اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع غرب الخرطوم ووالي شمال دارفور يحذر من نفاد مخزون الغذاء
تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT
تدور اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شمالي وغربي أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، فيما حذر والي شمال دارفور من نفاد مخزون الغذاء، وناشد الأمم المتحدة سرعة تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين بالولاية.
وأفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم باندلاع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السوق الشعبي وحي المسالمة غربي أم درمان.
من جانب آخر، قال الجيش إن قوات شرطة الاحتياطي المركزي وقوات من الجيش بدأت عمليات تمشيط مشتركة لجيوب من سماهم متمردي الدعم السريع في سوق أم درمان وأحياء بيت المال، والعرب، والشهداء، الواقعة وسط مدينة أم درمان إحدى مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وبحري وأم درمان).
وأعلنت غرفة الطوارئ ولجان المقاومة في منطقة الكلاكلة القبة أن الضاحية الواقعة جنوبي الخرطوم أصبحت منطقة غير صالحة للعيش، ودعت في بيان جميع منظمات المجتمع المدني وعموم السودانيين إلى تقديم يد المساعدة لسكان المنطقة.
وفي إقليم دارفور غربي البلاد قال مصدر عسكري بالجيش للجزيرة إن قوات مكونة من الفرقة 21 في مدينة زالنجي وسط الإقليم شنت مساء أمس السبت هجوما وصفه بالخاطف على مواقع تمركز الدعم السريع في مدرسة أبي بكر الصديق.
وأشار المصدر إلى أن الهجوم أسفر عن تدمير 7 عربات قتالية بكامل عتادها والاستيلاء على 3 عربات عسكرية ومقتل 27 من عناصر الدعم السريع وإصابة 41 آخرين، وأسر 14، من بينهم ضباط.
مناشدة الوالي
وناشد والي ولاية شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية سرعة تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين في الولاية.
وقال إن الوضع الإنساني في الولاية يتجه إلى مزيد من التدهور بسبب قرب انتهاء مخزونها من الغذاء.
وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وصف الوضع الإنساني في السودان بالمروع منذ ما قبل التطورات الأخيرة.
ووفق البرنامج، فإن أكثر من ثلث السكان في البلاد يعانون من انعدام الأمن الغذائي قبل الصراع، ومن المتوقع أن تدفع الاضطرابات 2.5 مليون شخص آخرين إلى الجوع، مما يؤدي إلى تضخم المجموع الإجمالي إلى 19 مليونا أو أكثر من 40% من سكان البلاد.
ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية في السودان، ووقف كل أشكال التصعيد العسكري، واللجوء إلى حل سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الوزير فيصل بن فرحان أكد خلال تلقيه اتصالا من البرهان على أهمية التزام جميع الأطراف السودانية لاستعادة مجريات العمل الإنساني، كما أكد على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية.
سمو وزير الخارجية الأمير #فيصل_بن_فرحان @FaisalbinFarhan يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان pic.twitter.com/8z5g3T58gJ
— وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) July 29, 2023
وفي 27 يوليو/تموز الجاري أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي من مدينة جدة السعودية إلى السودان للتشاور، فيما قالت قوات الدعم السريع إن وفدها باقٍ في المملكة.
واتهم الجيش في بيان آنذاك قوات الدعم السريع بعدم تنفيذ التزاماتها بموجب تفاهمات جرى التوصل إليها في أكثر من جولة تفاوضية في جدة منذ الخامس من مايو/أيار الماضي، معربا عن استعداده لاستئناف المفاوضات حين يتم تذليل المعوقات.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع وفد الجيش بإعاقة التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات وإعلان مبادئ عامة لمفاوضات الحل الشامل، وأنه يصر بشكل غير مبرر على فك الحصار عن قادته في مقر القيادة العامة بالعاصمة وإدخال الإمدادات الغذائية والوقود والدواء لهم.
ظهور حميدتيوكان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قال -في تسجيل مصور نشرته أول أمس الجمعة الحسابات الرسمية لقواته على منصات التواصل الاجتماعي وظهر فيه بين جنوده- إنه في حال تغيير قيادة الجيش يمكن التوصل إلى اتفاق خلال 72 ساعة.
