في الوقت الذي تتواصل فيه المظاهرات المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة بالجامعات الأمريكية لليوم الثامن على التوالي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ورغم اعتقال أكثر من 150 طالبًا وأعضاء هيئة التدريس حتى الآن، يستمر الساسة والشخصيات الإسرائيلية في استفزاز المنطق ومنافاة الحقائق التاريخية عبر استخدام فزاعة "معاداة السامية" ضد العرب والمسلمين.

ومنذ نشأة الصهيونية ومن بعدها دولة الاحتلال، يتم اتهام شعوب العالم بعداء اليهود تحت ما يسمى "العداء للسامية". 

وحرصت إسرائيل منذ احتلالها الآراضي الفلسطينية على إلصاق هذه التهمة بالشعوب العربية والإسلامية.

وترجع تسمية السامية بهذا الاسم، إلى سام ابن النبي نوح -عليه السلام- وقد أطلقت هذه العبارة على مجموعة من الشعوب، الذين عاشوا في منطقة الشرق الأوسط، تحديداً في الشام والجزيرة العربية وبلاد الرافدين.

تذكر دائرة المعارف اليهودية في تعريف مصطلح "معاداة السامية" بأنه مستخدم منذ نهاية القرن التاسع عشر للإشارة إلى أي حركة منظمة ضد اليهود أو أي شكل آخر من أشكال العداء لليهود.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، اليوم الأربعاء، إن الاحتجاجات في حرم الجامعات الأمريكية "ليست معادية للسامية فحسب، بل تحرض على الإرهاب أيضا".

وكتب جالانت يوم الأربعاء: "إلى إخواننا وأخواتنا اليهود – نحن نقف إلى جانبكم. وإلى كليات الجامعات والسلطات الأمريكية – استمعوا إلى دعواتهم للجهاد. تحركوا الآن للدفاع عن الشباب اليهودي".

فيما أعلن مكتب رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون أنه سيلتقي طلابا يهود في جامعة كولومبيا اليوم لمناقشة "التصاعد المقلق لمعاداة السامية الخبيثة في حرم الجامعات الأمريكية".

في الوقت نفسه، وجه 26 من أعضاء الكونجرس الأمريكي، بقيادة شيلي مور كابيتو وتوم كوتون، رسالة إلى وزير العدل ميريك جارلاند، دعوه فيها إلى "استعادة النظام في الجامعات التي تم إغلاقها فعليا من قبل العصابات المعادية للسامية التي تستهدف الطلاب اليهود"، على حد تعبيرهم.

علي نفس النهج، زعمت ولاية نيويورك وبلديتها أن المتظاهرين المتضامنين مع الفلسطينيين بجامعة كولومبيا، "أظهروا سلوكا معاديا للسامية".

من جانبهم، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إنهم ينسقون مع الجامعات بشأن التهديدات "المعادية للسامية" والعنف المحتمل. 

وأزالت الشرطة أحد المخيمات في حرم جامعة مينيسوتا في سانت بول بعد أن طلبت منها إدارة الجامعة التحرك، مشيرة إلى انتهاكات سياسة الجامعة وقانون التعدي على ممتلكات الغير.

ورفع الطلاب المتضامنون مع فلسطين والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة شعارات تندد بالمجازر الإسرائيلية في القطاع، وتطالب بإنهاء الحرب على قطاع غزة فورا، كما رفعوا عريضة بمطالبهم تتضمن وقف التعاون بين الجامعة والجيش الإسرائيلي، مؤكدين أن 70% من طلبة الجامعة يوافقون على هذا المطلب وفقا لاستفتاء تم إجراؤه في هذا الشأن.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن المهلة التي حددتها جامعة كولومبيا بنيويورك لفض المخيم المناهض للعدوان الإسرائيلي علي غزة انقضت دون وجود علامات على تدخل الشرطة لقمع المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين.

وقالت الصحيفة إنه مع انتهاء المهلة، شرع بعض الطلاب في إزالة الخيم والتوجه نحو مباني قريبة، في حين أعلن آخرون تصميمهم على مواصلة الاعتصام.

في السياق ذاته، قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور بيرني ساندرز إن ما تخوضه إسرائيل في غزة لم يعد حربا ضد حماس وإنما للقضاء على نسيج حياة الفلسطينيين، حسب تعبيره.  

