لماذا تجاهل نظام الأسد وفاة أول رائد فضاء سوري؟
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
لم تأت وسائل إعلام النظام السوري الرسمية وشبه الرسمية على ذكر أي خبر عن وفاة اللواء محمد فارس أول رائد فضاء سوري، وذلك رغم الاهتمام المحلي والدولي الواسع برحيل فارس.
وكان آلاف السوريين قد شاركوا في دفن جثمان اللواء فارس الاثنين، في مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي حلب، الذي توفي في أحد مستشفيات ولاية غازي عنتاب التركية الجمعة، جراء أزمة صحية.
وبعد إعلان النبأ توالت بيانات النعي والتعزية بوفاة فارس، ووصفت السفارة الأمريكية أن رحيل فارس بـ"الخسارة الكبيرة للسوريين والعالم أجمع".
وتابعت "نعزي عائلة وأصدقاء رائد الفضاء السوري محمد فارس، بوصفه أول سوري يسافر إلى الفضاء، لقد قدم فارس نموذجاً لتفانيه في التميز ودعا أيضاً إلى الحرية للشعب السوري".
من جانبه، شكر قتيبة نجل اللواء محمد فارس واشنطن على التعزية، قائلا: "انتهت رحلة معاناة رائد الفضاء محمد فارس الخاصة بعودته إلى السماء والتحاقه بجوار ربه، لكن روحه لن ترتاح حتى تنتهي معاناة الشعب السوري".
وتابع أن "الشعب السوري بحاجة إلى نجدة سريعة، والرجاء من الأصدقاء في أمريكا أن يكون لهم دور فعال في ذلك، وأن يكون اهتمامهم بدعم حياة الشعب السوري كما هو اهتمامهم الآن بوفاة عميد أسرتنا".
المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، قال إن فارس ترك بصمة في قلوب كثيرين، وستظل إنجازاته ملهمة للأجيال القادمة، مخاطباً السوريين: "نشارككم الحداد على فقدان محمد فارس، رائد الفضاء السوري، الرائد والمدافع القوي عن الحرية والديمقراطية".
أما في الشمال السوري، فقد جرى افتتاح مجالس العزاء في مدن أعزاز والباب وكلجبرين (مسقط رأسه) وغيرها.
السفارة السورية في الدوحة بدورها، أقامت مجلس عزاء بـ"فقيد الثورة"، بحضور شخصيات سورية منها رئيس الوزراء السوري الأسبق رياض حجاب، والرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض البارز أحمد معاذ الخطيب.
لماذا تجاهل النظام نبأ وفاة فارس؟
وفارس الذي ينحدر من حلب المولود في العام 1951، هو ضابط سابق في سلاح الجو وقع عليه الاختيار في العام 1987 للانطلاق إلى الفضاء الخارجي، ضمن برنامج الفضاء السوفييتي سابقاً.
وبعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011، أعلن فارس عن دعمه الثورة، وشارك في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في مدينة حلب، وبعد إعلان انشقاقه غادر سوريا إلى تركيا في العام 2012، وحصل على الجنسية التركية.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي، بعد أن أنجز فارس رحلته إلى الفضاء، لاحظ بعد عودته إلى دمشق أن الاحتفاء به كان باهتاً ولم يستمر لأكثر من 3 ايام ثم تجاهله الإعلام، وهي سياسة يتبعها نظام الأسد، تهدف إلى عدم بروز شخصية وطنية كبيرة تحظى باحترام الجميع، حيث لا رموز إلا عائلة الأسد ولا بطولات إلا لهم.
ويضيف لـ"عربي21" أن موقف فارس السياسي أحرج النظام، وخاصة أمام الروس الذين يعرفون فارس جيداً، وبعد وفاته عمد النظام إلى تجاهل الخبر، لأنه لا يريد التذكير بشخصية وطنية هامة، ولأن ذكره ينسف سردية النظام حول عدم وجود معارضة لحكمه.
وبحسب المعراوي، فإن النظام يصاب بمقتل عند انضمام شخصيات علمية أو ثقافية أو فنية إلى صفوف المعارضة والثورة لأن ذلك يضعف دعاية النظام عن "الإرهاب والتطرف".
