سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للملكية الفكرية
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
احتفلت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة باليوم العالمي للملكية الفكرية تحت شعار (الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة: بناء مستقبلنا المشترك بالابتكار والإبداع)، بالشراكة مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الاقتصاد وفرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار وعدد من الشركات الداعمة.
وأقيم الحفل تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار بحضور معالي قيس بن محمد بن موسى اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ومعالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد وسعادة عيسى بن حمد العزري أمين عام المجلس الأعلى للقضاء وسعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين في القطاعين العام والخاص بمحافظة ظفار، ويأتي احتفال سلطنة عمان باليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يصادف الـ 26 أبريل من كل عـام، الذي حددته المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو) بالتزامن مع تاريخ تطبيق قرار تأسيس المنظمة عام 1970م، لتشارك نظيراتها دول العالم الاحتفال بهذه الاحتفالية التي تهدف إلى التوعية وتسليط الضوء على أهمية حقوق الملكية الفكرية ومجالاتها المختلفة كالعلامات التجارية وبراءات الاختراع والتصاميم الصناعية وحق المؤلف والمؤشرات الجغرافية.
وتحرص سلطنة عـُـمان بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية على نشر ثقافة أهمية حقوق الملكية الفكرية، والحث على حماية الابتكار لتحفيز المبتكرين والمخترعين، وكذلك إقامة وتنظيم العديد من الندوات التعريفية والتوعوية وحلقات العمل حول مفاهيم وقوانين الملكية الفكرية والجهود المبذولة من قبل الدول لحماية حقوق المبدعين والمؤلفين في مجالات الملكية الفكرية المختلفة.
وحول أهمية حقوق الملكية الفكرية قال سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة: إن الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية يساهم في تعريف الجمهور بأهمية حقوق الملكية الفكرية وتكون المجتمعات على دراية جيدة بها وتشجيع احترام حقوق الملكية الفكرية، حيث إن جوانب الملكية الفكرية تعد ركائز مهمة في تطوير المجتمعات بما تشمله من براءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية وحق المؤلف والعلامات التجارية والمؤشرات الجغرافية، مشيرا إلى أن سلطنة عمان تواكب دول العالم الاحتفال بهذا اليوم كل عام والذي كان له الإسهام الكبير في نشر الوعي بين الأفراد والمجتمع المؤسسي ولا شك في أن تسجيل وحماية براءات الاختراع والعلامات التجارية وكافة مناحي حقوق الملكية الفكرية تساهم على تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتنمية المستدامة.
وأضاف سعادته: تعتبر المؤشرات الجغرافية رصيدا استراتيجيا للدول حيث إن حماية المؤشرات الجغرافية يساهم في تسهل الحفاظ على سمعة المنتجات القائمة على المنشأ الجغرافي، كما أن لها أهمية كبيرة في عدة جوانب منها الاجتماعية والتي تكمن في رفع مستوى المعيشي للأفراد المنتجين مما يشجعهم على زيادة الإنتاج وحصولهم على مردود مالي وتضيف ميزة تنافسية لهذه المنتجات حيث إن انتشار سمعة منتج ما لما يتصف به من جودة تميزه عن غيره من العوامل التي تعزز وتضيف قيمة لهذه المنتجات وترغب بها مما يساهم في تسويقها داخليا وخارجيا والذي بدوره يوجد موردا للدولة وللمنتجين.
بدأ برنامج الحفل بكلمة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ألقاها المهندس خالد بن حمود الهنائي مدير المكتب الوطني للملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قال فيها: يأتي الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية لتذكير وتعريف الجمهور بأهمية حقوق الملكية الفكرية والذي كان له الإسهام الكبير في نشر الوعي بين الأفراد والمجتمع المؤسسي.
وأشار الهنائي إلى أن مجالات حماية الملكية الفكرية الصناعية تـشمل التكنولوجيا النظيفة والتكنولوجيا الخضراء التي لها دور كبير في المحافظة على البيئة والتقليل من استنزاف الموارد الطبيعية مثل الغاز وآثار الاحتراق والتلوث، كما أن حماية الأدوية المبتكرة وتقنيات العلاج المتطورة كلها تساهم في إنقاذ العديد من البشر، وكذلك حماية التصاميم الصناعية (الذي تحمي الجانب الجمالي للمنتجات) تـُؤدي إلى إضافة قيمة إلى منتجات المصممين لأغراض المنافسة التجارية المشروعة.