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السامية معادة السامية غزة اليهود إسرائيل فلسطين

إقرأ أيضاً:

صحفي فنلندي: هلسنكي تجاوزت كل دول البلطيق في هوس معاداة روسيا

أكد الصحفي الفنلندي كوستي هيسكانين تعليقا على نشر الخارجية الفنلندية تعليمات لمواطنيها الراغبين بالقتال كمرتزقة لصالح نظام كييف أن فنلندا تخطّت دول البلطيق في هوسها بمعاداة لروسيا.

وقال هيسكانين في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي": "هذا بالطبع إشارة مقلقة جدا، ومحاولة للنيل من روسيا، لأن مثل هذه الأمر لا يمكن أن يصدر في دول غربية أخرى، ولا يتم تشجيعه هناك. أما هنا، فيبدو أن الضوء الأخضر قد أُعطي على أعلى مستوى حكومي.. للأسف، في هوسها المعادي لروسيا، تفوقت فنلندا حتى على دول البلطيق".

وأضاف: "أود أن أنصح الفنلنديين بإنشاء مراكز للتجنيد لكي يتمكن الناس من الاصطفاف وإرسالهم إلى هناك والتضحية بهم كوقود للحرب، إذا كانوا بهذا الجنون الغريب.. يكونون بذلك قد أصبحوا أكثر أوكرانية من الأوكرانيين أنفسهم".

وكانت وزارة الخارجية الفنلندية قد نشرت على موقعها الرسمي على الإنترنت تعليمات لمواطنيها الذين يرغبون في الالتحاق بصفوف قوات نظام كييف كمرتزقة.

وحملت التعليمات التي نشرتها الخارجية الفنلندية عنوان "معلومات للمتطوعين"، حيث تطلق السلطات على المرتزقة اسم "المتطوعين" الذين يشاركون في النزاع في أوكرانيا إلى جانب القوات المسلحة الأوكرانية.

وأشارت الخارجية الفنلندية إلى أنها لا تشجع أو توصي برحلات "تطوعية" إلى أوكرانيا، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن مثل هذه الأنشطة لا يحظرها القانون الفنلندي، وقالت في بيان لها: "المشاركة كمتطوع في القوات المسلحة الأوكرانية ليست جريمة في فنلندا".

من جانبها ردت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على ما نشرته وزارة الخارجية الفنلندية، مشيرة إلى أن أصحاب القرار والموقعين على الوثيقة لم يسترشدوا بأي شيء للإقدام على خطوة كهذه سوى الكراهية لمواطنيهم والاستخفاف بمصيرهم.

وفي أكتوبر الماضي، أفادت الخارجية الروسية بأنه وصل إلى أوكرانيا، منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، نحو 15 ألف مرتزق من أكثر من 100 دولة للمشاركة في الأعمال القتالية ضد الجيش الروسي.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن دخول الخبراء والمدربين العسكريين الغربيين إلى أوكرانيا تحت ستار المرتزقة يعد تصعيدا وخطوة أخرى نحو الصراع في أوروبا والعالم بأسره.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية مرارا وتكرارا أن نظام كييف يستخدم المرتزقة الأجانب كوقود لآلة الحرب وأن القوات الروسية ستواصل سحقهم في منطقة العملية العسكرية الخاصة

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة سوهاج يكرم فريق عمل التصنيف الدولي جرين ماتركس للجامعات المستدامة
  • مجلس الدولة يودع حيثيات رفض معادلة البورد الأمريكية بماجستير الصيدلة
  • صحفي فنلندي: هلسنكي تجاوزت كل دول البلطيق في هوس معاداة روسيا
  • «عاشور» يشهد حفل تكريم الفرق الفائزة في برنامج «GENZ» بالجامعة البريطانية
  • هل يقرر ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا؟.. جدل داخلي وضغوط إسرائيلية
  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها؟
  • الزقازيق تُشَارِكُ في مهرجان «إبداع 13» لشباب الجامعات
  • الزقازيق تُشارِك في مهرجان إبداع 13 لشباب الجامعات
  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها.. عاجل
  • المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: ندين هذا التدخل وندعو جميع الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات