الاحتلال يتجهّز للعدوان البري على رفح.. وقلق في أوساط النازحين (شاهد)
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
يخطط جيش الاحتلال لشن عدوان بري وشيك على مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، وسط حالة من الخوف والترقب في أوساط النازحين الذين فروا إلى هناك على وقع العمليات العسكرية التي طالت معظم مناطق ومدن قطاع غزة.
وقالت مواقع صحيفة إسرائيلية، إن العملية ستبدأ بعد انتهاء عيد الفصح اليهوديّ، الأسبوع المقبل؛ وستستمرّ لعدة أشهر، مشيرة إلى أن عمليات إجلاء النازحين من رفح ستتراوح لمدّة ما بين 4 إلى 5 أسابيع.
ووفقا للخطّة، فإن جيش الاحتلال سيُطلب من النازحين في رفح إخلاء أماكن سكناهم، إلى مجمعات الخيام التي أقيمت في الأشهر الأخيرة، والتي نصبتها وكالات إغاثة دولية، ودول أخرى، على أن يتقدم بريا في رفح على مراحل، وفقا لتقسيم إلى مناطق محدَّدة.
وأكملت حرب الاحتلال الإسرائيلي الشّرسة المائتين وواحد يوم، وسط استمرار تضييق كافة خيارات النجاة والأمان للفلسطينيين المحاصرين، بين القصف والاجتياح وانعدام المنظومة الصحية.
ورصدت "عربي21" أحوال الفلسطينيين، والخيارات المطروحة أمامهم، في ظل الاستمرار بالتهديد لاجتياح رفح، الذي بات خيارهم الأخير للبحث عن بصيص الأمان.
"هَيْنا قاعدين"
يقول أبو محمد (60 عاما) إنه لن يتحرك من مدينة رفح إلا في حال خروج الناس كلها ووجود خطر حقيقي وليس مجرد تهديدات، مضيفا أن "اليهود الملاعين بهددوا برفح دايما علشان يضغطوا في المفاوضات".
ويضيف أبو محمد في حديثه لـ"عربي21": "تعبنا كثيرا، لغاية ما قدرنا نؤسس حياة، ولو بسيطة ومتواضعة ومليانة تعب هنا.. أروح أنزح على مكان تاني ومش على بيتي علشان أبدأ من تحت الصفر! لا هينا قاعدين لغاية ما ربنا يفرجها".
ويوضح أنه "مش بسيط إنه تجهز أغراضك الأساسية من الصفر، بدون مصدر دخل وفرصة عمل، ومجرد إنك تقدر توفر أسطوانة غاز صغيرة للطهي أمر صعب ومكلف، وكل هذا علشان نتجنب توليع النار والحطب والخنقة، حتى الحطب والخشب صار سعره غالي".
ويقول: "أنا مش صرت أحب النزوح، بس زهقت وأنا بتحرك من مكان لمكان، لهيك أنا مش متحرك إلا لو لقيت كل الناس تحركت ونزحت، وإن شاء الله لما أتحرك المرة الجاية تكون على بيتي بس".
"تركت خلفي كل شيء"
بدوره، يكشف أبو ناهض (58 عاما) أنه تحرك من رفح باتجاه منطقة مخيمات جديدة للنازحين في المنطقة الوسطى، موضحا: "قررت أعمل هيك علشان أطلع براحتي قبل الزحمة والعجلة، وقبل ما نطلع مستعجلين بسبب القصف والاجتياح المحتمل".
ويقول أبو ناهض لـ"عربي21": "قبل هيك كنا في منطقة الصناعة في خانيونس وتركت خلفي كل شيء، مع قرار الإخلاء واشتداد القصف، ما بدي أغلط هذا الغلط تاني، معي وقت ألم كل أغراضي وعفشي بسيارة نقل، وهيك رح أعمل والأمان بوجه ربنا".
"النزوح مش هرب"
من ناحيته، يقول أبو حسن (54 عاما) إنه سينزح من رفح حال أعلن الاحتلال عن عملية برية فيها، مضيفا: "أنا من سكان شرق رفح، وهي من الأماكن الأولى التي من المتوقع اجتياحها نظرا لقربها من الحدود".
ويوضح أبو حسن في حديثه لـ"عربي21": "النزوح مش هرب ولا خوف، إنما بقاء في قطاع غزة حتى آخر نفس، ربنا بقول لنا نحافظ على أنفسنا، ومجرد بقائنا على هذه الأرض يعتبر مقاومة وصمود".
