لون السماء أصبح برتقاليا ومدرج المطار دُفن بالرمال.. عاصفة ترابية تضرب ليبيا واليونان
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
أدت عاصفة ترابية شديدة هبّت مساء أمس الثلاثاء، إلى تحويل السماء إلى اللون الأحمر والبرتقالي في مدينتي بنغازي ودرنة شمال ليبيا، قبل أن تعبر البحر المتوسط وتصل إلى جنوب اليونان أيضا.
وأظهرت مقاطع الفيديو مشاهد للسماء البرتقالية والحمراء المروعة التي غطت المباني والأشجار في كلا البلدين.
Massive dust storm in #Libya turns whole cities red
License this video: https://t.
— Newsflare (@Newsflare) April 24, 2024
وعانى الأهالي من صعوبة في التنفس وتهيج الحلق إثر تعرضهم للعاصفة الترابية التي كانت مصحوبة برياح تصل سرعتها إلى 70 كيلومترا/ساعة (45 ميلاً في الساعة) وفق ما ذكرت صحف محلية.
وذكرت وسائل إعلام ليبية أن عاصفة رملية قوية هبت عبر شرق ليبيا يوم الاثنين، مما أدى إلى تعطيل الحركة الجوية وإغلاق المطارات والإدارات العامة والمدارس في المنطقة.
كما أعلنت السلطات في شرق البلاد يومي الاثنين والثلاثاء "عطلة رسمية" بسبب "سوء الأحوال الجوية"، وقالت وسائل إعلام محلية إن حركة المرور في مطاري بنغازي وطبرق توقفت حتى إشعار آخر بسبب ضعف الرؤية وسوء الأحوال الجوية، وأظهرت صور مدارج المطار مدفونة بالرمال.
ومن بين المناطق التي تم إعلان حالة التأهب فيها درنة، حيث دعت السلطات جهات إنفاذ القانون إلى الحد من حركة المرور والحركة على الطرق في المناطق التي تسببت فيها العاصفة الرملية بضعف الرؤية.
وفي طبرق، اضطر سكان البيضاء وأجدابيا إلى البقاء في منازلهم حيث تحولت السماء إلى اللون الأصفر.
العاصفة تصل اليونانوعلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، قال مسؤولون إن سحب الغبار المنبعثة من الصحراء الكبرى غطت أثينا ومدنا يونانية أخرى، الثلاثاء، في واحدة من أسوأ الأحداث التي ضربت البلاد منذ عام 2018.
ومن خلال الأقمار الصناعية، يمكن رؤية الغبار على جزء واسع من الساحل الشمالي لليبيا، ويمتد جنوبا إلى الصحراء وشمالا إلى اليونان، ما حدّ من الرؤية ودفع السلطات إلى إصدار تحذيرات من مخاطر التنفس.
وحذرت السلطات من أن تركيزات الغبار يمكن أن تقلل من ضوء الشمس والرؤية مع زيادة تركيزات جزيئات التلوث الدقيقة، مما يشكل مخاطر على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية كامنة.
وقال مدير أبحاث الطقس في مرصد أثينا كوستاس لاغوفاردوس، "إنها واحدة من أخطر حلقات تركزات الغبار والرمال من الصحراء الكبرى منذ 21-22 مارس/آذار 2018، عندما غزت السحب جزيرة كريت على وجه الخصوص".
كما أدت الرياح الجنوبية القوية خلال الأيام القليلة الماضية إلى إشعال حرائق الغابات المبكرة غير الموسمية في جنوب البلاد، وقالت خدمة الإطفاء، مساء الثلاثاء، إن إجمالي 25 حريق غابات اندلعت في جميع أنحاء البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية.
وكانت اليونان قد تعرضت بالفعل لسحب ترابية في الصحراء الكبرى في أواخر مارس/آذار وأوائل أبريل/نيسان، مما أدى أيضًا إلى اختناق أجزاء من سويسرا وجنوب فرنسا.
200 مليون طن من الغبار سنوياوكانت السنوات الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في تواتر العواصف الرملية وشدتها بسبب النشاط البشري والتغيرات المناخية، وباتت هذه الظاهرة الطبيعية المتنامية مصدر تهديد للأراضي الزراعية ومصادر الغذاء وللصحة البشرية في عدد من مناطق العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعتبر منشأ نسبة مهمة من هذه العواصف ذات التأثير العالمي.
