جسر جوي إلى أوروبا لتعويض المسار البري واستعادة 16 سوقا في القارة العجوز
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
153 مليون دينار قيمة صادرات المملكة الزراعية العام الماضي استهداف 36 سوقاً أوروبية واستعادة 16 منها
دشّنت وزارة الزراعة أمس الثلاثاء جسر شحن جوي لنقل الثمار الأردنية والفلسطينية إلى 36 سوقاً في 27 دولة أوروبية وذلك في إطار استراتيجية تسويق شمولية ونوعية.
وكانت هذه الأسواق تستورد مليون طن سنوياً من المملكة قبل تعطل الجسر البري عبر سورية منذ اشتعال الحرب في هذا البلد عام 2011 وكذلك العراق.
اقرأ أيضاً : الخصاونة يوجه بتقديم الدعم للهيئة المستقلة للانتخاب لإجراء الانتخابات
وغادرت طائرة محملة 27 طناً مخصّصة للسوق الهنغارية ضمن خطة الوزارة وذراعها التسويقية الشركة الأردنية-الفلسطينية للتوسع في الأسواق الأوروبية بمعدل رحلة يومياً بتعرفة نقل مدعومة.
وتابع وزير الزراعة خالد الحنيفات إجراءات تحميل الطائرة في مطار الملكة علياء الدولي قبل إقلاعها إلى بودابست.
وبين الحنيفات أن الوزارة وضمن محور التسويق وفتح المسارات التي تعمل على زيادة الصادرات المحلية من المنتجات الزراعية إلى الأسواق الأوروبية، خاصة في ظل الأزمات التي أدت إلى إغلاق الحدود وتعطيل الطرق البرية، إضافة إلى أزمة الشحن الإقليمية والدولية.
وقال إن الوزارة عملت من خلال شركة التسويق الزراعي (جباكو) وبالشراكة مع الملكية الأردنية على تشغيل طائرة شحن جوي لنقل المنتجات الزراعية المحلية إلى الأسواق الأوروبية برحلات يومية منتظمة وبأسعار مدعومة تتيح للصادرات الأردنية المنافسة في الأسواق العالمية بالجودة والسعر المناسب، وخاصة المنتجات الحساسة للتخزين والنقل.
وأشار الحنيفات إلى أن المؤشرات للعام 2023 قد بينت ارتفاع الصادرات إلى 158 مليون دينار وذلك وفق خطة عمل الوزارة مع انخفاض للصادرات بمقدار 432 مليون دينار مما أدى لزيادة النمو إلى 5.8 بالمئة وذلك نتاج لخطط الوزارة في ملف التصدير والأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة الملكية الأردنية المهندس سامر المجالي دعم الجهود الوطنية لجعل الأردن مركزًا لوجستيًا في المنطقة بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي، وزيادة حصة الملكية الأردنية في سوق الشحن الإقليمي والدولي، مضيفًا أن الملكية الأردنية تتطلع بتفاؤل إلى الانتهاء من مشروع تحديث وتوسعة مبنى خدمات الشحن الجوي الجديد المؤتمت بالكامل، والذي سينعكس بشكل إيجابي على دعم استراتيجية الملكية الأردنية لتصبح عمان محوراً مركزياً للشرق الأوسط وبوابة تجارية لهذا الإقليم.
من جانبه، أشار مدير عام الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية علاء الدين أبو الخير إلى أن الشركة تعمل وفق خطة منظمة ومسارات تسويقية لتوفير المنتج المحلي بشكل دائم في الأسواق الأوروبية، خاصة وأنها عملت على استعادة وفتح 36 سوقاً أوروبية وعالمية خلال العام الماضي، مما يتيح الفرصة لزيادة الصادرات وزيادة المحاصيل التعاقدية مع المزارعين حسب الطلب من هذه الأسواق، بالإضافة إلى دعم الصادرات، وهو ما عملت عليه وزارة الزراعة على زيادة منافسة المنتج المحلي في الأسواق الخارجية.
وتسعى وزارة الزراعة إلى حفز جميع المصدرين المؤهلين لاستهداف أسواق جديدة عبر الشحن الجوي لرفع قيمة صادرات المملكة الزراعية المقدرة ب 153 مليون دينار في 2023.