وأوضح مدير المكتب الوطني للملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار على أن الدور الذي تؤديه الملكية الفكرية في التحفيز على المنافسة المشروعة القائمة على معيار الابتكار وحماية حقوق المبتكرين يثري خيارات المنتجات والخدمات بميزات تنافسية تحسينًا وتطويرًا لما هو موجود ودعمها في تنشيط وتنويـع الإنتاج وخلق فرص عمل جديدة، وتوفير فرص العمل والسماح باستمرارية الأنشطة الاقتصادية مما يعزز من مكانة سلطنة عُمان في تنويع مصادر الدخل، ويشكل حافزًا قويًا للنمو والاستدامة.
من جانبه قال نايف بن حامد فاضل رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار: تسعى غرفة تجارة وصناعة عمان جاهدة لإيجاد التكامل والوقوف مع المبادرات والبرامج الوطنية والمؤسسية التي ترتكز على واقع الابتكار والإبداع من أجل وضع بنية أساسية لتنمية الاقتصاد الوطني كون الابتكار أحد أهم المصادر في تعزيز المنتجات التنافسية للمنتجات والخدمات التي تخدم شرائح مختلفة من المستفيدين والمخترعين وأصحاب الابتكار ورواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة والمستثمرين، وفي مختلف القطاعات الاقتصادية ومراكز البحث والتطوير مما يساهم في رفع مؤشر الابتكار العالمي للسلطنة واستقطاب شركات الاستثمار.
من جانبها قالت انتصار بنت عبدالله الوهيبية المديرة العامة للتخطيط التنموي بوزارة الاقتصاد إن اليوم العالمي للملكية الفكرية يتيح الفرصة لاستكشاف الطريقة التي تسهم بها الملكية الفكرية في تشجيع الحلول الابتكارية والإبداعية لبناء مستقبل مستدام تتشارك فيه البشرية في النمو والتطور وتحقيق السلام والرفاه.
وأضافت الوهيبية: يركز الاحتفال هذا العام على الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة: بناء مستقبلنا المشترك بالابتكار والإبداع والذي يأتي تزامنًا مع استعدادات سلطنة عُمان لتقديم تقريرها الوطني التطوعي الثاني لاستعراض التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث ستشارك سلطنة عُمان دول العالم في تقديم الاستعراض الثاني هذا العام في المنتدى السياسي رفيع المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة خلال شهر يوليو القادم.
كما بيّنت انتصار الوهيبية بأن الملكية الفكرية أداة ناجعة لتحقيق النمو والتنمية المستدامة بحيث تمكن الشعوب وتعتبر أداة تمكين لتوليد فرص العمل للشباب والباحثين عن عمل، بالإضافة إلى تنمية المؤسسات وتطوير الاقتصادات وتعزيز التنمية الاجتماعية وتستخدم الدول الأعضاء الملكية الفكرية لتحقيق النمو والتطور الاجتماعي والاقتصادي المستدام، من هذا المنطلق نرى التناغم بين توجهات الملكية الفكرية لهذا العام مع ما تسعى إليه أهداف التنمية المستدامة لتحقيق الرفاه والتنمية المستدامة للشعوب والمجتمعات بكافة أطيافها.
الاستراتيجية الوطنية
استعرض المهندس خالد الهنائي أثناء الحفل باليوم العالمي للملكية الفكرية الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية 2040، حيث قامت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بإعداد الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية 2040م بالتعاون مع العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية وتعد الاستراتيجية من أهم الممكنات الداعمة للمسارات التنموية الحالية وضرورة تنموية من أجل قيادة وتسريع مسارات دعم القطاعات الاقتصادية غير النفطية، وتمكين الاقتصاد المبني على المعرفة، والإبداع، والابتكار، وتعزيز المنظومة الوطنية للملكية الفكرية التي تساهم في التنويع الاقتصادي لمصادر الدخل الوطني.
تمكين منتجي اللبان
قدمت همس عدي المدانات خبيرة دولية بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية عرضا مرئيا حول مشروع تمكين منتجي اللبان العمانيين حيث أشارت إلى أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وبالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) تقوم بتنفيذ مشروع تمكين منتجي اللبان العُمانيين، وذلك بهدف رفع القيمة التسويقية للبان العـُماني محليا ودوليا من خلال تفعيل دور الملكية الفكرية في بناء الهوية التسويقية الخاصة بمنتجي اللبان العـماني كمؤشر جغرافي مما يسهل الحفاظ على سمعة اللبان العماني، ويضيف ميزة تنافسية للبان العـُماني من حيث خصائص الجودة التي تميزه عن غيره من أنواع اللبان الأخرى باستخدام المؤشر الجغرافي للبان العماني.
