صدى البلد:
2025-01-23@18:20:59 GMT

هند عصام تكتب: رمسيس الثاني يستنسخ

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

ولأننا دائما أول شيء  في كل شيء ، العالم أجمع يترقبنا ويترقب أثارنا وحضارتنا وحتي أجساد مومياوات ملوك مصر الفرعونية القديمة ، فليس من الغريب أن تقدم بعض الدول على استنساخ قطع أثرية مصرية تشبه أثارنا  وتضعها فى متاحفهم ويفتخرون بها  ، ولكن هذا بالطبع لا يتم إلا وفق شروط قانونية، ولكن من الغريب والمدهش  هو ما أقدم عليه متحف في إيطاليا وذلك بعد ما تعامل مع مومياء الملك المقرب إليّ قلبي ، الملك رمسيس الثانى علي انها مجرد قطعة آثارية يمكن ان تستنسخ و ليس كملك من أعظم ملوك مصر الفرعونية القديمة حتي يقوم المتحف الايطالي باستنساخ مومياء الملك رمسيس الثاني وإتاحتها للعرض، وتمكين الزوار من مشاهدتها و لمسها   ، فأجسادنا ليست قطع أثارية تشاهد وتلمس ولكنها أجساد ملوك أعظم حضارة في العالم .

ويقال ان متحف الشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط بجامعة سابينزا فى روما، قد نشر مقالة علمية فى مجلة التراث الثقافى، وذلك لتوضح تفاصيل التجربة المثيرة للجدل، والتى اعتبرها معظم الأثريون "إهانة لأحد ملوك مصر القديمة".

ووفقاً  لما جاء في المقالة  العلمية، التي أكدت ان الباحثون قد استخدموا مواد عضوية ومتوافقة حيوياً، لإعادة إنتاج نسخة جديدة من مومياء الملك رمسيس الثاني ، وذلك من خلال ست خطوات قاموا بتوضيحها فى المقالة .
وكانت هذه الخطوات وهى أولا: تم استخدام الصور المتاحة لحالة جثة رمسيس الثاني المحنطة فى عام 1912، لبناء نسخة ثلاثية الأبعاد من أجزاء جسم المومياء باستخدام أحد البرامج مفتوحة المصدر (Cloud Compare)، وقالوا إن هذا البرنامج أتاح إعادة إنتاج الأشكال والنسب الصحيحة التى تميز أجزاء جسم المومياء الأصلية، وجاءت الخطوة الثانية وهي ان بعد الحصول على النموذج ثلاثى الأبعاد، تم استخدام تقنية متطورة من الطباعة ثلاثية الأبعاد، لطباعة أجزاء الجسم ثم التجميع اللاحق لها، وتم استخدام مادة "حمض البولى لاكتيك" فى الطباعة، وهو بلاستيك حيوى شائع جدًا يتم إنتاجه من الذرة، ثم تم تجميع جميع القطع بواسطة مسامير خشبية.. اما بالنسبة للخطوة الثالثة وهي ان يتم تغليف المنتج بطبقة سمكها 0.2-0.6 مم من الطين البنى المحمر البلاستيكى المنقى، والتى تم من خلالها تحديد التفاصيل الأكثر دقة يدوياً، وشمل ذلك التفاصيل التشريحية، خاصة وجه الفرعون ويديه وقدميه، حيث تم تشكيلها بعناية من الطين، مع التحكم بمساعدة الكمبيوتر فى مستويات السطح، وأصبحت هذه القاعدة الصلبة جاهزة فى النهاية لإيواء جلد المومياء الاصطناعى المصنوع من السليلوز النانوى.. اما بالنسبة للخطوة الرابعة وهي ان تتم تغطية قاعدة المومياء المطبوعة ثلاثية الأبعاد والمصنوعة من الطين بصفائح نانوية سليلوز ميكروبية، وهى مادة مصنعة حيويا من البكتيريا والخمائر، وتقدم هذه الطبقة من السليلوز النانوى بنية متشابكة ثلاثية الأبعاد مع مصفوفة مسامية فريدة من نوعها، وخصائص ميكانيكية جيدة . 
وخامسا أجريت اختبارات التفاعل بين الجلد المجفف وملح النطرون وزيت الأرز وراتنجات شجرة الصنوبر وشجرة الأرز، وأظهرت أن هذه الأملاح والمراهم يمكن أن تحمى من الهجمات الحشرية والفطرية.. والخطوة السادسة ان تتم لف نسخة المومياء بشريط من الكتان ارتفاعه 0.4 متر وطوله حوالى 10 أمتار، وبأشرطة أصغر ارتفاعها 0.07 متر على الذراعين، وتم صنع تابوت بسيط مصنوع من الورق المقوى المطلى لاستضافة نسخة المومياء تحمل اسم ملك مصرى عظيم وهو رمسيس الثاني .
وأكد لورنزو نيجرو، مدير متحف الشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط بجامعة سابينزا فى روما، أن نسخة المومياء تم إعدادها بمواد صديقة للبيئة، ولم يؤد لمس تلك النسخة من قبل العلماء وزوار المتحف إلى تغيرات ملحوظة فى مظهرها.

