بعد الأمطار غير المسبوقة.. تحرك إماراتي بـ 544 مليون دولار
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
قال رئيس وزراء الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأربعاء، إن مجلس الوزراء أقر ملياري درهم (544.60 مليون دولار) لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم جراء السيول والأمطار التي تعرضت لها البلاد في الآونة الأخيرة.
وكتب الشيخ محمد بن راشد على منصة "إكس" أنه "تم تكليف لجنة وزارية بمتابعة هذا الملف وحصر أضرار المساكن وصرف التعويضات بالتعاون مع بقية الجهات الاتحادية والمحلية".
وأشار إلى أن "ما حدث من حالة جوية استثنائية في الدولة كان خيرا لنا .. حيث امتلأت السدود.. وامتلأ المخزون الجوفي المائي.. وتعلمنا دروسا كبيرة في التعامل مع الأمطار الشديدة في مدننا المتقدمة".
وفي مجلس الوزراء اليوم أقررنا مبلغ 2 مليار درهم لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم وتم تكليف لجنة وزارية بمتابعة هذا الملف وحصر أضرار المساكن وصرف التعويضات بالتعاون مع بقية الجهات الاتحادية والمحلية.
وشكلنا في مجلس الوزراء أيضاً اليوم لجنة لحصر أضرار السيول… pic.twitter.com/1ZzoJ8Xleg
وبعد أسبوع على تساقط أمطار قياسية في الإمارات، لا يزال العديد من السكان خارج منازلهم الغارقة في المياه مع استمرار جهود التنظيف في بعض المناطق، في حين عادت الحركة في مطار دبي إلى وضعها الطبيعي.
وهطلت الأسبوع الماضي أمطار غزيرة بكميات لم تشهدها الإمارات منذ 75 عاما وأحدثت فيضانات في الطرقات والمنازل في كافة أنحاء البلاد ما تسبب بشلل على مدى أيام مع انقطاع طرق كثيرة نتيجة تجمع مياه الأمطار ما حال دون وصول موظفين كثر إلى عملهم وتوقف خدمات التوصيل المنزليّ والمترو وسيارات الأجرة وخلو رفوف الخضار والفاكهة في المتاجر نتيجة تعذّر عمليات التسليم.
وفُتحت معظم الطرق وعادت الحياة إلى طبيعتها في معظم أنحاء البلاد واستعاد مطار دبي وهو الأكثر ازدحاما في العالم بالمسافرين الدوليين، عملياته بشكل طبيعي.
ولقي ثلاثة أشخاص من الفلبين مصرعهم، بينهم امرأتين اختنقتا داخل سيارتهما خلال الفيضان، ومات رجل عندما سقطت سيارته في حفرة وغرق، وفقا لبيان صادر من وزارة العمال المهاجرين الفلبينية.
وعادة ما تشهد الإمارات كميات قليلة من الأمطار بسبب مناخها الصحراوي. لكن عاصفة ضخمة هبت عبر البلاد المشكلة من 7 إمارات.
وبحلول مساء الثلاثاء، هطل أكثر من 142 ملليمترا من الأمطار فوق دبي خلال 24 ساعة. يشهد العام في المتوسط هطول 94.7 ملليمترا من الأمطار فوق مطار دبي الدولي. وتشهد مناطق أخرى من البلاد كميات أقل منها.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
كتب الدكتور عزيز سليمان استاذ السياسة و السياسات العامة
في زمن يتداخل فيه الدخان الأسود برائحة البارود، وتصدح فيه أنين الأطفال وسط خرائب المستشفيات والمدارس و محطات الكهرباء و المياه ، يبدو السودان كلوحة مأساوية رسمها الجشع البشري. لكن، يا ترى، من يمسك بالفرشاة؟ ومن يرسم خطوط التدمير الممنهج الذي يستهدف بنية تحتية سودانية كانت يومًا ما عصب الحياة: محطات الكهرباء التي كانت تضيء الدروب، والطرق التي ربطت المدن، ومحطات مياه كانت تنبض بالأمل؟ الإجابة، كما يبدو، تكمن في أجنحة الطائرات المسيرة التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد قنابل؛ إنها تحمل مشروعًا سياسيًا وجيوسياسيًا ينفذه الجنجويد، تلك المليشيا التي فقدت زمام المبادرة في الميدان، وانكسرت أمام مقاومة الشعب السوداني و جيشه اليازخ و مقاومته الشعبية الصادقة، فاختارت أن تُدمر بدلاً من أن تبني، وتُرهب بدلاً من أن تقاتل.