تناول المشروع في مراحله المختلفة دور الملكية الفكرية الرئيسي في استراتيجية الأعمال التجارية للمؤسسات بمختلف تصنيفيها من خلال بناء وتجديد الهوية التسويقية (العلامات التجارية) بشكل يتناسب مع مجال أعمال الشركات والتغييرات التي تحدث بسبب اختلاف متطلبات واحتياجات الأسواق، وكذلك برنامج تدريبي لمنتجي اللبان من جامعي اللبان والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال بالإضافة إلى الشركات العاملة في إنتاج اللبان وزيت اللبان وكذلك تطوير الإمكانيات التجارية للبان العماني باستخدام أدوات المؤشر الجغرافي والهدف الرئيسي للبرنامج التركيز على معالجة التحديات التي يواجهها العاملون في تجارة اللبان العماني في محافظة ظفار، وتسهيل ريادة الأعمال وتوفير الوصول إلى الأسواق الإقليمية والوطنية والدولية، ويهدف هذا التدريب إلى تعزيز التعاون والالتزام الجماعي بالحماية والإدارة الحكيمة للمؤشر الجغرافي للبان العماني مما يعزز قيمته ويحافظ عليه كمصدر للدخل للأجيال القادمة.
دائرة متعلقة بالملكية الفكرية
جرى خلال الاحتفال بتدشين دائرة متعلقة بالملكية الفكرية وبراءات الاختراع وذلك في إطار التعاون المؤسسي وتحقيق أهـداف ركيزة قوانين وتشريعات الملكية الفكرية وإنفاذ حقوق الملكية الفكرية بالاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية لدعم أهداف التنمية المستدامة.
كما دشن صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار خلال الاحتفالية النسخة العمانية لدورة التعلم DL101، حيث تتوافق النسخة مع قوانين وثقافة سلطنة عـُمان وتعمل على ربط الجانب النظري بالجانب العملي ليتواءم مع البيئة العمانية الزاخرة بالعلم والمعرفة والمناخ المحفز ونقل المعرفة من المحيط المؤسسي إلى الوعي المجتمعي العام، من خلال إعـطاء أمثلة واقعية لنماذج عـُـمانية تم تسجيلها في مجالات الملكية الفكرية المختلفة كبراءات اختراع وعلامات تجارية والتصاميم الصناعية.
جلسة نقاشية
عقد خلال الحفل جلسة نقاشية للتعريف بدور الملكية الفكرية في التنمية المستدامة واستخراج الآراء من الضيوف المشاركين ووضع اقتراحات ممنهجة لكيفية الاستفادة من الملكية الفكرية وتوظيفها لتحقيق التنمية المستدامة.
وتضمن الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية معرضا شمل عددا من الفرق المشاركة من مختلف المؤسسات التعليمية والحكومية والخاصة، وتندرج الفرق على فئتين من فئة الأفراد والفرق منهم المبتكرون والمخترعون والجهات الداعمة والجهات المشاركة بالاحتفالية، كذلك تضمن المعرض تقييما للفرق المشاركة في جائزة رؤية الابتكار التابعة لوزارة الثقافة والرياضة والشباب وذلك تحت مسمى جائزة أفضل ملف استثماري، والجائزة الثانية أفضل منتج بيئي، وحول جائزة رؤية الابتكار قال عبدالله بن عماد التيسيري رئيس لجنة الابتكار بأن رؤية ابتكار شبابية قامت بإعداد المسابقة وتهيئة المتسابقين من خلال ورش يقدمها مجموعة من المحاضرين بمختلف المجالات المختصة في الابتكار، ومن هنا لا بد من توفير البيئة المناسبة لاحتضان الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى مشاريع ناجحة كالمساهمة في تأسيس شركات ناشئة مبنية على الأبحاث العلمية ودعم المشاريع المبتكرة التي تقدم حلولًا فعّالة لمشكلات قائمة في المجتمع ومساعدة المبتكرين لتسجيل براءات الاختراع.