بدورها، تقول شهد (23 عاما) إنها بالأصل من غزة ونزحت مع عائلتها إلى مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، موضحة أن "أهلي لسة مش عارفين إيش يعملوا، يضلوا في الدير ولا يتحركوا تجاه النصيرات أو الزوايدة (مناطق في وسط القطاع أيضا)".
وتضيف شهد لـ"عربي21": "دير البلح ورفح ما صار فيهم عمليات كبيرة مثل ما صار في مناطق أخرى وبخاصة شمال غزة، لهيك هي بنظر الناس مناطق مهددة ودخولها مسألة وقت، لهيك الناس بتحاول تسبق الوقت وتدبر اللي بتقدر عليه من أمورها لتجنب الصعوبات اللي مروا فيها خلال فترات النزوح السابقة".
وتكشف أنه "طبعا إحنا مش ضامنين اليهود ولا ذرة، مجهزين أهم أغراضنا في شنط، حتى نحملها سريعا حال اضطررنا للنزوح، والفكرة مش إنه الأماكن اللي دخلها الجيش سابقا صارت آمنة، مهو دخل مستشفى الشفاء قبل هيك، ورجع لها وخرّب الدنيا وقتل الآلاف".
وتضيف: "مش معنى إنه دخل منطقة يعني مش رح يرجع لها، ومش معنى إنه ما دخل مكان إنه رح يدخلها حتما، ليش احنا بنتوقع من الاحتلال يكون منصف بالقتل والتدمير؟".
من ناحيته، يقول محمود (34 عاما) إن حدثت عملية رفح فإنها تعني بالنسبة للناس اقتراب انتهاء الحرب وعودة النازحين، كاشفا أنه "هيك بينك وبين حالك أو حتى داخل دائرتك الضيقة بنحكي يا رب يدخلوا رفح ونخلص ويرجعوا أهلنا من الجنوب".
ويضيف محمود في حديثه لـ"عربي21": "طبعا أعوذ بالله ما بنتمنى لأحد الدمار أو الحرب، لكن الواحد هيك بقول بسبب قديش هو تعب من هذه الحرب الطويلة".
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 201 تواليًا، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح معظم السكان.
وأعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 79 شهيدا و86 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، في حين ارتفعت حصيلة العدوان إلى 34 ألفا و262 شهيدا، و77 و229 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال عدوان رفح النازحين الفلسطينيين فلسطين الاحتلال رفح عدوان النازحين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خطر المجاعة يهدد غزة من شمالها إلى جنوبها.. والأسواق خالية (شاهد)
لا تزال مخاطر المجاعة تهدد الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال على القطاع من شماله إلى جنوبه، فيما تشهد الأسواق ندرة كبيرة في توفر المواد الأساسية وخاصة في المناطق المكتظة بالنازحين في المناطق الغربية من مدينتي خانيونس ودير البلح.
ومع استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة، يشدد جيش الاحتلال عدوانه وحصاره على الفلسطينيين، ويعرقل دخول الشاحنات التجارية والمساعدات، ما ألقى بذلك على مشهد الأسواق الخالية من السلع الأساسية، وما قد تسببه من مجاعة قاتلة تحصد مزيدا من الأرواح، إلى جانب مجازر الاحتلال الدموية.
ومن ينجو من نيران الاحتلال، لن ينجو من سلاح الجوع الذي يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدامه طيلة حربه الوحشية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وترصد "عربي21" أبرز تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على عودة مخاطر المجاعة، ومقطع فيديو يوثق كلمات عفوية خرجت من شفاه طفلة فلسطينية، علّها تجسد الخطر الحقيقي الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل صمت دولي مطبق.
المجاعة تضرب قطاع غزة من شماله إلى جنوبه !!#حسبنا_الله#غزة_الفاضحة #غزة_تُباد pic.twitter.com/IuAz5BVcVa
— أبو عمر الفاروق (@hm_press2007) November 2, 2024الجوع والفقر والخوف تحت القصف والمدافع ليس مجرد أحاسيس عابرة، بل هي تجربة قاسية يعيشها مواطنين قطاع غزة من شمالها لجنوبها. ؛ حقه في الطعام والماء.
المجاعة في الشمال لم تنتهي مناشدات من المواطنين لإنقاذهم من الموت جوعا
خلف كل بطن جائعة قصة معاناة قاسية وصعبة.
