الجزيرة:
2025-04-10@17:05:54 GMT

هل تنتهي معجزة كوريا الاقتصادية؟

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

هل تنتهي معجزة كوريا الاقتصادية؟

في ضواحي يونغين على بعد 40 كيلومترا جنوب سول تستعد كوريا الجنوبية لما يطلق عليها رئيسها "حرب أشباه الموصلات" العالمية.

ويهدف المشروع الطموح -الذي تقوده شركة تصنيع الرقائق "إس كيه هاينكس" والذي يتضمن استثمارا بقيمة 91 مليار دولار- إلى إنشاء أكبر منشأة لتصنيع أشباه الموصلات في العالم مكونة من 3 طوابق.

وهي مبادرة -إلى جانبها استثمار شركة سامسونغ للإلكترونيات بقيمة 220 مليار دولار في المجال ذاته- تعكس الجهود التي تبذلها كوريا الجنوبية للحفاظ على هيمنتها في صناعة أشباه الموصلات وسط المنافسة المتزايدة في جميع أنحاء العالم.

المشهد الاستثماري في يونغين

ويؤكد الاستثمار الضخم في يونغين -والذي يبلغ في مجموعه 471 مليار دولار أميركي لمجموعة ضخمة من مرافق صناعة الرقائق- على الأهمية الإستراتيجية التي تحظى بها الصناعة الرائدة في كوريا الجنوبية.

شركة سامسونغ للإلكترونيات استثمرت بقيمة 220 مليار دولار في مجال أشباه الموصلات (رويترز)

وتعكس مشاركة الحكومة في الإشراف على هذه التطورات المخاوف المتزايدة بشأن التحديات المحتملة لتفوق قطاع الرقائق في البلاد.

ويؤكد توجيه وزير الصناعة آهن دوك جيون على الدعم الكامل للشركات المحلية على التزام البلاد بالبقاء في المقدمة في سباق مجموعات الرقائق العالمية، وفقا لتقرير أوردته صحيفة "فايننشال تايمز".

وفي حين أن الاستثمارات في يونغين تعتبر ضرورية لشركات صناعة الرقائق الكورية الجنوبية للحفاظ على تفوقها التكنولوجي وتلبية الطلب المتزايد على الأجهزة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي فإن الاقتصاديين يعبرون عن مخاوفهم بشأن النموذج الاقتصادي الأوسع، وفقا للصحيفة.

وعلى الرغم من عقود من النمو المثير للإعجاب فإن تحذير بنك كوريا المركزي من تباطؤ معدلات النمو السنوية يلقي بظلاله على المستقبل الاقتصادي لكوريا الجنوبية.

وتشير التوقعات إلى تباطؤ كبير في النمو مقارنة بالمعدلات القوية التي شهدناها في العقود السابقة.

التحديات في النموذج القديم

تواجه المحركات التقليدية للنمو في كوريا الجنوبية مثل التصنيع والتكتلات الضخمة تحديات متزايدة، ولا تزال المخاوف قائمة بشأن اعتماد البلاد على نماذج النمو التي عفا عليها الزمن، وفق الصحيفة.

وبينما تواجه كوريا الجنوبية أزمة ديمغرافية وشيكة حيث تشير التوقعات إلى انخفاض كبير في عدد السكان في سن العمل وتراجع بالناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050 فإن تقلص قوة العمل يفرض تحديات كبيرة أمام دعم النمو الاقتصادي، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى إصلاحات بنيوية لمعالجة القضايا الإنتاجية والديمغرافية.

طفرة الذكاء الاصطناعي

يعلق بعض أصحاب المصلحة آمالهم على طفرة الذكاء الاصطناعي المتوقعة لتنشيط صناعة أشباه الموصلات الكورية ومواجهة التحديات الاقتصادية الأوسع.

ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة بشأن قدرة البلاد على تسخير الفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بشكل فعال وسط القيود الهيكلية القائمة والجمود السياسي، تؤكد الصحيفة.

أصحاب المصلحة يعلقون آمالهم على طفرة الذكاء الاصطناعي المتوقعة لتنشيط صناعة أشباه الموصلات في كوريا الجنوبية (شترستوك)

وبينما يتم الاحتفال بإنجازات الرأسمالية الموجهة من قبل الدولة في كوريا الجنوبية تنشأ تساؤلات بشأن مدى قدرة النموذج الاقتصادي الحالي على التكيف لمواجهة التحديات المعاصرة.

وتؤكد الصحيفة أن المخاوف بشأن خنق الإبداع وعدم المساواة الاجتماعية والفوارق الإقليمية تشي بضرورة إجراء إصلاحات شاملة لإطلاق العنان للديناميكية الاقتصادية.

