جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-31@02:38:47 GMT

نختلف لا لنفترق

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

نختلف لا لنفترق

 

يعقوب بن محمد بن غنيم الرحبي **

ليسَ صحيحًا أنَّ كل من نختلف معه يجب أن نفترق عنه أو كل من يخالفني في الفكر والرأي فهو ضدي وأسوق عليه الاتهام بالسب والشتم والتكفير، إن الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية بين الأشخاص، فالاختلاف في الرؤى والآراء جزء طبيعي من التفاعل البشري، وقد يُساهم ذلك الاختلاف في إثراء الحوار وتوسيع رقعة آفاق التفكير وتوسع العلوم والمعارف وتصحيح المفاهيم.

وأغلب الأوقات عندما يتعامل الأشخاص بروح الاحترام والتسامح مع وجهات النظر المتناقضة وكيفية التعامل مع تلك الآراء، يمكن للود والعلاقة الطيبة الاستمرار والبقاء، وبالأخص داخل الأسرة الواحدة، لأن من سمات الإنسان الاختلاف في الآراء والأفكار والتوجهات وهذا أمر طبيعي بين البشر، وإذا ما علمنا بأن اختلاف الآراء ليسَ لهُ تأثير سلبي على علاقتنا الشخصية مع الآخرين، لا شك سيبقى الود وتبقى المحبة بين أفراد المجتمع.

في الحقيقة عندما يقوم أفراد المجتمع أو داخل الأسرة الواحدة بمناقشة وجهات النظر المتباينة والمتفاوتة، فإنهم يصلون إلى أفضل الحلول ويستفيدون من الآخرين وهذا بلا شك يساهم في بناء مجتمع متسامح ومتماسك، لأنَّ طرح وجهات النظر والأفكار المختلفة حق مشروع ولكن لا يجب فرضها على الآخرين .

للأسف الشديد من الظواهر السيئة التي تسود مجتمعاتنا مشكلة اختلاف الآراء وتأثيرها السلبي على العلاقات الشخصية بين أفراد المجتمع ولَرُبما حتى داخل الأسرة الواحدة، فعند طرح بعض المحاور النقاشية بين عدد من الأفراد، غالبًا ما يعتمد اختلاف وجهات النظر بشكل كبير في الإصرار على مبدأ مُعين لَرُبما سطحي ويعتقد صاحبه بأنه هو من يملك الصواب، يقول الإمام الشافعي: "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب"، فلماذا نتعجل بتوجيه أصابع الاتهام لغيرنا لمُجرد أننا اختلفنا معه في الرأي أو الطرح ونقول إنه ملحد، كافر، مرتد، منحرف ولَرُبما معلوماتي سطحية وتفتقر إلى الدليل العلمي، فلماذا نفقد روح الحوار الحضاري؟ فلكل فرد منا قدراته أو مجالاته وله تحدياته ومعاييره الخاصة في الطرح، والتي ربما تؤثر في وجهات النظر والآراء التي يتبناها الآخرون، المهم أن نـحترم هذا التنوع من الآراء ونتبنى الحوار المفتوح القائم على الاحترام المتبادل، لفهم وتقدير جميع وجهات النظر المختلفة والمطروحة على طاولة النقاش وينبغي علينا أن نعلم بأنه لا يمكن أن تتنوع المعارف والعلوم إلا باختلاف الآراء وتنوع الأفكار.

إنَّ معالجة ظاهرة الاختلاف في الرأي تُبنى على نهج التسامح والاحترام والحوار المفتوح البعيد كل البعد عن الإساءة والتجريح والتهور والانفعال، كما أن حسن الاستماع أو الإنصات لوجهات نظر الآخرين من أهم المهارات في بناء العلاقات وتحسين نوعية التواصل بين البشر، وبالرغم من الاختلاف في الرأي، يمكن أن نجد نقاطًا مشتركة مع الآخرين نلتقي عليها، ما قد يساعد في تخفيف التوتر وبالتالي يمكن لنا أن نبني الفهم المشترك بيننا، كما يجب علينا تجنب الانجرار نـحو العداء الشخصي أو الإساءة اللفظية لمجرد أننا نختلف كي نفترق يقول الله تعالى "ولاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (النحل: 92).

 

** كاتب وقاص عُماني

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بسبب ترامب.. سيلينا غوميز تتصدر الرأي العام الأمريكي!

ظهرت النجمة العالمية سيلينا غوميز، وهي تبكي بشدة في مقطع فيديو، وتعلن تضررها من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين.

وأعربت غوميز عن حزنها الشديد بشأن القرار، وذلك بسبب أصولها المكسيكية ووجود عدد كبير من عائلتها ضمن هؤلاء.  
وقالت غوميز، في الفيديو الذي شاركته عبر حسابها على "إنستغرام" إنها ستفقد العديد من عائلتها بسبب القرار، معربة عن أسفها لأنها لا تستطع أن تفعل شيئاً حيالهم، وأنها ستحاول بذل قصارى جهدها من أجلهم.   
وأضافت تعليقاً على المنشور كتبت من خلاله "أنا آسفة" وأرفقته بعلم المكسيك. 

Selena Gomez shares new Instagram story crying amid the deportation of Mexicans:

“I’m so sorry. All my people are getting attacked. The children, I don’t understand. I wish I could do something.” pic.twitter.com/9H7ojMhpCN

— Pop Base (@PopBase) January 27, 2025

وسرعان ما تعرضت غوميز لموجة من الانتقادات السلبية من أنصار ترامب، واتهموا غوميز بمحاولة الاستعراض عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي سياق ذلك، استنكرت المذيعة السياسية تومي لاهرين غوميز، وعبرت لاهرين عن استيائها في تغريدة على "إكس" وقالت :"لهذا السبب لا نأخذ نصائحنا السياسية من نجوم الأطفال في ديزني". 
بينما كتب المعلق بيني جونسون على فيديو بكاء النجمة قائلًا: لقد أصبحت مليارديرة بفضل أمريكا، ومع ذلك، فهي لا تعتبرنا شعبها، "نحن ضحايا عقول ناكرة للجميل وجاهلة".

Selena Gomez is American.
Her mom is American. Her Mexican father abandoned them. She went from living in this small Texas home to this $5M palace in LA.
She's a billionaire because of America
Yet she does not consider us "her people"
We are over ungrateful woke victim brain rot pic.twitter.com/LEGmorbYjo

— Benny Johnson (@bennyjohnson) January 27, 2025

بعد الانتقادات الواسعة أجبرت على حذفه، حيث شاركت غوميز رسالة أخرى عبر حسابها قالت فيها: "يبدو أنه ليس من المقبول إظهار التعاطف مع الناس".

مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف معلومة "غريبة" عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي
  • دبي.. افتتاح "ند الشبا مول" في أبريل المقبل
  • ريال مدريد يصرف النظر عن أرنولد في «الشتاء»
  • الرئيس السيسي: بحثنا مع الرئيس الكيني الأوضاع في السودان الشقيق وتبادلنا الرأي حول سبل إنهاء الصراع
  • مراسم استقبال رسمية لرئيس كينيا بقصر الاتحادية
  • كيف تتقبل الآخرين؟!
  • حكم بيع قائمة بأرقام الهواتف لمساعدة الآخرين في التواصل مع أصحابها.. دار الافتاء توضح
  • حرصا على حرية الرأي.. «النواب» يحذف المادة 267 من مشروع ‏قانون الإجراءات الجنائية
  • بسبب ترامب.. سيلينا غوميز تتصدر الرأي العام الأمريكي!
  • باب النجوم في طليعة وجهات السفر لعام 2025