المجاعة في مل شبر في غزة الا يوجد مسلمين يسحون علي دمهمhttps://t.co/FZ6Ek3Xvn3
— Osama Khalil (@OsamaKh01034347) November 2, 2024جنوب قطاع غزة يعاني من نفاد #الطعام من الأسواق
المجاعة بدأت في اجتياح #جنوب قطاع غزة
لا يوجد غاز للطهي ولا أدنى مقومات الحياة
الوضع جدا كارثي ????
المجاعة بدأت تنتشر في وسط وجنوب قطاع #غزة بشكل كبير. الفرق مع الشمال، أن الجنوب يضُم ما يُقارب 2 مليون شخص، أغلبهم نازحين. الاستهلاك كبير والبضائع اختفت بشكل كامل. المجاعة ستكون أسرع وأصعب!
— Meqdad Jameel (@Almeqdad) November 2, 2024عودة المجاعة إلى غزة والله لولا ما يحدث في غزة لإعتزلت مواقع التواصل لكن اكره رؤية الظلم .. السكوت هو مشاركة في الجريمة هذا هو أضعف إيماني.
يوجد جمعية البركة راهي واقفة على قدم وساق #GazaStraving #Gaza_Starving #المجاعة #غزة #GazaGenocide #IsraelTerroristState pic.twitter.com/E7uJxsL8Xa
وفي وقت سابق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن المستوى الكارثي للجوع وخطر المجاعة في غزة، أمر "لا يمكن قبوله"، مشيرا إلى القيود التي يفرضها الاحتلال على تدفق المساعدات، على وقع ارتفاع وتيرة النزوح داخل القطاع.
وطالب غوتيريش بضرورة فتح البوابات الحدودية بشكل عاجل، وإزالة العقبات أمام تدفق المساعدات، منوها إلى نتائج التقرير الأخير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة، وقال إنه مثير للقلق، مؤكدا في الوقت ذاته أن المستوى الكارثي للجوع، وخطر المجاعة في غزة سببها القيود الإسرائيلية المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية.
وقيدت قوات الاحتلال عمليات دخول البضائع والمساعدات إلى قطاع غزة، خصوصا إلى مناطق الشمال التي تشهد عدوانا بريا واسعا في جباليا.
وقالت مصادر لـ"رويترز"، إن حكومة الاحتلال أوقفت النظر في طلبات يقدمها تجار لاستيراد أغذية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى تعطل عمليات وفرت خلال الأشهر الستة الماضية أكثر من نصف الإمدادات للقطاع الفلسطيني المحاصر.
ووفقا للمصادر فإنه منذ 11 تشرين الأول/ أكتوبر لم يتمكن التجار في غزة، الذين كانوا يستوردون المواد الغذائية من دولة الاحتلال ومن الضفة الغربية المحتلة، من الحصول على موافقة لإدخال بضائع جديدة، عبر آلية استحدثتها قوات الاحتلال ربيع العام الجاري.
وأظهر تحليل أن هذا التحول أدى إلى انخفاض تدفق السلع إلى غزة إلى أدنى مستوى منذ بداية الحرب، ولم ترد أي تقارير قبل ذلك عن تفاصيل توقف دخول السلع التجارية إلى غزة من قبل.
وفي الفترة من الأول إلى السادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، انخفض إجمالي تدفق الشحنات إلى غزة، سواء المساعدات أو السلع التجارية، إلى 29 شاحنة يوميا في المتوسط.
وتظهر البيانات أن هذا جاء مقارنة مع 175 شاحنة يوميا في المتوسط في الفترة من آيار/ مايو إلى أيلول/ سبتمبر، وشكلت الشحنات التجارية، وهي السلع التي يشتريها تجار محليون ويتم نقلها بالشاحنات بعد موافقة مباشرة مما يسمى "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" ثم بيعها في الأسواق في غزة، نحو 55 بالمئة من الإجمالي خلال تلك الفترة.
وقبل العدوان كان يدخل إلى غزة نحو 500 شاحنة يوميا محملة بمزيج من المساعدات والواردات التجارية، مثل الأغذية ومواد البناء والإمدادات الزراعية.
وفي وقت سابق، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن جيش الاحتلال يغلق آخر معبر في قطاع غزة منذ 179 يوما، ما أدى إلى إحكام الحصار بشكل خانق على جميع محافظات غزة.
وينذر استمرار هذه الكارثة بأزمة إنسانية عميقة، قد يروح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين، وفق ما ذكره المكتب الإعلامي.