في ختام الاحتفالية قام راعي الحفل صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار بتكريم الفائزين في مسابقة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في مجال الاختراعات وتصميم شعار يستخدم للمؤشر الجغرافي للبان العماني والتطبيقات الإلكترونية، وتكريم الفائزين في رؤية الابتكار من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتكريم المتميزين في مجالات الاختراعات والابتكارات والملكية الفكرية بسلطنة عُمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وزارة التجارة والصناعة وترویج الاستثمار المنظمة العالمیة للملکیة الفکریة الوطنیة للملکیة الفکریة الاستراتیجیة الوطنیة الملکیة الفکریة فی التنمیة المستدامة یساهم فی من خلال
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تشارك في الاجتماع الـ 38 لوزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون
شاركت سلطنة عمان، ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب، في الاجتماع الثامن والثلاثين لأصحاب السمو والمعالي وزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي أقيم في دولة الكويت، ومثل سلطنة عمان في هذا الاجتماع سعادة باسل بن أحمد الرواس، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، وترأس الاجتماع معالي عبدالرحمن بداح المطيري، وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت -رئيس الدورة الحالية- بحضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس.
في بداية الاجتماع، ألقى معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كلمة قال فيها: "يولي أصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس -حفظهم الله ورعاهم- أهمية كبرى لدعم الشباب وتعزيز مسيرتهم في دول المجلس، إيمانًا بدورهم المحوري في بناء مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة لدولنا"، مشيرًا إلى أهمية العمل الخليجي المشترك والتنسيق المستمر لتعزيز مسيرة الشباب في دول مجلس التعاون، وفق تطلعات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- والعمل على البرامج والمبادرات، بما يعزز الارتقاء بالقطاع الشبابي ليكون رافدًا اقتصاديًا واجتماعيًا يسهم في تحقيق الأهداف الخليجية المشتركة.
دور محوري
وذكر معالي الأمين العام أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منذ تأسيسه، كان الشباب دائمًا في صميم اهتمامات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- لدورهم المحوري في تحقيق التنمية المستدامة، وكونهم القوة الدافعة لبناء مستقبل مزدهر لدول المجلس، وانطلاقًا من هذه الرؤية، حرصت دول المجلس على تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في مختلف القطاعات، وتهيئة البيئة الداعمة لهم للإبداع والابتكار والريادة، بما يسهم في تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم.
وفي سياق متصل، أشار معاليه إلى أن حكومات دول المجلس تعمل -وفق رؤى قياداتها الحكيمة- على دمج احتياجات الشباب في استراتيجياتها الوطنية، بما يواكب المتغيرات العالمية، ويعزز الاستثمار الأمثل في رأس المال البشري، وتشير أحدث الإحصائيات الصادرة عن المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون إلى أن الفئة العمرية (15 - 34 سنة) بلغ عددهم نحو 22.1 مليون شاب وشابة في عام 2024م، ويمثلون الآن 38.4% من إجمالي سكان دول المجلس، وهذه النسبة المرتفعة، من جهة، تعكس حجم الطاقات الشابة والفرص الواعدة التي يجب علينا استثمارها وتمكينها، ومن جهة أخرى، تعكس الثقل الديموغرافي الكبير للشباب في بناء مستقبل أوطاننا.
كما أعرب معاليه عن فخره بأن دول مجلس التعاون حققت تقدمًا ملحوظًا في مؤشري الابتكار العالمي وتنمية الشباب على المستويين العربي والعالمي، مما يعكس نجاح السياسات والاستراتيجيات التي تبنّتها دول المجلس لتعزيز مكانة الشباب وتمكينهم.
وناقش أصحاب السمو والمعالي وزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون عددًا من البنود، من أهمها مؤشر تنمية الشباب بدول مجلس التعاون، والأنشطة والبرامج الخليجية المعتمدة ميزانيتها من لجنة التعاون المالي والاقتصادي، وخطة العمل المستقبلية للجنة وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس للأعوام (2025م - 2030م)، واليوم الخليجي للرياضة للجميع، ويوم الشباب الخليجي، وتوصيات عمل اللجان الفنية لعام 2025، والتعاون الدولي في مجال العمل الشبابي المشترك، والاستثمار في القطاع الشبابي بالشراكة مع القطاع الخاص.
نقاشات خطط برامج الشباب
من جانب آخر، عقد أصحاب السعادة وكلاء وزارات الشباب والرياضة اجتماعًا تناول العديد من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، ومن أبرزها خطة العمل المستقبلية للجنة وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس للأعوام 2025 - 2030، ومؤتمر تنمية الشباب الخليجي، والخطط التنفيذية المتوافقة مع مستجدات المرحلة الحالية والمستقبلية بما يتماشى مع رؤية دول المجلس، كما استعرض الاجتماع توصيات عمل اللجان الفنية لعام 2025، وناقش أهمية تعزيز الشراكات والحوارات الاستراتيجية الدولية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية في المجال الشبابي، والاستفادة من الخبرات والتجارب المميزة والإمكانات المتوفرة لدى هذه الدول بما يخدم شباب دول المجلس.
