عربي21:
2024-11-08@03:51:58 GMT

لماذا تجاهل نظام الأسد وفاة أول رائد فضاء سوري؟

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

لماذا تجاهل نظام الأسد وفاة أول رائد فضاء سوري؟

لم تأت وسائل إعلام النظام السوري الرسمية وشبه الرسمية على ذكر أي خبر عن وفاة اللواء محمد فارس أول رائد فضاء سوري، وذلك رغم الاهتمام المحلي والدولي الواسع برحيل فارس.

وكان آلاف السوريين قد شاركوا في دفن جثمان اللواء فارس الاثنين، في مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي حلب، الذي توفي في أحد مستشفيات ولاية غازي عنتاب التركية الجمعة، جراء أزمة صحية.




وبعد إعلان النبأ توالت بيانات النعي والتعزية بوفاة فارس، ووصفت السفارة الأمريكية أن رحيل فارس بـ"الخسارة الكبيرة للسوريين والعالم أجمع".

وتابعت "نعزي عائلة وأصدقاء رائد الفضاء السوري محمد فارس، بوصفه أول سوري يسافر إلى الفضاء، لقد قدم فارس نموذجاً لتفانيه في التميز ودعا أيضاً إلى الحرية للشعب السوري".

من جانبه، شكر قتيبة نجل اللواء محمد فارس واشنطن على التعزية، قائلا: "انتهت رحلة معاناة رائد الفضاء محمد فارس الخاصة بعودته إلى السماء والتحاقه بجوار ربه، لكن روحه لن ترتاح حتى تنتهي معاناة الشعب السوري".



وتابع أن "الشعب السوري بحاجة إلى نجدة سريعة، والرجاء من الأصدقاء في أمريكا أن يكون لهم دور فعال في ذلك، وأن يكون اهتمامهم بدعم حياة الشعب السوري كما هو اهتمامهم الآن بوفاة عميد أسرتنا".

المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، قال إن فارس ترك بصمة في قلوب كثيرين، وستظل إنجازاته ملهمة للأجيال القادمة، مخاطباً السوريين: "نشارككم الحداد على فقدان ‎محمد فارس، رائد الفضاء السوري، الرائد والمدافع القوي عن الحرية والديمقراطية".

أما في الشمال السوري، فقد جرى افتتاح مجالس العزاء في مدن أعزاز والباب وكلجبرين (مسقط رأسه) وغيرها.


السفارة السورية في الدوحة بدورها، أقامت مجلس عزاء بـ"فقيد الثورة"، بحضور شخصيات سورية منها رئيس الوزراء السوري الأسبق رياض حجاب، والرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض البارز أحمد معاذ الخطيب.


لماذا تجاهل النظام نبأ وفاة فارس؟
وفارس الذي ينحدر من حلب المولود في العام 1951، هو ضابط سابق في سلاح الجو وقع عليه الاختيار في العام 1987 للانطلاق إلى الفضاء الخارجي، ضمن برنامج الفضاء السوفييتي سابقاً.

وبعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011، أعلن فارس عن دعمه الثورة، وشارك في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في مدينة حلب، وبعد إعلان انشقاقه غادر سوريا إلى تركيا في العام 2012، وحصل على الجنسية التركية.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي، بعد أن أنجز فارس رحلته إلى الفضاء، لاحظ بعد عودته إلى دمشق أن الاحتفاء به كان باهتاً ولم يستمر لأكثر من 3 ايام ثم تجاهله الإعلام، وهي سياسة يتبعها نظام الأسد، تهدف إلى عدم بروز شخصية وطنية كبيرة تحظى باحترام الجميع، حيث لا رموز إلا عائلة الأسد ولا بطولات إلا لهم.

ويضيف لـ"عربي21" أن موقف فارس السياسي أحرج النظام، وخاصة أمام الروس الذين يعرفون فارس جيداً، وبعد وفاته عمد النظام إلى تجاهل الخبر، لأنه لا يريد التذكير بشخصية وطنية هامة، ولأن ذكره ينسف سردية النظام حول عدم وجود معارضة لحكمه.


وبحسب المعراوي، فإن النظام يصاب بمقتل عند انضمام شخصيات علمية أو ثقافية أو فنية إلى صفوف المعارضة والثورة لأن ذلك يضعف دعاية النظام عن "الإرهاب والتطرف".

المحلل السياسي فواز المفلح، يرى أن النظام السوري اعتاد منذ اندلاع الثورة على تجاهل كل القامات السورية التي عارضته، وقال لـ"عربي21": "في أحسن الأحوال هو يتجاهل ذكرهم، إن لم يتهمهم بالخيانة".

وإلى قيام النظام السوري بحذف كل الدروس والفقرات التي تذكر برحلة فارس إلى الفضاء من المناهج الدراسية بعد انشقاقه عن النظام، قائلاً: "في سوريا تُختصر الوطنية بعدم الخروج عن طاعة  آل الأسد".

