سماحة المفتي: المملكة حملت على عاتقها مسؤولية عظيمة تجاه المسلمين ودافعت عن قضاياهم في المحافل الإقليمية والدولية

أُثمِّن باسم المجلس الأعلى للرابطة “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”

الرابطة اتخذت منهجًا وسطًا في شأنها كلِّه.. وحقَّقَت في هذا مكاسبَ عظيمةً شرقًا وغربًا

د.السديس: اجتماع المجلس الأعلى للرابطة يعكِس تطلعات الأمة ليسود السلام والوئام كل أرجاء المعمورة

د.

جمعة: مصالح الأوطان والحفاظ عليها من صميم مقاصد الأديان

د.أرباش: أشكر المملكة وقيادتها على خدمتهم للإسلام والمسلمين
انطلقت أعمال الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، برئاسة سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، رئيس المجلس الأعلى للرابطة، ومشاركةِ كبار المفتين والعلماء؛ ممثلي الشأن الديني للشعوب الإسلامية في الداخل الإسلامي ودُوَل الأقليَّات.

وتُناقش الدورةُ سبعَ قضايا مُلِحَّة مدرجة على جدول أعمالها، تتصدرها قضية وَحدة الأمة الإسلامية، وفلسطين وحرب غزَّة، وتعطيل الملاحة في البحر الأحمر، إضافةً إلى الأوضاع في السودان، والإسلاموفوبيا، والإساءة للرموز الدينية.
واستهلَّت الدورة أعمالَها بكلمةٍ لسماحة مفتي عام المملكة، أكَّد فيها أنَّ “المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظهما الله- تعتزُّ بما حباها الله من مكانةٍ سامقةٍ في العالم كله، فهي محضن الحرمين الشريفين، ومهوى أفئدة المسلمين”.

اقرأ أيضاًالمملكة64 % منها للأفراد و36 % للمنشآت.. “العقار”: إصدار أكثر من 46 ألف رخصة “فال” منذ بدء نظام الوساطة العقارية

وأضاف سماحته أنه من هذا المنطلق “حملت المملكة على عاتقها مسؤوليةً عظيمةً تجاه المسلمين، فكانت سبَّاقة للاهتمام بقضاياهم، والعناية بشؤونهم، والسعي في معالجة مشكلاتهم، ومدِّ يد العون والإغاثة لهم، وصار ديدنها أن تقِفَ معهم في أزماتهم ومعاناتهم، وتدافع عنهم في المحافل الإقليمية والدولية”.
وشدَّد سماحة المفتي العام على أنَّ المملكة “بذلت جهودًا في رأب الصدع وحلِّ الخلافات والنزاعات بين المسلمين، وسعتْ في تقريب وجهات نظرهم، وحثهِّم على الاجتماع والاتفاق والانسجام والوئام”، مبيِّنًا أنه في سبيل تحقيق ذلك “قامت المملكة بتأسيس عددٍ من الهيئات والمجامع والمؤسسات المعنية بشؤون المسلمين، ودعم قضاياهم وحل أزماتهم”.
وأكَّد سماحتُه أنَّ “احتضان المملكة لهذه المؤسسات ودعمها ومؤازرتها لَخيرُ دليلٍ على عناية قيادتها المتواصلة بالمسلمين”، مُشيرًا إلى أنَّ هذه العناية تجلَّت في مجالات كثيرة ومتنوعة، قامت خلالَها المملكة بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي، لتعزيز الأمة المسلمة وتقويتها، وتجاوُز ما تواجهه من تحديات وأزمات، وحمايتها من كل خطرٍ يُهدِّدُ كيانها”.
ثم تحدَّث سماحته عن رابطة العالم الإسلامي باعتبارها من الجهات الرائدة التي تحتضُنها المملكة وترعاها؛ مؤكِّدًا أنَّ المجلسَ الأعلى للرابطة يسعى لتحقيق عددٍ من الأهداف النبيلة على المستوى الإقليمي والعالمي، ومن أهمِّ تلك الأهداف: نَشْرُ الفكر الوسطي، والحماية من التطرف والغلو والإرهاب، ونشر السلام والعدل، وتحرير الإنسانية من العبودية لغير الله، وتنمية التعارف والتعاون بين الشعوب، والمشاركة في الجهود الإغاثية والرعوية والتنمويّة حول العالم، والعمل على تعميق الوَحدة بين المسلمين وجمعِ كلمتهم.