تكريم المبدعين في المجال الشبابي
وتزامنًا مع الاجتماع الثامن والثلاثين للجنة وزراء الشباب والرياضة، أُقيم حفل تكريم العاملين في مجال العمل الشبابي لعام 2025م بدول المجلس، في فئة لجان العمل المشترك وفئة الشباب المبدعين، وقال معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: إن تكريم عدد من العاملين في مجال العمل الشبابي والشباب المبدعين في دول المجلس يؤكد ما توليه دولنا من اهتمام وتقدير لفئة الشباب الخليجي وإسهاماتهم القيّمة في مجتمعاتنا، وأكد البديوي أن تكريم عدد من العاملين في مجال العمل الشبابي والشباب المبدعين في دول المجلس يأتي في ظل التوجيهات السامية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- لدعم الشباب في دولنا.
وذكر معاليه أن المكرّمين من فئة العاملين في لجان العمل المشترك بمجال العمل الشبابي تم منحهم وسام الامتياز لمجلس التعاون من الدرجة الثالثة، تقديرًا لجهودهم وإسهاماتهم في دعم الشباب في دول المجلس، بالإضافة إلى تكريم عدد من الشباب المبدعين والمتميزين ومنحهم ميدالية مجلس التعاون، كما أشار معاليه إلى أن حفل التكريم يأتي ضمن الفعاليات العديدة التي تقيمها دول مجلس التعاون على هامش اجتماعاتها الوزارية أو الأنشطة الأخرى، وتهدف جميعها إلى الاحتفاء وتقديم الشكر والتقدير لجميع من أسهم في تعزيز المسيرة المباركة لمجلس التعاون في مختلف المجالات، وعرفانًا بالأعمال التي قاموا بها من خلال المهام والمسؤوليات التي تولوها في دولهم، التي وضعت نصب أعينها تحقيق الرفاهية لشعوب دول المجلس، ومن جهة أخرى، يأتي التكريم تحفيزًا لبذل المزيد من الجهود والعطاء للمسيرة المباركة لمجلس التعاون.
وتم تكريم أربعة أشخاص من سلطنة عمان، هم محمد بن أحمد بن سالم العامري، مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعضو اللجنة الفنية الخليجية للرياضة للجميع منذ عام 2017 وحتى تاريخه، حيث شارك العامري في اجتماعات اللجان التنظيمية الخليجية للألعاب الرياضية، ومثّل سلطنة عمان في العديد من المؤتمرات والمنتديات الإقليمية والآسيوية والعالمية، كما شارك في تنظيم العديد من البطولات والدورات الرياضية على المستويين الإقليمي والآسيوي، وكان رئيس اللجنة العمانية للرياضات البحرية من عام 2019 إلى 2024، ورئيس جائزة وزارة الشؤون الرياضية للإنجازات الشبابية من عام 2014 إلى 2018، وعضو اللجنة التنظيمية الخليجية للتايكواندو من عام 2007 إلى 2013، وعضو اللجنة التنظيمية الخليجية للكاراتيه من عام 2007 إلى 2013، وعضو اللجنة الفنية الخليجية للرياضة للجميع منذ عام 2017 وحتى الآن، وعضو فريق التخطيط الاستراتيجي الخليجي للشباب من عام 2017 إلى 2018، وعضو الفريق الوطني لتعزيز قيم المواطنة منذ عام 2017 وحتى الآن، وعضو لجنة الحوكمة في الأندية الرياضية منذ عام 2021 وحتى الآن، ورئيس اللجنة المنظمة لمشروع ماراثون المحافظات، وعضو فريق مشروع نمط الحياة الصحية (الرياضة أسلوب حياة).