ويعاني الأردن من إغلاق 75 % من حدوده البرية منذ 15 عاما، ما أدى إلى خسارته 16 سوقاً أوروبية، علما أن القارة العجوز كانت تستورد مليون طن من المنتجات الأردنية سنويا، انخفضت إلى أقل من النصف بعد إغلاق الممر البري الوحيد عبر سورية والعراق.
وذكر أبو الخير أن الشركة تعمل وفق خطة منظمة ومسارات تسويقية لإيصال المنتج المحلي بشكل دائم في الأسواق الأوروبية، بخاصة مع صعوبة التصدير البري في ظل اغلاق الحدود التركية واستعادة 16 سوقاً أوروبية وعالمية خلال العام الماضي
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: وزير الزراعة وزارة الزراعة أوروبا سوريا العراق الأسواق الأوروبیة الملکیة الأردنیة ملیون دینار فی الأسواق
إقرأ أيضاً:
الأسواق المالية بعد ترامب: تراجع كبير بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 وازدهار في أوروبا
نشرت صحيفة "ال كونفيدينسيال" تقريرًا حول تراجع حماس الأسواق عقب وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة؛ حيث اتجه مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للإغلاق، الاثنين، دون مستوى 5,712 نقطة الذي كان عليه قبل إعلان فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية الماضية.و"ناسداك 500" بنسبة 12 بالمئة.
ويعني ذلك أن أكثر من أربع تريليونات دولار من رأس المال الذي جمعته "وول ستريت" في أقل من شهر قد تلاشت الآن نتيجة للارتباك السائد بين المستثمرين بشأن تحركات الرئيس الأمريكي. وفي أقل من ثلاثة أسابيع، تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة تزيد عن 9 بالمئة، فيما شهد مؤشر "ناسداك 100" تراجعًا بنسبة 12 بالمئة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن التراجع الكبير في البورصة الأمريكية يتناقض بشكل لافت مع الأداء الجيد للأسواق الأوروبية. ورغم المخاوف الأولية من فوز ترامب، استطاعت الأسواق الأوروبية إعادة ترتيب مسارها؛ فبعد ما يقارب من أربعة أشهر على الانتخابات، سجل مؤشر "يورو ستوكس 50" مكاسب بنسبة 11.15 بالمئة، بينما حقق مؤشر "إيبكس 35" نفس النسبة، في حين سجل مؤشر "داكس" الألماني، الأكثر ارتفاعًا في هذه الفترة، زيادة بنسبة 17.47 بالمئة.
بينت الصحيفة أن الفروق في الاتجاهات بين "وول ستريت" وأوروبا ترجع إلى عدة عوامل. من جهة، تعاني "وول ستريت" من ضعف في القطاع التكنولوجي، المحرك الرئيسي لتقدمها، بعد ظهور شركة "ديب سيك"، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم افتراضاتهم بشأن الذكاء الاصطناعي. في المقابل، استفادت أوروبا من بيئة سوق مواتية للقطاع المصرفي، بفضل التوقعات بعدم انخفاض أسعار الفائدة كما كان يُفترض. كما أن الصناعة المالية تؤثر بشكل أكبر على مؤشرات الأسواق في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن البورصة الأمريكية وصلت إلى مستويات تقييم مرتفعة، مما دفع المستثمرين للبحث عن خيارات أرخص في أسواق أخرى مثل البورصة الأوروبية ومؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ. كما أن التوقعات باتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا قد يكون مفيدًا للاقتصاد الأوروبي، من خلال عودة تدفقات الطاقة وبدء خطط إعادة الإعمار في أوكرانيا.
تغيير وجه "الترامبية"
قالت الصحيفة إنه من المهم الإشارة إلى أن العديد من العوامل التي تؤثر على الأسواق كانت موجودة بالفعل في نهاية العام الماضي، باستثناء تأثير شركة "ديب سيك"، الذي لا يزال غير واضح. في تلك الفترة، كان من الواضح بين الخبراء أن "وول ستريت" كانت "محكومة" بمواصلة قيادة الأسواق العالمية، دون وجود بديل لهيمنتها.
ومع ذلك، في تطور غير متوقع للأسواق على جانبي الأطلسي في الأشهر الأخيرة، أصبح من المستحيل تجاهل رد فعل المستثمرين تجاه السياسات التي تبنتها إدارة ترامب؛ حيث بدا أن المستثمرين يستنتجون بشكل متزايد أن الولايات المتحدة لا تمتلك الأفضلية الواضحة.