انقسام في الحاضنة الموالية للنظام
ومقابل مشاعر الحزن التي أشاعها نبأ الوفاة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، أثارت وفاة فارس انقساماً في الأوساط الموالية للنظام السوري، بين قسم ترحم عليه، وآخر مهاجم ومتهم إياه بـ"الخيانة"، وفق ما رصدت "عربي21".



وتعليقاً، يقول باسل المعراوي، إن القسم الذي ترحم على فارس يرى في رحلته للفضاء منجزاً علمياً سورياً، أما القسم المقابل يراقب ويتقيد بموقف النظام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية محمد فارس الفضاء سوريا نظام الأسد سوريا الفضاء نظام الأسد محمد فارس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى الفضاء محمد فارس فی العام

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية: لبنان أضاع فرصة لإحقاق العدالة في وفاة لاجئ سوري تحت التعذيب

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن المحكمة العسكرية اللبنانية أهدرت فرصة سنحت الجمعة الماضية لمحاسبة مرتكبي التعذيب الذي أدى إلى وفاة اللاجئ السوري بشار عبد سعود في الحجز.

ففي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وُجّهت تهم إلى خمسة من عناصر أمن الدولة، بمن فيهم ضابط، بموجب قانون معاقبة التعذيب اللبناني لعام 2017 بشأن وفاة سعود، ثم احتُجزوا. إلا أنه تم الإفراج عن كافة المحتجزين باستثناء عنصر واحد بعد جلسة المحاكمة الأولى في 16 ديسمبر/كانون الأول 2022. فيما أفرج عن المحتجز الأخير في وقت سابق من هذا العام.

ومع ذلك، في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حُكم على جميع المتهمين بمدة العقوبة التي سبق وقضوها أثناء فترة التحقيق بعدما خفضت المحكمة توصيف جريمتهم من جناية إلى جُنحة، وأسقطت التُهم الموجهة إليهم بموجب قانون معاقبة التعذيب واستبدلتها بتهم مستندة إلى المادة 166 من قانون القضاء العسكري التي تحظر مخالفة الأنظمة والأوامر والتعليمات العامة.

وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: "بدلًا من إصدار توبيخ شديد اللهجة لممارسات التعذيب داخل المنظومة الأمنية، بعثت المحكمة العسكرية بإصدارها هذا الحكم رسالة مروعة مفادها أن أفراد أجهزة الأمن هم فوق القانون، وأن مرتكبي التعذيب يمكنهم الاستمرار في ارتكاب جرائمهم بدون خوف من المحاسبة".

وأضافت: "كان يمكن لهذه القضية أن تكون فرصة سانحة لتنفيذ قانون معاقبة التعذيب لعام 2017 وإنهاء عقود من الإفلات من العقاب عن التعذيب في مرافق الاحتجاز اللبنانية. إلا أن هذا الحكم يشكل استخفافًا بالعدالة وسيزيد من ترسيخ الإفلات من العقاب".

وختمت آية مجذوب حديثها قائلة: "إن المجريات المستهجنة لهذه المحاكمة وحقيقة أنه لم يعقد إلا جلسة استماع واحدة فقط تلقي بمزيد من ظلال الشك على هذا الحكم. ويجب على المدعي العام التمييزي أن يأمر فورًا بإعادة المحاكمة في هذه القضية أمام محكمة مدنية عادية، بما يتماشى مع القانونين اللبناني والدولي".

وتابعت: "إنَّ التقاعس المستمر للسلطة القضائية عن تطبيق قانون معاقبة التعذيب يحرم الضحايا من نيل العدالة، ويردع الآخرين عن الإبلاغ عن التعذيب. يجب ألا تمر وفاة بشار عبد سعود دون عقاب، ويتعين على السلطات ضمان إحقاق العدالة وبعث رسالة مفادها أنَّ أيام التعذيب في مراكز الاحتجاز اللبنانية قد ولّت".


في 30 أغسطس/آب 2022، اعتقل عناصر الأمن سعود من منزله في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين في بيروت بزعم حيازته ورقة نقدية مزيفة من فئة 50 دولارًا أمريكيًا. وفي 3 سبتمبر/أيلول 2022، اتصلت قوات الأمن بعائلته لاستلام جثته من المستشفى.

وقد ترك بشار الذي توفي عن عمر 30 عامًا، وراءه ثلاثة أطفال، من بينهم رضيع عمره شهر واحد. قبل ثماني سنوات من إلقاء القبض عليه، انشقّ عن الجيش السوري وانتقل إلى لبنان للعمل كحمّال.