الآفاق المستقبلية وضرورات السياسة

وبينما تتصارع كوريا الجنوبية مع الضغوط الاقتصادية المتصاعدة يؤكد وزير المالية تشوي سانغ موك على الحاجة إلى إعادة تصميم السياسات لإعادة إشعال الديناميكية الاقتصادية.

وتقول الصحيفة إنه على الرغم من التحديات السائدة فإن التفاؤل لا يزال مستمرا بشأن قدرة البلاد على التنقل في المشهد الاقتصادي المتطور والحفاظ على مكانتها كقوة اقتصادية عالمية.

وبالتطلع إلى المستقبل تواجه كوريا الجنوبية نسيجا معقدا من التحديات والفرص، ففي حين تمثل الاستثمارات في تكنولوجيا أشباه الموصلات خطوة جريئة نحو الحفاظ على قيادتها الاقتصادية يجب على البلاد أن تعالج في الوقت نفسه نقاط الضعف الهيكلية وتحتضن الابتكار في مختلف القطاعات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی کوریا الجنوبیة أشباه الموصلات ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

ملف الإمارات ينافس كوريا الجنوبية وأستراليا في سباق «كأس آسيا 2030»

 
معتز الشامي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة خورفكان.. «النسور» يستعيد شراسته مع عبدالمجيد النمر الطقس المتوقع في الإمارات غداً


تستعد العاصمة الماليزية كوالالمبور، لاستضافة «النسخة 35»، من اجتماع الجمعية العمومية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والمقرر في كوالالمبور السبت المقبل، حيث يصوت الأعضاء على البيانات المالية المدققة وتقرير المدققين للعام الماضي، والذي شهد تنظيم 16 بطولة تاريخية من الاتحاد الآسيوي، من بينها كأس آسيا 2023، بالإضافة إلى انطلاق عصر جديد من البطولات القارية على مستوى الأندية بنظامها المحدث، كما يقوم الأعضاء بالتصويت على ميزانية الاتحاد 2025 و2026، والتي تهدف إلى تفعيل مجموعة من أكبر الإصلاحات في تاريخ كرة القدم الآسيوية، حيث يتوقع أن يشهد الاجتماع التصويت على زيادة الميزانية وإقرارها بشكل يضمن استقرار البطولات على مستوى الأندية، خصوصاً المستحدث منها.
وتشير المتابعات إلى أن ملف استضافة كأس آسيا يشغل حيزاً على هامش الجمعية العمومية، لاسيما في التحركات التي تسبق وتلي الاجتماع، حيث سيوجد ممثلو الملفات المقدمة للاتحاد الآسيوي للترويج عن قدرات بلادهم أمام أعضاء الجمعية العمومية، ويكون حضور الإمارات لافتاً، حيث أعلن اتحاد الكرة التقدم بطل رسمي لاستضافة نسخة 2030 من البطولة، وينافس ملف الإمارات كلٌ من كوريا الجنوبية وأستراليا، وكل المؤشرات تؤكد تراجع التأييد لبقية الملفات الفردية، بينما يكون التركيز على الملفات الثلاث الأقوى، وهي الإمارات وكوريا الجنوبية وأستراليا، كما تقدم أوزبكستان وقيرغيزستان وكازاخستان ملفاً مشتركاً.
وأشارت المصادر إلى أن هناك مجالاً لانسحاب بعض الملفات من السباق، بناء على المؤشرات الأولى التي ربما تكون حاضرة في الاجتماع المرتقب لكونجرس الاتحاد الآسيوي.

مقالات مشابهة

  • زيارة تاريخية إلى قرية الهدنة بين كوريا الجنوبية والشمالية
  • مساء اليوم.. المنتخب الوطني يواجه كوريا الجنوبية في منافسات كأس آسيا
  • كوريا الجنوبية تعلق على تأجيل فرض رسوم ترامب الجمركية
  • غداً.. منتخب الناشئين في مواجهة مصرية أمام كوريا الجنوبية
  • انتخابات رئاسية مبكرة في كوريا الجنوبية بحزيران المقبل بعد عزل يون
  • انتخابات رئاسية مبكرة في كوريا الجنوبية حزيران المقبل بعد عزل يون
  • التحديات الاقتصادية في لبنان: الواقع والآمال
  • ملف الإمارات ينافس كوريا الجنوبية وأستراليا في سباق «كأس آسيا 2030»
  • جيش كوريا الجنوبية: أطلقنا طلقات تحذيرية بعد انتهاك جنود خط ترسيم الحدود بين الكوريتين
  • رحلة عبر كوريا الجنوبية: أرض الجمال والابتكار