بدأت منذ قليل ندوة بعنوان "صورة المرأة في السينما العربية" خلال فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان أسوان لأفلام المرأة التي تقام في الفترة من ٢٠ إلي ٢٥ إبريل الجاري لمناقشة الكتاب الخامس الذي يصدر عن المهرجان لأفلام عام 2023 في الدول العربية بحضور عدد كبير من صناع السينما والنقاد المصريين والعرب.

وناقشت التقارير التي تم عرضها في الجلسة وضع المرأة في الدول العربية وطرحت العديد من التساؤلات ومنها هل رسخت الصورة النمطية للمرأة أم قدمت صورة واقعية صادقة تلامس قضاياها وتطرح همومها؟ وهل أتاحت للمرأة كصانعة أفلام الفرصة لتكون فاعلة في مجالات الفن السابع المختلفة؟.

وفي بداية الندوة رحب السيناريست محمد عبدالخالق رئيس المهرجان بالحضور قائلاً: أنا سعيد جدا اليوم، فهذه الجلسة معتادة سنويا للحديث عن صورة المرأة في السينما العربية، وهو أمر بدأ منذ 6 سنوات، ووجهنا الدعوة لبعض صانعات الأفلام لمناقشة المعوقات التي تقابل المرأة في العمل السينمائي.

وأضاف: اكتشفنا في السنوات السابقة وهذا العام حجم المشكلات التي تواجه المرأة خلف الكاميرا ورصدنا كافة الصعوبات، لأن هناك مهمات محددة للمرأة في العمل السينمائي، فهناك تفريق وتمييز ومهمات محدودة مثل المونتاج، وبدأ التقرير مع الكاتبة الكبيرة الراحلة نعمة الله حسين التي قامت بعمل تصور عن صورة المرأة في السينما العربية، وبالفعل تواصلنا مع كتاب من ١٣ دولة، وخرجت النسخة الأولى من التقرير عن الأفلام عام ٢٠١٩، وخلال 5 سنوات أصبح عندنا أرشيف جيد.

وقالت الكاتبة والناقدة انتصار دردير المشرفة علي إصدار الكتاب: التقرير الذي تم كتابته هو جهد جماعي للعديد من الكتاب والنقاد وحرصنا على أن يظهر الكتاب بشكل جيد، لأنه يوثق للسينما العربية خلال عام كامل، وللأسف اكتشفنا أن هناك دول ليس لديها أفلام خلال عام كامل، ونتمني العام المقبل أن تكون كافة الدول العربية متواجدة حتى نعرف ما هي معوقات صناعة السينما لديهم.

وتابعت: رغم هذا أجد أن عام 2023 هو عام المرأة في السينما العربية، حيث ظهرت أفلام عديدة تناقش قضايا المراة مثل: "بنات ألفة، وداعا جوليا، وإن شالله ولد، وأري أن السينما السعودية عام 2023 هو العام الأهم حيث شهدنا نجاحات وطفرة لديهم، لكن أيضا هناك إخفاقات في بعض الدول مثل سلطنة عمان والبحرين والكويت.

 

 

وقالت الكاتبة والمخرجة السعودية هناء العمير رئيس جمعية السينما السعودية: على مستوى الإنتاج عام ٢٠٢٣ هو العام الأكثر إنتاجا، فنسب التذاكر ارتفعت، وكنا نحتاج حركة نقدية تتوافق مع الإنتاج وهذا أصبح موجود والتمويل أصبح أكبر، فعندنا صندوق البحر الأحمر، بالإضافة لكل الجهات ومنها صندوق التنمية الثقافي، ووجود صناديق عديدة أدت لازدياد الأفلام المنتجة، في شباك التذاكر كان ٢٠٢٣

 

 

وأضافت: كان يقال أن الأفلام السعودية لا تحقق إيرادات فكان هناك عزوف عن إنتاجها، ولكن هذا العام يعتبر نقطة تحول كبيرة.

 

وعن تجربة مشاركتها في كتابة التقرير، قالت: تجربتي في كتابة التقرير كان فيها تخوفني البداية، فقد فاجئتني صورة المرأة في السينما السعودية، ولكن صناعة الأفلام هذا العام لم يكن فيها مخرجات، لكن ازداد عمل المنتجات وعدد الفتيات اللاتي شاركن في الأفلام، وصورة المرأة في أغلب الأفلام السعودية هذا العام صورة إيجابية، مع استثناءات قليلة، فهي دائما إيجابية ومتمردة ودورها دافع وقوي.

وأشارت إلى أنه جاري العمل بالمملكة العربية السعودية على إنشاء معهد متخصص للسينما، وهناك أوبرا سعودية ستنطلق تحت اسم "زرقاء اليمامة" وتابعت: "القصص السعودية كثيرة ولم تروى، ولابد من تسليط الضوء عليها من خلال الفن".