كذلك تم تكريم حمزة بن علي بن محمد عيدروس، مدير مختص للعلاقات العامة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعضو اللجنة الفنية الإعلامية بدول مجلس التعاون الخليجي، وشارك عيدروس في العديد من البطولات المحلية والخليجية، حيث كان نائب رئيس اللجنة الإعلامية في البطولة الرابعة لسباقات الهجن لدول مجلس التعاون الخليجي بسلطنة عمان عام 2015، ورئيس اللجنة الإعلامية للدورة الرابعة لرياضة المرأة لدول مجلس التعاون الخليجي، التي أقيمت بمسقط عام 2015، وعضو لجنة العلاقات والخدمات ورئيس لجنة المراسم في بطولة كأس الخليج لكرة القدم (دورة كأس الخليج 19 عام 2009)، وشارك ضمن اللجان الإعلامية في بطولات كأس الخليج لكرة القدم، وكان رئيس لجنة العلاقات والخدمات والملاعب لبطولة آسيا لكرة اليد للشباب عام 2018، وشارك ضمن اللجنة الإعلامية في بطولة كأس آسيا لكرة القدم عام 2019، ورئيس لجنة العلاقات والخدمات في البطولة العربية الثانية للدراجات الجبلية عام 2018، ورئيس لجنة المراسم في بطولة العالم لكرة اليد الشاطئية عام 2012، وعضو اللجنة الرئيسية المنظمة لكونجرس الإعلام الخليجي عام 2016، وعضو الهيئة التأسيسية العليا في اتحاد الإعلام العربي، والمشاركة في الكونجرس العالمي للإعلام، كما ترأس اللجنة المنظمة لبطولة خريف ظفار للتايكوندو في الأعوام 2022 و2023 و2024، وكان نائب رئيس اللجنة العمانية للتايكوندو من عام 2014 إلى 2023، وعضو اللجنة التنظيمية الخليجية لرياضة التايكوندو منذ عام 2015، وعضو لجنة المواطنة والتربية القيمية بسلطنة عمان.
كما تم تكريم المهندس علي بن سالم بن علي البوسعيدي، وهو مخترع ومبتكر عُماني أسهم في تأسيس وتقييم العديد من المشروعات البحثية العلمية والابتكارية، ومدرب دولي في الابتكار والتنمية البشرية، ومهندس كيميائي وأخصائي تقنيات متقدمة، وعضو في اتحاد المخترعين الدوليين، وشريك مؤسس لمبادرة إنشاء الجمعية العمانية للمخترعين، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مسعف للأعمال، ومخترع جهاز مسعف (جهاز الطوارئ في المركبات)، وحصل على الميدالية الذهبية وكأس الجائزة الخاصة كأفضل اختراع في المعرض الدولي للاختراع والابتكار 2024 في شنغهاي بالصين، كما حصل على الدكتوراه الفخرية في الاختراعات من الاتحاد العالمي للمخترعين، وجائزة الهيئة العالمية الأمريكية للاختراع والتنمية والاستثمار، وأول براءة اختراع عمانية محلية فردية، وفاز في المسابقة الدولية "كويت إيفيل" لدعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وبرنامج "منافع" لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، وحصل على المركز الثاني في هاكاثون ناسا لتطبيقات الفضاء، وجائزة غرفة تجارة وصناعة عمان للابتكار، ورئيس الفريق البحثي العماني ومبتكر المبيد الحشري الطبيعي، ومؤسس ورئيس فريق روح الأمل التطوعي، كما مثّل سلطنة عمان في الاختراعات والابتكارات العلمية بجناح أكسبو 2020، ومثّل الشباب الخليجي في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.
وأيضًا تم تكريم المهندس عبدالله بن ناصر بن سعيد السعيدي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة نفاذ للطاقة المتجددة، حيث حصل على جائزة محمد بن راشد لرواد الأعمال الشباب عام 2018، وهي جائزة تكرّم من خلالها حكومة دبي رواد الأعمال المؤثرين الذين كان لهم تأثير كبير على المستويات القيادية والاقتصادية والمجتمعية والبيئية، كما حصل على جائزة "أفضل رجل أعمال في ريادة الأعمال" من ريادة - عمان عام 2016، وهي جائزة تمنحها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عمان تكريمًا لرواد الأعمال المبتكرين الذين حققوا نجاحًا اقتصاديًا لشركاتهم الناشئة ويمتلكون صفات قيادية عالية، كما حصل على الجائزة الأولى في جائزة الرؤية الاقتصادية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (بالمشاركة مع نفاذ للطاقة المتجددة)، والجائزة الثانية في مبادرة الرؤية الشبابية، والميدالية البرونزية في معرض الكويت الدولي للابتكار عام 2015، وشغل عضوية مجلس إدارة الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (2016 - 2020)، وعضوية مجلس إدارة المركز الوطني للتشغيل (2019 - 2020).