وفي هذا الصدَّد، ثمَّن سماحة المفتي العام، باسم المجلس الأعلى للرابطة “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، الصادرة عن المؤتمر الجامع الذي عقدَتْه الرابطة بمشاركة نخبةٍ من علماء المذاهب الإسلامية في رحاب البيت العتيق في شهر رمضان المبارك من عام 1445هـــ، معرِبًا سماحتُه عن تأييد المجلس للمعاني الأخوية التي انتظمتها البنودُ الثمانيةُ والعشرون للوثيقة.
من جانبه، ثمَّن معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، نائب رئيس المجلس الأعلى للرابطة، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، خلالَ كلمته، ما اضطلع به المجلسُ الأعلى للرابطة من جهود ميمونة تستحقُّ الإشادة والتثمين، ومن ذلك ما سبَقَ من قرارات مهمة، من بينها تحديث نظامه الأساسي؛ لينسجِمَ مع كون الرابطةِ منظمةً دوليةً بحسب اتفاقية المقر بين الرابطة ودولة مقرها المملكة العربية السعودية.
وأكَّد معاليه أنه “غيرُ خافٍ أنَّ الرابطة تُعتبَر حسنةً من حسنات المملكة أهدتها للعالم الإسلامي؛ لتنطلق الرابطة من مهد الرسالة بمكة المكرمة في رحاب المملكة العربية السعودية للعالَـمين”.
وأشار د.العيسى إلى أنَّه “في سياق السعي الحثيث من الرابطة نحو مهامِّها، وذلك من تأسيسها حتى اليوم، اضطلعتْ بمسؤوليتها بحسب رسالتها الإسلامية التي تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتُبيِّنُ للعالمين حقيقةَ دينِنَا الحنيف، وذلك في مواجهة الجهل والإغراض”، مُشدِّدًا على أنَّ الرابطة “اتخذتْ منهجًا وسَطًا في شأنها كلِّه؛ إنْ في الدعوة أو الحوار أو المناظرة، وحقَّقَت في هذا مكاسبَ عظيمةً شرقًا وغربًا”.
وأضاف: “لدينا نماذجُ متعددةٌ من جهلةٍ بالأمس، ومنهم من كان حادًّا في مواقفه، أصبحوا اليومَ إمَّا على استيعابٍ مُجرَّدٍ لحقيقة الإسلام، أو على قناعةٍ به، وفي الأول سلامةٌ من أذاه، وفي الثاني مكسَبٌ للإسلام والمهتدي إليه بالدخول فيه”، مبيِّنًا أنَّ قاعدةَ الرابطة في هذا قولُ الحق سبحانه: ((ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن))”، وقوله تعالى: ((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)).
من جانبه، أكَّدَ معالي رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أنَّ اجتماعَ المجلس الأعلى للرابطة عكس تطلعات الأمة، ليسودَ السَّلام والوئام كلَّ أرجاء المعمورة، ويستلهمَ المسلمون مبادئَ دينهم الحنيف الذي يدعو إلى وَحدة الصف ولمِّ الشمل والاستمساك بالعروة الوثقى؛ مشدِّدًا على ضرورة تعزيز الحوار بين الأديان السماوية والحضارات والثقافات، بما يخدم رسالة الدين الإسلامي الحنيف السمح.
وثمَّن السديسُ جهودَ المملكة الرائدة، وقيادتها الرشيدة، في خدمة الإسلام والمسلمين والشعوب الإسلامية والإنسانية؛ حيث لم تألُ جهدًا في مناصرة قضايا العالم الإسلامي في كل المحافل الدولية العالمية، ودعم البرامج التوعوية، ونشر منهج الوسطية والاعتدال.
بدوره، أشاد معالي وزير الأوقاف، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية مصر العربية، الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة مبروك، خلال كلمته، بِدَوْرِ رابطة العالم الإسلامي وأمينها العام، وجهودِها الرامية إلى إحلال السَّلام العالمي والإنساني.
وخلال كلمته، قدَّم معالي وزير الشؤون الدينية في الجمهورية التركية، الشيخ الدكتور علي أرباش الشكرَ للمملكةِ العربية السعودية وقيادتِها؛ لاحتضانهم الاجتماع، ولخدمتهم للإسلام والمسلمين.