من جانب أخر جاءت بعض أراء علماء علم المصريات في مصر  وهي عندما وصف الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، وقال ان النسخة المنتجة او المستنسخة  بأنها نسخة رديئة جداً ولا علاقة لها إطلاقاً بالملك رمسيس الثانى.
وقال حواس أيضا إنه كان يجب  على المتحف الإيطالي الحصول على موافقة المجلس الأعلى للآثار، قبل الإقدام على هذه الخطوة الغير موفقة ووصفها تلك الخطوة بأنها خرق واضح لقانون الآثار المصرى .
وأضاف أنه تعجب أيضًا من وصف رمسيس الثانى فى المقالة العلمية بأنه "فرعون موسى" ،وهذه المعلومة غير صحيحة علي الإطلاق ولا يوجد عليها أى دليل علمى عليها وطالب بضرورة مخاطبة المتحف الإيطالى لرفع هذه النسخة من مومياء رمسيس الثانى.
كما رفض الدكتور منصور بريك، عالم الآثار المصرى، ما ذهب إليه حواس من التعامل مع المومياء كقطعة أثرية يمكن استنساخها بعد الحصول على الموافقة.
وقال بريك ملوكنا ليسوا قطعاً أثرية، حتى تستنسخ، فهؤلاء ملوك عظام فى تاريخ الشرق الأدنى القديم، ويجب احترامهم».
وأضاف: المومياء جسد بشرى محنط، والأقدام على استنساخها هى سابقة فريدة لم تحدث قبل ذلك، ويجب الضغط بكل السبل لوقف هذه المهزلة .

ومن جانب اخر قال الدكتور بسام الشماع، كاتب علم المصريات وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ان المومياء جسد بشرى محنط، وليس حجرا أو تحوله إلى حجر كما يقول أثري موتور.
كما اكد قائلاً هؤلاء بني آدم، بشر، إنسان، يجب أن يكرم و يبجل و يحترم ، وان كل ما يحدث ما هو إلا مهزلة وإهانة لكرامة المصريين و يجب الرد و بشده .
و يجب أن تكشر مصر عن أنيابها و إلا تمادوا أكثر و أكثر.

كما قال إن حملة العودة للأبدية، أهداف الحملة التي أنادي بها منذ سنوات، والتي أطالب فيها بضرورة منع عرض المومياوات، باعتبارها أجسام بشرية ينطبق عليها حرمة الموتى.

وتساءل الشماع هل ستوافق إيطالياً مثلاً على عرض نسخة من جسد الملك يوليوس قيصر أو نيرون، ولماذا تهان أجساد ملوك مصر القديمة بهذا الشكل».
واختتم قائلاً: «هذا هراء يجب مخاطبة المتحف الإيطالي بوقفه فورا، وقطع العلاقات العلمية معهم إن لم يستجيبوا لذلك».
كما اكد علي ضرورة  دفن جثامين المصريين في توابيتهم و في مقابرهم مثل ما أرادوا هم .
و قال الشماع إن هناك قرارًا تاريخيًّا رائعًا من متحف جامعة سيدني بأستراليا وهو منع عرض جثامين الموتى المسماة بالمومياوات بعد استبيانات و استطلاعات رأي من الناحية الأخلاقية.
واختتم الشماع قائلاً أتقدم بكل الشكر والتقدير والعرفان لإدارة المتحف بأستراليا لاتخاذ هذا القرار الرائع التاريخي وأتمنى من متحفنا في مصر وكل متاحفنا في العالم أن يتبعوا هذا الأسلوب وتكرم جثمان الموتى المومياوات.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: عيد الشرطة