المحلل السياسي فواز المفلح، يرى أن النظام السوري اعتاد منذ اندلاع الثورة على تجاهل كل القامات السورية التي عارضته، وقال لـ"عربي21": "في أحسن الأحوال هو يتجاهل ذكرهم، إن لم يتهمهم بالخيانة".
وإلى قيام النظام السوري بحذف كل الدروس والفقرات التي تذكر برحلة فارس إلى الفضاء من المناهج الدراسية بعد انشقاقه عن النظام، قائلاً: "في سوريا تُختصر الوطنية بعدم الخروج عن طاعة آل الأسد".
انقسام في الحاضنة الموالية للنظام
ومقابل مشاعر الحزن التي أشاعها نبأ الوفاة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، أثارت وفاة فارس انقساماً في الأوساط الموالية للنظام السوري، بين قسم ترحم عليه، وآخر مهاجم ومتهم إياه بـ"الخيانة"، وفق ما رصدت "عربي21".
وتعليقاً، يقول باسل المعراوي، إن القسم الذي ترحم على فارس يرى في رحلته للفضاء منجزاً علمياً سورياً، أما القسم المقابل يراقب ويتقيد بموقف النظام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية محمد فارس الفضاء سوريا نظام الأسد سوريا الفضاء نظام الأسد محمد فارس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى الفضاء محمد فارس فی العام
إقرأ أيضاً:
أول فنان سوري يعلن تأييد انتخاب جمال سليمان للرئاسة
أعلن الممثل والمخرج سيف الدين سبيعي دعمه للفنان جمال سليمان في حال ترشحه للانتخابات الرئاسية السورية، موضحاً أنه سيكون أول المصوتين له.
وفي لقاء تلفزيوني، نفى "سبيعي" حدوث خلاف بين الفنانين حول تأييد ومعارضة النظام، متطرقاً لواقعة استدعائه للتحقيق بفرع التحقيق العسكري بالجوية في وقت سابق، بسبب تواصله مع الفنان جمال سليمان، المعروف بموقفه المعادي للنظام.
كما استنكر الفنان السوري لقب "الشبيح" الذي وصفه به البعض، متسائلاً: "متى كنت شبيحاً؟ ومتى تصرفت هكذا؟.. أراهن أن يجد أحدهم لقطة واحدة قلت فيها يوماً أن (بشار رئيسي) وأن الجيش السوري يمثلني".
وأضاف: "حتى في لقاء 2011 اللي جابونا عليه على تلفزيون الدنيا وقت توقيع (بيان الحليب)، والذي تواجدت فيه يارا صبري وعابد فهد وأمل عرفة، والله العظيم ما طلعت مني كلمة تحية للجيش السوري".
وبسؤاله عن خلافه مع شقيقه الراحل عامر سبيعي، الذي دفعه موقفه المعارض لنظام الأسد إلى الخروج من سوريا والإقامة في مصر حتى وفاته بشكل مفاجئ في عام 2015، رفض "سيف الدين" الخوض في الحديث عنه، قائلاً إنه أمر "عائلي".
وأضاف: "أخي عامر ذهب إلى دار الحق.. وهو الآن بالمكان الذي سيثاب فيه إن كان مصيباً وسينال جزاءه إن كان مخطئاً".
قبل سقوط الأسد.. جمال سليمان يروي كواليس صيدنايا في عمل درامي - موقع 24كشف النجم السوري جمال سليمان عن التحضيرات الجارية حالياً لتقديم عمل درامي يتناول كواليس سجن صيدنايا الشهير، والصعوبات التي واجهته خلال التحضيرات لهذا العمل.وكان الفنان جمال سليمان قد أعلن قبل أيام عن رغبته في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية السورية، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأكد "سليمان" أن لديه رغبة في الترشح لمنصب الرئيس منذ وقت سابق، قائلاً: "ليس شرطاً أن أفعل ذلك، لكن إذا لم أجد من هو أنسب مني في هذا المنصب سواء كان رجلاً أو امرأة، سأرشح نفسي إذا أراد السوريون".