من ميدان المعركة متوسطاً جنوده .. قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو يخاطب جماهير الشعب السوداني العظيم#معركة_الديمقراطية #حراس_الثورة_المجيدة pic.twitter.com/N1XHPnRPyd
— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) July 28, 2023
وأضاف أن قيادة الجيش الحالية تعمل وفق توجيهات من وصفهم بفلول النظام السابق (نظام الرئيس المعزول عمر البشير)، مشيرا إلى القيادييْن السابقين في حزب المؤتمر الوطني المنحل أحمد هارون وعلي كرتي.
يشار إلى أنه منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، مما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل -أغلبهم مدنيون- ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی أم درمان أکثر من
إقرأ أيضاً:
عامان من القتال.. كيف استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم؟
قسمت استعادة الجيش السوداني غالب أجزاء العاصمة الخرطوم ظهر قوات الدعم السريع بعد أن كانت تتمدد في مفاصل العاصمة ومواقعها الإستراتيجية قرابة العامين. وكان وجودها في مواقع حساسة -بينها القصر الرئاسي ومباني الإذاعة والتلفزيون- بحكم المشاركة في تأمينها، قد أتاح لها الفرصة لتستولي عليها فور بدء القتال العنيف منتصف أبريل/نيسان 2023.
ويتفق خبراء عسكريون على أن استعادة الجيش القصر الرئاسي يوم 21 مارس/آذار الماضي مثلت الضربة الأقوى لقوات الدعم السريع، خاصة أن ذلك تحقق بعد نحو ستة أيام من إعلان قائد تلك القوات محمد حمدان دقلو "حميدتي" يوم 15 مارس/آذار الماضي أنهم لن يغادروا القصر، وستبقى قواته في المقرن وفي الخرطوم.
وظهر حميدتي وقتها لأول مرة مرتديًا الكدمول -غطاء الرأس- مع الزي العسكري، متحدثًا عن أن الدعم السريع قد تغير تمامًا وأصبح لديه تحالفات سياسية وعسكرية، مهددًا بأن القتال في الفترة المقبلة سيكون مختلفًا "ومن كل فج عميق". لكن الوقائع أثبتت أن قوات حميدتي لم تصمد أمام هجمات الجيش وحلفائه.
كثف الجيش السوداني والقوات المساندة له الحصار على الدعم السريع في الخرطوم منذ إطلاق الهجوم البري الواسع يوم 26 سبتمبر/أيلول 2024، وتمكن خلاله من الاستحواذ على رؤوس الجسور الرئيسية في شمال وغرب العاصمة، وهي جسر الحلفايا وجسر الفتيحاب وجسر النيل الأبيض الرابط بين أم درمان والخرطوم والموصل إلى منطقة المقرن القريبة من وسط الخرطوم، حيث دارت مواجهات شرسة امتدت لأسابيع طويلة.
إعلانبالتوازي مع ذلك، كان الجيش يحقق انتصارات متوالية في ولايات السودان الوسطى التي كانت خاضعة لقوات الدعم السريع، حيث تمكن من تحرير جبل موية بولاية سنار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ليشكل هذا التقدم علامة فارقة في مسارح العمليات العسكرية المباشرة، تفككت بعدها قدرات الدعم السريع وقوته الصلبة، مع استعادة الجيش مدن الدندر والسوكي وسنجة عاصمة ولاية سنار وغيرها من المناطق، لتتراجع قوات الدعم السريع جنوبًا حتى حدود دولة جنوب السودان، وشمالًا نحو ولاية الجزيرة.
وبعد تحرير الجزء الأكبر من ولاية سنار، واصل الجيش تقدمه حتى تمكن من استعادة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، في يناير/كانون الثاني الماضي، وأعقب ذلك إبعاد قوات الدعم السريع من مدن وقرى الولاية، وصولًا إلى جسر سوبا شرقي الخرطوم.
ويقول قائد قوات العمل الخاص بمحور سنار فتح العليم الشوبلي للجزيرة نت إن اكتمال عملية تحرير الجزيرة أسهم في فرض حصار على الدعم السريع داخل الخرطوم، وكانت إحدى مفاتيح تحريرها.
ويضيف "القوات التي حررت الجزيرة هي التي أحكمت الخناق على الدعم السريع داخل الخرطوم ورفعت من وتيرة تحركات الجيش وتحرير مواقع كانت تحت سيطرة المليشيا، حيث تم تطويق الدعم السريع من ثلاثة محاور، وهي: شرق النيل (سوبا شرق)، وجنوب الخرطوم (الباقير)، ومحور جبل أولياء".
