أسهمت القيادات العسكرية الإماراتية بخبراتهم الكبيرة في مكافحة الإرهاب، في حسم معركة تحرير مديريات ساحل حضرموت من مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام.

وأظهرت القيادات الإماراتية كفاءة عالية ابتداءً بالتخطيط إلى التنفيذ والإشراف والإسناد الجوي، لتتم العملية خلال ساعات قليلة بأقل الخسائر على الرغم من المخاطر التي كان من أهمها امتلاء خزانات الضبة بالنفط.

يقول عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء الركن عيدروس الزبيدي، "إنه في هذا اليوم اجترح أبطال القوات المسلحة من منتسبي قوات النخبة الحضرمية الأشاوس نصرا تاريخيا مؤزرا، تكلل بدحر فلول تنظيم القاعدة الإرهابي من ساحل حضرموت بدعم ومساندة الأشقاء الكرام في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة".

فيما سرد عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني، تفاصيل العملية التي كان حينها قائداً للمنطقة العسكرية الثانية التي تنتسب لها النخبة الحضرمية، ودور القيادات الإماراتية في تنفيذها.

التخطيط والإشراف لضمان تحقيق النصر

البحسني قال: "نفتخر في كل ذكرى من تحرير ساحل حضرموت بقادة من القوات المسلحة الإماراتية، وعلى رأسهم قائد المهمة البطل مسلّم الراشدي، الذي كلفته القيادة الإماراتية بقيادة هذه المهمة وتحقيق النصر والذي كان يبذل قصارى جهده للوصول الى الهدف المطلوب، وقائد عملية التحرير أبو خليفة الذي أشرف على تنفيذ العملية والتخطيط لها بكل جدارة واستحقاق، حيث كان يقظاً لا تغمض له عين بالليل والنهار من أجل وضع الخطط المناسبة وهو رمز من رموز هذا النصر الذي لن ينساه كل من عمل معه لحبه وتفانيه في نجاح المهمة وتحقيق الاستقرار بحضرموت".

تحرير الضبة والمطار والقصر

وأشار البحسني إلى دور القائد الإماراتي أبو أحمد قائد المحور الأول الذي قام بتحرير ميناء الضبة، وكانت وقتها خزانات ميناء الضبة مليئة بالوقود والنفط ولحساسية العملية الدقيقة ولما لها من خطورة في حالة حدوث انفجار -لا سمح الله- كُلف هذا القائد لإتمامها.

وقال: "القائد الإماراتي أبو سيف قائد عملية تحرير المطار قاد عملية صعبة لتحرير المطار حيث كانت جميع بوابات المطار مليئة بالمتفجرات، والقائد الإماراتي أبو سلمان قائد عملية تحرير القصر الجمهوري غرب المكلا كونه يعتبر مقرا لقوات القاعدة وقتها ومركز العمليات الأساسي للتنظيم الإرهابي والذي تنطلق منه عملياتهم الإرهابية والتخريبية".

وأضاف: "القائد الإماراتي فيصل الكعبي قائد عملية تحرير وسط المكلا والتي تعتبر بؤرة ومركز عناصر الإرهاب والفساد وهو صاحب الشخصية المؤثرة على جميع الحضارم ويكنون له التقدير والاحترام، وقادة آخرون عملوا وفي مقدمتهم القائد الإماراتي أبو أحمد الذي كان يجمع المعلومات ويتحرى التفاصيل الدقيقة عن مخططات عناصر الإرهاب وكشفها واحباطها، وما لحقوا بعدهم من قادة شجعان لا يتسنى منشور واحد لذكرهم وذكر مناقبهم وبطولاتهم".

دور حاسم رغم المخاطر

وتابع "تجسد هذا الدور البطولي للقادة الإماراتيين على أرض حضرموت كدور حاسم في تحقيق النصر لقوات النخبة الحضرمية في معركة تحرير ساحل حضرموت، حيث كانوا في مقدمة الصفوف جنباً إلى جنب معي، وكان الإصرار والعزيمة لهؤلاء القادة الشجعان إحدى الركائز الأساسية للنصر".

ويشير البحسني إلى أن الكثيرين لم يتصوروا حجم المخاطرة التي قدمها الأبطال من القوات المسلحة الإماراتية في كثير من المواقف الصعبة، وحجم العدة التي كان يعدها تنظيم القاعدة لحصد الكثير من الأرواح بتفخيخ عدة أماكن حيوية بحضرموت.

وأكد أنه بعد تطهير ميناء الضبة قامت وحدة متخصصة من القوات الإماراتية بالكشف عن حجم مهول من العبوات الناسفة والألغام بالضبة التي كانت مزروعة من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي، وللكفاءة العالية وخلال فترة وجيزة تم إبطالها وتصفية كافة المواقع الملغمة من هذه العبوات، ولولا هذا الدور لتسببت في الكثير من الضحايا.

