هيئة الكتاب تصدر المدسوس» ومسرحيات أخرى لـ يس الضوي
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع المسرحي، مسرحية «المدسوس ومسرحيات أخرى» للكاتب يس الضوي.
يضم الكتاب ثلاث مسرحيات، وهم "ونيسة، المدسوس، ورفيق" للكاتب المسرحي يس الضوي، وتنطوي على جهد وخيال إبداعي كثيف ومتعدد، فهي تحتفي بصراع شخصياتها الحادة كحجر الصوان وانفعالاتها المكتومة كجوف كهوف الجبل السرية ولا يكتفي بلهجتها الجنوبية المشغولة على مهل وتؤدة، باستعمالاتها المجهولة لأهل الحضر، مع صرامتها التي تجرح بقدر ما تكشف.
كما أنها نصوص لا تفلت من أسر حرفية كاتبها الذي يتميز كمخرج مسرحي قدير في الآن نفسه؛ لذا نراه يصف المشهد بدقة من يقوم على تنفيذه فوق الخشبة، ويرسم حركات شخصياته بجلاء ووضوح، حتى الإيماءات والالتفافات العابرة تشغله وتستوقفه.
وأيضا تقوم على ما هو جدير بالعناية النقدية، فإرشادات الكاتب وإيضاحاته لا تمليها دقة كاتب مهووس بالإخراج وحسب، بل هي ضمن قناعة حرفي متمرس يدرك أن نص القراءة لا بد أن يحتشد بجماليات تضيف لدراماه كنص مقروء مثل الجماليات الخاصة بالعرض المسرحي من تمثيل وسينوغرافيا وإخراج التي تعمل على إضاءة جوانب النص حين عرضه؛ لذا جاءت إيضاحات الكاتب وإرشاداته ذات صبغة أدبية لافتة تقرب نصوصه من حدود القص وما يكتنزه من جماليات وصف وتصوير ومهارة تعبير.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: مقاطعة الأسماك الطقس أسعار الذهب التصالح في مخالفات البناء سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان الهيئة المصرية العامة للكتاب يس الضوي طوفان الأقصى المزيد
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. عرقي حبرٌ وجلدي ورق
عرقي حبرٌ وجلدي ورق
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ … 1 / 5 / 2013
طوى عاملٌ رسالته المكتوبة بخط مرتجف، أدخلها في مغلّف قديم، ثم وضعها في #صندوق_بريد من غير #طوابع، ومضى إلى عمله في يوم عيده..
المرسل: #عامل
المرسَل إليه: #الحكومة
*
كل عام وأنتم بخير؛ أنا لم أعتد على التهاني مثلكم، لذا اسمحوا لي إن هنأتكم بعيدي ونسيتُ نفسي، فأنا مذ وُلدت أذكركم وأنسى نفسي، أدْعي لكم بطول العمر وأنسى نفسي، أنفّذ المطلوب منّي وأنسى نفسي، أفرح لبقائكم، لثرائكم، لقصوركم، لسلالاتكم، وأنسى نفسي.
لا عليكم؛ يبدو أنني حقّاً نسيت نفسي، هدفي من هذه الرسالة المكتوبة بحبر العرَق، أن أذكّركم فقط أنني ما أزال كما تمنيتموني.. أصحو باكراً مثل السنونو، أحمل أدواتي بصمت، أمضي بصمت، أحب وطني بصمت، أعمل بصمت، أمرض بصمت، أجوع بصمت، أتألم بصمت، أعود إلى البيت بصمت، أنجب بصمت… وإن متّ أموت بصمت أيضاً..
أحمل أولادي على ظهري على طوّافة الحياة، مَن تشبّث بالعيش نجا، ومَن سقط مات.. أنا يا سادة لا أستطيع الانحناء لألتقط أي منهم، فلي ظهري واحد وعندي عشرة أفواه..
صدّقوني، أتسلّى بكلامكم أحياناً وقت المساء، مثل أغنية قديمة، أو مسرحية معادة.. سامحوني.. يجب أن أخبركم، أحياناً تنثني فوق شفتي ابتسامة بطيئة مؤلمة كانثناءة حديد التسليح.. أسمعكم تقولون إن لي حقوقاً لا أعرفها، ما أروعكم! حتى لو عرفتُها فلن آخذها، فلماذا أزعجكم إذن؟!
بصراحة، بودّي أن أركض إليكم وأرمي نفسي على طاولتكم، أو أدس نفسي بين أوراق البريد.. أنا رسالة تعب، فعرقي حبر وجلدي ورق.. أدور حول الرغيف مثل ثور الساقية دونما توقف.. ومع كل هذا، لم أقطع جدول أعمالكم يوماً بشكوى، ولم أنغّص صباحكم بمطالبة، لم أشارك باعتصام، ولم أقف دقيقة حداد.. كلما رأيتكم تطوفون بالميدان، ابتعدت، فلا أريد من رائحتي التي تثير العطاس، أن تسبب لكم الغثيان.. شهيقي رضا وزفيري “عيش الأولاد”.. سريري إسمنت، وغطائي رغيف.. أتنفّس حاجتي، وآكل حاجتي.. لا أسطو ولا أبطر.. عيني على لقمتي، ولقمتي تملأ عيني.. ولا أطمع من هذا الوطن سوى في قبر يواريني عن الأنظار، كما وُوريت عنكم في الحياة..
في الختام، أعدكم أن أبقى -كما أنا- مسدوداً في الصمت مجبولاً في العجز.. فقط مقابل أن ترفعوا أيديكم قليلاً عن خبزي..
التوقيع: عامل.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
مضى #191يوما …
بقي #85يوما
#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#متضامن_مع_احمد_حسن_الزعبي