتحر.. حدث في أمريكا حيث يفوق عدد قطع السلاح عدد السكان يعرض الآن Next لأصحاب الحقائب العامرة.. "فيا مونت نابوليوني" في ميلانو يتربع على عرش أغلى شوارع التسوق في العالم اعلانالاكثر قراءة الجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد عسكري روسي بارز في موسكو ترامب: تركيا أرادت الاستيلاء على سوريا منذ آلاف السنين ومفتاح البلاد بيد أردوغان فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريادونالد ترامبإعصارإسرائيلتغير المناخضحاياجو بايدنروسيانيجيرياهيئة تحرير الشام عيد الميلادبشار الأسدالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024