RT Arabic:
2025-03-10@03:59:19 GMT

تاكر كارلسون: "لا يوجد دليل" على نظرية التطور لداروين

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

تاكر كارلسون: 'لا يوجد دليل' على نظرية التطور لداروين

أثار الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون غضبا عارما بين العلماء بتصريح مريب حول "عدم صحة" نظرية التطور لداروين.

وقال كارلسون، في بودكاست المذيع جو روغان: "لا يوجد دليل على التطور. في الواقع، أعتقد أننا تخلينا عن نظرية التطور كما أوضحها داروين. إنها غير صحيحة نوعا ما".

وزعم أيضا أنه "لا يوجد دليل على أن الناس تطوروا بسلاسة من كائن وحيد الخلية".

وبدأت المحادثة حول التطور بتعليق مرتجل من روغان: "إذا كان التطور حقيقيا"، ليقاطعه كارلسون ويسأل: "هل هو حقيقي؟".

وأجاب روغان على الفور: "لا أعرف. لكنه مرئي. يمكنك قياسه في حيوانات معينة".

وقال كارلسون: "لا يوجد أي دليل على الإطلاق، لا شيء "صفر". لا توجد سلسلة في السجل الأحفوري تشير إلى ذلك".

وأضاف: "تسمع الناس يشيرون إلى التطور لأن نظرية التكيف صحيحة بشكل واضح. لكن نظرية داروين غير صحيحة تماما، ولهذا السبب لا تزال نظرية، بعد مرور 200 عام تقريبا".

إقرأ المزيد حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في جسم حي واحد

ثم سأله روغان عن نظرياته حول هذه المسألة، ليجيب كارلسون: "الله خلق الناس والحيوانات بشكل واضح". دون إصداره تصريحات علنية عن إيمانه، لكنه يميل إلى دعم الأفكار المسيحية.

وعلّق بعض العلماء على تصريحات كارلسون، مشيرين إلى أنه أخطأ في تفسير ماهية النظرية العلمية، وأن تعليقاته تتجاهل العديد من الأدلة التي تدعم نظرية التطور.

وكتب عالم النفس الإكلينيكي، جوناثان ستيا، في موقع X: "العديد من النظريات العلمية راسخة لدرجة أنه من غير المرجح أن يغيرها أي دليل جديد. على سبيل المثال: التطور".

وأوضح الخبراء أن داروين درس التطور لدى بعض الحيوانات خلال رحلته الشهيرة إلى جزر غالاباغوس في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حيث كانت الطيور التي جمعها مختلفة تماما عن بعضها البعض.

Tucker Carlson says there is 'no evidence' for Darwin's theory of evolution - and even his friend and boss Elon Musk says he doesn't agree https://t.co/FcqIFsly4dpic.twitter.com/3mN1JC8CK7

— Daily Mail Online (@MailOnline) April 23, 2024

وخلص داروين إلى أن شيئا ما تغير لدى الطيور عندما هاجرت إلى بيئات جديدة في جميع أنحاء جزر غالاباغوس.

ومع تكيفها مع بيئاتها الجديدة، طور كل نوع جديد سمات جسدية تناسب استمراره.

الجدير بالذكر أنه لم يتم العثور على سجلات أحفورية توضح كل مرحلة في السلسلة التطورية، لكن العديد من الخبراء يقولون إن ذلك بسبب صعوبة تتبع الحياة الميكروبية.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بحوث عالم الحيوانات غرائب لا یوجد

إقرأ أيضاً:

الوهم التراكمي: هل الوعي الجمعي محض تكرار بأدوات أكثر تعقيدًا؟

إذا كان التطور، في جوهره، آلية صماء تحكمها المصادفة والضرورة كما قال جاك مونو، فهل يمكننا أن نقول الشيء ذاته عن تطور الوعي الجمعي؟ هل تصاحبه ذات الحتميات التي تسوق الكائن البيولوجي نحو أشكال أكثر تعقيدًا؟ أم أن الوعي يسبح في مدار مستقل، متحررًا من تلك الآليات؟
إن كان هناك ارتباط بين التطور البيولوجي والتطور الفكري، فلماذا نجد أنماطًا فكرية واجتماعية بدائية لا تزال قائمة حتى اليوم، رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل؟