وأصدر المهرجان تقارير ترصد وضع المرأة في كتاب يتضمن رؤية متكاملة عن وضع السينما العربية من حيث حجم الإنتاج ومدي دعم الدول المختلفة لها، وكذلك حقيقة صورة المرأة في السينما العربية، وقام بالإشراف علي الكتاب الناقدة انتصار دردير وشارك بالكتاب والتقارير نخبة من كبار النقاد العرب وهم رانيا حداد من الأردن ومن الجزائر نبيل حاجي والدكتور خالد علي من السودان ومهدي عباس من العراق وسناء تراري من المغرب وعلي بن عامر من اليمن ود. لمياء بالقائد قيقة من تونس وسامر محمد إسماعيل من سوريا وعلا الشيخ من فلسطين ورنا نجار من لبنان وماجدة خير الله من مصر بالإضافة إلى الكاتبة والمخرجة هناء العمير من السعودية.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ملتقى فلسطينيي الخارج يناقش بإسطنبول تداعيات طوفان الأقصى

انطلقت اليوم الجمعة أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني في إسطنبول الذي يقيمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وتستمر فعالياته على مدى يومين، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني.

ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى)، الذي راح ضحيته مئات آلاف الفلسطينيين بين شهيد وجريح ونازح.

من اليمين: وديع عواودة وأحمد الحيلة وعبد الحميد صيام وأحمد غنيم (الجزيرة نت)

البيئة السياسية

وتناول المؤتمر في يومه الأول البيئة السياسية المرافقة لطوفان الأقصى محليا وإقليميا، وأبرز التغييرات التي أحدثتها معركة الطوفان على المحيطين الإقليمي والدولي، وما تتطلبه المرحلة الحالية من إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وأولويات المرحلة المقبلة.

فقد قارن أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة روتجرز الأميركية عبد الحميد صيام بين واقع القضية الفلسطينية دوليا قبل "السابع من أكتوبر"، من حيث:

مباهاة إسرائيل بما حققته سياسيا وأمنيا حتى أنها مسحت فلسطين تماما من الخرائط التي تستعرضها في الأمم المتحدة. إسرائيل كانت من أكثر الدول تحقيقا للنمو الاقتصادي والتنمية. سقوط القضية الفلسطينية من سلم الاهتمامات العربية والدولية.

لكن بعد ما قامت به المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى، حدث ما يلي:

القضية الفلسطينية تتصدر مناقشات مجلس الأمن. الولايات المتحدة أصبحت قراراتها معزولة في ما يتعلق بالشأن الفلسطيني في المحافل الدولية. محكمة العدل الدولية تلاحق إسرائيل وقادتها عبر مجموعة من القرارات الاحترازية التي تدعو لوقف الحرب وإيصال المساعدات. المظاهرات المنتشرة حول العالم التي تتعاطف مع القضية. انهيار اقتصادي يومي في إسرائيل، وعزلة دولية، وتفكك المجتمع مع فرار آلاف الإسرائيليين إلى الخارج. الملتقى ناقش البيئة السياسية المرافقة لطوفان الأقصى والمتغيرات التي صاحبت ذلك (الجزيرة نت) البيئة العربية

أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة فيرى أن القضية الفلسطينية لم تكن أولوية في السياسة العربية قبل طوفان الأقصى، ووصلت مراحل التطبيع العربي مع إسرائيل إلى درجة غير مسبوقة، للدرجة التي اتهم فيها عدد من النخب ووسائل الإعلام العربية الفلسطينيين بأنهم السبب في تأخر المنطقة وتعطل الاستثمار فيها.

وتحدث الكاتب كذلك عن الواقع السياسي للدول العربية عقب طوفان الأقصى، فقد تأخر عقد القمة العربية الإسلامية 31 يوما بعد بدء المعركة، ورأت العديد من الدول العربية عدم التدخل حتى تلاقي المقاومة الفلسطينية جزاء فعلها، كما أن دولا كبحت شعوبها ومنعتهم من التعبير عن مشاعرهم تجاه فلسطين.