وتطلق الصحراء ما بين 60 إلى 200 مليون طن من الغبار المعدني سنويا. وفي حين أن أكبر الجسيمات تعود بسرعة إلى الأرض، فإن أصغرها يمكن أن يسافر آلاف الكيلومترات، ومن المحتمل أن يصل إلى أوروبا بأكملها.
ووفق خبراء الأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن 25% من انبعاثات الغبار العالمية تنشأ من الأنشطة البشرية، فيما تعود النسبة الباقية إلى أسباب طبيعية، لكن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري أدى إلى زيادة تواتر وشدة العواصف الرملية والترابية.
ويتوقع الخبراء أن تصبح العواصف الرملية أكثر شدة مع ارتفاع درجات الحرارة وحدوث الجفاف حيث تنخفض رطوبة التربة ما يسهم بشكل كبير في زيادة شدة وتواتر العواصف الرملية والترابية في جنوب آسيا وغربها، وفي مناطق أخرى من العالم.
الصحراء الكبرى.. أكبر مصدر للغبار في العالموتنشأ العواصف الرملية والترابية في مناطق الأراضي الجافة التي تغطي 41% من سطح الأرض وتشكل بعضا من أكثر النظم الإيكولوجية هشاشة، والأكثر عرضة لتغير المناخ العالمي.
ورغم أن جسيمات العواصف الرملية الأكبر حجما تنتقل لمسافة لا تزيد عادة عن بضعة كيلومترات، فإن جسيمات العواصف الترابية التي يبلغ قطرها أقل من 0.05 مليمتر، يمكن أن تنتقل لآلاف الكيلومترات.
ويمتد تأثير العواصف الرملية والترابية على جميع مناطق العالم، لكن النقاط الساخنة الرئيسية للعاصفة الترابية تقع خاصة في الصحراء الكبرى ومنطقة الشرق الأوسط وفي شمال غرب الصين وجنوب غرب آسيا ووسط أستراليا.
وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحدة من أكثر المناطق غبارا بسبب قربهما من الصحراء الكبرى أكبر مصدر للغبار في العالم.
وتبلغ انبعاثات الصحراء الكبرى من الغبار نحو 4 أضعاف ما تطلقه الصحاري العربية، وينتقل هذا الغبار إلى أماكن بعيدة مثل غابات الأمازون وأميركا الشمالية وأوروبا والصين.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى خسارة نحو 13 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سنويا بسبب العواصف الترابية.
الأضرار الصحية للعواصف الرمليةأما فيما يتعلق بالجوانب الصحية للعواصف الرملية، فإن خبراء في الصحة أكدوا أن استنشاق الجزيئات الدقيقة التي تحملها هذه العواصف يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي والحساسية ومشاكل صحية أخرى.
وفي مارس/آذار 2023، نشرت دراسة علمية عالمية أدلة كثيرة على الآثار الصحية للغبار الصحراوي والعواصف الرملية، خاصة على أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية وأسباب الوفيات.
وأثبت تقرير حديث لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أن العواصف الرملية والترابية قد تتسبب في زيادة التصحر وتدهور الأراضي وتلف المحاصيل، مما يؤثر سلبا على كمية الغذاء وجودته، كما تؤثر هذه العواصف سلبا في جودة الهواء ولها آثار ضارة على الصحة في جميع أنحاء العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات العواصف الرملیة والترابیة الصحراء الکبرى الشرق الأوسط یمکن أن
إقرأ أيضاً:
العالم ينتفض في وجه المقترح الأمريكي الإسرائيلي: لا يمكن الاستيلاء على غزة
في أعقاب الإعلان عن مقترح أمريكي إسرائيلي بشأن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجيرهم، خرجت دول العالم تعلن رفضها الحاسم لتلك التصريحات، مؤكّدين أنَّ غزة هي أرض الفلسطينيين وعليهم البقاء فيها.
موقف إسبانياومن جانبه، رفض وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة في أماكن أخرى والسيطرة على القطاع لإنشاء ريفييرا الشرق الأوسط، قائلًا في مؤتمر صحفي: «أريد أن أكون واضحًا للغاية في هذا الشأن، غزة هي أرض الفلسطينيين وسكان غزة ويجب أن يبقوا فيها»، بحسب وكالة «رويترز». وأضاف: «غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب عليها التعايش».