وأثنى أرباش على جهود الرابطة وقيادتها وترشيحها له ليكون عُضوًا في المجلس الأعلى؛ مؤكِّدًا استعدادَ رئاسة الشؤون الدينية التركية للمساهمة مع الرابطة لتحقيق الأهداف المرجُوَّة، مشدِّدًا على أهميَّة العمل في سبيل توثيق عُرى الأواصِر بينَ المسلمين لتوحيد كلمتهم وصفوفهم؛ لافتًا إلى ضرورة ترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطيَّة، ونشر ثقافة الحوار والتسامح، والاهتمام بالأقلِّيَّات المسلمة والعمل على حل مشكلاتها.
يُذكر أنَّ المجلسَ الأعلى هو السُّلْطَةُ العُليا في الرابطة التي تعتمد كافة الخطط التي تتبنَّاها الأمانة العامة للرابطة، ويتكوَّن من (65) عضوًا؛ من الشخصيات الإسلامية المرموقة، يمثِّلون الشعوبَ والأقلياتِ المسلمةَ، ويُعيَّنُون بقرارٍ من المجلس، ويَجتمع دَوْرِيًّـا لاتخـاذ القرارات فيمــا يـُعرَض عـليه مـن البحـوث والقضايـا.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية العربیة السعودیة العالم الإسلامی سماحة المفتی فی هذا

إقرأ أيضاً:

“وزارة الشؤون الإسلامية” تُشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29

المناطق_متابعات

تُشارك وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلةً بالأمانة العامة للمعارض والمؤتمرات، ضمن جناح المملكة المشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29، بمشاركة 674 ناشرًا من 35 دولة.

ويستعرض ركن الوزارة نسخًا متنوعة من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من القرآن الكريم وترجمة معاني كلماته بأكثر من 77 لغة، إضافة إلى شرح تفصيلي عن آلية طباعة القرآن الكريم والمراحل التي يمر بها داخل المجمع والتقنيات الحديثة المستخدمة؛ بهدف إطلاع الزائرين على الرسالة السامية التي تقدمها المملكة في العناية بكتاب الله من خلال طباعته وتوزيعه؛ ليصل لجميع المسلمين في العالم، كما تعرض الوزارة العديد من التطبيقات والبرامج الرقمية لخدمة زوار المعرض.

أخبار قد تهمك وزارة الشؤون الإسلامية تشارك في المعرض البيئي المتزامن مع أسبوع البيئة بالرياض 20 أبريل 2025 - 7:47 مساءً وزارة الشؤون الإسلامية تختتم التصفيات الأولية لأكبر مسابقة قرآنية على مستوى دول البلقان 19 أبريل 2025 - 4:17 مساءً

مقالات مشابهة

  • رابطة العالم الإسلامي تعزّي الشعب الإيراني في ضحايا الانفجار بمدينة “بندر عباس”
  • “التعاون الإسلامي” تأسف للقرار الأمريكي برفع الحصانة القانونية عن “الأونروا”
  • وزير الحرس الوطني يزور “بينالي الفنون الإسلامية 2025”
  • السوداني يرحب بالحزب الإسلامي العراقي “حماس” لدعم حكومته
  • “الشؤون الإسلامية” تنفذ أكثر من 14 ألف فرصة تطوعية خلال الربع الأول من عام 2025م
  • “الجهاد الإسلامي” تشدد على أهمية وحدة القرار الفلسطيني
  • قبل مغادرة السعودية.. الكشف عن فكرة ناقشها مودي وأمين العالم الإسلامي محمد العيسى
  • وزير الأوقاف يزور مقر الجمعية الإسلامية والنصب التذكاري لشهداء كرواتيا المسلمين في زغرب
  • مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا
  • “وزارة الشؤون الإسلامية” تُشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29