بوابة الوفد:
2025-01-05@05:53:44 GMT

ما لم يقله عبدالرحيم كمال! (١_٤)

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

فى أحدث ما كتب مسلسل الحشاشين كان عبدالرحيم كمال سباقًا لخمس حالات إبداعيه لم يستطع أن يهرب منها وقد أسرته فى سحرها.

أما أولى هذه الحالات فهى ذكاء الكاتب نحو دمج كثير من الشخصيات التى أضافها من خياله - بعيدًا عن الأحداث الحقيقية - وهى واقعة من حق كاتب التاريخ فى شكل درامى - أن يسلكها طالما تصب فى خدمه الأحداث.

. ولكن كانت هناك بعض الشخصيات التى تبلورت جذورها على يد التنوير الذى صنعه كمال فى هذه الشخصيات؛ والحقيقة أنها اندمجت فى نسيج الدراما وورثت من دمائها وصلبها وهذه ميزة تحسب له ولكن هناك بعض الوقائع والأحداث لم يركز عليها وتمنيت أن تلقى. اهتمامه مثل واقعة نتوقف عندها هى التناقض الغريب والذى يصل إلى حد النفى؛ فى قضية اغتيال الماركيز كونراد دى مونفيرا أحد قادة الحملة الصليبية الثالثة؛ اختلفت الآراء حول طبيعة الجماعة التى اغتالته وهل هى جماعة الحشاشين أم جماعة أخرى تابعة لصلاح الدين الايوبى. ونص عبدالرحيم كمال لم يركز على الحدث هذا ولم يوثقه ولم يتفاعل معه وقد كتبه منذ ستة وثلاثين عامًا الأديب اللبنانى المولد الفرنسى الجنسية: اميل معلوف فى رواية بعنوان (سمرقند) وقد ركز فيها على الواقعة وكان أبرع من كتب فيها - على ما أعلم - أيضاً كتب اميل معلوف عن حياة الشاعر والمفكر عمر الخيام؛ واجتاز جوانب إنسانية وفلسفية لم يقترب منها آخر مثل مفهوم الشاعر عمر الخيام عن الصوفية والعشق الإلهى وما يربطه وما يفصله. عن الشاعر ابن الفارض وأيضاً اقتراب الكثير من المفاهيم الروحية بين الخيام وبين الشاعر أبوالعلاء المعرى؛ وغير ذلك.. لكن عبدالرحيم كمال لم يركز على هذه الجوانب وتخيلت أن يكون استثمار الشخصيات البديلة هو حلقة الربط بين الأحداث وبين آثارها الواضحة على مدى التاريخ.

الحالة الثانية: هى عبقرية عبدالرحيم كمال فى تجسيد مفاصل الحياة اليومية لحسن الصباح القائد العنيف الحاسم وأيضاً اقتراب إنسانيته لكى لا تتنافى مع العدل والمساواة بين المواطنين تحت حكمه. وبين أهل بيته هذا العدل وصل إلى مرحلة قتل ابنه - وقت أن اخطأ هذا الابن.

الحالة الثالثة: تمكن عبدالرحيم كمال من أدواته فى رسم الخط البيانى لمجريات أحداث التاريخ المتراكمة على مدى عقود فقد تكاثرت رواسب من وقائع حدث بعضها أو لم يحدث وبالتالى سقطت القصة الأساسية وكان على - كمال - أن ينتقى بحرفية الحقائق من بين ركام الموجود.

الحالة الرابعة: كانت الوعى فى ربط ما هو تاريخى وبين ما هو معاصر. ولا بد أن المشاهدين قد عاشوا فى هذا الربط وتمكنوا من تطويره.

وأما الحالة الخامسة: فهى استلهام تراثنا بكل ضمير أدبى حى نابض بمنفعة وثراء.

هذا العمل الرائع الذى قدمه الثلاثى العميق الكاتب عبدالرحيم كمال والمخرج الدكتور بيتر ميمى الذى أكد عبقريته فى كل ما قدم فكان مبهرًا متفردًا.. وأما الفنان النابغة كريم عبدالعزيز فهو حالة من العمق والرقى الإلهام الموحى.

ولنا فى كل ذلك المقال القادم بإذن الله.