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إنَّه يجب ضمان أنَّ يكون للفلسطينيين مستقبل في وطنهم، مضيفًا: «كنا دائمًا واضحين في اعتقادنا بأننا يجب أن نشهد وجود دولتين، ويجب أن نرى الفلسطينيين يعيشون ويزدهرون في وطنهم بغزة والضفة الغربية»
كما أوضح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنَّ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن خطة للسيطرة على قطاع غزة، الذي دمرته الحرب غير مقبولة، مضيفا أن أي خطط تجعل الفلسطينيين خارج المعادلة ستؤدي إلى المزيد من الصراع. وتابع: «تركيا ستراجع الخطوات التي اتخذتها ضد إسرائيل، وهي وقف التجارة واستدعاء سفيرها، إذا توقف قتل الفلسطينيين وتغيرت ظروفهم».
ومن جانبه، قال الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا، إنَّ مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة والسيطرة على القطاع الذي مزقته الحرب ليس منطقيًا، مضيفا: «أين يعيش الفلسطينيون؟.. هذا أمر لا يمكن لأي إنسان أن يفهمه.. الفلسطينيون هم الذين يتعين عليهم الاهتمام بغزة».
كما نددت الصين بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة للسيطرة عليه؛ ليقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، في مؤتمر صحفي، إنَّ «الصين أكدت دائمًا أن الحكم الفلسطيني للفلسطينيين هو المبدأ الأساسي للحكم في غزة بعد الحرب.. نحن نعارض تهجير سكان غزة». وتابع: «نأمل أن تتخذ جميع الأطراف وقف إطلاق النار والحكم بعد انتهاء الصراع فرصة لإعادة القضية الفلسطينية إلى المسار الصحيح».
وخرجت فرنسا، رافضة تعليقات أن الولايات المتحدة قد تسيطر على غزة، وربما يتم تهجير الفلسطينيين إلى أماكن أخرى، قائلة إن ذلك من شأنه أن ينتهك القانون الدولي ويزعزع استقرار المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في بيان له: «فرنسا تجدد معارضتها لأي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، وهو ما يشكّل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، واعتداء على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، فضلًا عن كونه عقبة كبرى أمام حل الدولتين وعامل زعزعة استقرار رئيسي لشركائنا المقربين مصر والأردن وكذلك للمنطقة بأكملها». وأضاف «لوموان» أن مستقبل غزة يجب أن يكون في إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولا ينبغي أن تخضع لسيطرة دولة ثالثة.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن أطروحات تهجير الفلسطينيين من غزة تعبير عن ثقافة إلغاء قرارات مجلس الأمن، مشيرا خلال لقاء مع السفراء الأجانب في موسكو، إلى أن سبب مثل هذه الاقتراحات يعود إلى ثقافة الإلغاء فيما يتعلق بالشرق الأوسط.
وأضاف: «ثقافة الإلغاء واضحة، والإلغاء واضح جدًا في ما يتعلق بالشرق الأوسط، تؤكد قرارات مجلس الأمن ضرورة وجود أساس لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، بينما يقول ترامب إنه يجب تهجير الفلسطينيين (مليون ونصف مليون نسمة) إلى مصر والأردن».
وانتقد رئيس الوزراء الأسكتلندي جون سويني خطة ترامب، وقال في منشور على منصة إكس: «بعد أشهر من العقاب الجماعي في غزة ومقتل أكثر من 40 ألف شخص، فإن أي مقترح لتهجير الفلسطينيين من منازلهم أمر غير مقبول وخطير»، مؤكّدا أنَّه يعارض التطهير العرقي، وأن حل الدولتين فقط هو الذي سيحقق السلام الدائم.
وقال المبعوث الأوروبي الخاص للشرق الأوسط سفين كوبمانز إنَّ هناك حلا واحدا فقط وهو دولتان إسرائيلية وفلسطينية آمنتان تتمتعان بالسيادة، مشددا على أن الأمن الحقيقي لا يأتي إلا من خلال السلام الحقيقي.
ووصفت منظمة العفو الدولية مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة بـ«العبثية»، وشددت على أنها ليست أخلاقية ولا شرعية، كما رفضت المنظمة عدم إنسانية مقترح ترامب والاستيلاء على الأراضي وسخريته من حق الشعوب في تقرير المصير.