حين تحدث داروين عن التطور، لم يكن يطرح مجرد سردية علمية حول التغيرات التي تطرأ على الكائنات عبر العصور، بل كان يؤسس لإطار كوني يحكم كل أشكال الحياة. الجينات الطافرة، والانتقاء الطبيعي، والظروف البيئية الحاسمة، كلها عناصر ترسم خريطة الصعود والهبوط في مسيرة الكائنات الحية. ولكن، هل ينطبق ذلك على الأفكار والمعتقدات والأنساق الاجتماعية؟
إذا كان الدماغ البشري قد تطور ليستوعب أنماطًا أكثر تعقيدًا من التفكير والتأمل، فلماذا لا نشهد تطورًا موازيًا في السلوكيات الجماعية بنفس الوتيرة؟ بل لماذا تبدو بعض المجتمعات وكأنها تعود إلى أنماط تفكير بدائية، رغم تراكم المعرفة؟

إن كان العقل وليد الدماغ، وكان الدماغ منتجًا بيولوجيًا خاضعًا لقوانين التطور، فمن الطبيعي أن نسأل: هل تتطور الأفكار والمعتقدات كما تتطور الكائنات؟ أم أن الوعي الجمعي، بكل تجلياته السياسية والثقافية، محكوم بمنطق مختلف، أكثر تعقيدًا، وربما أكثر عبثية؟
إذا كان الفكر البشري محكومًا بعملية انتقاء شبيهة بالانتقاء الطبيعي، فلماذا تستمر بعض الأفكار الرجعية والقمعية في البقاء رغم عدم فائدتها الواضحة؟ ألا يفترض بالتطور الفكري أن يعمل على تصفيتها لصالح أنساق فكرية أكثر تقدمًا؟ أم أن الأفكار، على عكس الكائنات الحية، لا تخضع تمامًا للانتقاء الطبيعي، بل تُعاد برمجتها وفق ضرورات سياسية واقتصادية؟

إن ما بعد الحداثة، بتهكمها العميق على السرديات الكبرى، تجعلنا نتساءل: هل الوعي الجمعي يتطور حقًا، أم أنه يعيد إنتاج نفسه في أشكال جديدة، بينما يبقى الجوهر ثابتًا؟
إن المجتمعات البشرية، رغم كل ما شهدته من “تقدم”، ما زالت تعيد إنتاج ذات الأنماط القمعية، ذات الانقسامات البدائية، ذات النزعات البدائية نحو العنف والسيطرة والخرافة. فهل نحن نتطور، أم أننا ندور في دوائر وهمية؟
في هذا السياق، نجد أن الديمقراطية، مثلًا، تُقدَّم لنا باعتبارها تتويجًا لمسار طويل من التطور السياسي، لكنها قد تكون في جوهرها إعادة تشكيل لأشكال قديمة من السلطة تحت مسميات جديدة.
الإنسان الحديث، رغم ثورة المعلومات والتكنولوجيا، ليس بالضرورة أكثر وعيًا من الإنسان الذي عاش في أثينا قبل ألفي عام. ربما تغيرت الأدوات، لكن هل تغيّر الإدراك؟ أم أن وعيه أصبح مجرد انعكاس جديد لآليات السيطرة والتطبيع التي فرضها النظام الرأسمالي، كما يرى فوكو ودريدا؟

لعل أبرز ما يجعل مسألة تطور الوعي الجمعي معقدة هو أن الأفكار لا تُختبر بنفس القسوة التي يختبر بها الانتقاء الطبيعي صلاحية الجينات. في علم الأحياء، الكائن غير القادر على التكيف يختفي ببساطة، لكن في عالم الأفكار، يمكن للخرافة أن تعيش جنبًا إلى جنب مع العلم، ويمكن للأيديولوجيا أن تتجدد حتى بعد أن يثبت فشلها. هنا يتضح أن التطور الفكري لا يتبع نفس المنطق الذي يتبعه التطور البيولوجي. هناك آليات أخرى تلعب دورها، مثل السلطة، الإعلام، الاقتصاد، والدين، وجميعها تسهم في إعادة إنتاج الأفكار بدلًا من السماح لها بالانقراض الطبيعي.