وأظهرت مقاطع الفيديو والصور المسربة في ذلك الوقت، التي اطلعت عليها منظمة العفو الدولية، علامات كثيرة على جسده تظهر تعرضه للتعذيب، وخلقت غضبًا مجتمعيًا دفع بالمؤسسة العسكرية إلى إصدار أمرٍ بإجراء تحقيق أفضى إلى اعتقال عناصر أمن الدولة الخمسة وتوجيه تهم ممارسة التعذيب لهم.

وفي 15 أبريل/نيسان، أبلغ محامي عائلة سعود، محمد صبلوح، منظمة العفو الدولية أن رئيس المحكمة العسكرية أخبره بشكل غير رسمي أن المؤسسة العسكرية توصلت إلى تسوية مع الأسرة لإغلاق القضية والإفراج عن المعتقل الوحيد الذي لا زال محتجزًا. وقال صبلوح إن القاضي أخبره أن الوقت الذي قضاه المعتقل في السجن حتى الآن هو عقاب كافٍ. ولم ترد العائلة في لبنان على أسئلة صبلوح لتوضيح كيفية التوصل إلى التسوية.

ووفق العفو الدولية فأإن اللاجئين السوريين يعتبرون من أكثر الفئات المستضعفة في لبنان. فكثيرًا ما يتعرضون للاعتقال التعسفي والاحتجاز لفترات طويلة بسبب جرائم مزعومة تتراوح بين حيازتهم أوراق ثبوتية منتهية الصلاحية والاتجار بالمخدرات. وينتشر استخدام التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة على نطاق واسع في نظام الاحتجاز اللبناني، في ظل تقاعس القضاء عن إجراء تحقيقات وافية في شكاوى التعذيب.

وكانت هذه هي أول قضية يُنظر فيها بموجب قانون معاقبة التعذيب تصل إلى مرحلة المحاكمة، ولكن، وفي انتهاك للقانون، نُظر فيها أمام المحكمة العسكرية، التي تفتقر إلى الاستقلالية والحياد.

ويخالف قرار محاكمة عناصر الأمن أمام محكمة عسكرية بدلًا من محكمة مدنية القانون اللبناني والتزامات لبنان بموجب القانون الدولي كدولة موقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب؛ إذ ينبغي أن يقتصر عمل المحاكم العسكرية على محاكمة العسكريين على إخلالهم بالأنظمة العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، وبموجب قانون معاقبة التعذيب اللبناني، تُمنح المحاكم المدنية العادية السلطة الحصرية للمقاضاة، والتحقيق، والمحاكمة. وينطبق حظر التعذيب بشكل مطلق بغض النظر عن طبيعة الجريمة المزعومة.

من بين سبع جلسات مقررة للمحاكمة، لم تُعقد سوى جلستين، بينما تم تأجيل الجلسات الخمس الأخرى، فيما خُصصت الجلسة الأخيرة للنطق بالحكم.

تدعو منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية أيضًا إلى تخصيص ميزانية كافية للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، التي تضم الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، حتى تتمكن من زيارة جميع أماكن الاحتجاز وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان.

وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت في مارس/آذار 2021، تقريرًا يوثق مجموعة من الانتهاكات التي ارتكبت بحق 26 لاجئًا سوريًا، بمن فيهم أربعة أطفال، احتجزوا بتهم تتعلق بالإرهاب بين عام 2014 وأوائل عام 2021.

وشملت هذه الانتهاكات المحاكمة الجائرة والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، ومن ضمنها الضرب بالعصي المعدنية والكابلات الكهربائية والأنابيب البلاستيكية. وتقاعست السلطات عن التحقيق في ادعاءات التعذيب، حتى في الحالات التي أبلغ فيها المحتجزون أو محاموهم القضاة في المحاكم أنهم تعرضوا للتعذيب.

مقالات مشابهة

  • دخلوا المستشفى بشكل غامض.. «ناسا» تكشف التطورات الصحية لـ4 رواد فضاء
  • سوريّ عنّف ابنه وقتل ابنته.. شعبة المعلومات كشفت تفاصيل حادثة بعقلين
  • إسقاط عضوية وملاحقة قضائية.. ماذا وراء تركيز النظام السوري على البرلمان؟
  • إسقاط عضوية وملاحقة قضائية..ما وراء تركيز النظام السوري على البرلمان؟
  • من الفضاء إلى المستشفى!.. غموض يكتنف حالة أربعة رواد فضاء بعد عودتهم إلى الأرض
  • الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بالذكرى السبعين لثورة الأول من نوفمبر المجيدة
  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا
  • محمد بن سعود يطلق نظام الحر القضائي برأس الخيمة
  • بعيدا عن الأرض بـ400 كيلومترا.. أميركيون يصوتون من الفضاء
  • العفو الدولية: لبنان أضاع فرصة لإحقاق العدالة في وفاة لاجئ سوري تحت التعذيب