هذا النهج، يا اهلي الكرام، ليس عبثًا ولا عشوائية. إنه خطة مدروسة، يقف خلفها من يدير خيوط اللعبة من الخارج. الجنجويد، التي تحولت من مجموعة مسلحة محلية إلى أداة في يد قوى إقليمية، لم تعد تعمل بمفردها. الطائرات المسيرة، التي تقصف المدارس والمستشفيات، ليست مجرد أدوات تكنولوجية؛ إنها رسول يحمل تهديدًا صامتًا: “إما أن تجلسوا معنا على طاولة المفاوضات لننال حظنا من الثروات، وإما أن نجعل من السودان صحراء لا تحتمل الحياة”. ومن وراء هذا التهديد؟ الإجابة تلوح في الأفق، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي باتت، بحسب الشواهد، الراعي الأول لهذه المليشيا، مستخدمةً مرتزقة من كل أنحاء العالم، وسلاحًا أمريكيًا يمر عبر شبكات معقدة تشمل دولًا مثل تشاد و جنوب السودان وكينيا وأوغندا.
لكن لماذا السودان؟ الجواب يكمن في ثرواته المنهوبة، في أرضه الخصبة، ونفطه، وذهبه، ومياهه. الإمارات، التي ترى في السودان ساحة جديدة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، لم تتردد في استغلال الخلافات الداخلية. استخدمت بعض المجموعات السودانية، التي أُغريت بوعود السلطة أو خدعت بذريعة “الخلاص من الإخوان المسلمين”، كأدوات لتفكيك النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. لكن، هل هذه الذريعة الدينية أو السياسية كافية لتبرير تدمير أمة بأكملها؟ بالطبع لا. إنها مجرد ستار يخفي وراءه طمعًا لا حدود له.
الجنجويد، التي انهزمت في المعارك التقليدية، لجأت إلى استراتيجية الإرهاب المنظم. الطائرات المسيرة ليست مجرد أسلحة؛ إنها رمز لعجزها، ولكن أيضًا لدعمها الخارجي. فكل قصف يستهدف محطة كهرباء أو طريقًا أو مصدر مياه، هو رسالة موجهة إلى الحكومة السودانية: “لن نوقف حتى تجلسوا معنا”. لكن من يجلسون حقًا؟ هل هي الجنجويد وحدها، أم القوات المتعددة الجنسيات التي تجمع بين المرتزقة والمصالح الإماراتية؟ أم أن الجلسة ستكون مع الإمارات نفسها، التي باتت تتحكم في خيوط اللعبة؟ أم مع “التقدم”، ذلك الوهم الذي يبيعونه على أنه مخرج، بينما هو في الحقيقة استسلام للعدوان؟
هنا، يجب على الحكومة السودانية أن تتذكر أنها ليست مجرد ممثلة لنفسها، بل هي وكيلة عن شعب دفع ثمن أخطاء الحرية والتغيير، وأخطاء الإخوان المسلمين، وأخطاء السياسات الداخلية والخارجية. الشعب السوداني، الذي قاوم وصبر، يطالب اليوم بموقف واضح: موقف ينبع من روحه، لا من حسابات السلطة أو المصالح الضيقة. يجب على الحكومة أن تتحرى هذا الموقف، وأن تعيد بناء الثقة مع شعبها، بدلاً من الاستسلام لضغوط خارجية أو داخلية.
ورأيي الشخصي، أن الحل لا يبدأ بالجلوس مع الجنجويد أو راعيها، بل بفك حصار الفاشر، وتأمين الحدود مع تشاد، ورفع شكاوى إلى محكمة العدل الدولية. يجب أن تكون الشكوى شاملة، تضم الإمارات كراعٍ رئيسي، وتشاد كجار متورط، وأمريكا بسبب السلاح الذي وصل عبر شبكات دول مثل جنوب السودان وكينيا وأوغندا. كل هذه الدول، سواء من قريب أو بعيد، ساهمت في هذا العدوان الذي يهدد استقرار إفريقيا بأكملها.
في النهاية، السؤال المرير يبقى: مع من تجلس الحكومة إذا قررت الجلوس؟ هل مع الجنجويد التي أصبحت وجهًا للعنف، أم مع القوات المتعددة الجنسيات التي لا وجه لها، أم مع الإمارات التي تختبئ خلف ستار الدعم الاقتصادي، أم مع “صمود” التي يبدو وكأنها مجرد وهم؟ الإجابة، كما يبدو، ليست سهلة، لكنها ضرورية. فالسودان ليس مجرد ساحة للصراعات الإقليمية، بل هو تراب يستحقه اهله ليس طمع الطامعين و من عاونهم من بني جلدتنا .
quincysjones@hotmail.com