ومع ذلك يرى الحيلة أن يوم "السابع من أكتوبر" غيّر كثيرا في السياسة العربية، من حيث:

مصر ترفض فكرة تهجير أهل غزة إلى سيناء. الدول العربية ترفض أن تكون شريكا في إدارة غزة وفق رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقف مسار التطبيع مع إسرائيل وتموضعها السياسي إقليميا ودوليا. تعطيل برنامج إسرائيل في التنمية وكسر الصورة النمطية بأنها القوة التي لا تقهر. استعادت القضية الفلسطينية حضورها على نحو غير مسبوق. لحظة صمت على ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في افتتاح ملتقى الحوار الوطني لفلسطينيي الخارج (الجزيرة نت) الداخل الإسرائيلي

ويتفق الكاتب الصحفي وديع عواودة مع الرأي السابق في الخسائر التي مُنيت بها إسرائيل نتيجة طوفان الأقصى، ويضيف عليها:

تعطل نظم الإنذار المبكر والاستخبارات عند إسرائيل وكذلك فكرة الردع والحسم، حيث إنها حتى الآن لم تحقق أهدافها من العدوان على غزة طوال 9 أشهر. نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من مناطق الشمال أو الفرار من إسرائيل مع تخلي الأجيال الجديدة عن فكرة التضحية عكس ما كان عليه جيل المؤسسين. تزعزع ثقة الإسرائيليين في الجيش والحكومة والمنظومة الأمنية، وكذلك في الدول الغربية بسبب الكلفة التي يدفعها المجتمع الإسرائيلي. التفكك والخلافات السياسية والانقسامات المجتمعية العميقة التي أصبحت تنعكس على النخب السياسية. النزيف الاقتصادي والحرب النفسية التي تشنها المقاومة على الداخل الإسرائيلي وانهيار قواعد النشر عند المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وظهر ذلك جليا في وسائل التواصل الاجتماعي. الوحدة ضرورة حاسمة

لكن السياسي الفلسطيني أحمد غنيم يقول إن نتائج طوفان الأقصى لم تظهر كلها بعد، فالمعركة ما زالت مستمرة، والنتائج التي وصلنا إليها اليوم هي حصاد أكثر من 70 عاما من المقاومة، ونبه إلى أن القيادات الفلسطينية يجب أن تدرك المتغيرات الجديدة، وأن تستغل الأزمة الحالية وتحولها إلى فرصة.

وأشار غنيم إلى أن الوحدة الفلسطينية ضرورة موضوعية وأمر حاسم، لكن هناك قوى تمنع في كل مناسبة قيام هذه الوحدة، وقال "إن المقاومة تحتاج إلى رئة سياسية لكي تحمي إنجاز المقاومة وتدافع عنه".

ووصف السياسي الفلسطيني ما قامت به المقاومة في طوفان الأقصى بأنه حقق معجزتين: الأولى تتمثل في الهجوم نفسه يوم "السابع من أكتوبر"، والثانية في الصمود طوال هذه الفترة.

المشاركون دعوا إلى ضرورة تجاوز اتفاق أوسلو والانطلاق نحو مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني (الجزيرة) اتفاق أوسلو

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عددا من المداخلات "ذات الصوت المرتفع" التي أجمع أغلبها على ما يلي:

انتهاء اتفاق أوسلو بكل تبعاته وضرورة الانطلاق نحو مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني. إعادة ترتيب البيت الفلسطيني أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضى، ولا يقبل حاليا أن يرتهن القرار الفلسطيني لجهة دون أخرى. لا يمكن الاستغناء عن المقاومة التي هي الطريق الذي يجبر الاحتلال والمجتمع الدولي على التفاوض وقبول المطالب الفلسطينية. ضرورة تجميع كل المبادرات الفلسطينية في الداخل والخارج تحت مظلة واحدة جامعة لا تستثني أحدا.

يذكر أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج تأسس في 25 فبراير/شباط 2017 في مدينة إسطنبول، عبر تجمع حاشد يزيد على 6 آلاف فلسطيني حول العالم، بهدف تفعيل دور الفلسطينيين بالخارج في المشاركة السياسية وتفعيل دورهم في صناعة القرار الوطني.

مقالات مشابهة

  • ملتقى فلسطينيي الخارج يناقش بإسطنبول تداعيات طوفان الأقصى
  • القومي للمرأة يناقش أضرار الذكاء الاصطناعي والعنف السيبراني على السيدات
  • 3 أفلام تسجيلية وروائي قصير بنادي السينما بأوبرا الإسكندرية
  • «القومي للمرأة» يناقش التحديات التي تواجه السيدات خلال استخدام السوشيال ميديا
  • مدرسة صلاح أبوسيف العالمية
  • إيرادات الأفلام.. أهل الكهف لـ خالد النبوي مهدد بالسحب من دور السينما لهذا السبب (صور)
  • إيرادات الأفلام.. «اللعب مع العيال» يتراجع بشباك تذاكر السينما
  • بعد احتجاز طائرات اليمنية.. طائرات أجنبية تحلق فوق أجواء عدن لأول مرة (صورة)
  • موعد افتتاح مهرجان الفيلم العربي في كوريا الجنوبية
  • السعودية.. هيئة التراث تعلن اكتشاف نقش أثري يعود للقرن الخامس الميلادي (صورة)