وأضاف "هذا النصر في 24 من أبريل للسنة الثامنة لم يتزحزح في ظل وقفة للتاريخ من الأشقاء لدعم جهود قوات النخبة الحضرمية لفرض الأمن والاستقرار وصد لكل مشاريع التخريب في أكبر محافظات بلادنا من شرقها لغربها في ظل الحرب القائمة".

ولفت إلى أن تلك الوقفة الصادقة لإرساء السلام والأمن بحضرموت كانت عامل صمود لقوات النخبة الحضرمية ووقفة لا تنسى مع حضرموت وأمنها واستقرارها وما نتج عنه من تجربة فريدة جعلت من ساحل حضرموت نموذجاً فريداً في البناء العسكري السليم ونموذجاً لتوافق القوات العسكرية والأمنية ونموذجاً يحتذى به للأمن والاستقرار.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: النخبة الحضرمیة تنظیم القاعدة ساحل حضرموت قائد عملیة التی کان

إقرأ أيضاً:

الفنون الشعبية الإماراتية تستقطب زوار “موسم طانطان الثقافي 2024”

 استقطبت الفنون الشعبية والتراثية في جناح دولة الإمارات بموسم طانطان بالمملكة المغربية المقام خلال الفترة من 26-30 يونيو الجاري، أعداداً كبيرة من الزوار، للتعرف على التنوع الثقافي الأًصيل الذي تزخر به الدولة.

وعرضت الفرق المشاركة باقة متنوعة من الفنون الفلكلورية والأدائية التقليدية بإتقان عال، لترسم في مجملها لوحة فنية إبداعية تعكس صورة حقيقية وواقعية عن التراث الإماراتي.

وتقدم فرق الفنون الشعبية يومياً خلال المهرجان عدداً من اللوحات الجماعية والفردية أبرزها فن العيالة، كما تقدم الفرق الشعبية في الساحة المتوسطة للجناح الإماراتي فن إلقاء شعر المدح والفخر واستنهاض الهمم، المعروف باسم “العازي” الذي يُعد من فنون الشعر الشعبي القديمة والشهيرة في الإمارات، وأحد أبرز الفنون التراثية التي عرفها المجتمع الإماراتي.

كما يقدم الجناح العديد من الفنون الشعبية الأصيلة وتتمثل في الأهلة والرزفة (الحربية)، النهمة البحرية، الجلسة الشعبية، ومن فنون الأداء الفردية المنكوس، التغرودة، الونّة، الردح، الشلة.

ويُعد فن المنكوس أحد ألحان الشعر النبطي الطويلة، أما التغرودة فهي أحد أنواع الشعر البدوي الشعبي الذي يؤلفه الشعراء، ويؤديه الرجال الرُحل على ظهور الإبل، حيث يقوم المؤدي الرئيسي بغناء البيت الأول، ثم ترد عليه المجموعة الأبيات الأخرى، وقد تُنشد هذه القصائد أثناء حفلات السمر في المناسبات الاجتماعية المختلفة، دون استخدام أي نوع من الآلات الموسيقية.

فيما يُعد فن الحداء من التعابير الشفهية التقليدية المستخدمة في بعض مناطق الجزيرة العربية للتواصل بين الإبل وراعيها، ويُتغنى بأشعار ذات أوزان خفيفة وألحان تتفاعل معها الإبل، أما اليوم فبات نوعاً من الفن الذي يستعرض في المهرجانات التراثية من أجل استدامته وتوريثه للأجيال القادمة.وام


مقالات مشابهة

  • صقر غباش: التجربة البرلمانية الإماراتية ثرية ومتميزة
  • تحقيق صحفي إسرائيلي ألماني يكشف تفاصيل جديدة عن عملية "طوفان الأقصى"
  • تحقيق لصحيفة إسرائيلية وألمانية يكشف تفاصيل عملية طوفان الأقصى
  • غباش: التجربة الإماراتية الثرية نموذج متميز في ممارسة الشورى
  • التخطيط: القطاع الخاص شريك رئيسي في عملية التنمية في مصر
  • الفنون الشعبية الإماراتية تستقطب زوار موسم طانطان
  • الفنون الشعبية الإماراتية تستقطب زوار “موسم طانطان الثقافي 2024”
  • الجيش في السودان يؤكّد مقتل العشرات في عملية تحرير جبل موية
  • فعاليات إماراتية تراثية مميزة خلال موسم طانطان الثقافي بالمغرب
  • ذكرى تكريس كنيسة أبي كلوج.. أحداث خالدة في التاريخ المسيحي