وأوضحت الصحيفة أن عدوانية الرئيس الأمريكي التجارية وميوله لاستخدام التعريفات الجمركية لم تكن مفاجئة تمامًا للسوق، ولكن كانت هناك رؤية "لطيفة" سائدة تربط خطابه الحماسي ببرنامج أكثر تطورًا لإعادة تعريف العلاقات التجارية. إلا أن هذا المفهوم تعرض لضغوط كبيرة في الأسابيع الأخيرة بسبب حجم تهديداته الجمركية وتناقض قراراته، التي تجلت في استثناءات وتأخيرات على التدابير المعلنة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن سياسات ترامب تبقي على فكرة أن الحرب التجارية لا تزال جزءًا من المفاوضات، فإن حالة عدم اليقين بشأن تطبيق هذه السياسات بدأت تؤثر سلبًا على البيئة الاقتصادية الأمريكية، مما يعزز من خطر الركود الذي لم يكن متوقعًا حتى في السيناريوهات الأكثر تشاؤمًا. ومع استمرار هذا الغموض، أصبح المستهلكون والشركات أكثر حذرًا بشأن المستقبل، ما أدى إلى تقليص الإنفاق والاستثمارات، وسط حالة من "الارتباك والدهشة والخوف".
وأضافت الصحيفة أن أوروبا استفادت من التهديدات التي يمثلها ترامب، سواء من خلال تأثير التعريفات الجمركية المباشرة أو الرسوم المفروضة على مناطق أخرى مثل الصين، ما دفعها إلى تبني مسار مالي جديد بقيادة ألمانيا، مما أثار بعض التفاؤل بشأن انتعاش المنطقة.
واستعرضت الصحيفة العديد من التساؤلات حول نجاح المخطط الألماني، وسرعته في التنفيذ، وتأثيره على الاقتصاد، وقدرة الدول الأوروبية الأخرى على اتباعه. رغم ذلك، يبدو أن المستثمرين يقدرون تحرك المنطقة في الاتجاه الصحيح، بينما تواجه الولايات المتحدة تحديات معقدة في إعادة تشكيل علاقاتها الاقتصادية والجيوسياسية، مما يثير شكوكًا أكثر من الآمال.
وقالت الصحيفة إن "الاستثنائية الأمريكية"، التي كانت الموضوع الرئيس منذ انتخاب ترامب في تشرين الثاني/ نوفمبر، قد تعرضت لانتكاسة واضحة، مما يعزز من فرضية تراجع القوة الناعمة الأمريكية. ووفقًا لخبراء "ناتيكسيس"، فإن ترامب ليس المسؤول الوحيد عن هذا التدهور، بل يبدو أن وعد النهوض الذي كان قد وعد به قد بدأ يتلاشى.
هل السوق حساس للتوترات المالية؟
وذكرت الصحيفة أنه يمكن القول إن الأسواق نادرًا ما تُظهر هذا العمق في تفكيرها حول القضايا الاقتصادية غير الواضحة، لكن كما يُحذر، بدأت بالفعل في استخدام حجج قصيرة الأجل للتعبير عن استيائها من سياسات ترامب. وتشير المراجعات إلى تقليص توقعات أرباح شركات "ستاندرد آند بورز 500" للربع الأول من 2025 إلى مستويات أعلى من المتوسط التاريخي، بسبب حالة عدم اليقين التجاري.
وأضافت الصحيفة أن ترامب غالبًا ما يُشار إليه كونه حساسًا لتطورات الأسواق، مما قد يدفعه لإلغاء أي تحركات تضر بالأسواق المالية. ويرى البعض أن رد فعل المستثمرين قد يكون محاولة مبالغا فيها لدفعه لتصحيح المسار. هذه المحاولة قد تحتاج إلى وقت أطول، كما يحذر جيريمي شوارتز من "نومورا" قائلاً: "تاريخ فترة ولاية ترامب الأولى يشير إلى تسامح نسبي مع ضعف سوق الأسهم".
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إنه في غياب رد فعل مناسب، قد يستمر المستثمرون في البحث عن فرص في أسواق أخرى، مثل السوق الأوروبية. والخوف هو أنه إذا انتهت الولايات المتحدة إلى الدخول في إعادة تشكيل جذرية للسيناريو الاقتصادي العالمي، فقد لا يكون هناك سوق خالية من الاضطرابات، كما أنه من المؤكد أن حماس الأسواق مع وصول دونالد ترامب أصبح شيئًا من الماضي.