عندما يُضّحي الإنسانُ بحياته من أجل الوطن، وبقائه ومن أجل ترابه، ومن أجل عزّته، وطُهره، وصون مقدّراته، والحفاظ على شرفه، وعرضه؛ فتلك غاياتٌ، لا تضاهيها أخرى، وتلك ممارسة نبيلة، لا تناظرها أخرى؛ فمؤسسةُ الشرطة قد قدمت ذلك، وأكثر،  وشاهد ذلك موقعة الإسماعلية 1952م التي شهدتْ مُواجهةً جَسُورةً، وشجاعة مع عدوٍ معتدٍ، أثيمٍ حينئذٍ، وهو المحتل البريطاني الذي أراد أن يفرض كلمته، وسلطته، ويمارس وصايته على شعب أجل عظيم قد تربّى على العزة، والكرامة؛ فما كان من هؤلاء الرجال البواسل إلا أن قدّموا أرواحهم، وبذلوا دمائهم؛ لتبقى كرامة الوطن مُقدّمةً على كل شيء، ويصبح الحدث الجلل المخلد في ذاكرة الأمة المصرية ما بقيتْ الحياةُ.


وفي مصر العظمي يتربّى رجال الشرطة في مؤسسة عريقة، من شأنها تشكيل الوعي، والوجدان، وتكسب المهارات، وتصقل الذات؛ ليتخرج منها بواسل الميادين؛ ليؤدوا واجبهم تحت قسم الولاء، والانتماء لتراب هذا الوطن، والحفاظ على مقدّراته المادية، والبشرية، ولو تكلف ذلك الأرواح، والدماء؛ إنها تربيةٌ لها خصوصية منذ أن يلتحق الطالب بكلية الشرطة، أو كما نسميها أكاديمية الشرطة؛ فندركُ أن المهمة قد باتت عظيمة، وأن الراحة تفارق الجفون، والأبدان، وأن السهر على أمن، وأمان البلاد غاية نبيلة، وجهاد، لا يوازيه أمر أخر، وأن تعزيز العدالة، والمساواة، وتطبيق القانون على الجميع مبدأٌ راسخٌ، لا يمكن التنازل عنه.


وما تقدمه المؤسسة الشرطية من تدريب، وصقل للخبرات المعرفية، والوجدانية يُعد فريدًا من نوعه إذا ما قورن بأخرى، وهذا ليس من قبيل المُجاملة؛ فقد أشارت التصنيفات العالمية إلى منزلة، ومكانة، وترتيب أكاديمية الشرطة المصرية وفق ما تنفذه من برامج تدريبية، وتعليمية للإعداد، والتأهيل، وما توفره من نظم تقنية متقدمة، تتيح لمنتسبيها الوصول إلى مستويات قياسية، واحترافية في المجال الأمني؛ ومن ثم يلتحق بتلك المؤسسة المتميزة العديد من الطلاب العرب، والأفارقة؛ لكونها دون مبالغة من أفضل الأكاديميات الشرطية على مستوى العالم؛ نظرًا لما تمتلكه من خبرات، وبرامج، وتقنيات بما يحقق فلسفة التكامل في الإعداد المهني، والأكاديمي على حدٍّ سواءٍ.


وزيارةُ الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الأكاديمية في أوقات الاختبارات، وكلماته المعبرة، والصادقة عن رسالة الشرطة السامية، لها دلالاتها الواضحة، وتتضمن رسائل عميقة؛ حيث أشار سيادته إلى أن وزارة الداخلية، وقوات الشرطة تقوم بمهمة مُقدّسَةٍ وهي حفظ الأمن، والاستقرار في الدولة المصريّة؛ فما أجلَّ!، وأرقى هذه المهمة، وما أصعبَ مسئولية الحفاظ على الوطن!، ومقدراته، وما أشْرفها من غاية! يتحقق من خلالها أن تبيت في سربك آمنا، وقارَّ العين، ومُطَمئنَّ النفس على روحك، وكل من تحب، وما لديك، وما أعلاها من مهمةٍ! تُهيء للتنمية، والنهضة المناخ المواتي؛ ليستطيع الجميعُ أن ينتجوا، كلٌ في مجاله، وتخصصه.