تضييق الخناق
بالتزامن مع تلك التحركات، ظلت قوات الجيش القادمة من أم درمان غربًا تتقدم ببطء بهجمات برية مسنودة بالطيران والمسيرات والقصف، حتى تمكنت من إنهاء قبضة الدعم السريع على الخرطوم بحري، وربط القوات مع سلاح الإشارة، ثم التقدم صوب مقر القيادة العامة بالخرطوم.
ومع تمكن الجيش من فك الحصار عن القيادة العامة، بدأ التحضير سريعًا لخطة تحرير القصر الرئاسي والوزارات المهمة التي تحيط به، وعلى رأسها الخارجية ومجلس الوزراء.
إعلانوبحسب مصدر عسكري من القوات المساندة للجيش تحدث للجزيرة نت، فإن قادة الجيش وضعوا خطة محكمة للسيطرة على وسط الخرطوم، الذي كان يتسم بخطورة كبيرة بحكم انتشار قناصة الدعم السريع في مبانيه العالية المحيطة بالقصر وحتى البعيدة نسبيًا عنه كقاعة الصداقة وبرج الفاتح، لافتًا إلى أن القناصة كانوا مزودين بأسلحة متطورة وصواريخ موجهة.
ويشير المصدر العسكري إلى أن القوات القادمة من أم درمان واجهت مقاومة شرسة في منطقة المقرن، وهي من المواقع الحاكمة في التوجه صوب القصر.
ويؤكد أن الجيش ومسانديه من القوات الأخرى فقدوا أعدادًا كبيرة من المقاتلين في هذه الجبهة، حيث تم استهدافهم على يد عناصر الدعم السريع بأسلحة القنص، ومع ذلك كان الإصرار متعاظمًا وسط قوات الجيش للتقدم، مسنودًا بقصف المسيرات والمدفعية، وفقما يقول.
المعركة الفاصلة
بعد الحصار المطبق على عناصر الدعم السريع وسط الخرطوم والقصر الرئاسي، لم تستسلم قوات الدعم السريع بسهولة، بل دفعت بقوات كبيرة من جنوب الخرطوم حاولت فتح الطريق لخروج القوة المحاصرة في القصر وسحبها باتجاه الجنوب.
وبالفعل دارت معارك عنيفة يومي 18 و19 مارس/آذار الماضي في شارع القصر، لكن موقف الجيش تعزز وقتها بالتقاء جنود سلاح المدرعات بالقيادة العامة، مما قاد لترجيح كفة الجيش بقوة ليستمر في التقدم باتجاه القصر.
يقول المصدر العسكري إن هذه المواجهة الشرسة كسرت شوكة قوات الدعم السريع، وتلقت خلالها ضربات قوية، حيث تم تدمير ما لا يقل عن 100 عربة وقتل حوالي 600 من عناصر الدعم، بعد أن لعب الطيران المسيّر دورًا محوريا في الحسم، واستهداف القوة الصلبة والدفاعات المتقدمة للدعم السريع وسط الخرطوم.
الانهيار الكامل
مهدت هذه المعركة الحاسمة لتمكين الجيش من استلام القصر الرئاسي يوم 21 مارس/آذار الماضي، وانهارت بعدها دفاعات قوات الدعم السريع، وبدأت تلك القوات في الانسحاب تباعًا من المواقع الحيوية في شرق الخرطوم وجنوبها.
إعلانولم تشهد المقار التي كانت تحتلها وتتخذ منها مراكز للقيادة والسيطرة في ضاحية الرياض، والمدينة الرياضية، وحي المطار، وجامعة أفريقيا العالمية، أي قتال بعد أن اختارت ما تبقى من قوات الدعم السريع الانسحاب جنوبًا ومغادرة الخرطوم.
يُشار إلى أن الجيش لم يعلن حتى الآن رسميًا تحرير الخرطوم، حيث لا تزال المواجهات العسكرية محتدمة في غرب أم درمان، مع تقدم ملحوظ للجيش الذي أعلن المتحدث باسمه اليوم الثلاثاء عن التمكن من "سحق وتدمير شراذم مليشيا آل دقلو" -في إشارة للدعم السريع- في مناطق الصفوة والحلة الجديدة وقرية الصفيراء ومعسكر الكونان، مشيرًا إلى "استمرار ملاحقة وتصفية ما تبقى من جيوب محدودة" في المنطقة.