[email protected]٠

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نادر ناشد كاريزما مسلسل الحشاشين عبدالرحيم كمال الحملة الصليبية عبدالرحیم کمال

إقرأ أيضاً:

أحمد الشهاوي: الشعر كتاب للروح.. والمكان في نسيج الكتابة

أحمد عاطف 

أخبار ذات صلة الشعر.. بين جاذبية «المنصات» وأصالة الكتاب المطبوع «الشعر يجمعنا».. لوحة غنائية تحتفي بالوطن والشعر

«أتحدث باسمك ككمان»، عنوان كتابه الشعري الجديد للشاعر أحمد الشهاوي، الصادر حديثاً، يجسد فيه رحلة شعرية، يمزج فيها بين الحب كحالة روحية والعالم المحيط به، مؤنثاً اللغة والمجاز ليخرج بتجربة شعرية فريدة. يضم الديوان نصوصاً عذبة تتوحد فيها الكلمة مع الإحساس المتدفق شاعرية، واستخدم آلة الكمان كجزء أساس في عنوان ديوانه، إدراكاً منه لأهمية هذه الآلة الوترية التي تعكس في تناغمها عمق المشاعر الإنسانية.
تتذيل كل قصيدة بمكان كتابتها بين القاهرة، المنصورة والهند، فالشهاوي يؤمن بأن المكان والزمان عنصران أساسيان في كتابة القصيدة ودونهما تصبح عارية لا تعبر عن هوية الكاتب أو روحه، يقول لـ «الاتحاد»: «المكان واضح في تشكيل النص الذي أكتب، وهذا يتأتى من دون قصد أو تعمد، فالعفوية والتلقائية هاجسي وأسلوبي، والمكان لدي ليس مجرد سكن أو جغرافيا على الخريطة، بل مرتبط بالروح التي تحملني وأحملها».
ويضيف أن كل مكان يحمل صورته في النص، ليس مجرد خلفية في المشهد، بل أساس في المتن والآخر الذي يقرأه مترجماً يشعر بالمكان ومن ثم يدرك الخصوصية، وأنه من الذين يألفون الأمكنة بسهولة ويتمثلها روحياً، ويستطيع أن يكتب في أي مكان يتاح له أو يحل فيه، «المكان عندي تشكيل رؤيوي ليس وصفياً أو شكلياً، بل داخل في نسيج الكتابة، لأنه خرج من معناه الجغرافي إلى معناه الروحي، وقد ورث الشاعر العربي من أسلافه الشعراء القدامى أهمية المكان وقداسته». 
ويرى الشهاوي أن الأمكنة أساساً تقيم داخلنا من فرط القراءة عنها، ومطالعة شوارعها وبيوتها، وقد انتقلت إلى أمكنة كثيرة، بدءاً من قريتي في شمال الدلتا، ومروراً بمدينة سوهاج التي سكنتها أربع سنوات دارساً الصحافة، وبين هذين المكانين طفت مئات البلدان والمدن، وكتبت في مقاهيها وفنادقها ومطاراتها والطائرات المؤدية إليها. 
ويعد الشهاوي أن الديوان ليس تجميعاً لشتات قصائد بين غلافين، بل هو كتاب شعري تتعدد أشكاله وطرائق الكتابة فيه، ورموزه وأبنيته، لكنه يظل عملاً واحداً متماسكاً، و«منذ العام 1988 تاريخ صدور مجموعتي الشعرية الأولى لا أصدر مجموعات بل أصدر كتباً شعرية انطلاقاً من أننا أهل الكتب ولسنا أهل الجمع، حتى الأسلاف عندما كانوا يجمعون كان يتم ذلك في إطار موضوع أو سياق واحد».
ويوضح الشهاوي أسلوبه: «لم أقرر يوماً شكلاً أو أسلوباً مسبقاً قبل بدء عملية الكتابة، لأني شخص لا يحب التعمد أو الافتعال أو التكلف في أي فعل أقوم به، لأن كل مصنوع مكشوفة لعبته»
ويستطرد: «لا أقرر فكرة مسبقة أو موضوعاً بعينه، لكن الروح من عاداتها أن تخزن الكثير مما يمر به الشاعر في حياته، ومن ثم عندما يحين حين الكتابة يتدفق المخزون، لكن على الشاعر أن يوفر المناخ الصحي لعملية الكتابة مثل العزلة والصمت والتأمل والمحفزات والمثيرات التي تؤدي إلى استجابات النفس الملهمة، حتى لا يقع في تكرار نفسه، ومنح الذهن فرصة الكتابة بعيداً عن الروح التي أراها الفعل الحقيقي للمعرفة القلبية والشعر أول هذه المعارف».

مقالات مشابهة

  • الشعر.. بين جاذبية «المنصات» وأصالة الكتاب المطبوع
  • أحمد الشهاوي: الشعر كتاب للروح.. والمكان في نسيج الكتابة
  • إلى اللوحة أيها الفضاء.. الرسم بمحاذاة أدونيس
  • موعد ومكان عزاء الشاعرة عبير الرزاز
  • أحمد الزعتر .. والذهاب المستمر إلى البلاد
  • كثافة السحب في ازدياد.. تطورات الحالة المطرية المرتقبة غداً بالعراق
  • اليانسون النجمي: فوائده والفرق بينه وبين اليانسون العادي
  • "أمير الشعراء"يضيء على المؤثرين في تجارب فرسانه
  • الجماعة الإسلامية في لبنان تطالب بالإفراج عن عبد الرحمن القرضاوي
  • “غريبة الروح .. حكاية الشاعر الذي كتب وجعه بالحبر والحنين”