وإيمانًا بالعلم، ودوره في الحياة العملية، والعلمية، والمعيشية تؤدي الأكاديميةُ الدور المنوط بها في هذا الخضمِّ؛ حيث تفتح المجال أمام طلابها، وللوافدين من الدول العربية، والأفريقية مساراتِ استكمالِ الدراساتِ العليا بمرحلتيها المعروفة الماجستير، والدكتوراه في العلوم الشرطيّة، والأمنيّة، وهذا الأمر يضيف للرصيد المعرفي عبر بوابة البحث العلمي، ويجدد من طرائق التدريب الحديثة، ويستكشف استراتيجيات أمنيّةٍ، تتماشي مع التقدم التقني المتسارع، بل ويصقل الخبرات المعنية برفع الروح المعنويّة، وتحقيق أقصى درجات الانضباط الانفعالي لمنتسبي المؤسسة الشرطية بمراحلها المختلفة.


وندرك أن نتاج الدراسات العليا يعود بالنفع على العملية التعليمية بالأكاديمية؛ حيث يفرز الجديد من المعارف، التي ثبت جدواها؛ فيصبح المحتوى التعليمي متجددًا وفق ما يتناغم، ويتسق مع النظريات القديمة منها، والمستحدثة، وهذا يؤكد أن برامج الإعداد المهني، والأكاديمي التي تتبناه أكاديمية الشرطة يتماشى مع المعايير العالمية، بل وينفذ بكل دقة، وتحت رعايةٍ، وإشرافٍ متكاملين، كما يعود النفع على المجتمع المصريّ؛ إذْ تخرج الأكاديمية أفضل العناصر الشُرْطيّة المستوفيّة الإعداد، والتي تتعامل بصورةٍ لائقةٍ مع المواطن، وتقدم له سبل الدعم، والمساندة، وفي المقابل تعمل على ضبط الأمن، والاستقرار من خلال المواجهة الحاسمة للخارجين عن سياج القانون، الذي يطبق على الجميع دون اسْتثناءٍ.


وما كان لنا أن ننسى شُهدائَنا من أبرارِ الشُرْطة الذين ضَحّوا من أجل مصر، وتحقيق أمنها، وأمانها والحفاظ عليها، وصوْنها؛ فنبعث لهم دعواتِ الرحمةِ، ونتضرّعُ إلى الله – تعالى – أن يسكنهم جنّاتِ الفرْدوسِ مع النبيين، والصديقين، والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا، ونؤكد أن ذِكْراهم مازالتْ في القلوب، والأفئدة باقيةً، وأن مِيْراثَ الشجاعة، والبطولات بيد جيلٍ تلو أخر، قد نشأوا، وترعرعوا، وتخرّجوا من تلك المؤسسة العظيمة، التي لا ينضبُ عطاؤها، ولا يجِفُّ معينُها أبد الدهر.


ويطيبُ لنا أن نُهْدِيَ برْقيةً عطِرةً تحمل التهنئة، والأمنيات بالدعوات الصادقة بدوام التقدم، والازدهار والرقيّ لتلك المؤسّسةِ صاحبةِ الرسالةِ الساميّةِ، كما تحمل في طيّاتها دعواتٍ بأن يُعين أبطالها في مهامهم، ويُسِدّدُ بالحق رميتهم، ويوفقهم لما يحب ربي - جل في علاه - ويرضى، وأن يحفظَ بهم البلادَ، والعبادَ.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

مقالات مشابهة

  • رمسيس الثاني .. صحف إنجلترا تحتفي بصلاح ومرموش
  • منى أحمد تكتب: تحديات الرئيس الـ47 للولايات المتحدة
  • هند عصام تكتب: الملكة نيت حتب
  • د. الشيماء المشد تكتب: الهوية والتراث.. كيف نستثمر القيم الثقافية لتحقيق النجاح؟
  • مصرع وإصابة 5 أشخاص في حريق أمام ‏سنترال رمسيس
  • أنغام عن إمكانية قصة حب جديدة: «ولادي ملوك حياتي وميتحطوش في مقارنة مع حد»
  • «الفراولة المصرية».. قصة نجاح تكتب بـ 335 مليون دولار
  • رأي.. بارعة الأحمر تكتب: هل ينجح الحكم الجديد في لبنان باحتواء الصراعات بـسلام؟
  • ريهام العادلي تكتب: الشرطة المصرية.. 73 عاماً من العطاء الوطني
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: عيد الشرطة