إذا كان هناك عامل يمكن أن يدفعنا للقول بأن الوعي الجمعي يتطور، فهو التكنولوجيا. لكنها تطرح معضلة فلسفية: هل التكنولوجيا تطور في الوعي، أم أنها مجرد تضخيم لقدراتنا البيولوجية دون أن تمس جوهر إدراكنا للعالم؟ هل الإنترنت جعلنا أكثر وعيًا، أم أنه صنع وهمًا بالمعرفة، بينما أغرقنا في الضوضاء المعلوماتية؟
هنا، نجد أن الثورة الرقمية، رغم وعودها بتحرير المعرفة، ربما تكون قد خلقت شكلًا جديدًا من العبودية الفكرية، حيث يُعاد تشكيل العقول من خلال الخوارزميات، وتتحكم الرأسمالية الرقمية في تدفق الأفكار بطرق غير مسبوقة.
هل نحن إذن أمام وعي متطور، أم أمام نسخة أكثر تعقيدًا من التلقين الجماعي؟

التحولات الرقمية لم تأتِ فقط بمزيد من المعلومات، بل جاءت أيضًا بقدرة أكبر على التلاعب بالعقول وتوجيه الإدراك الجمعي. في السابق، كانت الأيديولوجيات تفرض نفسها من خلال الدولة و المنابر الدينية، أما اليوم، فهي تُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتحول الحقيقة إلى مجرد وجهة نظر وسط ضجيج لا ينتهي. هل هذا تطور؟ أم أنه مجرد إعادة إنتاج لفكرة “التحكم في الوعي”، لكن بأساليب أكثر ذكاءً؟

نيتشه كان سيضحك ساخرًا من فكرة أن الإنسان “يتطور” نحو حالة وعي أرقى، فهو يرى أن كل محاولة لتصوير التقدم العقلي كحتمية تطورية ما هي إلا امتداد للوهم الديني الذي جعل الإنسان يعتقد أنه محور الكون.
ربما ما يحدث ليس تطورًا، بل تراكبًا معقدًا للمعرفة، يجعلنا نظن أننا نتحسن بينما نحن في الحقيقة نعيد تدوير نفس التساؤلات والأزمات. ولو نظرنا إلى التاريخ، لوجدنا أن الأسئلة الوجودية الكبرى التي طرحها الإغريق ما زالت قائمة اليوم، وإن اختلفت لغتها. هل يعني ذلك أن الوعي الجمعي عالق في نقطة معينة، يعيد تشكيل نفسه باستمرار دون أن يتحرك فعليًا نحو “أعلى”؟

وإذا كان هناك تطور في الوعي الجمعي، فهو ليس خطيًا، وليس بالضرورة تصاعديًا. قد يكون تطورًا في “الأدوات”، لكنه ليس تطورًا في “الفهم”. وهنا، نعود إلى السؤال الأساسي: هل نحن، كبشر، نتطور في وعينا بقدر ما نتطور في أجسادنا؟ أم أن وعينا الجمعي، مهما تغيرت أشكاله، محكوم بديناميكيات أزلية لا يمكن تجاوزها؟

ربما الإجابة ليست في العلم، ولا في الفلسفة، بل في اللحظة التي يتأمل فيها الإنسان نفسه، ويدرك أن كل ما يراه حوله، مهما بدا معقدًا، قد يكون مجرد نسخة جديدة من القديم، بواجهة أكثر حداثة، ولكن بجوهر لم يبارح مكانه منذ الأزل. أو ربما، وللمفارقة، يكون التطور الوحيد الذي شهدناه هو قدرتنا المتزايدة على خداع أنفسنا بأننا نتطور.

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة: التكنولوجيا تغيّر جوانب حياتنا
  • المفتي: تمكين المرأة ضرورة حضاريةٌ تفرضها سُنن التطور
  • الوهم التراكمي: هل الوعي الجمعي محض تكرار بأدوات أكثر تعقيدًا؟
  • السيسي: جميع السلع الاستراتيجية متوفرة ولا يوجد احتياطي أقل من 4 أشهر